آخر تحديث للموقع :

الجمعة 9 ربيع الآخر 1446هـ الموافق:11 أكتوبر 2024م 10:10:01 بتوقيت مكة
   أنظر كيف يحث علماء الشيعة أتباعهم على هجر القرآن ..   عند الشيعة من لا يعتقد بتحريف القرآن لا يعتبر من شيعة أهل البيت ..   مصحف آل الصدر وسورة مقتدى الصدر ..   هل هناك فرق بين الله عزوجل والأئمة عنتد الشيعة؟ ..   يعتقد الشيعة أن القرآن من دون العترة كتاب ضلال ..    مشاهدات من زيارة الأربعين 2024م ..   تم بحمد الله إصلاح خاصية البحث في الموقع ..   ضريح أبو عربانة ..   شكوى نساء الشيعة من فرض ممارسة المتعة عليهن ..   باعتراف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   قصة الجاسوسة الإسرائيلية في إيران ..   طقوس جديدة تحت التجربة ..   تحريض مقتدى الصدر على أهل السنة ..   فنادق جديدة في بغداد وكربلاء لممارسة اللواط ..   يا وهابية: أسوار الصادق نلغيها ..   حتى بيت الله نحرقة، المهم نوصل للحكم ..   كيف تتم برمجة عقول الشيعة؟ ..   لماذا تم تغيير إسم صاحب الضريح؟ ..   عاشوريات 2024م ..   اكذوبة محاربة الشيعة لأميركا ..   عند الشيعة: القبلة غرفة فارغة، والقرآن كلام فارغ، وحبر على ورق وكتاب ظلال ..   الأطفال و الشعائر الحسينية .. جذور الإنحراف ..   من يُفتي لسرقات وصفقات القرن في العراق؟ ..   براءة الآل من هذه الأفعال ..   باعترف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   الشمر زعلان ..   معمم يبحث عن المهدي في الغابات ..   من كرامات مقتدى الصدر ..   من صور مقاطعة الشيعة للبضائع الأميركية - تكسير البيبسي الأميركي أثناء قيادة سيارة جيب الأميركية ..   من خان العراق ومن قاوم المحتل؟   ركضة طويريج النسخة النصرانية ..   هيهات منا الذلة في دولة العدل الإلهي ..   الشيعة والآيات الجديدة ..   من وسائل الشيعة في ترسيخ الأحقاد بين المسلمين ..   سجود الشيعة لمحمد الصدر ..   عراق ما بعد صدام ..   جهاز الاستخبارات الاسرائيلي يرفع السرية عن مقطع عقد فيه لقاء بين قاسم سليماني والموساد ..   محاكاة مقتل محمد الصدر ..   كرامات سيد ضروط ..   إتصال الشيعة بموتاهم عن طريق الموبايل ..   أهل السنة في العراق لا بواكي لهم ..   شهادات شيعية : المرجع الأفغاني إسحاق الفياض يغتصب أراضي العراقيين ..   محمد صادق الصدر يحيي الموتى ..   إفتتاح مقامات جديدة في العراق ..   كمال الحيدري: روايات لعن الصحابة مكذوبة ..   كثير من الأمور التي مارسها الحسين رضي الله عنه في كربلاء كانت من باب التمثيل المسرحي ..   موقف الخوئي من انتفاضة 1991م ..   ماذا يقول السيستاني في من لا يعتقد بإمامة الأئمة رحمهم الله؟ ..   موقف الشيعة من مقتدى الصدر ..   ماذا بعد حكومة أنفاس الزهراء ودولة العدل الإلهي في العراق - شهادات شيعية؟ ..

" جديد الموقع "

مقابلة مع الشيخ ضيائي ..

هذه المقابلة محاولة لكشف حقيقة أهل السنة العرب في جنوب ايران في العهد الشاهنشاهي وعهد الثورة الايرانية، ومن هنا جاء الحوار مع أحد علماء السنة في ايران الشيخ محمد بن محمد صالح ضيائي ... خطيب الجمعة في مدينة " بندر عباس " بإيران، مدرس العلوم العربية في احدى المدارس الثانوية منذ (13) سنة ... تلقى علومه الدينية الابتدائية في مدرسة دينية بمدينة " عوض " السنية على يد الشيخ " أحمد فقيهي " أول أستاذته على حد قوله ثم انتقل الى المدينة المنورة عام 196. لاكمال الدراسة الدينية فدخل الجامعة الإسلامية عندما افتتحت عام 1963 وتخرج منها عام 197. ليرجع الى ايران ويخدم أهل السنة فيها الى اليوم

وجرى هذا الحوار في بيت متواضع مبني من الطين بمدينة " عوض " وهي إحدى المدن السنية المتوزعة في جنوب ايران حيث يتوزع المسلمون السنة في ايران على الجهات الأربع فهم سنة عرب في الجنوب الايراني، والسنة البلوش في منطقة بلوشستان على حدود باكستان، والأكراد في منطقة كردستان في الشمال الغربي من ايران. والخراسانيون على حدود أفغانستان وروسيا، والتركمان في شمال ايران، فالسنة خمسة أقسام موزعون على الجهات الأربع من ايران.

وقد حاولت " المجتمع " من خلال هذه المقابلة مع الشيخ ضيائي أن تستكشف أحوال أهل السنة في جنوب ايران المشتهر بجنوب فارس فكان هذا الحوار:

المجتمع: نود أن تحدثنا عن أحوال المسلمين من أهل السنة والجماعة في ايران في عهد الشاه؟

الشيخ ضيائي: في الحقيقة قبل الثورة الإسلامية كان أهل السنة يعيشون عيشة علمانية فأسباب الفساد متوفرة للجميع سواء كان الإنسان سنياً أم شيعياً، لم يكن الشاه يخدم الشيعة أوالسنة وإنما كان يؤيد الفرقة البهائية وقد تتضرر أهل السنة كثيراً في الخمسين سنة الماضية خصوصاً في عهد _ رضا شاه _ كما في مسألة رفع الحجاب مما دفع العديد من العائلات السنية الى الهجرة نحوبلدان الخليج ولم يكن لأهل السنة في عهد الشاهنشاهية أية حقوق اجتماعية فمدارس أهل السنة كانت ضئيلة أذكر في مدينة " بندر لنجة " وهي مدنية كبيرة 99 % من أهلها من السنة كانت فيها مدرسة دينية واحدة يتخرج منها أئمة المساجد وغيرهم ولم تكن للمدرسة صفة رسمية , وفي مدينة " عوض " أيضا ً مدرسة دينية واحدة تمول من قبل الحسنين المقيمين في الكويت وغيرها من الدول العربية والدولة الشاهنشاهية لم تمول مسجدا ً واحدا ً لنا من مجموع ألف مسجد لأهل السنة في جنوب إيران.

كما تضررنا قبل الثورة من جهة التربية والتعليم فالجامعات كانت قائمة في المدن الإيرانية الكبيرة التي يغلب عليها الطابع الشيعي. فالطالب الشيعي ينسجم مع هذا الوضع أما الطالب السني فهومخير بين اتجاهين إما اتجاه ديني شيعي معاد للخلفاء وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وهذا مرفوض بالنسبة له , وإما اتجاه سياسي مادي شيوعي فمن الطبيعي والحالة هكذا أن يتجه إلى الشيوعية فلووجدت في كل جامعة مكتبة صغيرة تخص أهل السنة لما اتجه الطالب الجامعي السني إلى الشيوعية، لذلك كان أكثر الطلاب الذين تخرجوا من الجامعات الايرانية يحملون أفكارا ً شيوعية وهذا من أكبر الأضرار التي تحملناها قبل الثورة وبدأت نتائجها السيئة بعد الثورة ...

المجتمع: هل تغير أحوال أهل السنة بعد الثورة؟

الشيخ ضيائي: لقد تغيرت من بعض النواحي فقد فمن ناحية الأمور الاجتماعية والأخلاقية أزيلت جميع آثار الفساد من المدن السنية مما أنتفع أهل السنة كثيرا ً لكن بما أن مذهب الدولة الرسمي هوالمذهب الشيعي فمن الطبيعي أن رجال الدولة لا يعملون على تقوية مذهب أهل السنة والجماعة مع أن من المفروض أن يظهر كل من الفريقين على أنهما شعب واحد لا اختلاف بينهما ولكن الحقيقة غير ذلك. نحن نقول بأن أبا بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم من أعظم رجال الإسلام وأخلصهم وأنهم يدخلون الجنة مع الرسول الله والشيعة تكذب ذلك وتقول أنهم في النار " معاذ الله " والسنة تعتقد أن علماء الإسلام عليهم أن يرشدوا الحكام والشيعة تعتقد أن علماء الدين بمنزلة الأنبياء وطاعتهم مطلقة كطاعة الله ورسوله وهناك اختلاف في الأحكام بين السنة والشيعة فكيف يكون هناك انسجام؟

المجتمع: هل تقوم حكومة الثورة بنفسها بفتح المدارس الشرعية وإنشاء المساجد لأهل السنة وتسمح لأهل السنة بنشر وطبع الكتب السنية الشرعية؟

الشيخ ضيائي: لم تفتح الحكومة لأهل السنة مدارس دينية، نحن أسسنا في (بندر عباس) مدرسة دينية غير رسمية والحكومة لم تمانع كما علمنا أن مدارس دينية عديدة أنشئت في بلوشستان وحكومة الثورة لم تمانع ذلك أيضا ً ونظرا ً لانشغال الدولة في حروبها الداخلية والخارجية فحتى الآن لم نعلم نواياها الحقيقية اتجاه موضوع المدارس. أما بشأن الكتب الشرعية فالدولة لا تشجع كتب أهل السنة بينما تؤيد بقوة نشر الكتب الشيعية التي تطعن في أنساب الخلفاء والصحابة ومهاجمة أهل السنة مما يشجعنا على القول بأن الدولة لا تريد خدمة السنة.

المجتمع: يقال أن السنة يلاقون اضطهادا ً من بعض الشيعة المتعصبين كانتهاك مساجد أهل السنة وسب الصحابة فما حقيقة ذلك؟

الشيخ ضيائي: نصف الخبر صحيح والنصف الآخر كذب فمهاجمة الشيعة لأهل السنة ولمساجدهم غير صحيح وكذب خالص عدا تلك المشكلة الداخلية التي حصلت في مدينة (لنجة) بين السنة والشيعة أبان الثورة والتي أثارها اليساريون لاشغال الثورة بأمور داخلية وقتل فيها (17) شخصا ًمن الشيعة و (27) من السنة وإلى الآن لا نعلم السبب الصحيح لها وانتهت بسيطرة الدولة على الأمور والمصالحة بين الطرفين هذا في جنوب ايران، أما في " كردستان " فنحن لم نذهب إلى هناك على كل لم نسمع أن مسجدا ً من مساجد السنة أغلق.

أما صحة نصف السؤال المطروح فتتعلق في أن الحكومة تؤيد سب الصحابة والنيل منهم كائنا ً من كان في أيام وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا عدا على علي بن أبي

طالب رضي الله عنة وولديه الحسن والحسين رضي الله عنهم وأئمة الشيعة. وقد وزع الحراس الثورة في بعض القرى رسائل تهين الصحابة ولما بلغ المسؤولون بالأمر منعوا توزيع الرسائل في منطقة السنة فقط! ولاتزال الشيعة تسمي الصحابة المذكورين بالخونة والفسقة والمرتدين وأهل النار ... وهذا شيء لا يستطيع أحد إنكاره، وعلى سبيل المثال: قال الخميني قبل رمضان في تلفزيون إيران بالحرف الواحد: " أن شعار الفرقة الناجية وعلامتهم الخاصة من أول الإسلام إلى يومنا هذا إقامة المأتم " معنى هذا أن الذين لا يقيمون المأتم ولا يلبسون الأسود ولا يقيمون مجالس النيابة غير ناجين من النار إشارة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تفرق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة واحدة منها ناجية والباقي في النار " وهذا حكم واضح من الخميني على أهل السنة بأنهم من أهل النار وكتب الشيعة تؤيد ذلك وتشجع طبع ذلك الكتب.

المجتمع: فضيلة الشيخ نود لوحدثتنا عن شعور أهل السنة تجاه الدستور الإيراني الحديث الذي يعامل أهل السنة معاملة أهل الذمة ويحرمهم من تسلم المناصب القيادية في الدولة كرئيس الجمهورية والوزراء والمجلس الذي يخلف الخميني وقيادة الجيش وغيرها!!

الشيخ ضيائي: أكثرية أهل السنة يشعرون بأنهم محتقرون لحرمانهم بعض الحقوق بموجب الدستور وهناك أقلية وأنا منها تعتقد الذي حصل في الدستور حول هذه المسألة أمر طبيعي فالأكثرية لم تعط الحق المعلوم للأقلية وأنا أرى بأن من الأفضل والأنسب لمستقبل المسلمين السنة في إيران أن ينص الدستور الإيراني على مذهب الشيعة وعندها يكون كل ما يجرى في إيران من سب ولعن ومأتم وشق للجيوب على مذهب الشيعة لا باسم الإسلام فلوكان باسم الإسلام فقط دون النص على مذهب الشيعة لكان الموضوع أخطر بكثير وهذا الرأي ربما بعض العلماء يؤيدني فيه.

المجتمع: ما مدى تكاتف وتعاون أهل السنة من عرب وأكراد وتركمان وبلوش وبعض السنة من الفرس في توحيد مطالبهم؟

الشيخ ضيائي: للأسف ليس بين أهل السنة تكاتف معنوي يجمعهم ويحدد مشاكلهم ويوحد مطالبهم وذلك عائد لأسباب عديدة منها أن السنة موزعون جغرافياً على أربع جهات إيرانية تبعد كل جهة عن الأخرى آلاف الكيلومترات مما يجعل الاتصال فيما بينهم صعبا ً وهناك سبب أخر يتمثل في تنوع الأهداف واللغات لكل مجموعة من مجموعات السنة , فكردستان تطالب بالاستقلال الذاتي منذ خمسين سنة , بينما أهل السنة في الجنوب لا يدعون إلى الاستقلال أبدا ً. بلوشستان لها لغة خاصة أقرب إلى الأوردية والتركمان لهم لغة خاصة أقرب إلى التركية، والسنة في الجنوب يتكلمون لغة فارسية خاصة، كما أن الحرمان من التأييد لمذهب السنة في إيران منذ نصف قرن أدى إلى جهل بالعلوم الشرعية وان وجدت الكتب الشريعة فهي قديمة لا تتماشى مع الزمن وأهل السنة يشعرون بتأخر عن ركب الحضارة الإيرانية، مثلا ً في مدينتي " جهرم " و" لار " وهما مدينتان شيعيتان وقريبتان من مدينة " عوض " السنية

في منطقتنا، الأهالي يرسلون أبنائهم إلى " قم " و" مشهد " من أجل الدراسات الدينية فيرجعون باسم حجة الإسلام ويبينون حقائق الشيعة!! أما نحن فلا نملك مدارس دينية ولا مراكز علمية وقد قمنا مؤخرا ً بإرسال طالبين من " عوض " إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. كل هذا يمنع وحدة أهل السنة والدولة نفسها لا تحبذ هذه الوحدة، مثال ذلك أن علماء السنة في جميع أنحاء إيران دعوا إلى عقد مؤتمر علمي سني في طهران أيام كان " محمد على رجائي " رئيسا ً للوزراء و"بنى صدر " رئيسا ً للجمهورية , واصدر المؤتمر قرارا ً يطالب الحكومة بتعيين مجلس خاص لعلماء السنة يتولى شؤون دينهم في جميع وزارات الدولة ويكون مرجعا ً لأهل السنة، فكان جواب رجائي: " لا يمكن أن يكون ذلك! هذا المجلس يعتبر دولة داخل دولة! " حتى أن القرار الذي أصدره المؤتمر منع من التوزيع لأنه يدعوإلى الفرقة حسب قول رجائي!

المجتمع: فضيلة الشيخ ... لماذا يرفض سلطان العلماء الشيخ محمد على العودة من دبي إلى طهران وما هي قصته؟

الشيخ ضيائي: أنا أرى بأنه كان على سلطان العلماء أن لا يتدخل في بعض الأمور السياسية وألا يصدق ما وعيده الشباب اليساريون فقد نقل عن الشيخ أنه حرم التصويت على الدستور الإيراني تأيدا ً لشيخ عز الدين الكردي الذي يحارب الدولة وما كان ينبغي له أن يخرج من إيران ولوعاد الآن فلن يغتالوه وسيخدم أهل السنة كما كان يخدمهم في السابق.

لقد خرج الشيخ بمفرده في زيارة دبي ثم دعى عائلته دون أي سبب عندما حصلت الفتنه " لنجه " وخوفه الناس من العودة ولكنني طمأنته فعاد إلى " لنجه " وعاش فيها خمس شهور هدأة فيها الأمور ثم ارتأى الشيخ أن يخرج ثانية من إيران لأنه سئم من الأوضاع وأحب أن يستريح في دبي , ويستطيع الشيخ العودة إلى إيران وأنا شاهدت بنفسي رسالة بخط رئيس الجمهورية الحالي " علي خامنئي " كتبها للشيخ يدعوه للعودة

إلى إيران ليخدم شعبة ومذهبه والمسؤولون الإيرانيون يقولون بأنه مادام الشيخ سلطان العلماء قد خرج بنفسه وبإرادته فليس من المصلحة أن ترسل له وفدا ً يدعوه للعودة وذلك لأن قضية الوفد طرحها مؤيدوالشيخ وأنصاره وأنا ناقشت المشكلة مع مؤيدي الشيخ من أجل عودة الشيخ إلى " لنجة "دون الحاجة إلى وفد وليس هناك أي خطر فيما أعتقد ولنفرض أن هناك خطر فهل نهرب من الموت ونتخلى عن مسؤولياتنا هذا أمر خطير ألا نعود خوفا ً من الموت والله تعالى يقول: ((وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً)) أما كون الشيخ يخاف من القتل والاغتيال ولا يعود إلى إيران فهذا عيب في الشيخ هداه الله.

المجتمع: يا ترى ما هودور السنة في الثورة الإيرانية التي أطاحت بحكم الشاه؟

الشيخ ضيائي: لم يكن للسنة أي دور في الإطاحة الشاه والذين قادوا الثورة هم علماء الشيعة وإهانة علماء الشيعة للصحابة في خطبهم تجعل أهل السنة تشمئز منهم وشباب السنة الذين أيدوا الثورة قبل خروج الشاه وبعد خروج الشاه هم يساريون شيوعيون ولا يعني هذا أن أهل السنة كانوا يؤيدون الشاه، فالشاه نفسه كان مروجاً لمذهب الشيعة فكيف يؤيدونه؟ وإنما جبروت الشاه وسيطرته جعل أهل السنة كأقلية في إيران تخاف منه وتخاف في حال عدم نجاح الثورة أن يبطش بها كأقلية. هذا الظن جعل أهل السنة يعيشون على شيء من المحافظة وحتى الآن هنالك الكثير من الشيعة والسنة تخاف من عدم دوام الحكم وسيطرة الشيوعيين. ومعظم أهل السنة يعتقدون أن علماء الشيعة لا يخدمون السنة اطلاقا ً وخدمتهم للسنة في الحجاب ومنع الفساد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما تم لإشتراك السنة والشيعة في هذه السائل والخميني لم يقم بهذه الأمور تأييدا ً للستة وإنما أزال المنكرات لأن مذهب الشيعة يؤيد إزالة المنكرات.

المجتمع: هل تفرق الحكومة في توزيع الخدمات بين المناطق السنية والشيعية؟

الشيخ ضيائي: ما نعلمه أن الحكومة لا تفرق بين توزيع الخدمات لكن بعض المسؤولين في المناطق يسيئون التصرف لغرض في أنفسهم كما هوحاصل الآن في جزيرة " قشم " وبعض الجزر السنية حيث بدأت الدولة حصارا ً اقتصاديا ً لرجال السنة بقطع جميع الروابط التجارية بين جنوب الخليج وشمالها علما ً بأن 9.% من التجار في هذه الجزر من أهل السنة وبعضهم الآن يحكم على عمل عملوه قبل عشرين سنة بنقل أشخاص من السنة من دبي إلى بندر عباس ولكن يبدولي أن هذا الأمر لسوء غرض المسؤولين في المنطقة وليس بأمر من طهران.

المجتمع: ما دور علماء المسلمين السنة في محاربة البدع والخرافات ومزارات الأولين والصالحين وبناء القبب على القبور المنتشرة في مدن المسلمين وقراهم من أهل السنة؟

الشيخ ضيائي: علماء السنة لا يمكنهم القيام بمحاربة البدع والخرافات لأن المذهب الشيعة تأسس على تعظيم القبور وعبادتها فكيف يمكن لسني أن يحارب أموراً تؤيدها الشيعة؟ هذه محاربة لمذهب الشيعة باعتباره مذهب الدولة , بالمقابل من الذين يهدمون القباب؟ ومن الذين يطبقون الحدود؟ طبعاً الحكومة لذلك أرى بأن علماء السنة لا يمكنهم بأي حال من الأحوال أن يقوموا في جنوب فارس بمحاربة الخرافات وهدم القباب والدولة وحدها قادرة على ذلك والتوعية يمكن أن تلعب دوراً في هذا الموضوع لكن للأسف عدد العلماء قليل.

المجتمع: هل تقوم بين السنة دعوة إسلامية تدعوهم الى نبذ الاتجاهات الغربية والشيوعية والالتزام بالاسلام؟

الشيخ ضيائي: لا يوجد بين الشباب اتجاه غربي اطلاقاً والاتجاه السائد بين الشباب هوالاتجاه الديني العادي، أوالاتجاه اليساري الشيوعي المكتسب من الجامعات الايرانية في عهد الشاه، وللأسف لا يوجد دعاة مخلصين ليشكلوا جبهة تقاوم الاتجاه اليساري ومن العار على السنة أن يكون بينهم شباب ينتمون للشيوعية الحمراء ويؤيدون البلشفية الروسية فيما ترتكب من جنايات في أفغانستان. المجتمع: فضيلة الشيخ ... ما هودوركم في ذلك؟

الشيخ ضيائي: أنا لي مدرسة دينية في " بندر عباس " فيها (3.) طالبا ً كما أعمل مدرساً للعلوم العربية في مدرسة ثانوية، وأخطب يوم الجمعة في بندر عباس بالعربية والفارسية مبيناً أحكام الدين والمسائل التي تهم المسلمين والواقع، وإمكانياتي محدودة مما يجعلني لا أقوم بالواجب على الوجه الأكمل ...

المجتمع: يقال أن الحكومة الايرانية تضيق عليك وأنها منعتك من الذهاب الى الحج سنتين متتاليتين ... فما حقيقة ذلك؟

الشيخ ضيائي: هذا غير صحيح والدولة لا تضطهدني بدليل أن ايران تؤيد حافظ الأسد وأنا ما ذكرت حاكما ً بسوء إلا وقرنت به الأسد والدولة لم تعترض مطلقاً لماذا تسب حافظ الأسد؟ بل ان الحكومة حاولت تقديم مساعدة شهرية لطلابي بما يعادل ألف تومان لكل طالب. لكنني رفضت المساعدة خشية الوقوع في عواقب غير محمودة كأن تكون بعدها أوامر رغم أن الدولة قدمت المساعدة دون قيد أوشرط.

المجتمع 5/ 1. / 199. م

تعليق

كان الشيخ ضيائي جريئاً فيما ذكر عن تصورا الشيعة وعقائدهم ومواقفهم من أهل السنة، وآ كد فيما قاله أنه لا لقاء بين الشيع والسنة، وقوله هذا لا يجادل في صحته كل مطلع على تاريخ الرافضة عقائدهم.

ورغم أهمية المقابلة فلنا عليها الملحوظات التالية:

1 _ قال الشيخ: إن الشاه لم يخدم الشيعة أوالسنة. وفي قوله هذا نظر لأن الشاه كان يقدم مساعدات للشيعة داخل ايران وخارجها، وكان عدد غير قليل من الآيات يؤيدونه ويستفيدون من المساعدات التي يقدمها لهم، ويجيد الآيات لعب مثل هذه الأدوار. وقد شهدت جامعات الرافضة ومعاهدهم وحوزتهم ازدهاراً منقطع النظير في عهد الشاه.

وصحيح أن الشاه كان علمانياً فاسداً لكن علمانيته لا تتعارض مع اهتمامه بالشيعة، فالشيعة متعصبون لقيادتهم الفارسية، وهذه القيادة تكره العرب .... وهذا الذي كان يريدوه الشاه. وقد انتبه الشيخ الى خطأه في موضع آخر من المقابلة فقال: " فالشاه نفسه كان مروجاً لمذهب الشيعة "

2 _ قال الشيخ: إن إخبار مهاجمة الشيعة لأهل السنة ولمساجدهم غير صحيح وكذب خالص، واستثنى من ذلك القتال الذي نشب بين السنة والشيعة في مدينة " لنجة ".

وقال أيضاً: إن قيادة الثورة لا يفرقون بين الشيعة والسنة في توزيع الخدمات، واذا حصل هذا التفريق، فالخطأ يتحمله المسؤولون في المنطقة، وليست القيادة في طهران ... وفي مواضع أخرى من المقابلة نجده يميل الى حسن الظن بهم.

والصحيح أنه كان هناك تفريق في توزيع الخدمات ن وكان الشيعة يهاجمون السنة ويطاردونهم بل من المسلمات أن الاعتداء على العقيدة أهم من الاعتداء على الأجساد، والشيخ اعترف بعدوانهم على العقيدة ... ولا ندري كيف وقع بهذا الخطأ؟! ربما أنه ما كان يدري بجرائم الشيعة التي ترتكب في المناطق الأخرى من ايران، وتراه يشير لهذه المسائل فيقول: أما في كردستان فنحن لم نذهب الى هناك، لكنه يضيف: على كل لم نسمع أن مسجداً من مساجد السنة أغلق!!

وربما كان الشيخ يظن أنه قادر على الاستمرار بعمله ودعوته دون أن يبطش به الرافضة.

3 _ هناك أخطاء في تقويم الشيخ للأمور، ومن الأدلة على أن الدولة لا تضطهد أهل السنة _ كما يرى الشيخ _ قوله إنه لا يهاجم حافظ الأسد صديق نظام الآيات ومع ذلك فإنهم لم يتعرضوا له بإذى.

وكان عليه أن يقوم الأمور بغير هذه الطريق: فليس مهماً عند الآيات مهاجمة ضيائي لحافظ الأسد وإنما المهم أنه لا يهاجمهم، وربما كان السبب في تركه أنهم مشغولون بغير من أهل السنة، وأن دور محاسبته واضطهاده لما يأتي بعد.

وعندما جاء دوره ألقوا القبض عليه وأودعوه إحدى معتقلاتهم، ولعله أدرك وهوفي السجن كما أدرك من قبله مفتي زادة وغيرهما أن الأمر ليس كما كانوا يظنون ويتوقعون، ومن المؤسف أن كثيراً من طلاب العلم من أهل السنة يفتقدون القدرة على معرفة الواقع المعاصر وحسن التعامل معه، وفي ذلك خسارة كبيرة.

عدد مرات القراءة:
2992
إرسال لصديق طباعة
الثلاثاء 2 صفر 1438هـ الموافق:1 نوفمبر 2016م 11:11:53 بتوقيت مكة
كريم 
انظرو ماذا يقول المتنبي : إنما الناس بالملوك و ما ، تفلح عرب ملوكها عجم ، لا أدب عندهم ولا حسب ، لا عهود لهم ولا ذمم
 
اسمك :  
نص التعليق :