أوصي من آمن بي وصدّقني بولاية علي بن ابي طالب، فمن تولاه فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبّه فقد أحبني، ومن أحبذني فقد أحبّ الله، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عزّ وجلّ
(اللهم من آمن بي وصدقني فليتولّ عليّ بن ابي طالب، فان ولايته ولايتي، وولايتي ولاية الله تعالى).
كلا الحديثين من رواية عمار بن ياسر رضي الله عنهما، وقد نقله هذا الموسوي من (كنز العمال) حتى الاسناد الذي ذكره في الهامش (5/ 56).
وقد تعجبت أولاً حين رأيت الاسناد في الهامش لكن زال تعجبي هذا حين علمت ان صاحب الكنز هو الذي ذكره ومنه نقله الموسوي، وان جزء (المعجم الكبير) للطبراني الذي فيه مسند عمار بن ياسر لم يطبع، فلا فضل هذا الموسوي بنقله الاسناد إذ ليس له اهتمام بالأسانيد كما قلنا.
وقد مكننا الله سبحانه بسبب معونة بعض الأخوة- جزاه الله خيرا- من الكشف عن موضعي الحديثين، إذ قد اخرجهما ابن عدي في (الكامل) (6/ 2126) (5/ 1768) باسنادين واهيين جداً، اما الأول ففيه: عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي، كذبه ابوحاتم، وقال النسائي وغيره: متروك، كما في (الميزان)، وفيه أيضاً محمّد بن عبيد الله بن ابي رافع، ضعفه ابوحاتم وغيره، وقال البخاري: منكر الحديث. واما الاسناد الثاني ففيه: جعفر بن احمد بن علي بن بيان شيخ ابن عدي. وقد كذبه ابن عدي نفسه، وقال ابن يونس: كان رفاضيا يضع الحديث، وفيه أيضاً: محمّد بن عبيد الله بن ابي رافع المتقدم في الاسناد الأول. كما ان الحديثين يشتركان في محمّد بن ابي عبيدة بن محمّد بن عمار بن ياسر، وهومجهول غير معروف، إذ لم يثبت ان لأبي عبيدة بن محمّد بن عمار ولداً اسمه محمّد روى عنه. فسقط بذلك الحديثان ولله الحمد ...
قوله: وخطب صَلّى الله عليه واله وسلّم مرة فقال: ((يا ايها الناس ان الفضل والشرف والمنزلة والولاية لرسول الله وذريته، فلا تذهبن بكم الاباطيل)).
وعزاه في الهامش (6/ 57) لابي الشيخ في حديث طويل نقلا من (الصواعق المحرقة) (ص15).
وهذا لا يمكن الاحتجاج به البتة إذ لا يعرف له إسناد صحيح، بل لا يعرف له إسناد اطلاقا، وهوما لا يمكن هذا الموسوي اثباته هو ولا عشيرته واهله واشباهه من الرافضة، بل وحتى الشيعة كلهم، مع ان لفظه ليس فيه إلا فضل لأهل البيت ذرية النبي صَلّى الله عليه وسلّم فقط وهولا يشمل عليا ابدا إذ هوليس من ذريته صَلّى الله عليه وسلّم، فما اشد حماقة هؤلاء الرافضة بمثل هذا الاستدلال.