آخر تحديث للموقع :

الجمعة 14 ربيع الأول 1445هـ الموافق:29 سبتمبر 2023م 09:09:39 بتوقيت مكة

جديد الموقع

أن معاوية كان باليمن يوم الفتح يطعن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكتب إلى أبيه صخر بن حرب يعيّره بإسلامه ،ويقول : أَصَبَوْتَ إلى دين محمد؟ ..

أن معاوية كان باليمن يوم الفتح يطعن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكتب إلى أبيه صخر بن حرب يعيّره بإسلامه ،ويقول : أَصَبَوْتَ إلى دين محمد؟


أما القول : (( كان باليمن يطعن على النبي صلى الله عليه وآله وسلموكتب إلى أبيه صخر بن حرب يعيّره بإسلامه)) .
فهذا من الكذب المعلوم ؛ فإن معاوية إنما كان بمكة ، لم يكن باليمن ، وأبوه أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة بمر الظهران ليلة نزل بها ، وقال له العباس : إن أبا سفيان يحب الشرف . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، ومن ألقى السلاح فهو آمن ). (6) رواه مسلم برقم 178.
(( إن الفتح كان في رمضان لثمان من مقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة )) فهذا صحيح .

وأما قوله : (( إن معاوية كان مقيما على شِرْكِهِ هاربا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه كان قدر أهدر دمه،  فهرب إلى مكة ، فلما لم يجد له مأوى صار إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مضطراً ، فأظهر الإسلام ، وكان إسلامه قبل موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمسة أشهر )) .
فهذا من أظهر الكذب ؛ فإن معاوية أسلم عام الفتح باتفاق الناس، وقد تقدّم قوله: (( إنه من المؤلفة قلوبهم )) والمؤلفة قلوبهم أعطاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلمعام حنين من غنائم هَوَازن ، وكان معاوية ممن أعطاه منها ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتألّف السادة المطاعين في عشائرهم ، فإن كان معاوية هاربا لم يكن من المؤلفة قلوبهم ، ولو لم يسلم إلا قبل موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمسة أشهر لم يُعط شيئاً من غنائم حنين .
ومن كانت غايته أن يؤمن لم يحتج إلى تأليف .
ومما يبين كذب ما ذكره أنه لم يتأخر إسلام أحد من قريش إلى هذه الغاية ، وأهل السير والمغازى متفقون على أنه لم يكن معاوية ممن أُهدر دمه عام الفتح .
(( إنه استحق أن يُوصف بذلك دون غيره )) .

ففرية على أهل السنة ؛ فإنه ليس فيهم من يقول : إن هذا من خصائص معاوية ، بل هو واحد من كتاب الوحي . وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فارتد عن الإسلام ، وافترى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم إنه عاد إلى الإسلام.  
 وأما قوله:(( إنه نزل فيه : ] ولكن مَّن شرح بالكفر صدراً  الآية.
فهو باطل ؛ فإن هذه الآية نزلت بمكة ، لما أُكره عمَّار وبلال على الكفر . وردة هذا كانت بالمدينة بعد الهجرة ، ولو قُدِّر أنه نزلت فيه هذه الآية؛ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قَبِل إسلامه وبايعه .

عدد مرات القراءة:
1522
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :