شبهات زيدية جارودية حول عدالة الصحابة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته شيخنا المفضال هناك شبهة أفكر فيها منذ وقت، و لم أجد إجابة شافية عليها حتى الآن كان أحد الأخوة السنة قد دخل إلى المنتدى بمعرف اليافعي، و وضع شبهات زيدية جارودية حول عدالة الصحابة و طلب منا الرد عليها سبق في قصة ( الصحابى سمرة بن جندب الفزارى رضى الله عنه ) الذي بشره رسول الله بالنار ! : جاءت قصته فى البداية و النهاية لأبن كثير 635:4 : عن أبي هريرة ان رسول الله قال لعشرة من أصحابه آخركم موتا في النار و فيهم سمرة بن جندب ومات ثمانية و بقى أثنين فقط هما أبو هريرة و سمرة بن جندب فكان الرجل اذا أراد ان يغيظ أبا هريرة يقول له مات سمرة فاذا سمعه غشى عليه و صعق ... و بما أن الله رضي عن كل من صحب الرسول كما يعتقد أهل السنة فقد منح الصحابى سمرة بن جندب المبشر بالنار هذا اللقب البراق الذي ينعم به أهل السنة على الجميع فصار ( سمرة بن جندب رضي الله عنه ) في البداية و النهاية لأبن كثير 336:4 و فى صحيح البخاري -كتاب تفسير القرآن …….صدق أو لا تصدق !! و ذهب أهل السنة و الجماعة لشوط أبعد فتقبلوا أحاديثا لرسول الله مسندة لسمرة بن جندب المبشر بالنار رضي الله عنه ! فى صحيح البخارى 14 حديثا و فى صحيح مسلم 13 حديثا و الترمذي 33 حديثا و النسائي 28 حديثا و أبو داود 40 حديثا و أبن ماجة 26 حديثا أما مسند أحمد بن حنبل فقد فاق الكل و له فيه 168 حديثا! و المثير أن أهل السنة لا ينكرون ان الصحابى سمرة بن جندب رضى الله عنه مآواه جهنم و بئس القرار ! إلا ان البيهقى يحاول تفسير هذا اللغز بقوله : يحتمل أن يورد النار بذنوبه ثم ينجو منها بإيمانه فيخرج منها بشفاعة الشافعين * البداية و النهاية لأبن كثير 636:4 و حدث أن سأل والى العراقين زياد بن سمية هذا السفاح و كان نائبا له : هل تخاف أن تكون قتلت أحدا بريئا ؟ فقال الصحابى سمرة بن جندب : لو قتلت البهائم مثلهم ما خشيت هذا هو ذاك الصحابى سمرة .. رضى الله عنه و أرضاه !! يروي أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى عنه : سئل أبن سيرين هل قتل سمرة أحدا ؟ فقال و هل يحصي من قتل سمرة بن جندب ؟ أستخلفه زياد بن أبيه على البصرة و أتي الكوفة فجاء و قد قتل ثمانية آلاف من الناس و قتل فى غداة واحدة سبعا و أربعين كلهم قد جمعوا القرآن . و يروي الطبرى : مات زياد و على البصرة سمرة بن جندب فأقره معاوية أشهرا ثم عزله فقال سمرة : لعن الله معاوية و الله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبدا . * تاريخ الطبري -أحداث سنة 50 و 52 هذا السفاح المبشر بالنار يترضى عليه أهل السنة و الجماعة قائلين ( رضى الله عنه ) …و على هذا قس تصور أهل السنة حول الصحابة ! . فما أتبع أهل السنة في قولهم بعدالة الصحابة جميعا الا الظن ----------------------------------- و كان ردي أنا عليه على نفس الرابط مشاركة رقم أربعة، لم أستطع نسخها هنا بسبب إحتوائها على إقتباسات المهم في الأمر أن بعد ردي عليه بيوم واحد وجدت الحديث الذي جاء فيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد لعن سمرة بن جندب.. فتوقفت عن إكمال ردي على الأخ اليافعي لأني شعرت بالحيرة حول الأمر فكيف تستقيم عدالة سمرة مع لعن عمر له و لا بد أن عمر يعلم جيدا خطورة لعن المعين، و لذا، فالأمر ليس هينا أرجوكم أفيدوني إن كان لديكم متسع من الوقت، بارك الله فيكم.
الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم. نعم كان سمرة شديداً على الخوارج وقد عُرفوا بقراءة القرآن , وقد قتل كثيراً منهم، وقد روى مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة. أما حديث لعن عمر بن الخطاب سمرة بن جندب فقد ورد في بعض المصادر بسند حسّنه البعض، ولكن ليس في البخاري أو مسلم، إنما المذكور في الصحيحين قاتل الله فلاناً كما في البخاري (أو سمرة كما في مسلم)، وليس في اللعن ما يستوجب الطعن في العدالة في الرواية، فالعصمة شيء والعدالة شيء آخر، فالصحابة كان فيهم من زنى كماعز والغامدية، ومنهم من شرب الخمر ، ومنهم من سرق كالمخزومية ورفض فيها شفاعة أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، وقال: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، وأقام حد القذف على حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش، وعفا عن حاطب بن أبي بلتعة..إلخ، بل وقد إقتتل الصحابة رضي الله عنهم فيما بينهم كما في الجمل وصفين وهذا أشد. أما مسألة سمرة وبيع الخمر فقد ذكرالعلماء في ذلك تأويلات، ولا أدري إن كنت قد ذكرتها في ردودك لأني لم أقرأئها. وهي بإيجاز أنه أخذها من أهل الكتاب عن قيمة الجزية فباعها منهم معتقداً جواز ذلك، ويكون شبيه بقصة بريرة حيث قال " هوعليها صدقة ولنا هدية " . والثاني : يجوز أن يكون باع العصير ممن يتخذه خمراً ، والعصير يسمى خمراً كما قد يسمى العنب به لأنه يئول إليه ولا يظن بسمرة أنه باع عين الخمر بعد أن شاع تحريمها ، وإنما باع العصير . والثالث أن يكون خلل الخمر وباعها ، وكان عمر يعتقد أن ذلك لا يحلها كما هو قول أكثر العلماء ، واعتقد سمرة الجواز كما تأوله غيره أنه يحل التخليل ، ولا ينحصر الحل في تخليلها بنفسها ، قال القرطبي تبعا لابن الجوزي : والأشبه الأول . وقال إبن حجر ولا يتعين على الوجه الأول أخذها عن الجزية بل يحتمل أن تكون حصلت له عن غنيمة أو غيرها ، وقد أبدى الإسماعيلي في " المدخل " فيه احتمالا آخر ، وهو أن سمرة علم تحريم الخمر ولم يعلم تحريم بيعها ولذلك اقتصر عمر على ذمه دون عقوبته ، وهذا هو الظن به...وفي الحديث لعن العاصي المعين ، ولكن يحتمل أن يقال إن قول عمر " قاتل الله سمرة " لم يرد به ظاهره بل هي كلمة تقولها العرب عند إرادة الزجر فقالها في حقه تغليظا عليه ، وفيه إقالة ذوي الهيئات زلاتهم لأن عمر اكتفى بتلك الكلمة عن مزيد عقوبة ونحوها. والسلام.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video