يعيش أغلبهم في فارس والعراق واليمن ولبنان وبعض مناطق الخليج, يجاورون السنة ويتقاسمون معهم أوطانا واحدة, وكانوا حتي تاريخ الغزو الامريكي للعراق يتجاورون ويتزاوجون ويعيشون معا في احياء واحدة يصعب تمييزهم؟!
ولماذا ننساق وراء فتنة كبري تستهدف قسمة المسلمين وإثارة الصراع بين السنة والشيعة لاهداف غير مسلمية وغير عربية, تخلص في السيطرة علي احتياطيات النفط الضخمة في هذه المناطق, وكسر شوكة الإسلام, وتمزيق أوطان عربية تجمع بين السنة والشيعة, علي حين التزمت مصر طوال تاريخها نهجا صحيحا لعبة الأزهر الشريف, يحض علي التقريب بين مذاهب السنة والشيعة لضمان حد ادني من وحدة العالم الاسلامي, ومنعا لمخاطر فتنة كبري تستهدف قسمة العالم الاسلامي, وحفاظا علي وحدة أوطان عربية تضم بين ابنائها السنة والشيعة يتعايشون معا منذ آلاف السنين.., وإذا كانت سياسات فارس التوسعية في الخليج ورغبتها في ان تكون شرطي المنطقة, وحرصها علي تصدير الثورة الخومينية خارج ايران, تشكل اسبابا جوهرية لمخاوف كثير من العرب والمسلمين, فإن اصل المشكلة يكمن في النزعة الفارسية للتوسع والهيمنة, وليس في المذهب الشيعي الذي يعتنقه نسبة غير قليلة من المسلمين خارج ايران, ويتوافق في أصوله مع عقائد اهل السنة, ويدين به نسبة من سكان الدول العربية التي تجمع بين السنة والشيعة.., وجميع ذلك يشكل اسبابا جوهرية لضرورة العمل علي وأد الفتنة التي تستهدف إشعال الحرب الطائفية بين السنة والشيعة, ومنع تكرار تجربة العراق التي اهلكت مقدراته وقسمت وحدته ولا يزال يعاني من آثارها حتي الآن.
إن درء مخاطر التوسع الفارسي لا يتم عبر تعميق الخلاف بين السنة والشيعة وتعزيز عوامل الفرقة بين الجانبين, وانما يتم عبر إحياء محاولات التقريب بين السنة والشيعة, وفصل السياسي عن الديني, وتعزيز انتماء الشيعة العرب في أوطانهم العربية والوفاء بكل حقوقهم في المواطنة, والحيلولة دون وقوع صدام سني شيعي.