لا أشبع الله بطنه
عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هويأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هويأكل فقال لا أشبع الله بطنه" (رواه مسلم26.3).
هذا الحديث مدرج عند مسلم تحت باب (من لعنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوسبّه أودعا عليه وليس هوأهلاً لذلك كان له زكاة وأجرًا ورحمة). ولذلك صدّر مسلم هذا الباب بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين لَعنتُه أوسببتُهُ فاجعله له زكاة وأجرًا " وفي رواية: " إنما محمد بشر، يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذتُ عندك عهدًا لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيتُه أوسببتُهُ أوجلَدتُه فاجعلها له كفارة وقربة ". والاطلاع على الأبواب التي اندرجت تحتها الأحاديث مهم في فقه الحديث.
ولذلك قال النووي: " وأما دعاؤه على معاوية أن لا يُشبع بطنه حين تأخر ففيه جوابان: أحدهما: أن المراء ليس بأهل لذلك عند الله تعالى وفي باطن الأمر، ولكنه في الظاهر مستوجبٌ له، فيظهر له صلى الله عليه وآله وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ويكون في باطن الأمر ليس أهلاً لذلك. وهوصلى الله عليه وآله وسلم مأمورٌ بالحكم بالظاهر، والله يتولّى السرائر. الثاني: أن هذا ليس بمقصود وإنما هومما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نيّة، كقوله تَرِبَتْ يمينك و[ثكلتك أمك] وفي حديث معاوية: " لا أشبع الله بطنه " ونحوذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء، فخاف صلى الله عليه وآله وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة، فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورًا وأجرًا، وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان، ولم يكن صلى الله عليه وآله وسلم فاحشًا ولا متفحشًا ولا لعّانًا ولا منتقمًا لنفسه، وقد قالوا له: ادعُ على دَوس فقال: " اللهم اهد دوسًا " وقال: " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " [شرح النووي على مسلم 8/ 387 - 39.] أ. ه
رحم الله النووي وحشره مع أصحاب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بما ذبّ عن أعراضهم. وقال بمثل ذلك ابن حجر الهيتمي في كتابه (تطهير الجنان ص37).
وإذا كان هذا موقفه صلى الله عليه وآله وسلم من قبيلة دوس وهم كفار: فما بالك بموقفه من المسلمين!
قال ابن حجر المكي: " وكان معاوية يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وناهيك بهذه المرتبة الرفيعة " [تطهير الجنان 12].
وهؤلاء إذا ذُكِرَت أمامهم فضائل معاوية وأنه كان كاتب الوحي قالوا قد كان الربيع بن العاص من كتبة الوحي ثم ارتد على أعقابه. ما ضربوه إلا جدلاً] بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [[الآية 58 من سورة الزّخرف] فإن معاوية لم يرتد.
بل قد بقي طيلة عهد الخلفاء الأربعة واليًا على الشام ولاّه خير البشر بعد الأنبياء أبوبكر وعمر وعثمان وعلي، وكان خليقا بالولاية جديرا بها. ومجرد ذمه يُعتَبَرُ ذمًّا موجها إلى الخلفاء الذين كانوا يرون فيه الأمانة والكفاية للولاية. قال الذهبي: " حسْبُك بمن يؤمِّره عمرُ ثم عثمانُ على إقليم (وهوثغر) فيقوم بمهمته أتمَّ قيام ويُرضي الناس بسخائه وحلمه " [سير أعلام النبلاء 3/ 132].
قال ابن حجر الهيتمي: " وإذا تأملت عزل عمر لسعد بن أبي وقاص الأفضل من معاوية بمراتب، وإبقائه لمعاوية على عمله من غير عزل له: علمتَ بذلك أن هذه تنبئ عن رفعة كبيرة لمعاوية " [تطهير الجنان 21].
هذا الموقف من النووي وابن حجر واضح في أن التعرض لما جرى بين الصحابة وشجر بينهم والطعن في بعضهم ليس من منهج أهل السنة، ولوكان النووي وابن حجر يريان في معاوية ما يراه أعداء معاوية ما رأيا ضرورة توضيح هذه الآثار. ويكفينا أن نعلم أن الانحراف بدأ عند الشيعة بسبِّهم الصحابة وآل بعد ذلك إلى كمٍّ من الانحرافات كالقول بالمتعة والتقية واعتقاد التحريف في القرآن ورفض كتب الحديث كالبخاري ومسلم، فلنعتبر من ذلك الانحراف لنحذر من ازدياد الانحراف عند الأحباش فتنقسم بهم الأمة انقسامًا جديدًا ويحدث شرخ جديد بين المسلمين.
ومن فضائل معاوية التي لا يجوز نسيانها أنه فتح الشام كلها، ومنها لبنان وقبرص. ولولا ذلك لكان شاتموه اليوم إما يهودًا وإما نصارى، مع أن عبد الله المبارك اعتبرهما خيرًا من منكري علوالله، وقال عن الجهمية: شر من اليهود والنصارى. وأشار البخاري إلى هذا في خلق أفعال العباد، فكيف إذا أضيف إلى ذلك سب الصحابة والاعتكاف عند الأضرحة والحيل على الله وفتاوى السوء التي يستدرجون بها العوام نحوالرذيلة والفاحشة!.
الصحابة بشر وليسوا معصومين، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إنما أنا بشر فأيما امرئ ساببته ... " مما يعتري النفس البشرية من ثورة وغضب مع أنه نبي، فحصوله من غير الأنبياء من باب أولى، وقد وقع بين الصحابة شجار وسباب لا يجوز أن يستغله الصائدون في الماء العكر ويجيرونه لتأييد عقائدهم الخبيثة، بل نسكت عما شجر بينهم، فإن ستر عورات الصحابة أولى من ستر عورات عامة المسلمين. والسباب من باب ما يقع للأقران مما يجب الإعراض عنه مثلما يحدث بين العلماء الأقران بين بعضهم البعض. وهوليس شيئًا أمام القتال وقد تقاتلوا.
الرد المحكم على شبهة لا أشبع الله بطنه
نص الحديث:
روى مسلم من حديث ابن عباس قال: كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله ـ فتواريت خلف باب. فجاء فحطأني حطأة وقال: "اذهب وادع لي معاوية". قال: فجئت فقلت هويأكل. قال: ثم قال لي: "اذهب فادع لي معاوية". قال: فجئت فقلت: هويأكل، فقال: "لا اشبع الله بطنه" (264)
نفهم من الحديث تأكيد صحبة معاوية وبأنه من كتاب رسول الله. وليس في الحديث ما يثبت أن ابن العباس -وقد كان طفلاً آنذاك- قد أخبر معاوية بأن رسول الله يريده، بل يُفهم من ظاهر الحديث أنه شاهده يأكل فعاد لرسول الله ليخبره. فأين الذم هنا كما يزعم الرافضة هل في الأكل ذنب؟!
وإذا كان معلوم سموأخلاق الرسول الذي قال عنه تعالى: {وانك لعلى خلق عظيم} (القلم 4) , لا يعقل أن يبتدر بالدعاء على معاوية (بالجوع) من دون سبب يستوجب ذلك , والظاهر في الحديث هوالدعاء لمعاوية " فلا أشبع الله بطنك"
تتضمن أن الله سيرزقك رزقاً طيباً مباركاً يزيد عمّا يشبع البطن مهما أكلت منه. وقد كانت تأتيه -رضي الله عنه- في خلافته صنوف الطيبات التي أغدقت على الأمة كما ذكر إبن عساكر في تاريخ دمشق.
وهذا الحديث إشارة إلى البركة التي لحقت بمعاوية من إجابة دعاء الرسول له.
أوقد يكون منه صلى الله عليه وسلم من غير مقصد، بل هوماجرت به عادة العرب في وصل كلامها بلانية , كقوله في بعض نسائه (عقرى حلقى) (وتربت يمينك)، وقوله في حديث أنس الآتي: (لاكبر سنك).
ويمكن أن يكون منه صلى الله عليه وسلم ذلك بباعث البشرية التي أفصح هوعنها ـ عليه السلام ـ في أحاديث كثيرة متواترة منها حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان، فكلماه بشيء لاأدري ماهو، أغضباه، فلعنهما وسبهما، فلما خرجا , قلت يا رسول الله! من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان؟ قال: وما ذاك؟ قلت: قلت: لعنهتما وسببتهما. قال: (أوما علمت ماشارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم! إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أوسببته فاجعله له زكاة وأجرا) صحيح. الصحيحة برقم 83 رواه مسلم مع الحديث الذي قبله في باب واحد وهو: (باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أوسبه أودعا عليه وهوأهلا لذلك؛ كان زكاة وأجرا ورحمة)
ثم ساق فيه من حديث أنس بن مالك قال: (كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال: أنت هيه؟ لقد كبرت لا كبر سنك. فرجعت اليتيمة الى أم سليم تبكي، فقالت أم سليم: مالك يا بنية؟ قالت الجارية: دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لايكبر سني أبدا، أوقالت: قرني، فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خماراها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك يا أم سليم؟ فقالت: نبي الله! أدعوت على يتيمتي؟ قال: وماذاك يا أم سليم قالت: زعمت أنك دعوت أن لايكبر سنها ولا يكبر قرنها. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (يا أم سليم! أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر؛ فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل؛ أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة بها منه يوم القيامة؟) صحيح الصحيحة برقم 84
ثم أتبع الإمام مسلم هذا الحديث بحديث معاوية وبه ختم الباب إشارة منه ـ رحمه الله ـ الى أنها من باب واحد فكما لا يضر اليتيمة دعاؤه صلى الله عليه وسلم عليها ــ بل هوزكاة وقربة ـ فكذلك دعاؤه صلى الله عليه وسلم على معاوية.
وقد قال الإمام النووي في شرحه على مسلم (2/ 325ـ طبع هند)
" وأما دعاؤه على معاوية ففيه جوابان:
أحدهما: أنه جرى على اللسان بلاقصد.
والثاني: أنه عقوبة له لتأخره، وقد فهم مسلم ـ رحمه الله ـ من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه , فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله غيره من مناقب معاوية؛ لأنه في الحقيقة يصير دعاء له) وقد اشار الذهبي الى هذا المعنى الثاني، فقال في سير أعلام النبلاء (9/ 171/2) " قلت: لعله أن يقال: هذه منقبة لمعاوية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم من لعنته أوسببته فاجعل ذلك زكاة ورحمة) " واعلم أن قوله صلى اله عليه وسلم .. " إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر .. " إنما هوتفصيل لقول الله تبارك وتعالى (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي .. ) الآية .. إلخ أهـ كلام الألباني رحمه الله من كتابه السلسلة الصحيحة ..
أقول: أحسنوا الظن بالرسول ياروافض , ثم بخال المؤمنين , قد صدق فيكم قول الحق تبارك وتعالى: {إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون} (الأنعام 116) , وقوله: {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس} (النجم 23)
فعماد شبهتكم في الطعن في خال المؤمنين هوالظن أودليل يحتمل أكثر من معنى , ومعلوم أن ما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال. هذا لشخص العادي فما بالك بمن وعده رب العزة بالجنة.
قال تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} (الحديد 1) ومعلوم أن معاوية أسلم بعد الفتح وقد وعدهم الذي لا يخلف الوعد بالجنة.
وأختم قولي: بقول الحق تبارك وتعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور}
لا أشبع الله بطن معاوية
حديث لا اشبع الله بطنه ...الذي حولوه إلى منقبه
حدثنا محمد بن المثنى العنزي و حدثنا إبن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة عن أبي حمزة القصاب عن إبن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه....
|
الجــــــــــــــــــــــــواب
لا أحد من أهل السنة يحول شيء من تلقاء نفسه ... والعلماء عند نقاشهم لهذا الحديث أوردوا لأدوله الجلية والصريحة التي يعجز المشككون عن ردها وتبقى توزيع التهم والعجز عن مجاراة كلامهم علمياً حرفة العاجز ...
وسأتناول هذا الحديث وأوضحه مكانته علمياً وأعطيه حقه وليس فقط مجرد كلام ...
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : « كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله ? فتواريت خلف باب . قال : فجاء فحطأني حطأة ( ) وقال : اذهب وادع لي معاوية . قال : فجئت . فقلت : هو يأكل . قال : ثم قال : لي اذهب فادع لي معاوية . قال : فجئت . فقلت : هو يأكل . فقال : لا أشبع الله بطنه . رواه مسلم في « صحيحه » (2604) فقيل أن هذا الحديث فيه مثلبتان :
الأولى : دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على معاوية .
الثانية : تأخر معاوية عن تلبية طلب النبي صلى الله عليه وسلم والاستمرار في الأكل فهذا له دلالة على قلة المبالاة .
الجواب عن المثلبة الأولى من ثلاثة أوجه :
-
أن هذا الدعاء يحتمل أنه جرى على لسانه ? من غير قصد .
فقد قال ? لعائشة رضي الله عنها : تربت يمينك .
فقد قال ? لصفية رضي الله عنها : عقرى حلقى .
وقال ? لمعاذ : ثكلتك أمك .
فهل يظن أحد أو يتوهم متوهم أن هذا الدعاء مقصود منه ? على عائشة وصفية ومعاذ ؟!
2- أن أهل العلم بالحديث وشرّاحِه فهموا من هذا الحديث أنه منقبة لمعاوية لا ذماً له كالإمام مسلم والنووي وابن عساكر والذهبي وابن كثير والهيتمي وغيرهم :
أ- قال الحافظ ابن عساكر في « تاريخ دمشق » (59/106): « أصح ما روي في فضل معاوية » .
ب- قال الإمام النووي رحمه الله في « شرح صحيح مسلم » ( 16/156) : قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له .
ج- قال الحافظ الذهبي في « تذكرة الحفاظ » (2/699) : لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي ? : اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة .
وقال في « سير أعلام النبلاء » (14/130) : لعل أن يقال هذه منقبة لمعاوية ، لقوله ? : « اللهم من لعنته أو سببته ، فاجعل ذلك زكاة ورحمة » .
د- قال الحافظ ابن كثير في « البداية والنهاية » (11/402) : وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه , أما في الدنيا فإنه لما صار في الشام أميراً كان يأكل في سبع مرات , يجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها , ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم ومن الحلوى والفاكهة شيئاً كثيراً . ويقول : والله ما أشبع وإنما أعيى . وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك .
وأما في الآخرة فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه هو والبخاري وغيرهما من غير وجه عن جماعة من الصحابة أن رسول الله ? قال : « اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلاً فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة » فركب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية ولم يورد له غير ذلك .
3- لو قلنا أن الدعاء على حقيقته فإن طول زمن الأكل يدل على الاستكثار منه وهذا ليس فيه نقص أخروي ، وكل من لم يضره نقص أخروي لا ينافي الكمال
.
الجواب عن المثلبة الثانية من وجهين :
أ- أنه ليس في الحديث أن ابن عباس قال لمعاوية : رسول الله ? يدعوك فتباطأ ، وإنما يحتمل أن ابن عباس لما رآه يأكل استحى أن يدعوه فجاء وأخبر رسول الله ? أنه يأكل وكذا في المرة الثانية .
ب- على فرض أن ابن عباس أخبر معاوية بطلب النبي ? فيحتمل أن معاوية ظن أن في الأمر سعة أو كان معتقدا أنه لا يجب على الفور .