كتب الشيعة تصل الى الحسين رضي الله عنه
يقول الشيعي كاظم حمد الاحسائي النجفي:
وجعلت الكتب تترى على الامام الحسين عليه السلام حتى ملأ منها خرجين، وكان آخر كتاب قدم عليه من أهل الكوفة مع هانىء بن هانىء السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي ففضه وقرأه واذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي من شيعة أبيه أمير المؤمنين أما بعد فان الناس ينتظرونك ولا رأي لهم الى غيرك فالعجل العجل (2).
ويقول الدكتور الشيعي أحمد النفيس:" كتب أهل الكوفة الى الحسين عليه السلام يقولون: ليس علينا امام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق، وتوالت الكتب تحمل التوقيعات تدعوه الى المجيء لاستلام البيعة، وقيادة الأمة في حركتها في مواجهة طواغيت بني أمية، وهكذا اكتملت العناصر الأساسية للحركة الحسينية وهي:
…. وجود ارادة جماهيرية تطلب التغيير وتستحث الامام الحسين للمبادرة الى قيادة الحركة وكان موقع هذه الارادة في الكوفة تمثلت في رسائل البيعة القادمة من أهلها (3) ".
وذكر محمد كاظم القزويني الشيعي أن أهل العراق كاتبوا الحسين وراسلوه وطلبوا منه التوجه الى بلادهم ليبايعوه بالخلافة الى أن اجتمع عند الحسين اثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق وكلها مضمون واحد كتبوا اليه: قد أينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جند لك مجند ان لك في الكوفة مائة ألف سيف اذا لم تقدم الينا فأنا نخاصمك غداً بين يدي الله (4) ".
__________
(2) عاشوراء ص 85 تظلم الزهراء ص141.
(3) على خطى الحسين ص94.
(4) فاجعة الطف ص6.
ويقول المحدث الشيعي عباس القمي:" وتواترت الكتب حتى اجتمع عنده في يوم واحد ستمائة كتاب من عديمي الوفاء أولئك وهومع ذلك يتأنى ولا يجيبهم، حتى اجتمع عنده اثنا عشر ألف كتاب (1) ".
وقال علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسيني الشيعي:" وسمع أهل الكوفة بوصول الحسين عليه السلام الى مكة، وامتناعه من البيعة ليزيد، فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فلما تكاملوا قام سليمان بن صرد فيهم خطيباً، وقال في آخر خطبته: يامعشر الشيعة انكم قد علمتم بأن معاوية قد هلك وصار الى ربه، وقدم الى عمله، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد، وهذا الحسين بن علي عليه السلام قد خالفه وصار الى مكة هارباً من طواغيت آل أبي سفيان، وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله، وقد احتاج الى نصرتكم اليوم، فان كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوه فاكتبوا اليه، وان خفتم الوهن والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه.
قال: فكتبوا اليه (2) ".
ويقول الشيعي عباس القمي: " فاجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فذكروا هلاك معاوية والبيعة ليزيد ثم قام سليمان بهم خطيباً فقال:
__________
(1) منتهى الآمال 1/ 43..
(2) اللهوف لابن طاووس ص22 المجالس الفاخرة ص58،59، منتهى الآمال 1/ 43. على خطى الحسين ص93.
" انكم قد علمتم بموت معاوية واستيلاء ولده يزيد على الملك وقدخالفه الحسين عليه السلام وخرج الى مكة، وأنتم شيعته وشيعة أبيه فان كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوعدوه فاكتبوا اليه، وان خفتم الوهن والفشل فلا تغروا الرجل في نفسه. فقالوا: لابل نقاتل عدوه، ونقتل أنفسنا دونه، ثم كتبوا اليه باسم سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد البجلي وحبيب بن مظاهر وشيعته المؤمنين من أهل الكوفة ومما جاء فيه بعد الحمد والثناء: " سلام عليك أما بعد: فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد انه ليس علينا امام فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير في قصر الامارة ولسنا نجتمع معه في جمعة ولا جماعة، ولا نخرج معه الى عيد، ولوقد بلغنا قد أقبلت الينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام ان شاء الله. ثم سرحوا بالكتاب مع عبد الله بن مسمع الهمداني وعبد الله بن وال وأمروهما بالتعجيل، فخرجا مسرعين حتى قدما على الحسين بمكة لعشر مضين من شهر رمضان، ثم لبث أهل الكوفة يومين بعد تسريحهم بالكتاب وأنفذوا قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الله بن شداد وعمارة بن عبد الله السلولي الى الحسين عليه السلام ومعهم نحومئة وخمسين صحيفة من الرجل والاثنين والأربعة، ثم لبثوا يومين وسحوا اليه هانىء بن هانىء السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي وكتبوا اليه: " بسم الله الرحمن الرحيم الى الحسين بن علي عليه السلام من شيعته من المؤمنين والمسلمين أما بعد: فحي هلا فان الناس ينتظرونك لاأرى لهم غيرك، فالعجل العجل ثم العجل العجل والسلام ". ثم كتب شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن رويم بن قيس وعمروبن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمروالتيمي يقولون:" أما بعد: لقد أضر الجناب، ,أينعت الثمار، فاذا شئت فأقبل على جند لك مجندة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " (1).
__________
(1) منتهى الآمال 1/ 43. اللهوف ص22 المجالس الفاخرة ص58.
المبحث الثالث:
الحسين يرسل مسلم بن عقيل
قال الشيعي رضا حسين صبح الحسني:
" فخرج مسلم من مكة للنصف من شعبان ووصل الكوفة لخمس خلون من شوال، وأقبلت الشيعة يبايعونه حتى بلغوا ثمانية عشر ألفاً وفي حديث الشعبي بلغ من بايعه أربعين ألفاً " (1).
قال هاشم معروف الحسني الشيعي: " ويبدومن بعض الروايات أن مسلم بن عقيل لم يكن متفائلاً في سفره، لما يعرفه من تقلب أهل العراق ومواقفهم الملتوية من عمه أمير المؤمنين، الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أوالقتل، وخيانتهم لابن عمه الحسن حتى اضطروه الى ترك السلطة لمعاوية، وقد صارح الحسين بذلك ولكنه لم يعفه من تلك المهمة واتهمه بالجبن وسوء الرأي، ومضى وهومتشائم من هذه المهمة ولما مات أحد دليليه في الطريق من العطش بعد أن ضلا عن الطريق كتب الى الحسين مرة أخرى يطلب منه اعفاءه، ولكن الحسين (ع) أصر عليه بالمضي في طريقه الى الكوفة، فمضى يجد السير حتى دخلها واستقبله أهلها بالترحاب فنزل ضيفاً على المختار بن أبي عبيد الثقفي، ومنها راح يستقبل الناس وينشر الدعوة الى الحسين (ع)، فبلغ عدد من بايعوه على الموت أربعين ألفاً، وقيل أقل من ذلك، وأمير الكوفة ليزيد يوم ذاك النعمان بن بشير كان كما يصفه المؤرخون مسالماً يكره الفرقة ويؤثر العافية (2) ".
وقال الشيعي المتعصب عبد الحسين شرف الدين الموسوي: " وجعلت الشيعة تختلف الى مسلم بن عقيل حتى علم النعمان بن بشير بذلك (وكان والياً على الكوفة من قبل معاوية فأقره يزيد عليها) وعلم بمكان مسلم فلم يتعرض له بسوء (3) ".
__________
(1) الشيعة وعاشوراء ص167.
(2) سيرة الأئمة الاثنى عشر 2/ 57 ـ 58.
(3) المجالس الفاخرة ص61.
قال الشيعي عبد الرزاق الموسوي المقرم: " ووافت الشيعة مسلماً في دار المختار بالترحيب وأظهروا له من الطاعة والانقياد ما زاد في سروره وابتهاجه…وأقبلت الشيعة يبايعونه حتى أحصى ديوانه ثمانية عشر ألفاً، وقيل بلغ خمسة وعشرين ألفاً، وفي حديث الشعبي بلغ من بايعه أربعين ألفا فكتب مسلم الى الحسين مع عبس بن شبيب الشاكري يخبره باجتماع أهل الكوفة على طاعته وانتظارهم، وفيه يقول: الرائد لايكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً… (1) "
وقال شيخهم عباس القمي: " قال المفيد وآخرون: وبايعه الناس ـ ًاي مسلم بن عقيل -حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفا، فكتب مسلم إلى الحسين عليه السلام يخبره ببيعه ثمانية عشر ألفا ويأمره بالقدوم)) (2).
وقال عباس القمي: وبرواية سايقة أن الشيعة أخذت تختلف إليه في دار هانئ على تستر واستخفاء فتبايعه، وكان يأخذ على كل من بايعه القسم بالكتمان وسار الأمر على هذا المنوال حتى بلغ من بايعه خمسة وعشرين ألف رجل وابن زياد يجهل موضعه… (3) "
__________
(1) مقتل الحسين للمقرم ص 147. مأساة احدى وستين ص 24.
(2) منتهى الآمال 1/ 436.
(3) منتهى الآمال 1/ 437.