آخر تحديث للموقع :

الجمعة 14 ربيع الأول 1445هـ الموافق:29 سبتمبر 2023م 09:09:39 بتوقيت مكة

جديد الموقع

قول ابن عمر: "لا يقولن أحدكم أخذت القرآن كله ، قد ذهب منه قرآن كثير" ..

شبهة قول ابن عمر "لا يقولن أحدكم أخذت القرآن كله ، قد ذهب منه قرآن كثير"

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،وبعد :

فهذه سلسلة الرد على شبهات النصارى والشيعة الروافض حول القرآن الكريم

_ قالوا أن القرآن الكريم قد ذهب منه الكثير !!

واستدلوا بما رواه أبو عبيد :

قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : “ لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ قَدْ أَخَذْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ وَمَا يُدْرِيهِ مَا كُلَّهُ؟ قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ قُرْآنٌ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: قَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ مَا ظَهْرَ مِنْهُ “.

وكان محل استدلالهم قول بن عمر : “ قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ قُرْآنٌ كَثِيرٌ “ (1)

_ وللرد على هذا الافتراء أقول :

أولاً : الرواية صحيحة :

هذه الرواية صحيحة ولا إشكال مطلقاً فيها سنداً ولا متناً.

فأما السند فصحيح متصل بين سعيد بن منصور وبين بن عمر رضي الله عنهما.

وأما المتن فلا غبار عليه.

ثانياً : الرواية ذكرها أبو عبيد تحت باب :

{بَابُ مَا رُفِعَ مِنَ الْقُرْآنِ بَعْدَ نُزُولِهِ وَلَمْ يُثْبَتُ فِي الْمَصَاحِفِ}

إذا هناك آيات نزلت على المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم رُفعت ونسخها الله سبحانه وتعالى ومن هذه الآيات باتفاق كل المسلمين بلا مخالف هذا الحديث الذى يدخل تحت هذا النسخ.

وأكرر أنه لا يوجد مخالف في هذه المسألة.

إذاً الإمام أبو عبيد وضع هذه الرواية تحت هذا الباب :

{بَابُ مَا رُفِعَ مِنَ الْقُرْآنِ بَعْدَ نُزُولِهِ وَلَمْ يُثْبَتُ فِي الْمَصَاحِفِ}

فلا ينبغي أن يخرج علينا جاهل متعالم ويدّعي ضياع شيء من القرآن الكريم مستدلاً بهذه الرواية.

وإليك باقي كلام العلماء الذي يوافق أبا عبيد في هذه المسألة :

_ فالإمام بن حجر العسقلاني يقول:

وَقَدْ أخرج بن الضريس من حَدِيث بن عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ وَيَقُولُ إِنَّ مِنْهُ قُرْآناً قَدْ رُفِعَ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ مَا يُعَارِضُ حَدِيثَ الْبَاب لِأَنَّ جَمِيعَ ذَلِكَ مِمَّا نُسِخَتْ تِلَاوَتُهُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)

_ ويقول السيوطي في الإتقان :

الضَّرْبُ الثَّالِثُ : مَا نُسِخَ تِلَاوَتُهُ دُونَ حُكْمِهِ.. وَأَمْثِلَةُ هَذَا الضَّرْبِ كَثِيرَةٌ (3)

ثم ذكر السيوطي هذه الرواية مباشرة!

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : قَدْ أَخَذْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ وَمَا يُدْرِيهِ مَا كُلُّهُ قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ قُرْآنٌ كَثِيرٌ وَلَكِنْ لِيَقُلْ قَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ مَا ظَهَرَ.

_ وقال العلامة الألوسي :

{أجمعوا على عدم وقوع النقص فيما تواتر قرآنا كما هو موجود بين الدفتين اليوم ، نعم أسقط الصديق ما لم يتواتر وما نسخت تلاوته.. وعليه يحمل ما رواه أبو عبيد عن بن عمر قال لا يقولن أحدكم أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله قد ذهب منه قرآن كثير ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر ، والروايات في هذا الباب أكثر من أن تحصى إلا أنها محمولة على ما ذكرناه}.(4)

وقال محقق سنن سعيد بن منصور يبيّن ويوضح المقصود من الرواية رغم أنها واضحة لكل عاقل , فقال ما مختصره :

(أخذت القرآن كله) أي: كل ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مما نسخت تلاوته وما استقر متلوّاً ، (ذهب منه قرآن كثير) أي: سقط منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أسقط في الجمعين المجمع عليهما بعده لعدم استيفائه شروط ثبوت قرآنيته حسب العرضة الأخيرة وشروطاً أخرى غيرها(5)

ثالثاً: النبي لم يترك إلا القرآن الموجود بين أيدينا فقط :

النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك بعد وفاته إلا ما بين الدفتين أي ما بَيْنَ الجِلْدَتَيْنِ.

وهذا ما رواه البخاري عن أحد الصحابة وأحد التابعين رضي الله عنهم :

روى البخاري في صحيحه: عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَشَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ لَهُ شَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ: أَتَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: مَا تَرَكَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ

قَالَ: وَدَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَسَأَلْنَاهُ: فَقَالَ: مَا تَرَكَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ (6)

قال بن حجر العسقلاني :

وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ لِلرَّدِّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ ذَهَبَ لِذَهَابِ حَمَلَتِهِ (7)

وقال بدر الدين العيني :

وَقد ترْجم لهَذَا الْبَاب للرَّدّ على الروافض الَّذين ادّعوا أَن كثيرا من الْقُرْآن ذهب لذهاب حَملته وَأَن التَّنْصِيص على إِمَامَة عَليّ بن أبي طَالب واستحقاقه الْخلَافَة عِنْد موت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ثَابتا فِي الْقُرْآن ، وَأَن الصَّحَابَة كتموه ، وَهَذِه دَعْوَى بَاطِلَة مَرْدُودَة وحاشا الصَّحَابَة عَن ذَلِك. قَوْله: (إلاَّ مَا بَين الدفتين) أَي: الْقُرْآن. (8)


رابعاً : القرآن يستحيل أن يضيع منه شيء لأن الله تعالى وعد بحفظه

وقد وعد الله أمة أنه سيحفظ هذا الكتاب الكريم فلا يضيع منه شيء أبداً

{..وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (9)

فكتاب ربنا تبارك وتعالى باقٍ كما هو ، لم يـُحرّف ولم يُبدّل تحقيقاً وتصديقاً لموعود الله تبارك وتعالى بحفظه. فليس كتابُنا ككتاب غيرنا من اليهود والنصارى.


أخيراً : يقول رياض يوسف داود :

كان الكِتَابُ يُنسخ نَسْخَ اليَدِ في بداية العصر المسيحي وكانوا ينسخون بأدوات كتابة بدائية ، عن نُسَخٍ منسوخةٍ ، ولقد أدخل النُسّاخُ الكثيرَ من التبديل والتعديل على النصوص وتراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذي وصل آخر الأمر مثقلاً بألوان التبديل التي ظهرت في عدد كبير من القراءات ، فما إن يصدر كتاب جديد حتى تنشر له نُسْخَاتٌ مشحونة بالأغلاط. (10)

فهل من كان هذا حال كتابه يتطاول بلا دليل ولا بينة ولا برهان على أشرف الكتب وأحكمها وأضبطها ؟!

تم بحمد الله

كتبه أبو عمر الباحث

غفر الله ولوالديه


لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله، وما يدريه ما كله قد ذهب منه قرآن كثير

قال أبوعبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن نافع عن ابن عمر قال: ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر.

وقريب منه هذه الرواية " يا ايها الناس لا تجزعن من آية الرجم فانها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد وآية ذلك ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد رجم وان أبا بكر قد رجم ورجمت بعدها وابنه سيجيء قوم من هذه الامة يكذبون بالرجم" غير أنني لم أجد له سندا.

ذكره السيوطي في (الإتقان2/ 33 الدر المنثور). ضمن باب ما نسخ تلاوته وبقي حكمه.

والحديث على فرض صحته لا إشكال فيه فإن قوله هذا محمول على النسخ. والآيات المنسوخة كثير من الناحية النسبية. ولكن هل النقصان المزعوم عندكم مثل قوله (بلغ ما أنزل إليك في علي) (للكافرين بولاية علي ليس له دافع) (وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون) منسوخة أم محذوفة عمدا؟


لا يقولن احدكم أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله قد ذهب منه قرآن كثير

قال الامام سعيد بن منصور : " 140- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا يقولنَّ أحدُكم: أَخَذْتُ الْقُرْآنَ كلَّه، وَمَا يُدْرِيهِ مَا كلُّه، قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ قُرْآنٌ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ يَقُولُ: أَخَذْنَا مَا ظَهَرَ منه . [140] سنده صحيح " اهـ.[1]

هذا الاثر فيه دليل على ان المنسوخ يسمى قرانا , واما قوله قد ذهب منه قران كثير فالمقصود منه المنسوخ , اي قد نُسخ منه قران كثير , ولقد اورد الامام السيوطي هذا الاثر في الاتقان في باب ما نسخ تلاوته دون حكمه , حيث قال : " الضَّرْبُ الثَّالِثُ: مَا نُسِخَ تِلَاوَتُهُ دُونَ حُكْمِهِ وَقَدْ أَوْرَدَ بَعْضُهُمْ فِيهِ سُؤَالًا وَهُوَ مَا الْحِكْمَةُ فِي رَفْعِ التِّلَاوَةِ مَعَ بَقَاءِ الْحُكْمِ وَهَلَّا بَقِيَتِ التِّلَاوَةُ لِيَجْتَمِعَ الْعَمَلُ بِحُكْمِهَا وَثَوَابِ تِلَاوَتِهَا
وَأَجَابَ صَاحِبُ الْفُنُونِ: بِأَنَّ ذَلِكَ لِيَظْهَرَ بِهِ مِقْدَارُ طَاعَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي الْمُسَارَعَةِ إِلَى بَذْلِ النُّفُوسِ بِطَرِيقِ الظَّنِّ مِنْ غَيْرِ اسْتِفْصَالٍ لِطَلَبِ طَرِيقٍ مَقْطُوعٍ بِهِ فَيُسْرِعُونَ بِأَيْسَرِ شَيْءٍ كَمَا سَارَعَ الْخَلِيلُ إِلَى ذَبْحِ وَلَدِهِ بِمَنَامٍ وَالْمَنَامُ أَدْنَى طَرِيقِ الْوَحْيِ وَأَمْثِلَةُ هَذَا الضَّرْبِ كَثِيرَةٌ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: قَدْ أَخَذْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ وَمَا يُدْرِيهِ مَا كُلُّهُ قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ قُرْآنٌ كَثِيرٌ وَلَكِنْ لِيَقُلْ قَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ مَا ظَهَرَ " اهـ.[2]
فالاثر يتعلق بالنسخ كما بين الامام السيوطي , والنسخ له احكام عند اهل السنة والجماعة قد تكلموا عليه في اصول الفقه , وبينوا اقسامه.


1 - سنن سعيد بن منصور – تحقيق الدكتور سعد بن عبد الله ال حميد – ج 2 ص 432 – 433.
2 - الاتقان في علوم القران – عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي – ج 3 ص 81 – 82.

عدد مرات القراءة:
7220
إرسال لصديق طباعة
الجمعة 1 صفر 1440هـ الموافق:12 أكتوبر 2018م 07:10:41 بتوقيت مكة
عبدالرؤف يوسف  
اؤمن يقينا ان القرآن وصل الينا كاملا غير منقوص وانه لم يسقط من القرآن شئ ، وهذه المروية عن ابن عمر هي بلا كذب وتدليس لانها تقول بان القرآن ليس كاملا ، وبدلا من ان نكذب المروية ندعي انها صحيحة ؟ما هذا الهزل ؟ اتعبثون بكتاب الله وتؤيدون ان القرآن منقوص ؟ ان الذي يهاجم الاسلام هم انتم الذين تؤيدون هذه المروية المنكذوبة علي ابن عمر ، ليس كل ما هو مدون في التراث صحصح ، افيقوا من جهلكم وغبائكم ؟
 
اسمك :  
نص التعليق :