قلنا: نعم نظائر لا تُحصى في كتب الموضوعات المكذوبات كما بيّناه ونبيّنه بعد إن شاء الله. وما قاله في الفقرة السابعة من هذه المراجعة كله سخف وحماقة فضلاً عن ما فيه من التحكّم المحض وسنفصّل ذلك إن شاء الله حين تفصيله لها في المراجعة الآتية.
أحاديث سد الأبواب
في الفقرة الثالثة من هذه المراجعة ذكر أحاديث سد الأبواب غير باب عليّ، وسنبين ما فيها إن شاء الله، وابتدأ ذلك بحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي مرّ ذكره في (المراجعة -26 - )، وقد بينا في (ص364 - 367) ضعفه وسقوطه عن الإحتجاج فليراجع، فهذا الموسوي كثيراً ما يعيد أدلته رغبةً في التطويل.
ثم قال: (وقال عمر بن الخطاب من حديث صحيح على شرط الشيخين أيضاً: لقد أعطي عليّ بن أبي طالب ثلاثاً، لأن تكون لي واحدة منها أحب إليّ من حمر النعم، زوجته فاطمة بنت رسول الله، وسكناه المسجد مع رسول الله يحل له ما يحل له فيه، والراية يوم خيبر).
قلت: أخرجه الحاكم (3/ 125) - وقد ذكره هذا الموسوي في الهامش- وقد كذب هذا الموسوي بزعمه صحته على شرط الشيخين، فإن هذا حتى لم يقله الحاكم على قلة عنايته بالتصحيح، بل اكتفى بقوله: صحيح الإسناد، فردّه الذهبي وقال: (المديني عبد الله بن جعفر ضعيف) قلت: وعبد الله هذا والد عليّ بن المديني الإمام الثبت لكنّ أباه ضعيف ضعّفه حتى ابنه عليّ. وقال أبوحاتم: منكر الحديث جداً يحدّث عن الثقات بالمناكير. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الذهبي في (الميزان): متفق على ضعفه.
وقد روى هذا الحديث أيضاً أبويعلى- (البداية والنهاية) (7/ 341)، وذكره هذا الموسوي أيضاً في هامشه- من طريق عبد الله بن جعفر هذا، أنظر إسناده في (البداية والنهاية) (7/ 341) وعزاه الهيثمي في (مجمع الزوائد) (9/ 121) لأبي يعلى وأعلّه بعبد الله بن جعفر هذا وقال: متروك. فسقط بذلك هذا الإسناد. وقد أشار هذا الموسوي في الهامش (19/ 168) إلى ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 26) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، لكنه لم يسق لفظه بالكامل فقد وقف قلمه حين أتى على ما فيه من الحق الذي لا يرضاه هذا الموسوي وأصحابه فاكتفى بالإشارة إليه، ذلك أن ابن عمر قال: (كنا نقول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: رسول الله خير الناس ثم أبوبكر ثم عمر، وقد أوتي ابن طالب ثلاث خصال ... ) الحديث، فهذا هولفظ الحديث الذي لا يرضاه هذا الموسوي وأصحابه، وهوشوكة في أعينهم، فإن كانوا يزعمون احتجاجهم بهذا الحديث ورضاهم به فليقبلوا إذن ما فيه بالكامل ولا يعرضوا عنه كما فعل هذا الموسوي، ونحن يمكننا أن نتصوّر ما ينتاب هذا الرجل حين مروره بشيء من فضائل الشيخين رضي الله عنهما، وفعله هذا يدل عليه، وصدق الله العظيم إذ يقول عن أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم، وأخصّهم الشيخان أبوبكر وعمر: {ليغيظ بهم الكفّار}.
ثم قال الموسوي: (وذكر سعد بن مالك يوماً بعض خصائص عليّ في حديث صحيح أيضاً فقال: وأخرج رسول الله عمّه العباس وغيره من المسجد، فقال له العباس: تخرجنا وتسكن عليّاً؟ فقال: ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكن الله أخرجكم وأسكنه) وعزاه في الهامش (2/ 169) للحاكم وزعم أنه من صحاح السنن. وهوكذب بيّن وهوحتى لم يدّعه الحاكم على تساهله رحمه الله، ولوطلب من هذا الموسوي إقامة الحجة على صحته لما استطاع، ولن يستطيع حتى يلج الجمل في سمّ الخياط، ولا أحدٌ من أصحابه، وهويطلق هذه التصحيحات جزافاً ليضفي قوةً على حججه الواهية.
وهذا الحديث قد أخرجه الحاكم (3/ 117) من طريق مسلم الأعور الملائي عن خيثمة بن عبد الرحمن قال سمعت سعد بن مالك رضي الله عنه، وذكره. وقد سكت الحاكم عن تصحيحه فعلق عليه الذهبي وقال: (سكت الحاكم عن تصحيحه، ومسلم متروك) إ. ه. قلت: , كذا قال عنهمالنسائي والدارقطني والفلاس، وضعفه الآخرون وأثبتوا له مناكير ...
فانظر كيف يتجرّأ هذا الموسوي على الكذب ويدعي صحة هذا الحديث الباطل.
وقال الموسوي: (وقال زيد بن أرقم: كان لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة في المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ فتكلم الناس في ذلك، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإني أمرت بسدّ هذه الأبواب إلا باب علي ّ، فقال فيه قائلكم وإني والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكني أمرت بشيءّ فاتّبعته) وعزاه في الهامش (21/ 169) للإمام أحمد في مسنده (4/ 369)، وللضياء أيضاً نقلاً من (كنز العمال).
قلت: قد رواه الإمام أحمد من طريق ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم. وهذا إسناد ضعيف، ميمون هذا هوالبصري مولى عبد الرحمن بن سمرة، قال الحافظ في (التقريب): ضعيف، وضعّفه غير واحد من الأئمة، وقال الإمام أحمد: أحاديثه مناكير. قلت: وبه يتبيّن أن رواية الإمام أحمد لحديثه في (مسنده) لا تعني أبداً قبوله به ولا احتجاجه بروايته، كما يزعمه الجهلة.
هذا الحديث ذكره الذهبي في ترجمة ميمون هذا من (الميزان) (4/ 235 - 236) وعقبه بقول العقيلي فيه بما يبين ضعفه، فقال الذهبي: (قال العقيلي عقيبه: وقد روي من طريق أصلح من هذا، وفيها لين أيضاً) إ. ه.
ثم قال الموسوي: (وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قام يومئذٍ فقال: ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته، ولكنّ الله أخرجكم وتركه، إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت، إن أتبع إلاّ ما يوحى إليّ)، وأشار في الهامش (22/ 169) إلى منتخب الكنز.
قلت: أخرجه الطبراني في (الكبير) (12722) من طريق حسين الأشقر ثنا أبوعبد الرحمن المسعودي عن كثير النوّاء عن ميمون أبي عبد الله عن ابن عباس. وهذا الإسناد ضعيف جداً، فيه علل:
الأولى: حسين الأشقر- وهوابن الحسن الكوفي- ضعّفه غير واحد، وهوشيعي غالٍ وقال أبوزرعة: منكر الحديث، وقد اتهمه ابن عدي كما قال الذهبي في (المغني)، وكذبه أبومعمر الهذلي.
الثانية: كثير النواء، ضعيف كما قال الحافظ في (التقريب)، وضعفه أبوحاتم والنسائي، وقال ابن عدي: كان غالياً في التشيّع مفرطاً فيه.
الثالثة: ميمون أبوعبد الله هذا هوالبصري مولى عبد الرحمن بن سمرة، وقد مرّ ذكر ضعفه في الحديث السابق.
وقال هذا الموسوي: (وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لا يحلّ لأحد أن يجنب في المسجد غيري وغيرك) وعزاه في الهامش (23/ 169) للترمذي في صحيحه (!!) نقلاً من منتخب الكنز.
قلت: قد رواه الترمذي (4/ 33)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (7/ 66) من طريق سالم بن أبي حفصة عن عطية عن أبي سعيد. وهذا إسناد ضعيف لا يثبت، عطية هذا هوابن سعيد العوفي وهوضعيف. وكان يدلّس تدليساً خبيثاً، فكان يقول: عن أبي سعد- كما في هذا الإسناد- يوهم أنه الخدري وهويعني الكلبي الكذّاب، وقد مرّ تفصيل ذلك في ترجمته ضمن الرواة المئة، برقم (58). والراوي عنه سالم بن أبي حفصة شيعي غال قد ضعفه بسبب ذلك غير واحد، لا يقبل خبره في مثل هذا الحديث كما هومقرر في (المصطلح) لكن قد تابع سالماً هذا عن عطية العوفي كثير النوّاء. رواه ابن عساكر- (البداية والنهاية) (7/ 343) - وهولا يفرح به أيضاً فكثير هذا ضعيف مع ما عنده من غلوّ التشيّع، كما سبق في الحديث الماضي، وقد بقيت علّة ضعف عطية العوفي وتدليسه فيه.
وقد ضعف هذا الحديث أيضاً الحافظ ابن كثير في (التفسير) (1/ 51)، وأشار إلى ضعفه حتى المتقي الهندي في (كنز العمال) (3352).
وأما حديث سعد عند البزار الذي أشار إليه في الهامش فليس أحسن حالاً من حديث أبي سعيد السابق، فإنه من رواية خارجة بن سعد عن أبيه سعد كما في (مجمع الزوائد) (9/ 115). وخارجة هذا لم أجد له ترجمة ولم يذكره أحد ولا أظنه إلا أحد المجهولين، وبه أعلّ الحديث الهيثمي في (المجمع) وقال: وخارجة لم أعرفه إ. ه.
ثم قال هذا الموسوي: (وعن سعد بن أبي وقاص، والبراء بن عازب، وابن عباس، وابن عمر، وحذيفة بن أسيد الغفاري، قالوا كلهم: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى المسجد فقال: إن الله أوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا أنت وهارون وإن الله أوحى إليّ: أن ابن مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ أنا وأخي عليّ) وعزاه في الهامش (24/ 17) لابن المغازلي الشافعي في كتابه (المناقب) نقلاً من (ينابيع المودة) للبلخي.
قلت: والله ما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاشاه من هذا الهراء والهزل، ولوكان هذا الموسوي صادقاً لساق إسناده بالكامل، لكن هذا دأب الجهلاء لا يعنيهم الإسناد والصحة بل موافقته لهواهم ولعقولهم العفنة.
وقد نقله من كتاب (ينابيع المودة) للبلخي وهوليس أحسن حالاً من صاحبنا هذا فقد ساقه في كتابه (ص99 - 1) من دون إسناد سوى عزوه لابن المغازلي فقط الذي كفانا مؤونة تقييم ما فيه من أحاديث شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال في رده على ابن المطهر الحلي- أنظر (مختصر المنهاج) (ص42) -: (وأما ابن المغازلي الواسطي فقد جمع في كتابه من الكذب ما لا يخفى على من له أدنى معرفة بالحديث) إ. ه. قلت: وهذا والله منها، ولا يسعهم رده إلا بكشف إسناد صحيح رجاله ثقات لمثل هذه النصوص المزعومة، وهذه حجة أهل العلم إلى قيام الساعة، والله الموفق للصواب.
وقال الموسوي: (وإملاؤنا لا يسع استيفاء ما جاء في ذلك من النصوص الثابتة عن كل من ابن عباس وأبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم، ورجل صحابي من خثعم، وأسماء بنت عميس، وأم سلمة، وحذيفة بن أسيد، وسعد بن أبي وقاص، والبراء بن عازب، وعلي بن أبي طالب، وعمر وعبد الله بن عمر، وأبي ذر، وأبي الطفيل، وبريدة الأسلمي، وأبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجابر بن عبد الله) إ. ه.
قلت: هذه دعوى عارية عن البيّنة والبرهان، لذا تراه لم يشر في هامشه إلى أي مصدر مع أننا فيما قدمنا الكلام عليه قد تكلمنا على معظم ما ادعاه من أحاديث هؤلاء الصحابة هنا، فأحاديث كلّ من: ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم، وسعد بن أبي وقاص، وعمر، وعبد الله ابن عمر تقدمت قريباً في الكلام على الأحاديث التي ساقها في الفقرة الثالثة من هذه المراجعة، وحديثا حذيفة بن أسيد وجابر بن عبد الله تقدم الكلام عليهما في صفحة (39 - 391). وأما حديث البراء بن عازب فهونفسه حديث زيد بن أرقم المذكور في الهامش (21/ 169) من هذه المراجعات وقد تقدم كلامنا عليه، بنفس اللفظ وبنفس الإسناد، فقد رواه أبوالأشهب عن عوف عن ميمون أبي عبد الله عن البراء بن عازب- أنظر (البداية والنهاية) (7/ 342) -. , أما حديثا علي بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري فهما الآتيان في الهامشين القادمين (25، 26). وحديث أبي الطفيل تقدم سابقاً طرف منه صفحة (414) وقبل ذلك الكلام عليه أيضاً في صفحة (176 - 177).
وأما حديث أم سلمة فقد رواه ابن عساكر- (البداية والنهاية) (7/ 343) - من طريق أبي الخطاب الهجري عن محدوج- الذهلي- عن جسرة بن دجاجة، أخبرتني أم سلمة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه حتى أنتهي إلى صرحة المسجد فنادى بأعلى صوته: (إنه لا يحل المسجد لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وأزواجه وعليّ وفاطمة بنت محمد، ألا هل بيّنت لكم الأسماء أن تضلّوا). وحتى على فرض صحته وثبوته ففيه ما يهرب ويفر منه هذا الموسوي وأصحابه كأنهم حمر مستنفرة فرّت من قسورة، إذ فيه التصريح بشمول ذلك الحكم لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً. لكنه ضعيف لا يثبت فأبوالخطاب ومحدوج الذهلي كلامهما مجهول لا يعرف، وقد عقب عليه الحافظ ابن كثير فقال: وهذا إسناد غريب وفيه ضعف.
وأما حديث أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رواه ابن عساكر أيضاً بنحوحديث أم سلمة السابق فقال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) (7/ 343) عقب حديث أم سلمة السابق: (ثم ساقه- قلت: يعني ابن عساكر- من حديث أبي رافع بنحوه، وفي إسناده غرابة أيضاً) إ. ه.
ثم قال الموسوي: (وفي المأثور من دعاء النبي صلى الله عليه آله وسلم: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي .. ) الحديث وعزاه في الهامش (25/ 17) للثعلبي في تفسيره عن أبي ذر، وقال أيضاً: (ونقل نحوه المتتبع البلخي عن مسند الإمام أحمد).
قلت: أما عزوه لمسند الإمام أحمد فهوكذب بيّن وهؤلاء الرافضة لا يخجلون من أفعالهم هذه. وأما ما في تفسير الثعلبي فقد تقدم تفصيل الكلام عليه في صفحة (129 - 13) من كتابنا هذا حين أتينا على ما أسماه هذا المفتري بآية الولاية، وكذلك مرّ بنا في صفحة (372) مختصراً، وبينا كذب هذا الحديث وأنه من اختلاق هؤلاء الرافضة الضالين، مع التأكيد على أن هذا الموسوي لم ينقله من تفسير الثعلبي لأنه لم يطبع بل من سلفه إبن المطهر الذي فضحه وردّ عليه شيخ الإسلام ابن تيمية فجزاه الله خيراً.
ثم قال الموسوي: (ومثله ما أخرجه البزار من أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد عليّ فقال: إن موسى سأل ربه أن يطهّر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهّر مسجدي بك، ثم أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك، فاسترجع ثم قال: سمعاً وطاعة، ثم أرسل إلى عمر، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب عليّ، ولكن الله فتح بابه وسدّ أبوابكم). وأشار في الهامش (26/ 171) إلى وجوده في (كنز العمّال).
قلت: ولم ينقل هذا الموسوي نص تخريج صاحب الكنز له لأن فيه بيان ضعفه، فلينظر الشيعة إلى إمامهم هذا!!. وقد ذكره في (كنز العمال) (36521)، وعزاه للبزار وقال: (وفيه أبوميمونة مجهول). وقد نقل الذهبي في ترجمة أبي ميمونة هذا من (الميزان) عن الدارقطني أنه قال عنه: (مجهول يترك). وهوغير الفارسي الثقة. وأشار إلى ضعف هذا الحديث أيضاً الهيثمي في (مجمع الزوائد) (9/ 115) بقوله: (وفي إسناده من لم أعرفه) إ. ه. فالحمد لله على ظهور الحق وزهوق الباطل.
وبهذا يتضح كل الوضوح- والحمد لله- أن الإدعاء بتشبيه عليّ بهارون في جميع المنازل والشؤون خرافة لا أساس لها من الواقع، نسجتها عقول هؤلاء الرافضة المجانين، وما مثل ما زعموه من الأدلة على ذلك إلاّ كما قال الله تعالى: {كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفّاه حسابه والله سريع الحساب. أوكظلماتٍ في بحرٍ لجّيٍّ يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه سحابٌ ظلماتٌ بعضها فوق بعضٍ إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}.
سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ - بِسَدِّ الْأَبْوَابِ الشَّارِعَةِ فِي الْمَسْجِدِ، وَتَرْكِ بَابِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
قال الامام احمد : " 19287 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَقَالَ يَوْمًا: " سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ، إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ " قَالَ: فَتَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ النَّاسُ، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَمَرْتُ بِسَدِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ، إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ وَقَالَ فِيهِ قَائِلُكُمْ، وَإِنِّي وَاللهِ مَا سَدَدْتُ شَيْئًا وَلَا فَتَحْتُهُ، وَلَكِنِّي أُمِرْتُ بِشَيْءٍ فَاتَّبَعْتُهُ " (3)
__________
(3) إسناده ضعيف ومتنه منكر، ميمون أبي عبد الله، وهو البصري الكندي، ضعفه ابن المديني ويحيى القطان وابن معين وأبو داود، والنسائي وأبو أحمد الحاكم، وقال الأثرم عن أحمد: أحاديثه مناكير، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.
وهو في "فضائل الصحابة" لأحمد (985) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/125، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي فقال: رواه عوف عن ميمون أبي عبد الله. قلنا: يعني يشير إلى أنه ضعيف لضعف ميمون هذا: وقد ذكره في "الميزان" 4/235، وذكر فيه هذا الحديث من منكراته.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8423) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح=
= مشكل الآثار" (3561) من طريق محمد بن جعفر، به.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/185 من طريق المعتمر بن سليمان، عن عوف، به.
وقال: وقد روي من طريق أصلح من هذا، وفيها لين أيضاً.
وذكره الهيثمي في "المجمع" 9/114، وقال: رواه أحمد، وفيه ميمون أبو عبد الله، وثقه ابنُ حبان! وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1511) ، وفي إسناده عبد الله بن شريك العامري الكوفي مختلف فيه وكان من أصحاب المختار لم يحدث عنه ابن عيينة، وترك حديثه عبد الرحمن بن مهدي، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بقوي، قال العقيلي: كان ممن يغلو، يعني في التشيع،
وعبد الله بن الرقيم مجهول.
وعن ابن عباس، سلف برقم (3061) وفي إسناده أبو بَلْج- وهو يحيى بن سُليم- لم يحمده الإمام أحمد، وقال: روى حديثاً منكراً، وقال البخاري: فيه نظر، وقد روى هذا الحديث عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس فزعم عبد الغني ابن سعيد في "إيضاح الإشكال" أن أبا أبلج غلط فيها وإنما هو ميمون أبو عبد الله عن ابن عباس، قلنا: وميمون ضعيف صاحب مناكير كما سلف بيانه.
وعن ابن عمر، سلف برقم (4797) ، وفي إسناده هشامُ بنُ سعد، وهو ضعيف لا يحتج به، ويكتب حديثُه في المتابعات.
ورابع من حديث جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير" (2031) ، وفي إسناده إسماعيل بن عمرو البجلي وهو واه، وناصحُ بنُ عبد الله المُحَلّمي الكوفي، مجمع على ضعفه، وتركه بعضهم، قال ابن عدي: من متشيعي أهل الكوفة، وقال البخاري: منكر الحديث.
قال ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/366: هذه الأحاديثُ كُلها من وضع الرافضة، قابلوا به الحديث المتفق على صحته في سُدُّوا الأبواب إلا باب أبي بكر. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 5/34-36: وهو يتحدث عن حديث ابن عباس الطويل: وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
وكذلك قوله: "وسَدَّ الأبواب كلها إلا باب علي" فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة، فان الذي في "الصحيح" عن أبي سعيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال في مرضه الذي مات فيه: "إن أَمنَّ الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربِّي، لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يَبْقَيَنَّ في المسجد خوخَةٌ إلا سُدَّت إلا خوخَةَ أبي بكر" ورواه ابن عباس أيضاً في "الصحيحين".
قلنا: ولم يصنع الحافظ ابن حجر رحمه الله شيئاً في تقوية هذا الحديث بمثل هذه الأسانيد ولم يُصب في تنقيد الحافظين ابن الجوزي والعراقي رحمهما الله لإيرادهما هذا الحديث في الموضوعات.
انظر "القول المسدد" 5-6 و17-22 و"فتح الباري" 7/14- 15 " اهـ .[1]
وقال الامام احمد : " 1511 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الرُّقَيْمِ الْكِنَانِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ زَمَنَ الْجَمَلِ فَلَقِيَنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ بِهَا، فَقَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ الشَّارِعَةِ فِي الْمَسْجِدِ، وَتَرْكِ بَابِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن الرقَيم، وعبد الله بن شريك مختلف فيه وكان من أصحاب المختار. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وفطر: هو ابن خليفة.
وللحافظ ابن حجر كلام طويل في هذا الحديث، انظر "القول المسدد" ص 5-6 و17-23.
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/363 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأعله بعبد الله بن شريك وابن الرقيم.
وأخرجه النسائي في "الخصائص" (41) من طريق أسباط بن محمد، عن فطر، به " اهـ .[2]
1 - مسند أحمد – تحقيق شعيب الارناؤط - ج 32 ص 41 – 43 .
2 - مسند أحمد – تحقيق شعيب الارناؤط - ج 3 ص 98 – 99 .
حديث ( سدوا ابواب المسجد غير باب علي )
بالنسبة للحديث فسوف نبدأ بعرض طرقه كلها
الحديث روي عن الصحابة
1-زيد بن ارقم
2-ابوسعيد الخدري
3-عبدالله بن عباس
4-البراء بن عازب
5-جابر بن عبدالله
6-سعد بن مالك
7-جابر بن سمره
8- سعد بن ابي وقاص
9-انس بن مالك
10- بريده الاسلمي
11-ابو حازم الاشجعي
12-عبدالله بن عمر
13-علي بن ابي طالب
ومن روى هذا الحديث الموضوع (على زعم ابن تيميه ) من اهل كتب الحديث
احمد بن حنبل
حدثنا عبد الله حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو بلج حدثنا عمرو بن ميمون قالو قال سدوا أبواب المسجد غير باب علي فقال فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.
مسند أحمد بن حنبل . - رقم الحديث 2903
حدثنا حجاج حدثنا فطر عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن الرقيم الكناني قال خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال أمر رسول الله (ص) بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي.
مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث29 14
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال كان لنفر من أصحاب رسول الله (ص) أبواب شارعة في المسجد قال فقال يوما سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال فتكلم في ذلك الناس قال فقام رسول الله (ص) فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي وقال فيه قائلكم وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشيء فاتبعته.
مسند أحمد بن حنبل -رقم الحديث 18484
حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي ، نا وكيع ، عن هشام بن سعد ، عن عمر بن أسيد ، عن إبن عمر قال : كنا نقول في زمن النبي (ص) : رسول الله خير الناس ، ثم أبو بكر ، ثم عمر ، ولقد أوتي إبن أبي طالب ثلاث خصال ، لئن تكن لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم ، زوجه رسول الله (ص) ابنته ، وولدت له ، وسدت الأبواب إلا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر.
أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة.. - فضائل علي 923
الطبراني
وعن زيد ، عن أبي إسحاق ، عن العلاء بن عرار قال : سئل إبن عمر عن علي وعثمان ، فقال : أما علي فلا تسألوا عنه ، انظروا إلى منزلته من رسول الله (ص) ، فإنه سد أبوابنا في المسجد ، وأقر بابه ، وأما عثمان فإنه أذنب يوم التقى الجمعان ذنبا عظيما ، فعفا الله عنه ، وأذنب فيكم ذنبا دون ذلك فقتلتموه.
الطبراني - المعجم الأوسط - الجزء الرابع- ص ( 186 )
حدثنا علي بن سعيد الرازي قال : نا سويد بن سعيد قال : نا معاوية بن ميسرة بن شريح قال : نا الحكم بن عتيبة ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه قال : أمر رسول الله (ص) بسد الأبواب ، إلا باب علي قالوا : يا رسول الله ، سددت الأبواب كلها ، إلا باب علي ؟ قال : ما أنا سددت أبوابكم ، ولكن الله سدها لم يرو هذا الحديث عن الحكم إلا معاوية بن ميسرة ، تفرد به : سويد بن سعيد. ص 186اعلاه
حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، ثنا ناصح ، عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة ، قال : أمر رسول الله (ص) بسد أبواب المسجد كلها غير باب علي ( ر ) ، فقال العباس : يا رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج قال : ما أمرت بشيء من ذلك فسدها كلها غير باب علي وربما مر وهو جنب.
الطبراني - المعجم الكبير الجزء الثاني ص( 246 (
حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ، ثنا أبو جعفر النفيلي ، ثنا مسكين بن بكير ، ثنا شعبة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمونة ، عن إبن عباس أن رسول الله (ص) : أمر بالأبواب كلها فسدت إلا باب علي ( ر ).
الطبراني - المعجم الكبير - الجزء : ( 12 ) - رقم الصفحة : ( 78 (
الحاكم النيسابوري
أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، ببغداد من أصل كتابه ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، ثنا أبو بلج ، ثنا عمرو بن ميمون ، قال :........
...........................) كلام طويل (
قال إبن عباس : وسد رسول (ص) أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنبا ، وهو طريقه ليس له طريق غيره.
مستدرك الحاكم - كتاب معرفة الصحابة ( ر ) - ذكر إسلام أمير المؤمنين علي
أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن البزاز ببغداد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم قال : كانت لنفر من أصحاب رسول الله (ص) أبواب شارعة في المسجد فقال يوما : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال : فتكلم في ذلك ناس فقام رسول الله (ص) فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي ، فقال فيه قائلكم و الله ما سددت شيئاً و لا فتحه و لكن أمرت بشيء فاتبعته
مستدرك الحاكم - كتاب معرفة الصحابة ( ر ( - ذكر إسلام أمير المؤمنين علي
النسائي
أخبرني محمد بن وهب قال حدثنا مسكين قال حدثنا شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن بن عباس وأبو بلج هو يحيى بن أبي سليمان قال امر رسول الله (ص) بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي.
النسائي - السنن الكبرى - الجزء الخامس ص ( 119 (
أخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن حماد قال حدثنا الوضاح قال حدثنا يحيى قال حدثنا عمرو بن ميمون قال قال بن عباس وسد أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره ذكر منزلة علي بن أبي طالب من النبي (ص) .
النسائي - السنن الكبرى - الجزء الخامس - ص( 119 (
وروى النسائي روايات اخرى عن ميمون عن زيد بن ارقم وعن الحارث بن مالك عن سعد وله روايه اخرى في الخصائص قال عنها ابو اسحاق الحويني ( محقق الكتاب ) اسناده حسن
لن نذكرها تجنبا للاطاله
الهيثمي
وعن عبد الله بن الرقيم الكناني قال: خرجنا إلى المدينة زمن الجمل، فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول الله (ص) بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي . رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني في الأوسط وزاد: قالوا: يا رسول الله سددت أبوابنا كلها إلا باب علي، قال: ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها ، وإسناد أحمد حسن.
الهيثمي - مجمع الزوائد - أبواب مناقب علي بن أبي طالب ( ر ) - الجزء التاسع ص 114
وفي حديث طويل لابن عباس قال
............................قال وسد ابواب المسجد غير باب علي قال فيدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره.
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين. انتهى
مجمع الزوائد - الجزء التاسع ص( 120(
الكلاباذي في بحر الفوائد
حدثنا نصر بن الفتح ، قال : ح أبو عيسى قال : ح علي بن المنذر قال : ح أبو فضيل ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن عطية ، عن أبي سعيد ( ر ) قال : قال رسول الله (ص) لعلي ( ر ) : يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك قال نصر : قال أبو عيسى : قال علي بن المنذر : قلت لضرار بن صرد : ما معنى هذا الحديث ؟ قال : لا يحل لأحد أن يستطرقه جنبا غيري وغيرك , فدل هذا على أن أبواب بيت النبي (ص) ، وعلي كانا في المسجد ، فكانا يستطرقان المسجد إذا خرجا من بيوتهما في حالة الجنابة . قال الشيخ الإمام المصنف رحمه الله : فيجوز أن يكون معنى قوله ذلك تخصيصا لهما ، كأن النبي (ص) خص بأشياء ، فيكون هذا مما خص به ، ثم خص عليا ( ر ) فرخص له فيما لم يرخص به غيره ، وإن كانت أبواب بيوتهم في المسجد ، فإنه كانت في المسجد أبواب لبيوت غير بيوتهما ، حتى أمر بسدهما ، إلا باب علي ( ر
وقال ايضا
حدثنا حاتم بن عقيل ، قال : ح يحيى بن إسماعيل قال : ح يحيى بن الحماني قال : ح أبو عوانة ، عن أبي بلج ، وفي بعض النسخ عن أبي صالح ، عن عمرو بن ميمون ، عن إبن عباس ، ( ر ) قال : قال النبي (ص) : سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب علي ( ر ). بحر الفوائد
ابن عساكر
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه ثنا وأبو منصور محمد بن عبد الملك المقرئ أنا أبو بكر الخطيب أنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال قرأنا على أبي حفص بن بشران حدثكم أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب نا محمد بن مهدي الميموني ثنا عبد العزيز بن الخطاب حدثني شعبة بن الحجاج أبو بسطام قال سمعت سيد الهاشميين زيد بن علي بن الحسين بالمدينة في الروضة يقول حدثني أخي محمد بن علي أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله (ص) يقول سددوا الأبواب كلها إلا باب علي وأومأ بيده إلى باب علي .
تاريخ مدينة دمشق - الجزء التاسع عشر ص 451
وذكر 14 رواية أحرى لن نذكرها حتى لانطيل
ابن ابي عاصم
حدثنا أيوب الوزان ، حدثنا عروة بن مروان ، عن عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة ، عن أبي إسحاق السبيعي قال سألت إبن عمر ، عن عثمان وعلي . قال : تسألني عن في فقد رأيت مكانه من رسول الله (ص( إنه سد أبواب المسجد إلا باب علي ( ر ( . كتاب السنه ص 585
ابويعلى الموصلي
حدثنا موسى ، حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر الطحان ، حدثنا غسان بن بشر الكاهلي ، عن مسلم ، عن خيثمة ، عن سعد ، أن رسول الله (ص) سد أبواب الناس في المسجد وفتح باب علي ، فقال الناس في ذلك ، فقال : ما أنا فتحته ، ولكن الله فتحه مسند أبي يعلى الموصلي - مسند سعد
الخطيب البغدادي
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال قرأنا على أبي حفص بن بشران حدثكم أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب حدثنا محمد بن مهدي الميموني حدثنا عبد العزيز بن الخطاب حدثني شعبة بن الحجاج أبو بسطام قال سمعت سيد الهاشميين زيد بن علي بن الحسين بالمدينة في الروضة قال حدثني أخي محمد بن علي أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله (ص) يقول سدوا الابواب كلها إلا باب علي وأومأ بيده إلى باب علي . تاريخ بغداد ج السابع ص 117
وللاختصار جاء هذا الحديث ايضا في الكتب التاليه
شواهد التنزيل للحسكاني
مصنف ابن ابي شيبه
تفسير القرطبي
البدايه والنهايه لابن كثير
كنز العمال للمتقي الهندي
مشكل الاثار للطحاوي
فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي
جواهر المطالب لابن الدمشقي
حليه الاولياء
ينابيع الموده للقندوزي الحنفي
المناقب للمقريزي
تحفه الاحوذي للمباركفوري
اسد الغابه لابن الاثير
في البدايه نرى سند الامام احمد في مسنده
عن عبدالله بن الرقيم الكناني والاخر عن عمرو بن ميمون والاخر عن ميمون ابي عبدالله
هل يوجد عند احد اعتراض عليه ؟
قال الهيثمي في مجمع الزوائد الجزء التاسع ص 114
رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني في الأوسط وزاد: قالوا: يا رسول الله سددت أبوابنا كلها إلا باب علي، قال: ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها ، وإسناد أحمد حسن.
يعني سند احمد الذي عن عبدالله بن الرقيم الذي ذكرناه اعلاه
قال الهيثمي في مجمع الزوائد الجزء التاسع ص 120
عن حديث احمد الذي ذكرناه اعلاه عن عمرو بن ميمون وفيه ابي بلج الفزاري
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين.
اذا هنا السند رجاله رجال الصحيح غير ابي بلج وهوثقه ( يعني السند صحيح اذا ما عندكم اعتراض )
قال الهيثمي في مجمع الزوائد الجزء التاسع ص114
عن السند الثالث لاحمد في مسنده والذي ذكرناه اعلاه وفيه ميمون ابو عبدالله قال
رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه إبن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
سؤال - لا ادري هل تقبلون حسب قواعدكم بمن اختلف في وثاقته ؟
هنا ثلاث روايات بأسانيد مختلفة يرى الهيثمي انها صحيحة وحسنه
هذا كلام الهيثمي
إسناد الحاكم في المستدرك
ذكرنا حديثين للحاكم الأول عن زيد بن أرقم والثاني عن عمرو بن ميمون
قال الحاكم عن الحديث الأول
)هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) وقال الذهبي في التلخيص ( صحيح(
وقال عن الحديث الثاني
)هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقه . وقال الذهبي في التلخيص : ) صحيح (.
وبنفس نص الحديث الثاني وبسند اخر رواه النسائي في خصائص الامام علي وقال عنه محقق الخصائص ابو اسحلق الحويني الاثري) اسناده حسن (
وقال ابن حجر عن الحديث الثاني للحاكم
ورواه الحاكم في المستدرك عن أبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، وقال صحيح الإسناد . ولم يعترض بل ذكره ضمن استدلالاته بصحه الحديث
سند النسائي
ذكرنا للنسائي روايتين الاولى عن ابي بلج عن عمرو بن ميمون عن بن عباس
والثانيه عن يحيى عن عمرو بن ميمون عن بن بن عباس
قال عنهن ابن حجر في فتح الباري ج7 ص12
)وعن ابن عباس قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فسدت الا باب علي .
وفي رواية وامر بسد الابواب غير باب علي ، فكان يدخل المسجد وهو جنب ليس له طريق غيره ، اخرجهما أحمد والنسائي ورجالهما ثقات (
اذا رجال الروايتين ثقات حسب قول بن حجر والحديث صحيح
ويقال عندكم ان الحافظ بن حجر هو امير المؤمنين في الحديث
فهل يوجد اعتراض ؟
سند الطبراني
من ضمن ماذكرناه من روايات الطبراني روايه في الاوسط عن مصعب بن سعد عن ابيه فيها
زياده ما انا سددتها ولكن الله سدها
قال عن الحديث الحافظ بن حجر في فتح الباري
) وفي رواية للطبراني في الاوسط رجالها ثقات من الزيادة فقالوا يا رسول الله سددت ابوابنا ؟ فقال ما انا سددتها ولكن الله سدها .)
ذكرنا ايضا روايه للطبراني عن جابر بن سمره قال عنها ابن حجر في نفس المصدر
( وعن جابر بن سمرة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الابواب كلها غير باب علي ، فربما مر فيه وهو جنب ، أخرجه الطبراني .) ولم يعترض ومن ضمن استدلاله على صحه الحديث
ثم قال بن حجر في كتاب القول المسد في مسند احمد ص16
وروى النسائي أيضا حديث ابن عمر بسند آخر صحيح أورده من طريق أبي إسحاق السبيعي عن العلاء بن عرار قال قلت لعبد الله بن عمر أخبرني عن علي وعثمان فقال أما علي فلا تسأل عنه أحدا وانظر إلى منزله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه
ورجاله رجال الصحيح إلا العلاء وهو ثقة وثقه يحيى بن معين وغيره وعرار أبوه بمهملات
قلنا وبهذا السند وبهذا اللفظ رواه الطبراني كما ذكرناه وهو
وعن زيد ، عن أبي إسحاق ، عن العلاء بن عرار قال : سئل إبن عمر عن علي وعثمان ، فقال : أما علي فلا تسألوا عنه ، انظروا إلى منزلته من رسول الله (ص) ، فإنه سد أبوابنا في المسجد ، وأقر بابه ، وأما عثمان فإنه أذنب يوم التقى الجمعان ذنبا عظيما ، فعفا الله عنه ، وأذنب فيكم ذنبا دون ذلك فقتلتموه. الطبراني - المعجم الأوسط - الجزء الرابع- ص ( 186)
اذا -هذا الحديث رواه جمع من الصحابه تزيد عدتهم على مايحصل به التواتر
- له طرق كثيره جدا ورواه 27 عالم من علماء السنه في الحديث والتفسير
-اغلب طرق الحديث صحيحه وحسنه واسانيد قويه جدا
-صححه -
الحافظ بن حجر
الهيثمي
الحاكم النيسابوري
الذهبي
المباركفوري
الطحاوي
الكلاباذي
ابواسحاق الحويني
الالباني
وغيرهم
الجواب:
جاء في تفسير بن كثير ( 1\502 )
فأنزل الله « ولا جنبا إلا عابري سبيل » ويشهد لصحة ما قاله يزيد بن أبي حبيب رحمه الله ما ثبت في صحيح البخاري « 467 » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سدوا كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر وهذا قاله في آخر حياته صلى الله عليه وسلم علما منه أن أبا بكر رضي الله عنه سيلي الأمر بعده ويحتاج إلى الدخول في المسجد كثيرا للأمور المهمة فيما يصح للمسلمين فأمر بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه رضي الله عنه ومن روى إلا باب علي كما وقع في بعض السنن فهو خطأ والصواب ما ثبت في الصحيح
يقول الشوكاني في كتابه الفوائد المجموعة (361 )
حديث : أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي .
رواه أحمد في المسند عن ابن عمر ، وعبد الله بن الرقيم الكناني . مرفوعاً ، ورواه أبو نعيم عن ابن عباس مرفوعاً . ورواه النسائي عن زيد بن أرقم مرفوعاً . وروى النسائي أيضاً : ما يشهد له عن سعد بن أبي وقاص . قال ابن الجوزي : طرقه كلها باطلة .
أما حديث ابن عمر ، فلكونه في إسناده : هشام بن سعد . قال ابن معين : ليس بشيء .
وأما حديث عبد الله بن الرقيم ، فلكونه في إسناده : عبد الله بن شريك وهو كذاب .
وأما حديث ابن عباس ، فلكونه في إسناده : يحيى بن عبد الحميد الحماني . قال ابن حبان كذاب .
وأما حديث زيد بن أرقم ، فلكونه في إسناده : ميمون مولى عبد الرحمن ابن سمرة . قال ابن معين : لا شيء .
وأما حديث سعد بن أبي وقاص ، فلكونه في إسناده : عبد الله بن شريك المتقدم ، والحارث بن مالك . قال النسائي : لا أعرفه .
وقد روى هذا الحديث الخطيب عن جابر مرفوعاً وفي إسناده : مجاهيل . قال يحيى . هذه الأحاديث من وضع الرافضة قابلوا به حديث أبي بكر في الصحيح.
وقال إين حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان ( 4\164 )
عن أبي إسحاق سألت بن عمر عن عثمان وعلي فقال تسأل عن علي فقد رأيت مكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سد أبواب المسجد الا باب علي غريب منكر انتهى وهذا الحديث أخرجه النباتي من وجهين عن أبي إسحاق عن العلاء بن عوار وهو بمهملات انه سأل بن عمر فذكره فليس بمنكر إنما الغرابة فيه قوله ان أبا إسحاق قال سألت بن عمر
في سد الأبواب غير بابه
فيه عن سعد بن أبى وقاص وابن عباس وزيد بن أرقم وجابر.
فأما حديث سعد فله طريقان: الطريق الأول: أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا حجاج قال حدثنا نطر عن عبدالله بن شريك عن عبدالله بن الرقيم الكنانى قال: " خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الابواب الشارعة في المسجد وترك باب على ".
الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الصقر قال أنبأنا أبو محمد عبدالله بن أحمد الجرانى قال أنبأنا الحسن بن رشيق قال حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال حدثنا أحمد بن يحيى قال حدثنا على ابن قادم قال أنبأنا إسرائيل عن عبدالله بن شريك عن الحارث بن مالك قال:
" أتيت مكة فلقيت سعد بن أبى وقاص فقلت: هل سمعت لعلى بن أبى طالب منقبة ؟ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودى فينا ليلا ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلما أصبح أتاه عمه، فقال: يا رسول الله أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منا أنا بالذى أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إن الله عزوجل هو أمر به ".
وأما حديث ابن عمر فأنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا القطيعى قال حدثنا عبدالله بن أحمد قال حدثنى أبى قال حدثنا وكيع عن هشام ابن سعد عن عمر بن راشد عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم سد الابواب في المسجد إلا باب على ".
وأما حديث ابن عباس فله طريقان: الطريق الاول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا حمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال حدثنا أبو شعيب الحرانى قال حدثنا يحيى بن عبدالحميد قال حدثنا أبو عوانة عن أبى بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب على " وفى لفظ " فسدت أبواب المسجد إلا باب على " فكان يدخل المسجد، وهو جنب وهى طريقه ليس له طريق غيره.
الطريق الثاني: أنبأنا يحيى بن على بن الطراح قال أنبأنا أبو منصور محمد ابن محمد بن عبد العزيز العكبرى قال أنبأنا أبو أحمد بن عبيدالله بن محمد بن أحمد الفرضى قال حدثنا جعفر بن محمد الخواص قال حدثنى الحسن بن عبيدالله
الابزازي قال حدثنى إبراهيم بن سعيد قال حدثنى المأمون قال حدثنى الرشيد قال حدثنى المهدى قال حدثنى المنصور عن أبيه عن أبيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى عليه السلام: " إن موسى عليه السلام سأل ربه عز وجل أن يظهر [ يطهر ] مسجده لهارون وذريته وإنى سألت الله عزوجل أن يطهر مسجدي لك ولذريتك من بعدك، ثم أرسل إلى أبى بكر أن سد بابك فاسترجع وقال فعل هذا بغيرى ؟ قيل لا، قال.
سمع وطاعة فسد بابه.
ثم أرسل إلى عمر سد بابك، فقال: فعل هذا بغيرى ؟ فقيل بأبى بكر، فقال لى في أبى بكر أسوة فسد بابه، ثم أرسل إلى العباس بن عبدالمطلب سد بابك، فلما سمعت فاطمة عليها السلام بسد الابواب خرجت فجلست على بابها، ومعها الحسن والحسين عليهما السلام كأنهما الشبلان وخاض الناس في ذلك، فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: " ما أنا سددت أبوابكم، ولا فتحت باب على ولكن الله سد أبوابكم وفتح باب على ".
وأما حديث زيد بن أرقم فأنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندى قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبى الصقر قال أنبأنا أبو محمد عبدالله بن أحمد الحرانى قال أنبأنا الحسن بن رشيق قال أنبأنا أحمد بن شعيب النسائي قال أنبأنا محمد بن جعفر قال حدثنا عوف بن ميمون أبى عبدالله عن زيد بن أرقم قال: " كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة إلى المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سدوا هذه الابواب إلا باب على، فتكلم في ذلك الناس: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإنى أمرت بسد هذه الابواب غير باب على فقال فيه قائلكم، والله ما سددته [ ما سددت ] ولا فتحت ولكني أمرت بشئ فاتبعته ".
وأما حديث جابر فأنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأنا على أبى حفص بن بشران حدثكم أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن قال حدثنا محمد بن مهدى الميمونى قال حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال حدثنا شعبة قال سمعت زيد بن على قال حدثنى محمد بن على أنه سمع جابر بن عبدالله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سدوا الأبواب كلها إلا باب على وأومأ بيده إلى على " هذه الأحاديث كلها باطلة لا يصح منها شئ.
أما حديث سعد فالطريقان على عبدالله بن شريك قال السعدى: كان كذابا، وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع روى عن الاثبات ما لا يشبه حديث
الثقاة، وقد رويت الطريق الأول عن عبدالله بن الرقيم، والثانية عن الحرث ابن مالك.
قال النسائي: لا أعرفهما.
أما حديث ابن عمر ففيه هشام بن سعد.
قال يحيى بن معين: ليس بشئ.
وقال أحمد: ليس هو محكم الحديث.
وأما حديث ابن عباس ففى الطريق الاول أبو بلج واسمه يحيى بن سليم.
قال أحمد: روى أبو بلج حديثا منكرا " سدوا الابواب " وقال ابن حبان.
كان أبو بلج يخطئ.
وفى تلك الطريق يحيى بن عبدالحميد.
قال أحمد: كان يكذب جهارا.
وأما الطريق الثانية فعمل الابزازي وكان كذابا يضع الحديث.
وقد روى لنا من طريق أبى ميمونة عن عيسى الملائى عن على بن الحسين عن أبيه عن على قال مسلم بن الحجاج: أبو ميمونة اسمه سليم كان يبيع الصور.
قال أبو الفتح الازدي: وعيسى الملائى تركوه
وأما حديث زيد بن أرقم ففيه ميمون مولى عبدالرحمن بن سمرة.
قال يحيى ابن سعيد: هو لا شئ.
وأما حديث جابر فتفرد به أبو عبد الله العلوى بهذا الاسناد ولا يصح إسناده وفيه مجاهيل.
فهذه الاحاديث كلها من وضع الرافضة قابلوا به [ بها ] الحديث المتفق على صحته في " سدوا الابواب إلا باب أبى بكر ".
وأنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثنى أبى قال حدثنا أبو عامر قال حدثنا فليح عن سالم عن أبى النصر عن بشر بن سعيد عن أبى سعيد قال: " خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال: إن من أمن الناس على في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربى
عزوجل لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الاسلام ومودته، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب أبى بكر ".
أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين وأخرج البخاري من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سدوا عنى كل خوخة في المسجد غير خوخة أبى بكر ".
وقد روى بعض المحدلفين [ المتحذلقين ] في حديث أبى بكر زيادة ولا تصح.
أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار قال أنبأنا أبو محمد الجوهرى قال أنبأنا عمر ابن أحمد الواعظ قال حدثنا الحسن بن حبيب بن عبدالملك قال حدثنا فهد بن سليمان قال حدثنا عبدالله بن صالح قال حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال سدوا هذه الابواب الشارعة في المسجد إلا باب أبى بكر، فقال الناس سدوا الابواب
كلها إلا باب خليله، فقال: إنى رأيت على أبوابهم ظلمة ورأيت على باب أبى بكر نورا فكانت الآخرة أعظم عليهم من الاولى ".
قال أبو بكر الخطيب: هذا وهم لان الليث كان يروى صدر هذا الحديث عن يحيى بن سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منقطعا، وكان يروى من قوله: " سدوا الابواب كلها " إلى آخره عن معاوية بن صالح منقطعا، وكان أيضا يرسل الحديثين.
قال المصنف: قلت وعبد الله بن صالح هو كاتب الليث وهو الذى قد خلط الكل وهو مجروح وكذلك معاوية بن صالح مجروح.