أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه
محمد بن اسحاق عن عبدالله بن ابي نجيح عن ابيه قال لما حج معاوية اخذ بيد سعد بن ابي وقاص فقال يا ابا اسحاق انا قوم قد اجفانا هذا الغزوعن الحج حتى كدنا ان ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك قال فلما فرغ ادخله دار الندوة فاجلسه معه على سريره ثم ذكر علي بن ابي طالب فوقع فيه فقال ادخلتني دارك واجلستني على سريرك ثم وقعت في على تشتمه".
محمد بن اسحاق مختلف في صحته (تهذيب الكمال للمزي ترجمة رقم5.57 والضعفاء للعقيلي ترجمة رقم 1578). قال الحافظ الهيثمي "محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه" (مجمع الزوائد4/ 322). وهوعين ما قاله الحافظ العراقي في تخريج إحياء علوم الدين (2/ 43). فالحديث معلول بالعنعنة. والمدلس تقبل روايته إذا كانت بلفظ (حدثني) ولا تقبل إذا قال (عن عن).
أدخلتني دارك واجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه
قال الحافظ ابن كثير : " وقال أبو زرعة الدمشقي: ثنا أحمد بن خالد الذهبي أبو سعيد ثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن أبيه قال: " لما حج معاوية وأخذ بيد سعد بن أبي وقاص فقال يا أبا إسحاق إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك، قال: فما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سريره ثم ذكر علي بن أبي طالب فوقع فيه فقال: أدخلتني دارك واجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه ؟ والله لان يكون في إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.... " اهـ.[1] وهذا الاثر لا يصح , وعلته عنعنة محمد بن اسحاق , وهو مدلس , قال الحافظ ابن حجر : " (125) خت م مقرونا 4 محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني صاحب المغازي صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما " اهـ.[2] ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الرابعة , وهذه المرتبة لا يُقبل حدثيهم الا اذا صرحوا بالتحديث , قال الحافظ ابن حجر : " الرابعة من اتفق على أنه لا يحتج بشئ من حديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل " اهـ.[3] { ادني مني قالت اني حائض } قال الامام الالباني : " 44- عن عبد الرحمن- يعني: ابن زياد- عن عمارة بن غُراب: أن عمةً له حدثته: أنها سألت عائشة قالت: إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد؟ قالت: أخبرك بما صنع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل فمضى إلى مسجده - قال أبو داود: تعني: مسجد بيته-، فلم ينصرف حتى غلبتني عيني، وأوجعه البرد، فقال: " ادْنِي مني ". فقلت: إني حائض! فقال: " وإن! اكْشِفِي عن فخِذيْكِ ". فكشفت فخِذيّ، فوضع خده وصدره على فخِذِي، وحنيْتُ عليه، حتى دفئ ونام. (قلت: إسناده ضعيف؛ عبد الرحمن بن زياد- وهو ابن أنعم الإفريقي- ضعيف، وشيخه عمارة بن غراب أشد ضعفاً، وعمة عمارة مجهولة). إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة: نا عبد الله- يعني: ابن عمر بن غانم- عن عبد الرحمن- يعني: ابن زياد-. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الرحمن بن زياد: هو ابن أنعم الإفريقي، ضعيف من قبل حفظه. وشيخه عمارة بن غراب؛ قال أحمد: " ليس بشيء ". وذكره ابن حبان في " الثقات " ! وقال: " يُعْتبرُ حديثه من غير رواية الإفريقي عنه ". وعمة ابن غراب لم أعرفها! ولم يوردها الحافظ في " فصل بيان المبهمات من النسوة على ترتيب من روى عنهن رجالا ونساء " ! فهي مجهولة. وأما قول المنذري في " مختصره " : " عمارة بن غراب، والراوي عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، والراوي عن الأفريقي عبد الله بن عمر بن غانم؛ كلهم لا يحتج بحديثه " ! ففيه نظر؛ فإنه بدل أن يحشر مع هؤلاء، عمة عمارة؛ جعل مكانها عبد الله ابن عمر بن غانم! وليس بجيد، فإن ابن غانم ثقة جليل، والمنذري تبع ابن حبان في " تضعيفه " ، فقد قال في ترجمته من " الضعفاء " : " روى عن مالك ما لم يحدث به مالك قط، لا يحل ذكر حديثه، ولا الرواية عنه في الكتب إلا على سبيل الاعتبار ". وذكر له عن مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه: " الشيخ في قومه كالنبي في أمته ". قال الحافظ : " وهذا موضوع. ولعل ابن حبان ما عرف هذا الرجل لأنه جليل القدر ثقة لا ريب فيه. ولعل البلاء في الأحاديث التي أنكرها ابن حبان ممن هو دونه ". وقال الآجري- عن المصنف-: " أحاديثه مستقيمة ". وأخرج الترمذي (1/210- 211) ، وابن ماجه (1/204) ، والحاكم (1/154) عن حريث بن أبي مطر عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغتسل من الجنابة، ثم يستدفأ بي قبل أن أغتسل. وقال الترمذي : " ليس بإسناده بأس " ! وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " ! ووافقه الذهبي! وحريث ضعيف، كما في " التقريب " اهـ.[4] بيان لاحوال بعض الرواة : 1 – عبد الرحمن بن زياد الافريقي : قال الامام ابن ابي حاتم : " (544 ك) عبد الرحمن بن زياد بن انعم الافريقى روى عنه عبد الله بن مسلمة القعنبى سألت ابي عنه فقال: مجهول " اهـ.[5] وقال الامام النسائي : " (361) عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي ضعيف " اهـ.[6] وقال الامام ابن حبان : " عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقى: كنيته أبو خالد الشعبانى المعافرى من أهل مصر يروى عن أبى عبد الرحمن الحبلى وبكر بن سواده. روى عنه الثوري. مات سنة ست وخمسين ومائة، وقد جاوز المائة، كان يروى الموضوعات عن الثقات، ويأتى عن الاثبات ما ليس من أحاديثهم، وكان يدلس على محمد بن سعيد بن أبى قيس المصلوب " اهـ.[7] 2 – حريث بن ابي مطر : قال الامام البخاري : " 254 - حريث بن ابى مطر الكوفى الحناط، عن الشعبى، نسبه الفضل بن موسى، فيه نظر، يقال حريث بن عمرو " اهـ.[8] قال الامام ابن حجر : " قَالَ الْبُخَارِيُّ فِيهِ نَظَرٌ وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ يَقُولُهَا الْبُخَارِيُّ فِي مَنْ هُوَ مَتْرُوكٌ " اهـ.[9] وقال الامام النسائي : " حُرَيْث بن أبي مطر مَتْرُوك الحَدِيث " اهـ.[10] وقال الامام ابن الجوزي : " 793 - حُرَيْث بن أبي مطر وَاسم أبي مطر عَمْرو بن أبي عَمْرو الْفَزارِيّ الْكُوفِي يروي عَن الشّعبِيّ قَالَ يحيى حُرَيْث لَا شَيْء وَقَالَ مرّة ضَعِيف وَكَذَلِكَ قَالَ الفلاس وَأبي حَاتِم الرَّازِيّ وَابْن عدي قَالَ النَّسَائِيّ وَعلي بن الْجُنَيْد والأزدي مَتْرُوك " اهـ. [11] وقال الامام الذهبي : " 1357 خت ت ق حريث بن أبي مطر الفزاري واسم أبيه عمرو متروك " اهـ.[12] وقال الامام ابن حجر : " 1182 - حريث بن أبي مطر الفزاري أبو عمرو وابن عمرو الكوفي الحناط بالمهملة والنون ضعيف من السادسة خت ت ق " اهـ.[13]
1 - البداية والنهاية - ابي الفداء اسماعيل بن كثير - ج 7 ص 376. 2 - طبقات المدلسين – احمد بن علي بن حجر - ج 1 ص 51. 3 - طبقات المدلسين – احمد بن علي بن حجر - ج 1 ص 13. 4 - ضعيف أبي داود – محمد ناصر الدين الالباني - ج 1 ص 115. 5 - الجرح والتعديل - عبد الرحمن بن ابى حاتم محمد الرازي – ج 5 ص 110. 6 - الضعفاء والمتروكون –احمد بن شعيب بن علي النسائي - ص 206. 7 - المجروحين – ابو حاتم محمد بن حبان البستي – ج 2 ص 50. 8 - التاريخ الكبير – ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري – ج 3 ص 71. 9 - القول المسدد – احمد بن علي بن حجر - ص 10. 10 - الضعفاء والمتروكون –احمد بن شعيب بن علي النسائي - ص 165. 11 - الضعفاء والمتروكون – عبد الرحمن بن علي بن الجوزي - ج 1 ص 197. 12 - المغني في الضعفاء – ابو عبد الله محمد بن احمد الذهبي – ج 1 ص 154. 13- تقريب التهذيب – ابو الفضل احمد بن علي بن حجر – ص 230.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video