ويغني عن هذا الضعيف ما رواه مسلم وغيره قول النبي لعلي " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق".
من سره ان يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليّاُ من بعدي وليوال وليّه وليقتد بأهل بيتي من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي).
اخرجه ابونعيم في (الحلية) (1/ 86) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) وعزاه اليه الالباني في (الضعيفة) (2/ 299): وقال ابن عساكر: (هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجهولين). وهومن طريق محمّد ابن جعفر بن عبد الرحيم كنا احمد بن محمّد بن يزيد بن سليم ثنا عبد الرحمن ابن عمران بن أبي ليلى ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن ابن ابي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس به.
وهوحديث موضوع، فيه اربعة من المجهولين فأحدهم هوالذي اختلق هذا الحديث الظاهر البطلان والتركيب، كما قال الألباني، وقد نقله هذا الموسوي عن (كنز العمال) موهماً أنه في مسند الامام أحمد وليس هوكذلك، وقد تعمد بعده نقل تضعيف صاحب الكنز اياه، وهذا هودأبه في التدليس والغش وإخفاء الحقائق.
وممن حكم بوضع هذا الحديث ورده- اضافة لمن تقدم- ابن الجوزي في (الموضوعات) (1/ 387)، وتبعه السيوطي في (اللالئ المصنوعة) (1/ 191، 368، 369).
(2)، (3) (من احب ان يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي وهي جنة الخلد فليتول عليا وذريته من بعده فانهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم باب ضلالة).
هذا الحديث من رواية زياد بن مطرف، والذي بعده من رواية زيد بن ارقم وهما في الحقيقة حديث واحد من طريق واحد، وقد فصلهما هذا الشّيعي ليوهم انهما حديثان متغايران اسناداً، والحقيقة خلاف ذلك فهما من طريق واحد كما سنبينه، غاية ما في الامر ان الرأوي كان يرويه تارة عن زياد بن مطرف عن زيد بن ارقم، وتارة لا يذكر زيد بن ارقم ويوقفه على زياد بن مطرف، وهومما يؤكد ضعف الحديث لا ضطرابه في اسناده كما سيتبين ان شاء الله.
وهوحديث موضوع اخرجه الحاكم (3/ 182)، والطبراني في (الكبير) (567)، وابونعيم في (الحلية) (4/ 349 - 35، 35) من طرق عن يحي بن يعلي الأسلّمي قال ثنا عمار بن رزيق عن ابي اسحاق عن زياد بن مطرف عن زيد بن ارقم- قال الطبراني: ورما لم يذكر زيد بن ارقم- وقال ابونعيم: (غريب من حديث ابي اسحاق تفرد به يحيى) ويحيى هذا قال عنهمابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: مضطرب الحديث، وقال ابوحاتم: ليس بالقوي ضعيف الحديث. وقال الهيثمي في (المجمع) (9/ 18): رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلي الأسلّمي وهوضعيف إ. ه.
وقد نقل هذا الموسوي هذا الحديثمن (كنز العمال) ومن (منتخب الكنز) بتخريجاته تلك لكنّه لم ينقل تعقيبه على الحديث- كما في (المنتخب) (5/ 32) - إذ قال: وهوواهٍ ..
فتعمد هذا الموسوي اخفاء مثل هذا، واعتمد على قول الحاكم: صحيح الاسناد- كما نقله هوفي الحديث الذي بعده عن زيد بن ارقم، وهما في الحقيقة حديث واحد كما قلنا- مع ان تصحيح الحاكم لوحده لا يعتمد عليه أهل العلم بالحديث، لذا نرى الذهبي قد قال معقباً على تصحيح الحاكم: (وأنّى له الصحة والقاسم متروك وشيخه- يعني الاسلّمي- ضعيف واللفظ ركيك فهوإلى الوضع اقرب). وهوما لم ينقله هذا الموسوي عمداً في إخفائه.
ومما يزيد في ضعف الحديث ان ابا اسحاق السبيعي فيه وقد كان اختلط مع تدليسه وهد عنعنه. ثم هومضطرب في اسناده فتارة يروي من مسند زيد ابن ارقم وتارة من مسند زياد بن مطرف، وقد رواه عنه مطين والبأوردي وابن جرير وابن شاهين في (الصحابة)، كما ذكر الحافظ في (الاصابة) في ترجمة زياد بن مطرف. ونقل قول ابن منده عن الحديث انه: لا يصح.
قال في الهامش (2/ 56): (وأورده ابن حجر العسقلاني مختصراً في ترجمة زياد بن مطرف في القسم الأول من اصابته ثم قال: قلت في اسناده يحيى بن يعلي المحاربي وهوواهٍ. اقول هذا غريب من مثل العسقلاني فان يحيى بن يعلى المحاربي ثقة بالاتفاق وقد اخرج له البخاري .. ومسلّم ... ) كذا قال هذا الموسوي في هامشه محأولا تصحيح الحديث بذلك ظناً منه ان خدعته هذه تنطوي على أهل الحديث. لكن بحمد الله قد قيض الله له من يكشف عن تدليسه وغشه هذا فقد قال الالباني في (الضعيفة) (2/ 269 - 297) كلاما طويلا في رده ارى من المناسب نقله كله- على طوله- واليك نصه:
(فاقول: أغرب من هذا الغريب ان يدير عبد الحسين كلامه في توهيمه الحافظ في توهينه المحاربي، وهويعلم ان المقصود بهذا التوهين انما هوالاسلّمي وليس المحاربي، لان هذا مع كونه من رجال الشيخين فقد وثقة الحافظ نفسه في (التقريب) وفي الوقت نفسه ضعف الاسلّمي، فقد قال في ترجمة الأول:
((يحيى بن يعلي بن الحارث المحاربي الكوفي ثقة، من صغار التاسعة مات سنة ست عشرة)) وقال بعده بترجمة: ((يحيى بن يعلي الاسلّمي الكوفي شيعي ضعيف، من التاسعة)) وكيف يعقل ان يقصد الحافظ تضعيف المحاربي المذكور وهومتفق على توثيقه، ومن رجال صحيح البخاري الذي استمر الحافظ في خدمته وشرحه وترجمة رجاله قرابة ربع قرن من الزمان؟ كل ما في الامر ان الحافظ في (الاصابة) اراد ان يقول (( ... الاسلّمي وهوواه .. )) فقال واهما: ((المحاربي وهوواه)).
فاستغل الشّيعي هذا الوهم أسوأ الإستغلال، فبدل ان ينبّه ان الوهم ليس في التوهين وانما في كتب ((المحاربي)) مكان ((الاسلّمي)) اخذ يوهم القراء عكس ذلك وهوان رأوي الحديث انما هوالمحاربي الثقة وليس هوالاسلّمي الواهي، فهل في صنيعه هذا ما يؤيد من زكاه في ترجمته في أول الكتاب بقوله:
((ومؤلفاته كلها تمتاز بدقة الملاحظة ... وامانة النقل)) اين امانة النقل يا هذا وهوينقل الحديث من (المستدرك) وهويرى فيه يحيى بن يعلي موصوفا بانه (الاسلّمي) فيتجاهل ذلك ويستغل خطأ الحافظ ليوهم القراء انه المحاربي الثقة؟ واين امأنته أيضاً وهولا ينقل نقد الذهبي والهيثمي للحديث بالاسلّمي هذا؟ فضلا عن ان الذهبي أعله بمن هواشد ضعفا من هذا كما رأيت.
ولذلك ضعفه السيوطي في (الجامع الكبير) على قلة عنايته فيه بالتضعيف، فقال: ((وهوواهٍ)).
وكذلك وقع في (كنز العمال) رقم (2578)، ومنه نقل الشّيعي الحديث، دون ان ينقل تضعيفه هذا مع الحديث، فأين الأمانة المزعومة أين؟).
ثم نقل الألباني كلام الحافظ في مقدمته للاصابة ثم قال:
(قلت: فلا يستفاد اذن من ايراد الحافظ للصحابي في هذا القسم ان صحبته ثابتة، ما دام انه قد نص على ضعف إسناد الحديث الذي صرح فيه بسماعه من النبي صَلّى الله عليه وسلّم وهوهذا الحديث ثم لم يتبعه بما يدل على ثبوت صحبته من طريق اخرى، وهذا ما أفصح بنفيه الذهبي في (التجريد) بقوله: (1/ 199): ((زياد بن مطرف، ذكره مطين في الصحابة، ولم يصح)).
واذا عرفت هذا فهوبأن يذكر في المجهولين من التابعين، أولى من ان يذكر في الصحابة المكرمين وعليه فهوعلّة ثالثة في الحديث.
ومع هذه العلل كلها في الحديث يريدنا الشّيعي ان نؤمن بصحته عن رسول الله صَلّى الله عليه وسلّم غير عابيء بقوله صَلّى الله عليه وسلّم: (من حدّث عني بحديث وهويري انه كذب فهوأحد الكاذبين) رواه مسلّم في مقدمة (صحيحه) فالله المستعان.
من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي، فليوال عليا
ثم يحتج بالحديث الثالث فيقول ((حديث من سرّه ان يحيا حياتي: قال رسول الله (ص) (من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي، فليوال علياً من بعدي وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي)) (1)، أقول: هذا الحديث موضوع فإسناده مظلم رواته مجهولون عدا بن أبي رواد فـ ((كل من دون ابن أبي رواد مجهولون، لم اجد من ذكرهم، غير أنه يترجح عندي أن أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم إنما هوابن مسلم الانصاري الاطرابلسي، المعروف بابن أبي الحناجر، قال ابن أبي حاتم (كتبنا عنه صدوق) وله ترجمة في (تاريخ ابن عساكر)، وأما سائرهم فلم أعرفهم فأحدهم هوالذي اختلق هذا الحديث الظاهر البطلان والتركيب، وفضل علي رضي الله عنه أشهر من أن يستدل عليه بمثل هذه الموضوعات، التي يتشبث الشيعة بها، ويسودون كتبهم بالعشرات من أمثالها، مجادلين بها في اثبات حقيقة لم يبق اليوم أحد يجحدها، وهي فضيلة على رضي الله عنه)) (2)، والغريب هنا أن التيجاني أشار بالهامش إلى مصادر هذا الحديث، منها الحلية لأبي نعيم وتاريخ ابن عساكر، ولكنه أخفى تضعيف هذان للحديث ليدلل على أمانته المكذوبة وإنصافه المعروف، فأبونعيم قال عنه ((غريب)) (3)، إشارة إلى تضعيفه، وابن عساكر أخرجه في تاريخه وقال عنه ((هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجهولين)) (4)!؟
__________
(1) ثم اهتديت ص (161).
(2) سلسلة الأحاديث الموضوعة جـ2 ص (298).
(3) الحلية لأبي نعيم جـ1 ص (86).
(4) تاريخ دمشق جـ12 ص (12).
ثم يثبت الجهل الذي يتمتع به بقوله ((وتجدر الإشارة بانه خلال البحث الذي قمت به شككّت في البدء في صحّة هذا الحديث واستعظمته لما فيه من تهديد ووعيد لمن كان على خلاف مع علي وأهل البيت وخصوصاً أن الحديث لا يقبل التأويل، وخفت الوطأة عندما قرأت في كتاب الإصابة قول ابن حجر العسقلاني بعدما أخرج الحديث قال (قلت في اسناده يحيى بن يعلى المحاربي وهوواهي (!!))) وأزال ابن حجر بهذا القول بعض الإشكال الذي علق بذهني إذ تصورت أن يحيى بن يعلى المحاربي هوواضع الحديث وهوليس بثقة، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يوقفني على الحقيقة بكاملها، وقرأت يوماً كتاب (مناقشات عقائدية في مقالات إبراهيم الجبهان)، وأوقفني هذا الكتاب على جلّية الحال إذ تبين ان يحيى بن يعلى المحاربي هومن الثقات الذين اعتمدهم الشيخان مسلم والبخاري، وتتبعت بنفسي فوجدت البخاري يخرج له أحاديث في باب غزوة الحديبية من جزئه الثالث في صفحة عدد 31، كما أخرج له مسلم في صحيحه في باب الحدود من جزئه الخامس في صفحة عدد 119 والذهبي نفسه ـ على تشدده ـ (!!) أرسل توثيقه إرسال المسلمات وقد عدّه أئمة الجرح والتعديل من الثقات واحتج به الشيخان فلماذا هذا الدّس والتزوير وتقليب الحقائق والطعن في رجل ثقة احتج به أهل الصحاح؟)) (1).
__________
(1) ثم اهتديت ص (162).
قلت: يأبى هذا الوبي أن يكشف للقرّاء مدى السذاجة والسطحية التي يتمتع بها، فالحديث الذي ساقه ـ وهوحديث من سرّه أن يحيا حياتي ـ لا يوجد فيه راوٍ بإسم يحيى بن يعلى المحاربي، ولكن التيجاني خلط بين الحديث الذي نحن بصدده وبين حديث آخر وهو((من أحب أن يحيا حياتي، ويموت موتتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي عز وجل غرس قضبانها بيديه فليتولّ علي بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة))، وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي، ولكن قوة الملاحظة والبحث المستفيض الذي قام به التيجاني جعله لا يفرق بين الحديثين فيروي حديثاً ويحقق حديثاً آخر!!!؟ ويبدوأن التيجاني تابعَ هاديه عبد الحسين الموسوي في كتابه (المراجعات)، عندما ذكر الحديث وجاء بكلام ابن حجر على يعلى المحاربي ثم قال ((أقول هذا غريب من مثل العسقلاني، فإن يحيى بن يعلى المحاربي ثقة بالاتفاق ... )) (1)، فسارع التيجاني إلى نقل كلام الموسوي هذا، ولكن ومع الأسف الشديد لم ينتبه أنه يعلق علىحديث آخر!؟ وأما بالنسبة لقول ابن حجر ((في إسناده يحيى بن يعلي المحاربي، وهوواهٍ))، فيبدوأن ابن حجر أخطأ دون قصد فبدل أن يقول يحيى بن يعلى الأسلمي، وهوأحد رواة سند هذا الحديث فقال: المحاربي، والدليل على ذلك أن ابن حجر نفسه يوثق المحاربي فقال في ترجمته ((يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي الكوفي ثقة ـ وقال في ترجمة الأسلمي: يحيى بن يعلى الأسلمي الكوفي شيعي ضعيف)) (2)، فبدل أن يقول الأسلمي واهٍ، قال المحاربي واهٍ، هذا كل ما في الأمر، ولكن الأمر الغريب حقاً الاستدلال بحديث وتحقيق حديث آخر!!! وسجّل يا تاريخ.
ثالثاً ـ ادعاء التيجاني على البخاري بأنه يفرد علياً بالصلاة والسلام والرد عليه في ذلك:
__________
(1) المراجعات للموسوي ص (27) بالهامش.
(2) تقريب التهذيب لابن حجر جـ2 ص (319).
من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا
61 - قال التيجاني ص195:
(قال رسول الله: (من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا وليوال وليه وليقتد بأهل بيتي من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ...
الحديث
قال التيجاني: وتجدر الإشارة هنا بأنه خلال البحث الذي قمت به شككت في البدء في صحة هذا الحديث واستعظمته لما فيه من تهديد ووعيد لمن كان على خلاف مع علي وأهل البيت وخصوصا أن هذا الحديث لا يقبل التأويل وخفّت الوطأة عندما قرأت في كتاب الإصابة لابن حجر العسقلاني بعدما أخرج الحديث قوله: قلت في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي وهوواه، وأزال ابن حجر بهذا القول بعض الإشكال الذي علق بذهني إذ تصورت أن يحيى بن يعلى المحاربي هوواضع الحديث وهوليس بثقة. ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يوقفني على الحقيقة بكاملها وقرأت يوما كتابا اسمه: مناقشات عقائدية في مقالات إبراهيم الجبهان وأوقفني هذا الكتاب على جلية الحال إذ تبين لي أن يحيى بن يعلى المحاربي هومن الثقات الذين اعتمدهم الشيخان مسلم والبخاري.
فلماذا هذا الدس والتزوير وتقليب الحقائق والطعن في رجل ثقة احتج به أهل الصحاح .. ولكن ابن حجر العسقلاني طعن به ووصفه بأنه واه لا لشيء إلا أنه روى حديث الموالاة).
قلت: أطال التيجاني الكلام على هذا الحديث وشنع على الحافظ ابن حجر وطعن في دينه ورماه بالتزوير وغير ذلك ولنا مع التيجاني وقفات:
1. الوقفة الأولى: الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخرجه الحاكم [225] والطبراني [226] وذكره الهيثمي [227] ورواه أبونعيم في الحلية [228] كلهم من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي وليس المحاربي ولكن الأسلمي وهوواه جدا.
2. الوقفة الثانية: الحديث كما مر بك أيها القارئ ليس من رواية يحيى بن يعلى المحاربي ويعجز التيجاني وغيره أن يخرج ولوطريقا واحدا لهذا الحديث من طريق يحيى
بن يعلى المحاربي.
3. الوقفة الثالثة: قول التيجاني ولكن ابن حجر طعن به ووصفه بأنه واه لا لشيء إلا أنه روى هذا الحديث، كذب من التيجاني لأن يحيى المحاربي لم يروهذا الحديث.
4. الوقفة الرابعة: ادعى التيجاني أن هذا الحديث صريح ولا يقبل التأويل وفيه تهديد ووعيد مما جعله يشك بصحته، كل هذا التهويل لا يغني من الحق شيئا فأما الحق فيبقى
وأما الزبد فيذهب.
5. الوقفة الخامسة: ادعى التيجاني أنه لم يكتشف الأمر إلا بعد بحث لما قرأ كتاب مناقشات عقائدية وهذا كذب من التيجاني ... لماذا؟ والجواب هوأن التيجاني ذكر أنه قرأ المراجعات وشغف به حتى أنه لم يكن يتركه وذكر أيضا أنه قرأ المراجعات وراجعه عدة مرات [229].
وصاحب المراجعات عبد الحسين شرف الدين قد ذكر في كتابه هذه القضية وأن الحافظ ابن حجر قال في إسناده المحاربي وهوواه ورد صاحب الكتاب المراجعات بقوله إن المحاربي ثقة ولكنه عجز كما عجز التيجاني عن أن يذكر ولومصدرا واحدا روى هذا الحديث من طريق المحاربي. وكل ما في الأمر أن التيجاني يريد أن يموه على القارئ ويبين أنه بحث وقرأ حتى توصل إلى الحق وكأنه هوالذي اكتشف الحقيقة بنفسه. ومما يزيد الأمر وضوحا هوأن التيجاني نقل كلام صاحب المراجعات بالحرف الواحد وما
ذكر من أنه تتبع بنفسه سواء ما كان في الصحيحين أوما في الإصابة كله من كذبه وتدليسه وما أقصر حبل الكذب.
6.الوقفة السادسة: لماذا قال ابن حجر عن المحاربي إنه واه مع أنه ثقة؟ والجواب ما يلي:
هناك احتمالان:
الأول: وقوع خطأ في الطباعة أوالنسخ.
الثاني: وهوالأقوى عندي: أن الحافظ لما تشابه عنده اسم المحاربي مع الأسلمي وذلك أن الاثنين اسمهما يحيى بن يعلى وقع سبق قلم من الحافظ فكتب المحاربي بدل الأسلمي
وجل من لا يُخطئ والحافظ ابن حجر ذكر توثيق المحاربي في كتابه التقريب.
وكل الذي فعله الموسوي والتيجاني وغيرهما ممن شنع على الحافظ في هذه المسألة أنهم حاولوا أن يصطادوا في الماء العكر ويأبى الله أن يصح إلا الصحيح. …إلى كم ذا التتابع والتمادي…وكم هذا التصامم والتعاشي
[225] المستدرك3/ 128.
[226] العجم الكبير5/ 67.
[227] مجمع الزوائد9/ 18.
[228] حلية الأولياء4/ 349.
[229] كتاب ثم اهتديت87،159.