حذر فضيلة الأمين العام لرابطة علماء المسلمين الشيخ ناصر بن سليمان العمر المسؤولين في الحكومة المصرية وحكومة حماس, وحكومات الدول العربية والخليجية أن لا ينخدعوا بإيران المجوسية الصفوية التي لا تزال أياديها تلطخ بدماء أهل السنة في العراق والشام, محذراً من خطرها على الإسلام والمسلمين, وذلك من خلال سعيها للتقارب مع الدول العربية والإسلامية ونشر المذهب الشيعي لتحقيق أهداف استعمارية.
وقال الشيخ العمر خلال درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد شرق العاصمة الرياض, إن مما يحزن ما نراه من تساهل عدد من الدول في إقامة علاقات مع إيران في الوقت التي تقوم فيه إيران بتصفية أهل السنة في العراق كما أنها سبب في بقاء النظام النصيري في سوريا ودفاعها عنه واعتبارها أن أي حرب عليه هو حرب على إيران.
وانتقد الشيخ العمر بشكل خاص, تسارع الحكومة المصرية في إقامة علاقات مع إيران, وفتح المجال للسياحة بين البلدين, وتحقيق بعض مطالبهم التي تقدموا بها, مؤكداً أن ذلك يمثل خطورة كبيرة على الحكومة المصرية الذي يؤمل الناس فيها خيراً, وفي الوقت الذي تواجه فيه تحديات شتى من الشرق والغرب ومن فلول النظام السابق.
واعتبر أن إقامة علاقات مع إيران بحجج سياسية, هو أمر باطل, مؤكداً أن هذه العلاقات ليست كما يقال مجرد علاقات دبلوماسية بشروط وضوابط, بل إنها في عدد من الدول علاقات مفتوحة تقوم إيران من خلالها بمد يد العون بما لديها من مال لتحقق أهدافها الاستعمارية, كما تفعله إيران الآن في عدد من الدول.
وكشف الشيخ العمر عن جهود رابطة علماء المسلمين في التحذير من مثل هذه الخطوة وخاصة لدى زيارة أعضاء الرابطة دولة مصر وقطاع غزة ولقائهم بمسؤولي حركة حماس وشخصيات مصرية وتنبيههم إلى الخطأ الذي وقعت فيه السودان حين أقامت علاقات مع إيران "لأهداف سياسية" رغم تحذير العلماء لهم وما نجم عن ذلك من تدخل إيران في شؤون السودان ونشرها المذهب الرافضي وبناء الحوزات وإيقاف بعض الأنشطة الإسلامية.
وأكد بطلان دعوى عدم تأثر الدول بعلاقاتها مع إيران وعدم تدخلها في شؤونها, وأن الشعوب الإسلامية لن تتأثر بموجات الترفض, مشيراً أن الواقع أثبت خلاف ذلك, فالتشيع بسبب إيران بدأ يسري في كثير من الدول بداية من العراق ثم الدول الإفريقية, محذراً أن كل من يتقارب مع إيران ليس في منأى عن ذلك أيضاً.
وقال " أما ما يورده المسؤولون في حماس ومصر من أسباب تدفعهم للتقارب مع إيران وهي تخلي بقية الدول عنهم وما يواجهونه من تحديات اقتصادية وتقدم إيران بالمساعدات المالية, فإن الله عز وجل قد أجاب على مثل هذه الدعاوى عندما حرم دخول المشركين في مكة حين قال " إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا " مضيفاً أن الله تعالى بعد ذلك أورد جواباً على سؤال متوقع وذلك في قوله {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} مؤكداً فضيلته أنه "لابد من الابتلاء, وأن لكل شيء ثمناً".
وجدد فضيلته النصح للحكومة المصرية بأن يتقوا الله, وأن يعيدوا النظر في هذه العلاقة, وأن ينتبهوا لخطورة ما يجري, فإيران لها من الوسائل الخطيرة في الوصول لأهدافها فهي لا يمكن أن تقدم هذه المليارات بلا مقابل وبدون تحقيق أهداف, لكنهم يتبعون وسائل وأساليب متدرجة حتى يتمكنوا ومن ثم يبدؤون في إملاء أهدافهم وفرض ومآربهم.
كما دعا المسؤولين في دول الخليج أن لا ينخدعوا بإيران وأهدافها التي تمثل خطراً على الإسلام والمسلمين, مؤكداً أن هؤلاء المجوس لا يقلون خطراً عن اليهود والنصارى داعياً طلاب العلم إلى توضيح ذلك للأمة, كما دعا ولاة الأمر للتنبه لتلك المخاطر العظيمة التي تقودها الدولة الصفوية المجوسية.