آخر تحديث للموقع :

السبت 21 ذو القعدة 1444هـ الموافق:10 يونيو 2023م 11:06:38 بتوقيت مكة

جديد الموقع

الحسين رضي الله عنه يتوجه الى الكوفة ..

نقل المحدث الشيعي عباس القمي والكاتب الشيعي عبد الهادي الصالح أن الحسين لما أراد الخروج من مكة طاف وسعا وقص من شعره وأحل من احرامه، لأنه لن يتمكن من اتمام الحج مخافة أن يقبض عليه أويقتل في مكة وجمع أصحابه في الليلة الثامنة من ذي الحجة فخطب فيهم قائلاً: " الحمد لله ماشاء الله ولاقوة الا بالله وصلي الله على رسوله خط الموت على ولد آدم فخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني الى أسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملان مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً، لامحيص عن يوم خط بالقلم رضي الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين… (1) "

قال الدكتور الشيعي أحمد راسم النفيس: " فقد التقى الفرزدق الشاعر بقفلة الحسين فسلم عليه وقال له: بأبي أنت وأمي يابن رسول الله وما أعجلك عن الحج؟ فقال: لولم أعجل لأخذت…ثم سأله أبوعبد الله عن الناس؟ فقال (أي الفرزدق): قلوبهم معك وأسيافهم عليك. فقال عليه السلام: " صدقت لله الأمر وكل يوم هوفي شأن " فان نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه، وهوالمستعان على أداء الشكر، وان حال القضاء دون الرجاء، فلم يبعد من كان الحق نيته، والتقوى سريرته (2) "

__________

(1) منتهى الآمال 1/ 453 خير الأصحاب ص 33.

(2) على خطى الحسين ص99 ـ 1.. الشيعة وعاشوراء ص178 ولاحظ أن قوله (فان نزل القضاء بما نحب…" يناقض ما نقله عباس القمي " كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء.

قال الشيعي علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسيني: قال الراوي: وسار الحسين عليه السلام حتى صار على مرحلتين من الكوفة، فاذا بالحر ابن يزيد في ألف فارس، فقال له الحسين عليه السلام: ألنا أم علينا؟ فقال: بل عليك يأبا عبد الله. فقال: لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ثم تردد الكلام بينهما حتى قال له الحسين عليه السلام: فان كنتم على خلاف ما أتتني به كتبكم، وقدمت به على رسلكم، فاني أرجع الى الموضع الذي أتيت منه. فمنعه الحر وأصحابه من ذلك، وقال: بل خذ يابن رسول الله طرقاً لايدخلك الكوفة ولا يوصلك الى المدينة، لاعتذر أنا لابن زياد بأنك خالفتني في الطريق، فتياسر الحسين عليه السلام حتى وصل الى عذيب الهجانات (1) "

وقال آية الله محمد تقي آل بحر العلوم: خرج الحسين في ازار ورداء ونعلين متكئاً على قائم سيفه، فاستقبل القوم فحمد الله وأثنى عليه وقال: انها منحدرة الى الله عز وجل واليكم واني لم آتكم حتى أتتني كتبكم، وقدمت بها على رسلكم أن أقدم علينا فانه ليس لنا امام، ولعل الله أن يجمعنا بك على الهدى، فان كنتم على ذلك فقد جئتكم فأعطوني ما أطمئن به من

__________

(1) اللهوف لابن طاوس ص47 المجالس الفاخرة ص87.

عهودكم ومواثيقكم، وان كنتم لمقدمي كارهين، انصرفت عنكم الى المكان الذي جئت منه اليكم. فسكتوا جميعاً. وأذن الحجاج بن مسروق الجعفي لصلاة الظهر فقال الحسين للحر: أتصلي بأصحابك؟ قل: لابل نصلي جميعاً بصلاتك فصلى بهم الحسين، وبعد أن فرغ من الصلاة أقبل عليهم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي محمد وقال: أيها الناس انكم ان تتقوا الله وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، والسائرين بالجور والعدوان، وان أبيتم الا الكراهية لنا، والجهل بحقنا، وكان رأيكم الآن على غير ما أتتني به كتبكم، انصرفت عنكم. فقال الحر: ما أدري ما هذه الكتب التي تذكرها. فأمر الحسين عقبة بن سمعان فأخرج خرجين مملوئين كتباً. قال الحر: اني لست من هؤلاء، واني أمرت أن لا أفارقك اذا لقيتك حتى أقدمك الكوفة على ابن زياد. فقال الحسين: الموت أدنى اليك من ذلك. وأمر أصحابه بالركوب وركبت النساء فحال بينهم وبين الانصراف الى المدينة، فقال الحسين للحر: ثكلتك أمك ماتريد منا؟ قال الحر: أما لوغيرك من العرب يقولها لي وهوعلى مثل هذا الحال، ما تركت ذكر أمه بالثكل كائناً من كان، والله مالي الى ذكر أمك من سبيل الا بأحسن ما نقدر، ولكن خذ طريقاً نصفاً بيننا لايدخلك الكوفة ولا يردك الى المدينة حتى أكتب الى ابن زياد، فلعل الله أن يرزقنا العافية ولايبتليني بشيء من أمرك (1) "

__________

(1) واقعة الطف لبحر العلوم ص191 ـ 192.

وقد نقل هذه الواقعة التي تتضمن محاولة الحسين رضي الله عنه الرجوع الى المكان الذي جاء منه بعد تخاذل الشيعة وخيانتهم غير واحد من أعلام الشيعة فقد ذكرها: عباس القمي (1) وعبد الرزاق الموسوي المقرم (2) وباقر شريف القرشي (3) وأحمد راسم النفيس (4) وفاضل عباس الحياوي (5) وشريف الجواهري (6) وأسد حيدر (7) وأروى قصير قليط (8) ومحسن الحسيني (9) والمفكر الشيعي عبد الهادي الصالح كما ذكرها عبد الحسين شرف الدين (1.) وذكرها رضي القزويني (11).

__________

(1) في منتهى الآمال ص464 من الجزء الأول كما ذكرها في نفس المهموم ص 17..

(2) مقتل الحسين ص 183.

(3) في حياة الامام الحسين ص1.2.

(4) على خطى الحسين ص1.2.

(5) مقتل الحسين ص11.

(6) مثير الأحزان ص43.

(7) مع الحسين في نهضته ص165.

(8) خطب المسيرة الكربلائية ص49.

(9) الامام الحسين بصيرة وحضارة ص82.

(1.) المجالس الفاخرة ص87.

(11) تظلم الزهراء ص174 وما بعدها.

وينقل عباس القمي أن الحسين رضي الله عنه سار حتى نزل قصر بني مقاتل فاذا فسطاط مضروب، ورمح مركوز، وفرس واقف، فقال الحسين عليه السلام: لمن هذا الفسطاط؟ قالوا: لعبيد الله بن الحر الجعفي. فأرسل اليه الحسين عليه السلام رجلاً من أصحابه يقال له الحجاج بن مسروق الجعفي فأقبل فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال: ما وراؤك؟ فقال: ورائي يابن الحر أن الله قد أهدى اليك كرامة ان قبلتها. فقال: وما تلك الكرامة؟ فقال هذا الحسين بن علي يدعوك الى نصرته، فان قاتلت بين يديه أجرت، وان قتلت بين يديه استشهدت. فقال له عبيد الله بن الحر: والله ياحجاج ما خرجت من الكوفة الا مخافة أن يدخلها الحسين عليه السلام وأنا فيها ولاأنصره، لأنه ليس في الكوفة شيعة ولا أنصار الا مالوا الى الدنيا (1) الا من عصم الله منهم، فارجع اليه فأخبره بذلك. فقام الحسين عليه السلام وانتعل ثم سار اليه في جماعة من اخوانه وأهل بيته، فلما دخل وسلم وثب عبيد الله بن الحر عن صدر مجلسه وقبل يديه ورجليه، وجلس الحسين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يابن الحر ان أهل مصركم قد كتبوا الي وأخبروني أنهم مجمعون على نصرتي وسألوني القدوم اليهم، وقدمت وليس الأمر على ما زعموا وأنا أدعوك الى نصرتنا أهل البيت فان أعطينا حقنا حمدنا الله تعالى على ذلك وقبلناه، وان منعنا حقنا وركبنا الظلم كنت من أعواني على طلب الحق. فقال عبيد الله: يابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله لوكان في الكوفة شيعة وأنصار يقاتلون معك لكنت أنا من أشدهم على ذلك، ولكني رأيت شيعتك بالكوفة وقد فارقوا منازلهم خوفاً من سيوف بني أمية، فلم يجبه الى ذلك وسار الحسين عليه السلام… (2)

__________

(1) هاهم أتباعك أيها التيجاني.

(2) ذكر عباس القمي هذه الواقعة في منتهى الآمال 1/ 466 وفي هامش ص177 من نفس المهموم واللفظ للمصدر الثاني.

عدد مرات القراءة:
2018
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :