ورواه أونعيم في (الحلية1/ 211) من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد (زعموا) أنه الخدري. وهذا من خدع عطية الذي كان يروي عن أبي سعيد الكلبي الكوفي الكذاب وظن كثيرون أنه له صحبة بأبي سعيد الخدري. وعطية أحاديثه ليست نقية فكن منها على تقية. وهوضعيف متشيع كما صرح به جمع من أهل العلم كالنووي وغيره.
أعطيت في علي خمس خصال _ أوخمساً لم يعطها نبي في أحدٍ من قبلي
أما حديث علي نفسه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أعطيت في علي خمس خصال _ أوخمساً لم يعطها نبي في أحدٍ من قبلي , أما الأولى فإنه يقضي ديني ويواري عورتي , وأما الثانية فإنه الذائد عن حوضي, وأما الثالثة فإنه متكأة لي في طريق المحشر يوم القيامة , وأما الرابعة فإن لوائي معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد , وأما الخامسة فإني لا أخشي أن يكون زانياً بعد إحصان ولا كافراً بعد إيمان. فقد أخرجه العقيلي في (الضعفاء) (2|22) وعنه نقله ابن عراق الكناني في (تنزيه الشريعة) (1|41) من طريق خلف بن المبارك عن شريك عن أبى إسحاق عن الحارث عن علي. ونقله بإسناد العقيلي هذا أيضا الذهبي في الميزان (1/ 661 - 662)، وعلته في خلف بن المبارك هذا فهو مجهول لا يعرف , قال العقيلي عنه: (مجهول بالنقل ولا يتابع على حديثه من وجه يثبت وليس للحديث أصل عن أبي إسحاق ولا عن شريك , وقد جاء بإسناد لين).وفيه علة أخرى تتمثل في الحارث , وهوالأعور وهو ضعيف جدا وقد اتهم, وقد فصلنا حاله ضمن الرواة المئة برقم (19).وقد حكم بوضع هذا الحديث وسقوط ابن الجوزي في (العلل المتناهية) (1|243) , والذهبي في (المغني في الضعفاء) (1|212) وغيرهما.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري لكنه لا يفرح به , إذ هو من طريق محمد بن عبد الرحمن القشيري ثنا عبد الملك بن ابي سليمان عن عطية عن أبي سعيد. أخرجه أبونعيم في (الحلية) (1|211_212) وهو مكذوب أيضاً, فمحمد بن عبد الرحمن القشيري كذبوه , قال أبوحاتم: متروك الحديث كان يكذب في الحديث , وقال أبوالفتح الأزدي: كذاب متروك الحديث _ كما ترجمته من (الميزان) و(التهذيب) وغيرهما _. وفيه علة أخرى دون هذه وهي تدليس عطية _وهو العوفي _ إذ كان يدلس تدليساً خبيثاً , كان يأتي محمد بن السائب الكلبي وهومتهم بالكذب فيحدث عنه ويكنيه أبا سعيد يوهم أنه الخدري الصحابي , وقد مر ذلك كثيراً. فبطل بذلك الحديث وبات كذبه ولله الحمد.
وآخرذلك ما نقله من ابن سعد (2|291) أن علياً قال حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد وهوإمامكم حياً وميتاً... ثم ذكر تتمته بأن علياً كان يدعووالناس يؤمنون على دعائه. وهوضعيف ساقط أيضا كما يتضح من مراجعة إسناده , فقد رواه ابن سعد عن شيخه الواقدي المار ذكره وأنه متروك لا يحتج به , هذا فضلاً عن أن ابن سعد كان قد روى قبل ذلك (2|29) من طريق الواقدي أيضاً تلك الحادثة غير أن فيها أن أبا بكر وعمر كانا يدعوان والناس يؤمنون على دعائهما , ومع أنها لا تثبت لكنها بالقبول مثل التي احتج بها صاحب المراجعات هذا , مما يثبت أنه يطلب ما يوافق هواه لا التحقيق العلمي النزيه ,إنا لله وإنا أليه راجعون.
وما سوى ذلك مما مر في هامشه هذا لم نتعرض له لأنه لا يثبت أكثر مما قلناه من أن علياً رضي الله عنه ممن غسل رسول الله صلى عليه وسلم وكفنه ودفنه من دون عهد من النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , وكل ما فيه ذكر التوصية والعهد بذلك من النصوص ذكرناه وبينا ضعفه فيما سبق.
اعطيت في علي خمسة
قال الامام احمد : " 1127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ قثنا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ فِي عَلِيٍّ خَمْسًا، هُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا: أَمَّا وَاحِدَةٌ، فَهُوَ تُكَايَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ، فَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِهِ، آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنْ وُلِدَ تَحْتَهُ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ، فَوَاقِفٌ عَلَى عُقْرِ حَوْضِي يَسْقِي مَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّتِي، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ، فَسَاتِرٌ عَوْرَتِي وَمُسَلِّمِي إِلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ، فَلَسْتُ أَخْشَى عَلَيْهِ أَنْ يَرْجِعَ زَانِيًا بَعْدَ إِحْصَانٍ، وَلَا كَافِرًا بَعْدَ إِيمَانٍ " اهـ.[1]
هذا الحديث فيه علتان :
1 – الحسين بن عبيد الله العجلي. متهم بوضع الحديث , قال الامام الذهبي : " 1543 الْحُسَيْن بن عبيد الله الْعجلِيّ عَن مَالك كَانَ مِمَّن يضع الحَدِيث " اهـ.[2]
وقال الامام ابن الجوزي : " 895 - الْحُسَيْن بن عبيد الله أَبُو عَليّ الْعجلِيّ حدث عَن مَالك قَالَ ابْن عدي يشبه أَن يكون مِمَّن يضع الحَدِيث وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يضع الحَدِيث " اهـ.[3]
2 – عطية العوفي ضعيف .
قال الامام النسائي : " (481) عطية العوفي ضعيف " اهـ .[4]
وقال الامام الذهبي : " 4139 - د ت ق / عَطِيَّة بن سعد الْعَوْفِيّ الْكُوفِي تَابِعِيّ مَشْهُور مجمع على ضعفه " اهـ.[5]
وقد ذكره الامام ابن حجر في القسم الرابع في طبقات المدلسين , حيث قال :" (122) خ د ت ق عطية بن سعد العوفي الكوفي تابعي معروف ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح " اهـ.[6]
والطبقة الرابعة كما قال الامام ابن حجر غير مقبولين الا اذا صرحوا , فكيف اذا كان مع التدليس ضعف , قال الحافظ : " الرابعة من اتفق على أنه لا يحتج بشئ من حديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد " اهـ.[7]
-------------------------
1 - فضائل الصحابة - أحمد بن حنبل - ج 2 ص 661.
2 - المغني في الضعفاء – ابو عبد الله محمد بن احمد الذهبي - ج 1 ص 173.
3 - الضعفاء والمتروكون –عبد الرحمن بن علي بن الجوزي - ج 1 ص 215.
4 - الضعفاء والمتروكين - أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب النسائي - ج 1 ص 225.
5 - المغني في الضعفاء – ابو عبد الله محمد بن احمد الذهبي - ج 2 ص 436.
6 - طبقات المدلسين – ابو الفضل احمد بن علي بن حجر - ص 50.
7 - طبقات المدلسين - ابو الفضل احمد بن علي بن حجر - ص 13.