قول عائشة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي ومني
وأرى أن هذه المقولة لا تصح عن عائشة و إليكم الدلائل و البراهين وما سأكتبه هو رأي باحث و الحكم للقراء أخرج أحمد وغيره من طرقين واللفظ لأحمد عن يُونُسُ حَدَّثَنَا الْعِيزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا وَهِيَ تَقُولُ وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي وَمِنِّي مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ فَأَهْوَى إِلَيْهَا فَقَالَ يَا بِنْتَ فُلَانَةَ أَلَا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أقول أبو بكر الخلال : و لا أرى هذه الجملة تصح عن عائشة لماذا ؟؟ لأن يونس الذي في السند هذا قال عنه أحمد كما في تهذيب الكمال ( 32/493) : حديثه مضطرب. أقول أبو بكر الخلال : و هذا جرح مفسر و في نفس الموضع قال أبو حاتم : كان صدوقا إلا أنه لا يحتج بحديثه. وفي نفس الموضع قال أحمد عندما سئل عن يونس : كذا وكذا. وقال الذهبي في ميزان الإعتدال( 4/483) تعليقا على كلام أحمد الأخير : ( كذا و كذا ) : هذه العبارة يستعملها عبدالله بن أحمد كثيرا فيما يجيبه به والده، وهى بالاستقراء كناية عمن فيه لين. وقال يحيى بن سعيد القطان كما في تهذيب الكمال ( 32/491) : وكانت فيه غفلة. وفي نفس الموضع قال الأثرم سمعت أبا عَبد الله ، وذكر يونس بن أَبي إسحاق فضعف حديثه عَن أبيه. وَقَال : حديث إسرائيل أحب إلي منه. أقول أبو بكر الخلال : فالرجل فيه مغمر وتضعيف مفسر فكيف إذا انضم إلى ذلك قرينة قوية على خطئه في هذا الحديث فقد رواه يونس تارة عن العيزار مباشرة وتارة بواسطة أبيه أبي إسحاق وتارة بذكر جملة (( و الله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي )) وتارة دونها فقد روى أبو داود في سننه : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا وَقَالَ لاَ أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجَعَلَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يَحْجُزُهُ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ « كَيْفَ رَأَيْتِنِى أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ ». قَالَ فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا فَقَالَ لَهُمَا أَدْخِلاَنِى فِى سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِى فِى حَرْبِكُمَا. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا ». أقول أبو بكر الخلال : فكما ترى أخي القارئ لا يوجد في هذا الحديث الجملة محل البحث و حدث عن العيزار بواسطة أبيه ولكن قد يعترض علينا بأن حجاج بن محمد اختلط . أقول : حجاج هذا من الثقات الأثبات وهو فعلا إختلط و لكن هل إختلاطه مؤثر أم لم يؤثر على حديثه ؟؟ قال ابن حجر في مقدمة فتح الباري ( ص462) : حجاج بن محمد الأعور ذكر فيمن اختلط إلا أنه لم يحدث في تلك الحالة فما ضره وقال الذهبي في سير أه علام النبلاء ( 4/449) : كان من أبناء الثمانين، وحديثه في دواوين الاسلام، ولا أعلم له شيئا أنكر عليه مع سعة علمه أقول أبو بكر الخلال : نعم فلا تكاد تجد حديثا استنكر على حجاج بن محمد أو أي إشارة إلى فساد حديثه بسبب الإختلاط وكذلك لم أجد من ضعف حديثه بعد الإختلاط أو ذكره في كتب الضعفاء إلا أبو العرب الصقلي بل إن كتاب الإغتباط و كتاب الكواكب النيرات وهما أشهر كتابين في الإختلاط قد خلا منه !! صديق لي قال: لما قدم حجاج بغداد في آخر مرة خلط، فرآه ابن معين يخلط، فقال لابنه: لا تدخل عليه أحويقول العلائي في المختلطين ص19 : حجاج بن محمد المصيصي من رجال الصحيحين أيضا المتفق عليهم. قال إبراهيم الحربي: حدثني صديق لي قال: لما قدم حجاج بغداد في آخر مرة خلط، فرآه ابن معين يخلط، فقال لابنه: لا تدخل عليه أحدا. قلت: فهو من القسم الأول أيضا. أقول أبو بكر الخلال : فما هو القسم الأول الذي عناه العلائي ؟؟ قال العلائي في مقدمة كتاب المختلطين : أما الرواة الذين حصل لهم الاختلاط في آخر عمرهم فهم على ثلاثة أقسام: أحدها: من لم يوجب ذلك له ضعفا أصلا ولم يحط من مرتبته إما لقصر مدة الاختلاط وقلته كسفيان بن عيينة وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه وهما من أئمة الإسلام المتفق عليهم وإما لأنه لم يرو شيئا حال اختلاطه فسلم حديثه من الوهم كجرير بن حازم وعفان بن مسلم ونحوهما. و هذا الحديث رواه أحمد في مسنده : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعِيزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ عَائِشَةَ وَهِيَ رَافِعَةٌ صَوْتَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ وَتَنَاوَلَهَا أَتَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَحَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا قَالَفَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهَا يَتَرَضَّاهَا أَلَا تَرَيْنَ أَنِّي قَدْ حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ قَالَ ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ يُضَاحِكُهَا قَالَ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا أقول أبو بكر الخلال : فهاهو إسرائيل رواه عن أبي إسحاق و ليس فيه هذه الزيادة : (( والله لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي )) و في ذلك يقول أحمد كما في المعرفة و التاريخ ( 2/173) : وقَال : يونس بن أبي إسحاق حديثه فيه زيادة على الناس. قلت له : يقولون إنما سمعوا من أبي إسحاق حفظًا ويونس ابنه سمع في الكتب فهي أتم. قَال : من أين قد سمع إسرائيل ابنه من أبي إسحاق وكتب وهو وحده فلم تكن فيه زيادة مثل يونس. قلت : من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق ؟ قَال : إسرائيل. قلت : إسرائيل أحب إليك من يونس ؟ قَال : نعم إسرائيل صاحب كتاب. أقول أبو بكر الخلال : صدق أحمد فهنا زاد يونس على إسرائيل في حديث أبي إسحاق الجملة محل البحث ناهيك عن الإضطراب في رواية يونس فمرة يرويه عن أبيه و مرة يرويه عن العيزار و أبيه إختلط و قد عنعنه.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video