مفاضلة ابن تيمية بين أئمة الحديث (جعفر بن محمد نموذجاً) بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين اما بعد . إن المفاضلة بين الرواة والمحدثين أمرٌ لا يدفعُ للقدح في الرواة ، ولم يكن سبباً ليكون المفاضلُ بين الرواة (( ناصبياً )) كما سرد عليه قريحةُ الحمقى المتكلمين من الرافضة وأعداء الدين ، وأعجبُ ان ياتي أحدهم فينقل كلامٌ لأحد الجبال الشامخة في الحديث والعلوم ، جاهلاً حقيقةَ القول الذي قاله فيقول (( فعل كذا .. وقال كذا )) فما زاد غرابتي إلا أن جعل كلام (( شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية )) سبباً للقدح في جعفر بن محمد ثم يحق لنا أن نسأل (( هل تفرد جعفر بن محمد الصادق بإسمهِ )) ... ؟ 1- لنعلمكم بعضاً من الفوائد في مسألة المفاضلة بين الرواة . 2- فإن قلنا أن (( حماد )) غلط في حديث فذلك ليس بالقادح في كل ما يرويه حماد بن سلمة من الاحاديث او قادح في عدالته ، فالغلط نسبي ولا يتركُ إمامٌ حافظ لمجرد خطأ في الحديث وهذا ما لم يفهمه الرافضة . لابد لنا أن نعرف أن قول المحدث (( خطأهم يسير )) هذا يعني أن حديثهم في درجة المقبول فحماد بن سلمة ثقة إلا أن روايته في بعض المحدثين متكلم فيها ، وكان قد غلط ولكن غلطهُ هذا قد سبره أهل الحديث فلا يجوز أن نقول أن (( ابن تيمية يطعن في حماد بن سلمة )) .. ومن المضحك المبكي أن الرافضة نقلت كلاماً لابن تيمية في المفاضلة بين المحدثين ورواة الحديث ، فكان سبباً ليقول الحمقى أن ابن تيمية رضي الله عنهُ ورحمه ناصبيٌ ولم يكن كذلك وما فهمهُ الطفيليات إنما هو من باب العاطفة الجياشة التي تسكنُ قلوبهم وهذا لا يتقبله الباحث في العلم ، وطالبهِ يا رافضة . النص الذي نقلهُ القوم عن أبي العباس رضي الله عنهُ . جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية ص42 طبعة دار عالم الفوائد. "وكذلك أكثر أئمة أهل الحديث - مثل مالك وشعبة والثوري وأحمد بن حنبل - مَن عَلِمَ خالَهم يعلَمُ علماً ضروريًّا أنهم لم يعتقدوا الكذبَ قطُّ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ويعلمون أن هؤلاء لم يَغلَطُوا إن غَلِطُوا إلاّ في لفظةٍ أو لفظتينِ، ومنهم من يعلمون أنه لم يَغلَطْ في الحديث النبوي، فإن أحمد بن حنبل ما عُرِف أنه غَلِطَ فيه قطُّ، ولا الثوري ولا الزهري، وكذلك خلقٌ كثير غيرهم. والذين يعلمون أنهم قد يغلطون - مثل حماد بن سلمة وجعفر بن محمد - يعلمون أن غلطهم إنما هو شيء يسيرٌ وفي مواضعَ يَعرِفونها" ..... الغريب في الأمر أن الرافضي نقل الكلام ، فكان { عليه لا له } فوقع في الأخطاء مُبَيِناً أن الرافضة بعيدون عن العربية وعن أصولها بحمد الله تبارك وتعالى ، فكان الفهمُ منهم بريئاً براءة الذئب من دم يوسف ، فالمتأمل للنصِ أمامنا يعلمُ يقيناً ان ابن تيمية لا يطعن في جعفر بن محمد ، بل نقل الأغبياء ذلك من باب الإعتقاد بالعصمة { الوهمية لأهل البيت } فتعسَ الرافضة . 1- ذكر ابن تيمية أعلام الحديث فقال : { مثل مالك وشعبة والثوري وأحمد بن حنبل } والحق أن من تتبع أخبارهم وروايتهم علم أنهم لن يقع منهم الغلط في الرواية ، وإن وقع فإن ذلك في لفظة أو أقل لفظتين كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله تعالى عنهُ ، وهذا الصوابُ فيما قال فإنهم من أئمة الحديث والرواة عن النبي صلى الله عليه وسلم . أبي العباس يذكرُ من كان في حديثه شيء من الغلط ، وذكر ان الإمام الحافظ ابن حنبل رضي الله عنه لم يكن يعرف بالغلط ولا الثوري ولا مالك ولا شعبة فهؤلاء أعلام الحديث أئمتهُ ، فإن الغلط لم يقع منهم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم ذكر من وقع منه الغلط في الحديث ، وكان غلطه { يسيراً } ، والغلط اليسير ليس سبباً للقدح بالرواية التي يرويها ...!! يقول شيخ الإسلام بعد ذكر غلط حماد وجعفر قائلاً : { يعلمون أن غلطهم إنما هو شيء يسيرٌ وفي مواضعَ يَعرِفونها } وهذا من باب الفائدة للرافضة فإن أهل الحديث قد سبروا المرويات التي غَلطَ فيها من غلط من الرواة ، وأصاب فيها وهذا من فضل الله تعالى ومنته على أهل السنة والجماعة أن إختصت بعلم الحديث وبعلومه والله تعالى الموفق والمعين ، وبالتالي فإن كلام شيخ الإسلام أبي العباس بن تيمية رضي الله عنه في المفاضلة بين أئمة الحديث . والله أعلى وأعلم . كتبه / أهل الحديث
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video