لا يخفى الجهد الذي يبذله الرافضة هذه الأيام للتمدد في كل مكان من أرجاء العالم الإسلامي، فهذه فرصة ذهبية في تاريخهم عليهم أن يستغلوها وذلك لسببين:
فالعالم الإسلامي - والعربي منه بخاصة - يمر بحالة من الضعف قد لا تتكرر.
وهم يمرون بنشوة من القوة قد لا تدوم.
وهم - في غليانهم وحرصهم على غزو معاقل أهل السنة التي تبدو في نظرهم رسوماً مندثرة لن تقوم لها قائمة - يولون الشام ومصر اهتماماً خاصاً، لما لهذين القطرين من أهمية في تحديد مستقبل العالم الإسلامي برمته، أما الشام فهو اليوم مشرع الأبواب لهم، وقد أصبح - الآن على الأقل - قاعدة التخطيط والانطلاق الثانية بعد إيران، وذلك لأسباب لا تخفى على القارىء الحصيف(1) .
وأما مصر فنظرتهم إليها محكومة بأمرين:
1 - إدراكهم لثقلها وأهميتها.
2 - وحنينهم الذي لا يزال يعاودهم إليها منذ أن استطاع الناصر صلاح الدين تطهيرها من رجس العبيديين الباطنية، فمن الطبيعي والبديهي أن يخصصوا لها من دعايتهم وأموالهم ودعاتهم ما يمكنهم من العودة إليها من جديد.
والرافضة لا يجدون تناقضاً بين ما يرفعونه من شعارات "إسلامية" تشير إلى ضرورة وحدة المسلمين، وعدم إتاحة الفرصة لأعداء الإسلام و "الاستكبار العالمي!" لبث الفرقة بين المسلمين، وحب آل البيت، والتمسك "بالقرآن والعترة..."؛ وبين تعاونهم مع العلمانيين وغيرهم ممن لا يعنيهم الإسلام من قريب أو بعيد، فهذا أحد دعاتهم الجدد في مصر يكتب إلى شخصية مشهورة منهم عن نشاطهم في مصر:
"... من هنا جعلنا من مكتب دار الهدف نقطة التقاء لشيعة مصر، وأصبح بمثابة حسينية مؤقتة أقمنا فيه الكثير من اللقاءات، وأحيينا الكثير من المناسبات مثل: عاشوراء، ويوم الغدير لأول مرة في مصر منذ زمن طويل، وتمكنا بفضل الله من خلال نشاط المكتب أن نفتح الحوار مع عدة تيارات سياسية، مثل: التيار الناصري، والتيار اليساري، وكثير من المثقفين الذين كانوا يتوافدون على مكتب الهدف. وقد أحدث هذا النشاط ضجة إعلامية واسعة في الوسط الإعلامي والسياسي في مصر، فحتى مدة قريبة لم يكن أحد من أفراد هذا الوسط يتصور أن الشيعة لها وجود في مصر، وأن هناك صورة أخرى للإسلام هي أكثر مرونة وفاعلية من تلك الصورة القائمة الجامدة التي تحاول الجماعات الإسلامية أن تفرضها على الواقع"(2).
إنها محاولات - مهما تبرقعت بالشعارات الخادعة، وطرحت الدعاوى الكاذبة المنافقة - تستهدف عدواً واحداً هو الإسلام السني إذن! الذي يصفه هذا الداعية الرافضي بـ "الصورة القائمة الجامدة التي تحاول الجماعات الإسلامية أن تفرضها على الواقع" في مصر. حيث إنه يضع كل الصورة القائمة (ولعله يريد: القاتمة، فتصحفت على المجلة بالقائمة، ويبقى المعنى قريباً مما يريد هؤلاء باعتماد أي من الوصفين) التي ترفعها الجماعات الإسلامية مقابل صورة أكثر مرونة وفاعلية لا يعرفها الناس في مصر: إسلاميين وعلمانيين وعفاريت هي الصورة التي يعود بها الرافضة إلى مصر ويستقتلون من أجل إيجاد موطىء قدم لها هناك.
وهذه المحاولات لاتجد مانعاً ولا تناقضاً في استظهارها بالتيارات السياسية المعادية للإسلام = كالتيار الناصري، والتيار اليساري، وكثير من المثقفين المهمومين دائماً بالبحث عن آلات فاعلة، وطرق متجددة للوقوف في وجه العودة إلى الإسلام.
وهذه الحقيقة التي يصرح بها هذا الداعية الجديد إلى مذهب الرفض في مصر، وذلك لعدم عراقته ورسوخ قدمه بهذا الشأن؛ هي ما يحاول الرافضة أن يلبسوا عنه بأقوالهم، وإن كانت أفعالهم خلال العصور تفصح عنه أينما وجدوا، وهي الحقيقة التي كشف عنها بنظرته الثاقبة وألمعيته المعروفة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بقوله:
"... فالرافضة يوالون من حارب أهل السنة والجماعة ويوالون التتار والنصارى، وقد كان بالساحل بين الرافضة وبين الفرنج مهادنة حتى صارت الرافضة تحمل إلى قبرص خيل المسلمين وسلاحهم، وغلمان السلطان، وغيرهم من الجند والصبيان، وإذا انتصر المسلمون على التتار أظهروا المآتم والحزن، وإذا انتصر التتار على المسلمين أظهروا الفرح والسرور. وهم الذين أشاروا على التتار بقتل الخليفة، وقتل أهل بغداد، ووزير بغداد ابن العلقمي الرافضي هو الذي خامر على المسلمين وكاتب التتار، حتى أدخلهم أرض العراق بالمكر والخديعة، ونهى الناس عن قتالهم.
وقد عرف العارفون بالإسلام أن الرافضة تميل مع أعداء الدين، ولما كانوا ملوك القاهرة كان وزيرهم مرة يهودياً، ومرة نصرانياً أرمينياً وقويت النصارى بسبب ذلك النصراني الأرميني، وبنوا كنائس كثيرة بأرض مصر في دولة أولئك الرافضة المنافقين، وكانوا ينادون بين القصرين: "من لعن وسب فله دينار وإردب". وفي أيامهم أخذت النصارى ساحل الشام من المسلمين، حتى فتحه نور الدين، وصلاح الدين، وفي أيامهم جاءت الفرنجة إلى بلبيس، وغلبوا من الفرنج؛ فإنهم منافقون، وأعانهم النصارى، والله لا ينصر المنافقين الذين هم يوالون النصارى، فبعثوا إلى نور الدين يطلبون النجدة، فأمدهم بأسد الدين وابن أخيه صلاح الدين. فلما جاءت الغزاة المجاهدون إلى ديار مصر قامت الرافضة مع النصارى، فطلبوا قتال الغزاة المجاهدين المسلمين، وجرت فصول يعرفها الناس حتى قتل صلاح الدين مقدمهم شاور.
من حينئذ ظهرت بهذه البلاد كلمة الإسلام والسنة والجماعة، وصار يقرأ فيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: كالبخاري ومسلم، ونحو ذلك. ويذكر فيها مذاهب الأئمة. ويترضى فيها عن الخلفاء الراشدين، وإلا كانوا قبل ذلك من شر الخلق. فيهم قوم يعبدون الكواكب ويرصدونها، وفيهم قوم زنادقة دهرية لا يؤمنون بالآخرة ولا جنة ولا نار، ولا يعتقدون وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، وخير من كان فيهم الرافضة، والرافضة شر الطوائف المنتسبين إلى القبلة.". [مجموع فتاوى ابن تيمية 28/636 - 638].
وهذه أيضاً هي الحقيقة التي نكتب هذه الكلمة للإشارة إليها، ولفت نظر أهل السنة في كل مكان إلى خطورة اللبس فيها، والتي يجب أن تكون معلومة بالبديهة من شخص من وزن مفتي مصر، هل تدرون ما مفتي مصر؟ مفتي مصر يعني أو يجب أن يعني - الممثل الأرفع صوتاً لصوت الإسلام الحر المستقل في العالم، والمتكلم باسم قطر له تاريخه العريق في خدمة الإسلام، ومناصرة قضايا المسلمين في كل مكان. من يستطيع أن يتجاهل الماضي الثقافي الإسلامي لمصر، ومن تراه يجادل أو يشك في دور مصر في الدعوة الإسلامية في أفريقية على الأقل؟ ومن يمكنه تجاهل الأزهر ودوره الريادي في العلم والتوعية والجهاد؟.
ونحن من هذا المنطلق نقول: إن الممثل لكل هذا الإرث الضخم المتميز (وهو المفتي) يجب أن يكون كلامه فاصلاً في مواطن النزاع التي يكثر فيها الأخذ والرد، وتتطلب تجلية وتعليقاً حاسمين، كقضية "شيعي وسني" فمن المعيب - والله - أن يعرف الشيعي منذ نعومة أظفاره من يوالي ومن يعادي؛ وأن لا يعرف السني العادي - بل كثير ممن وُسِّد إليه منصب التوجيه والإرشاد - هذا البند من العقيدة، أعني: الولاء والبراء! وأن لا يهتم أمثال "المفتي المكرم" - ولا نريد أن نقول: لا يعرف ولا يعلم - بهذا البند المهم جداً، وبخاصة في مثل هذه الظروف المضطربة التي يعيش في ظلها المسلمون اليوم.
لقد سئل فضيلة المفتي عن هذه القضية التي اتفق أن تكون معروضة للنقاش عشية تعيينه مفتياً: ما حقيقة هؤلاء الشيعة الذين تبرز جهودهم اليائسة على سطح الأحداث بين الفينة والفينة من أجل العودة إلى أرض الكنانة، أهم جن أم بشر؟ مسلمون أم غير ذلك؟ نريد شيئاً شافياً حاسماً قاطعاً "يضع الهناء مواضع النَّقب" كما يقول المثل العربي القديم فبماذا أجاب فضيلته؟! دعونا نقرأ الجواب أولاً:
"الشيعة أساسها مذهب إسلامي لأنها مذهب فقهي، ونحن ما زلنا ندرس المذاهب الفقهية في جامعة الأزهر، ومنها المذهب الشيعي... لكن الشيعة كفرقة سياسية من الفرق التي صدرت بعد ذلك فهي فرقة غير فقهية، بل هي فرقة سياسية ضل كثير من أتباعها الطريق الصحيح. ونحن ننظر إلى منهجها وإلى ما تدعو إليه، فإذا كان ما تدعو إليه يتعارض مع الكتاب والسنة وإجماع الفقهاء فنحن نرفضها، وإن كانت دعوتهم تدخل في نطاق أحكام الشريعة الإسلامية فالإسلام لا يمنع أن يكونوا معتدلين. فالشيعة كفرقة سياسية لهم أفكار مرفوضة. لكن الشيعة كمذهب فقهي يعتمد على الكتاب والسنة والإجماع فهو مذهب إسلامي. لكن هذا الكلام أصبح غير موجود إلا في نطاق ضيق. فأي شيعي يتعامل بالكتاب والسنة فهو مسلم مذهبه شيعي، لكن عندما يدعو إلى تضليل الشباب بدعاوى مغرضة أو نكاح المتعة وغيره مما يخالف أحكام الشريعة فهذا أمر مرفوض"(1) .
إذا ردَّدنا النظر مرة بعد مرة في هذا الجواب المفكك المضطرب سنلمح أن أقل ما يقال فيه أنه أبقى السؤال بلا جواب، بل زاد الإشكال إشكالات، ورد على الغموض بالغموض، وقد جاء هذا الجواب - مع الأسف - غير مرضٍ لا للشيعة، ولا للسنة.
أما أنه لا يرضي الشيعة فلأنه:
أ - يطلب منهم التخلي عن ما يتعارض مع الكتاب والسنة وإجماع الفقهاء، فماذا سيبقى لهم من مذهبهم إذا فعلوا ذلك لخاطر المفتي؟! أي كتاب، وأي سنة، وأي فقهاء يا شيخ؟!.
ب - ولأنه يطالبهم بالتخلي عما يرونه من ضرورات المذهب كنكاح المتعة، فهل هذا كلام؟.
ج - ولأنه يلزمهم بمصطلحات لا تلزمهم، مثل مصطلحات: الكتاب، والسنة، والإجماع، وهم واضحون كل الوضوح في التبرؤ من هذه المصلطحات، قولاً وعملاً،والالتصاق بمصطلحات أخرى يطلقونها ويدورون حولها هي: حديث الثقلين، والعترة، وغدير خم، والولاية... الخ، وبالجملة فإن مجرد مخالفتهم للسنة يعتبرونها ديناً، وتصبح عندهم شرعاً يتبع.
وأما أن كلام المفتي الفاضل لا يرضى السنة فلأنه:
أ - لا يظهر منه أن المفتي على اطلاع مرضٍ على رأي أهل السنة في تحديد معاني "التشيع" ومدى ما انتاب هذا المصطلح من تغير وتطور إلى اليوم.
ب - يعتبر الشيعة مذهباً فقهياً، ويعتبر مجرد تدريس شيء في الأزهر جواز تصويب لذلك الشيء، ولا يقول بذلك رجل يحترم العلم.
ج - لم يفصل لنا المفتي النطاق الضيق الذي يوجد فيه شيعة يعتمدون الكتاب والسنة والإجماع: أين يوجدون، وكم عددهم؟!.
د - مادام الشيعة في نظر المفتي "فرقة سياسية غير فقهية؛ ضل كثير من أتباعها الطريق الصحيح" فكيف نعود فنفترض أن هناك "شيعة كمذهب فقهي" وهؤلاء لا يكادون يوجدون إلا على نطاق ضيق، ويفهم من كلامه أنه يدعو ملايين الشيعة أن يدخلوا ضمن هؤلاء حتى ينجوا من "حرم المفتي لهم وحظره عليهم".
إن كلام المفتي - مع الأسف - تبسيط مخل لقضية من أخطر القضايا التي تواجه المسلمين، وتناوله لها ينبىء عن عدم مبالاة أقرب إلى الهزل منه إلى الجد الذي ينبغي أن يكون سمت العلماء، والمفتين منهم بشكل خاص. ولست أدري ماذا يضر المفتي وأمثاله من الشخصيات السنية الرسمية أن يكونوا بجدية وجرأة آحاد الشيعة وعامتهم دع "آياتهم ومراجعهم".
لو سألت شيعياً من شيعة اليوم: هل تسبون الشيخين: أبا بكر وعمر(2) لقال لك: نعم بلا مداراة ولا مواربة، نعم قد يستعملون "التقية" عندما يكونون في موقف الخائف الرعديد، فيراوغون ويداورون، ولكنهم عندما يأمنون تنطلق ألسنتهم بالإعلان عن ذلك، وتنضح أفواههم بما انطوت عليه قلوبهم المغلولة ونفوسهم الموتورة.
وكدليل على ذلك، مما نسوقه لكثير من المغفلين من أبناء جلدتنا، أصحاب الورع البارد الذين لا تطاوعهم نفوسهم في قول كلمة حق في هؤلاء، بينما يتقحمون بكل جرأة وصفاقة في نعت إخوانهم الذين قد يختلفون معهم في فرعيات أو وسائل، فَيَعِفُّون عن أهل البدعة، ويخوضون في أعراض أهل السنة، أقول: نسوق هذا الدليل لعل قلوباً مغلَّفة ينجاب عنها الجهل، وبصائر مغشاة ينقشع عنها الهوى، فيفهم عاقل، ويعلم جاهل.
التقطت مكالمة هاتفية بين اثنين من رافضة الكويت يحاول أحدهما الإصلاح بين من يتكلم معه وبين ثالث من النـِّحلة نفسها، وبينما هما في حمى الجدال حول هذه المسألة الداخلية الشخصية أراد أحدهما - وهو شخصية دينية معممة أصبح نائباً في مجلس أمة الكويت - أن يثبت للمصلح أن الشيعة لا يحترمون بعضهم، وأن هذا الذي اختلف معه لم يقدره حق قدره، ولم يسلم عليه ولم يقم له... في الوقت الذي إذا دخل شيعي على سنة يحترمونه ويضعونه على رؤوسهم، ويمضي مدللاً على هذه الحقيقة بقوله(3) :
"والله أنا أطب عند السنة ما يسوُّون فيّ ها الشكل يا سيدنا (أي أذهب إلى أهل السنة - وهم أعداؤنا - ولكن لا يصنعون بي ما صنع هذا الذي تتكلم عنه وهي شيعي).
ص - أنت كرجل دين عرفت شلون...
ق - سؤال سؤال سؤال، أنا آبي (أريد) أسألك سؤال: إحنا ما نسب أبو بكر وعمر؟ (يقصد: ألسنا نسب أبا بكر وعمر؟).
ص - نعم.
ق - نسب أبو بكر وعمر، ونلعن أبو أسلافهم، عدل ولا لأ (أي: إننا نسب أبا بكر وعمر سباً شنيعاً ونسب أسلافهم أيضاً، صحيح أم لا؟).
ص - نعم.
ق - لكن لما نروح عند السنة، واحنا نسب العِرْج مالهم (العِرق، يقصد الأصل أو الأساس الذي يفتخرون به)، إِيْ، يحترمونا ويحطونا فوق راسهم!" (أي على الرغم من سبنا لمن هم من أعظم من يفتخرون بهم، يحترموننا ويكرموننا إكراماً عظيماً).
هكذا وبكل وضوح وبُعدٍ عن المواربة يطرح شيعة اليوم عقيدتهم، ولا يستحون من ذلك، ولا يخافون أن يوصفوا باللؤم والجحود عندما يقول لهم قائل: كيف تسبون أعظم شخصيتين بعد الأنبياء عند أهل السنة؛ ولا يثنيكم احترام أهل السنة لكم "ووضعهم لكم على رؤوسهم" (وهذا اعتراف تقولونه راغمين، وستظلون راغمين بحول الله) لا يثنيكم هذا الخلق الرضي ممن تتقربون إلى الله ببغضهم وعداوتهم عن السب والبذاءة واسوداد الطوية الذي يشكل لب عقيدتكم؟!.
لكننا نحن - أهل السنة - لو حاولت ولو همساً أن تبين لكثير من شبابنا الإسلامي ذوي الثقافة المسطحة والقلوب المنخوبة شيئاً عن الفرق بين الرافضة وغيرهم لأوسعك تبرماً ونفوراً مما تقول، وأقل ما يصفك به أنك تثير قضايا قد أصبحت في ذمة التاريخ وعفى عليها الزمن، وتجاوزتها المرحلة!.
وهذا المفتي الكريم ماكان ضره لو طلب من أحد مساعديه أن يناوله كتاباً موثوقاً من كتب الفرق والمذاهب ليقرأ منه تعريفاً لهذا المذهب المسؤول عنه، وبماذا يفترق عن غيره من أمهات المسائل لا جميعها؟ ولم يسمح لنفسه أن يقول بغير علم فيتخبط هذا التخبط الذي لا نرتضيه له، ويقع في محذور قوله تعالى: {قل: إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً، وأن تقولوا على الله مالا تعلمون} [الأعراف: 33].
إنه لو فعل ذلك لأنصف نفسه، وأنصف العلم، وأنصف الأمة التي ينتمي إليها، والتي يعبث بها العابثون من كل ملة.
(1) - هناك حملة محمومة من الشيعة لترسيخ أقدامهم في الشام من ترميم بعض القبور المهجورة في بعض الأحياء، والمقامات، لتكون مركز جذب للعامة، وكذلك هم ناشطون إعلامياً وثقافياً ولا رقابة حقيقية ولا تضييق على مؤلفاتهم ونشراتهم وصحفهم.
(2) - مجلة الشراع اللبنانية الشيعية، العدد: 757 ، 25/11/1996، ص 17.
(1) - القدس العربي (الخميس 28/11/1996) نقلاً عن جريدة اللواء الإسلامي الصادرة في مصر في: 27/11/1996.
(2) - وبالأحرى إن من يسب الشيخين يسب من دونهما من الصحابة، ولو جردت عقيدة الرافضة ومذهبهم من السب لما بقي من هذا المذهب إلا مخالفاتهم العنادية لأهل السنة.
(3) نقلنا هذا الكلام - وهو بعامية الكويت - من شريط مسجل عرضاً هناك، وانتشر بين الناس، وتأتي قيمته أنه لم يسجل عن سابق تخطيط من جهة، وأنه بين رافضة فقط، ورمزنا إلى أحد طرفي الحوار بـ (ص) وإلى الآخر بـ (ق) وما بين الأقواس من التحرير شرحاً للمقصود.