آخر تحديث للموقع :

الخميس 8 رمضان 1444هـ الموافق:30 مارس 2023م 05:03:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

عدالة الصحابة رضي الله عنهم ..
الكاتب : فيصل نور ..

عدالة الصحابة

      لعل من أعظم الشبهات التي يرددها الطاعنون في الصحابة رضي الله عنهم ويشنعون على من يعتقد بها، مسألة عدالة الصحابة. ونحن في هذا الكتيب سنتطرق بإيجاز إلى بيان هذه المسألة.
 
معنى العدالة:
قال الجوهري: العدالة لغة: العدل خلاف الجور، يقال: عدل عليه في القضية فهو عادل، وبسط الوالي عدله ومعدِلته ومعدَلته، وفلان من أهل المَعدلة، أي: من أهل العدل، ورجل عدل، أي: رضا ومقنع في الشهادة، وهو في الأصل مصدر، وقوم عدل وعدول أيضاً: وهو جمع عدل وقد عُدل الرجل بالضم عدالة.. إلى أن قال: وتعديل الشيء: تقويمه، يقال: عدلته فاعتدل، أي: قومته فاستقام[1].
 
وجاء في المصباح المنير: وعدلت الشاهد نسبته إلى العدالة ووصفته بها[2].
 
وجاء في القاموس: العدل ضد الجور، وما قام في النفوس أنه مستقيم كالعدالة والعَدولة والمعدِلة والمعدَلة[3].
 
فمن هذه التعاريف اللغوية يتبين أن معنى العدالة في اللغة الاستقامة، وأن العدل هو الذي لم يظهر منه ريبة، وهو الذي يرضى الناس عنه ويقبلون شهادته ويقتنعون به.
 
العدالة اصطلاحاً: تنوعت عبارات العلماء في تعريف العدالة في الاصطلاح:
الخطيب البغدادي: العدل هو من عرف بأداء فرائضه ولزوم ما أمر به وتوقي ما نهي عنه، وتجنب الفواحش المسقطة وتحري الحق والواجب في أفعاله ومعاملته والتوقي في لفظه مما يثلم الدين والمروءة، فمن كانت هذه حاله فهو الموصوف بأنه عدل في دينه ومعروف بالصدق في حديثه وليس يكفيه في ذلك اجتناب كبائر الذنوب التي يسمى فاعلها فاسقاً حتى يكون مع ذلك متوقياً لما يقول كثير من الناس أنه لا يعلم أنه كبير[4].
 
ابن الحاجب: محافظة دينية تحمل على ملازمة التقوى والمروءة، وليس معها بدعة، وتتحقق باجتناب الكبائر وترك الإصرار على الصغائر، وبعض الصغائر وبعض المباح[5].
 
ابن همام: ملكة تحمل على ملازمة التقوى والمروءة، والشرط: أدناه ترك الكبائر، والإصرار على صغيرة، وما يخل بالمروءة[6].
 
القرافي: اجتناب الكبائر وبعض الصغائر والإصرار عليها، والمباحات القادحة في المروءة[7].
 
الغزالي: والعدالة عبارة عن استقامة السيرة والدين، ويرجع حاصلها إلى هيئة راسخة في النفس تحمل على ملازمة التقوى والمروءة جميعاً، حتى تحصل ثقة النفوس بصدقه، فلا ثقة بقول من لا يخاف الله تعالى خوفاً وازعاً عن كذب، ثم لا خلاف في أنه لا يشترط العصمة من جميع المعاصي، ولا يكفي أيضاً اجتناب الكبائر بل من الصغائر ما يرد به كسرقة بصلة وتطفيف في حبة قصداً، وبالجملة كل ما يدل على ركاكة دينه إلى حد يستجرئ على الكذب بالأغراض الدنيوية، كيف وقد شرط في العدالة التوقي عن بعض المباحات القادحة في المروءة نحو الأكل في الطريق والبول في الشارع وصحبة الأراذل وإفراط المزاح وضبط ذلك فيما جاوز محل الإجماع أن يرد إلى اجتهاد الحاكم فما دل عنده على جرأته على الكذب رد الشهادة به وما لا فلا[8].
 
ابن حجر: المراد بالعدل من له ملكة تحمله على ملازمة التقوى والمروءة، والمراد بالتقوى: اجتناب الأعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة[9]. وعرفها أيضاً بقوله: والعدل والرضا عند الجمهور من يكون مسلماً مكلفاً حراً غير مرتكب كبيرة ولا مصر على صغيرة[10].
 
هذه تعريفات أهل العلم للعدالة في الشرع، وهي وإن تنوعت عباراتهم إلا أنها ترجع إلى معنى واحد وهو أن العدالة ملكة في النفس تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة، ولا يتحقق للإنسان إلا بفعل المأمور وترك المنهي، وأن يبعد عما يخل بالمروءة، وأيضاً: لا تتحقق إلا بالإسلام والبلوغ والعقل والسلامة من الفسق.
 
والمراد بالفسق: ارتكاب كبيرة من كبائر الذنوب والإصرار على صغيرة من الصغائر؛ لأن الإصرار على فعل الصغائر يصيرها من الكبائر.
 
والمروءة التي يعبر عنها أهل العلم: هي الآداب النفسية التي تحمل صاحبها على الوقوف عند مكارم الأخلاق ومحاسن العادات.
 
وما يخل بالمروءة يعود إلى سببين:
 
الأول: ارتكاب الصغائر من الذنوب التي تدل على الخسة كسرقة شيء حقير كبصلة أو تطفيف في حبة قصداً.
 
الثاني: فعل بعض الأشياء المباحة التي ينتج عنها ذهاب كرامة الإنسان أو هيبته وتورث الاحتقار، وذلك مثل كثرة المزاح المذموم.
 
ولا تخرج هذه التعريفات في مجموعها عن أن العدالة ملكة في النفس تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة، ولا يتحقق للإنسان إلا بفعل المأمور وترك المنهي، وأن يبعد عما يخل بالمروءة، وأيضاً: لا تتحقق إلا بالإسلام والبلوغ والعقل والسلامة من الفسق.
 
ولم تتحقق العدالة في أحد تحققها في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجميعهم رضي الله عنهم عدول تحققت فيهم صفة العدالة، وما صدر من بعضهم مما هو خلاف ذلك كالوقوع في معصية فلا تراه مصراً عليها، بل تراه منيباً إلى الله تعالى بالتوبة النصوح، وذلك لا يقدح في عدالتهم، لأننا لا ندعي لهم العصمة من الزلل.
 
وقد تضافرت الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على تعديل الصحابة الكرام، مما لا يبقى معها لمرتاب شك في تحقق عدالتهم، فكل حديث له سند متصل إلى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لا يكون حجة إلا بعد أن تثبت عدالة رجاله، وذلك عن طريق النظر في تراجمهم وأحوالهم إلا الصحابي، لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم بنص القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه[11].
 
فالقرآن الكريم مليء بعشرات النصوص الدالة على إيمان وفضل هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم، كقوله تعالى: (وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)[الأنفال: 62-64].
 
وقوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)..[البقرة:143].
 
ووجه الاستدلال بهذه الآية: أن معنى كلمة وسطاً عدولاً خياراً، ولأنهم المخاطبون بهذه الآية مباشرة. وقد ذكر بعض أهل العلم أن اللفظ وإن كان عاماً إلا أن المراد به الخصوص، وقيل: إنه وارد في الصحابة دون غيرهم[12]. فالآية ناطقة بعدالة الصحابة رضي الله عنهم قبل غيرهم ممن جاء بعدهم من هذه الأمة.
 
وقوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)..[آل عمران: 110].
 
ووجه الاستدلال: أنها أثبتت الخيرية المطلقة لهذه الأمة على سائر الأمم قبلها، وأول من يدخل في هذه الخيرية المخاطبون بهذه الآية مباشرة عند النزول هم الصحابة الكرام ي، وذلك يقتضي استقامتهم في كل حال وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخاطبة، ومن البعيد أن يصفهم الله عزوجل بأنهم خير أمة ولا يكونوا أهل عدل واستقامة، وهل الخيرية إلا ذلك، كما أنه يجوز أن يخبر الله تعالى بأنه جعلهم أمة وسطاً أي عدولاً وهم غير ذلك[13].
 
وكذلك قوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[الأنفال:74 - 75].
 
ففي هذه الآية وصف الله تعالى عموم المهاجرين والأنصار بالإيمان، وأكده بقوله:حقا. ومن شهد الله له بهذه الشهادة فقد بلغ أعلى مراتب العدالة.
 
وقوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التوبة:100].
 
فقد أخبر الله عزوجل برضاه عنهم، ولا يثبت الله رضاه إلا لمن كان أهلاً للرضا، ولا توجد الأهلية لذلك إلا لمن كان من أهل الاستقامة في أموره كلها عدلاً في دينه، بل إن الله تعالى لا يرضى إلا عن رضي؛ لأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
 
قال الطبرسي وهو من كبار علماء الإمامية في تفسيره لهذه الآيات: وفي هذه الآية دلالة على فضل السابقين ومزيتهم على غيرهم لما لحقهم من أنواع المشقة في نصرة الدين، فمنها: مفارقة العشائر والأقربين، ومنها: مباينة المألوف من الدين، ومنها: نصرة الإسلام وقلة العدد وكثرة العدو، ومنها: السبق إلى الإيمان والدعاء إليه[14].
 
ويقول الطباطبائي صاحب تفسير الميزان وهو من كبار علماء الشيعة المتأخرين: المراد بالسابقين هم الذين أسسوا أساس الدين ورفعوا قواعده قبل أن يشيد بنيانه ويهتز راياته، صنف منهم بالإيمان واللحوق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والصبر على الفتنة والتعذيب، والخروج من ديارهم وأموالهم بالهجرة إلى الحبشة والمدينة، وصنف بالإيمان ونصرة الرسول وإيوائه وإيواء من هاجر إليهم من المؤمنين والدفاع عن الدين قبل وقوع الوقائع[15].
 
ولا شك أن الله عزوجل لا يرضى لعباده اتباع من خالف نهجه ثم يعدهم الجنات والفوز العظيم لولا أنهم تمسكوا بهدية ونالوا رضاه. فبمجموعهم ارتفع عنهم الخطأ والضلالة فكانوا القدوة وأصبحوا بذلك أولى، وأول من شملهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا تجتمع أمتي على ضلالة أو خطأ.
 
وفي رواية: إن أمتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم.
 
وفي رواية: إن الله لا يجمع أمتي - أو قال: أمة محمد - على ضلالة، ويد الله على الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار.
 
وقال: عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ولم يجمع الله عزوجل أمتي إلا على هدى.
 
وقال: لا يجمع الله عزوجل أمر أمتي على ضلالة أبداً.
 
وقال: لن تجتمع أمتي على ضلالة أبداً.
 
وقال: إن الله تعالى قد أجار أمتي أن تجتمع على الضلالة وغيرها[16].
 
وفي هذا قال أمير المؤمنين علي ا: وما كان الله ليجعلهم أي المهاجرين والأنصار - وفي لفظ: ليجمعهم- على ضلالة ولا يضربهم بالعمى[17].
 
ويقول ا للخوارج وقد خطئوه وضللوه: فإن أبيتم إلا أن تزعموا أني أخطأت وضللت فلم تضللون عامة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بضلالي[18].
 
وقوله تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)[الأنفال:11].
 
وهذه الآية نزلت في غزوة بدر، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لما سأله أن يدعه يضرب عنقه، قال: وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم، فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم[19].
 
وقال النووي: قال العلماء: معناه الغفران لهم في الآخرة، وإلا فإن توجب على أحد منهم حد أو غيره أقيم عليه في الدنيا. ونقل القاضي عياض الإجماع على إقامة الحد. وأقامه عمر على قدامة بن مظعون، وضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسطحاً الحد، وكان بدرياً[20].
 
وقال ابن القيم: والله أعلم، إن هذا الخطاب لقوم قد علم الله سبحانه أنهم لا يفارقون دينهم، بل يموتون على الإسلام، وأنهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب، ولكن لا يتركهم سبحانه مصرين عليها، بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحو أثر ذلك، ويكون تخصيصهم بهذا دون غيرهم؛ لأنه قد تحقق ذلك فيهم، وأنهم مغفور لهم. ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت بأسباب تقوم بهم، كما لا يقتضي ذلك أن يعطلوا الفرائض وثوقاً بالمغفرة. فلو كانت حصلت بدون الاستمرار على القيام بالأوامر لما احتاجوا بعد ذلك إلى صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا جهاد وهذا محال[21].
 
 وقال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) [الحديد: 10].
 
والحسنى: الجنة. قال ذلك مجاهد وقتادة[22].
 
واستدل ابن حزم من هذه الآية بالقطع بأن الصحابة جميعاً من أهل الجنة لقوله عزوجل: وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى [23].
 
وقد وصف الله تعالى أصحاب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالصدق والتقوى، ووعدهم بالفلاح في مواطن كثيرة، منها: قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].
 
ذكر بعض المفسرين أنها نزلت في محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم[24].
 
ولا تخفى منزلة من أمرنا بالاقتداء بهم، وهذا الأمر باقٍ إلى يوم القيامة.
 
ويقول المفيد وهو من كبار علماء الإمامية في هذه الآية: وقد ثبت أن المنادى به غير المنادى إليه، وأن المأمور بالاتباع غير المدعو إلى اتباعه. فدل ذلك على أن المأمورين باتباع الصادقين ليسوا هم الأمة بأجمعها، وإنما هم طوائف منها، وأن المأمور باتباعه غير المأمور بالاتباع، ولا بد من تمييز الفريقين بالنص، وإلا وقع الالتباس وكان فيه تكليف ما لا يطاق[25].
 
ويقول عبد الله الشبر: ليس المراد بالصادقين في الجملة، إذ ما من أحد إلا هو صادق في الجملة حتى الكافر والله سبحانه لا يأمر بالكون معه بل المراد بهم الصادقون في أيمانهم وعهودهم وقصودهم وأقوالهم وأخبارهم وأعمالهم وشرائعهم في جميع أحوالهم وأزمانهم[26].
 
وإذا تركنا كل التأويلات في تفسير الآية، وكذلك الروايات، وفسرنا القرآن بالقرآن، نجد أن الآية تنطبق بوضوح على قوله عزوجل: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحشر: 8].
 
 إذن فهؤلاء هم المعنيون بالآية.
 
ولعل ما يدل على ذلك، الأدعية التي وردت على لسان أئمة أهل البيت، كقول الصادق رحمه الله: ربنا إنك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك، وأمرتنا أن نكون مع الصادقين، فقلت: (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) [النساء: 59]، وقلت: (آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119]، فسمعنا وأطعنا ربنا فثبت أقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب[27].
 
وكذلك ما يذكر عن الإمام زين العابدين رحمه الله أنه كان إذا تلا قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].
 
يقول دعاء طويلاً يشتمل على طلب اللحوق بدرجة الصادقين والدرجات العلية[28].
 
وفيهم يقول عزوجل: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)[الفتح: 29].
 
ففي هذه الآية مع غيرها من الدلائل دليل على أن الله يغيظ بالصحابة رضوان الله عليهم من ينتقص من حقهم ومنزلتهم التي أنزلهم الله.
 
قال الإمام مالك رحمه الله: بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة رضي الله عنهم الذين فتحوا الشام، يقولون: والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا. وصدقوا في ذلك؛ فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة، وأعظمها وأفضلها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد نوه الله تبارك وتعالى بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى هنا: (ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ) [الفتح: 29]. ثم قال: (وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) [الفتح: 29] أي فراخه، فَآزَرَهُ أي: شب وطال، فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ [الفتح: 29] أي: فكذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آزروه وأيدوه ونصروه، فهو معهم كالشطء مع الزراع ليغيظ بهم الكفار[29].
 
وقال ابن الجوزي رحمه الله: وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور[30].
 
نعود إلى ما كنا فيه من ذكر فضائل الصحابة من القرآن، يقول الله عزوجل: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً *. وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً * وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً) [الفتح:18-20]
 
وهذه الآية فيها دلالة واضحة على تعديل الصحابة الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية، ووجه دلالة الآية على تعديلهم أن الله تعالى أخبر برضاه عنهم وشهد لهم بالإيمان وزكاهم بما استقر في قلوبهم من الصدق والوفاء والسمع والطاعة، ولا تصدر تلك التزكية العظيمة من علام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية إلا لمن بلغ الذروة في تحقيق الاستقامة على طاعة الله.
 
يقول الطبرسي: يعني بيعة الحديبية، وتسمى بيعة الرضوان لهذه الآية ورضا الله سبحانه عنهم، وإرادته تعظيمهم وإثابتهم، وهذا إخبار منه سبحانه أنه رضي عن المؤمنين إذ بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديبية تحت الشجرة المعروفة وهي شجرة السمرة[31].
 
وكان عدد الصحابة رضوان الله عليهم يوم بيعة الرضوان ألفاً ومائتين، وقيل: وأربعمائة، وقيل: وخمسائة، وقيل: وثمانمائة[32].
 
 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أخبرنا الله عزوجل أنه رضي عنهم -عن أصحاب الشجرة- فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا أحد أنه سخط عليهم بعد؟[33].
 
فالآية ظاهرة الدلالة على تزكية الله لهم، تزكية لا يخبر بها، ولا يقدر عليها إلا الله. وهي تزكية بواطنهم وما في قلوبهم، ومن هنا رضي عنهم. ومن رضي عنه تعالى لا يمكن موته على الكفر؛ لأن العبرة بالوفاة على الإسلام. فلا يقع الرضا منه تعالى إلا على من علم موته على الإسلام[34].
 
ومما يؤكد هذا ما ثبت في صحيح مسلم من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد؛ الذين بايعوا تحتها[35].
 
قال ابن تيمية رحمه الله: والرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علم أن يوافيه على موجبات الرضا -ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً- فكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له. فلو علم أنه يتعقب ذلك بما سخط الرب لم يكن من أهل ذلك[36].
 
وقال ابن حزم رحمه الله: فمن أخبرنا الله عزوجل أنه علم ما في قلوبهم، ورضي عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم أو الشك فيهم البتة[37].
 
وعلى أي حال، لا يسعنا هنا حصر جميع الآيات الدالة على فضائل الصحابة خشية خروجنا عما التزمنا به من الإيجاز، لذا فإننا نختم هذا بإيراد التالي، ففيما أوردناه آنفاً غنىً لمن كان لـه قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
 
قال علي رضي الله عنه مادحاً لهم ومعاتباً أصحابه بعد أن تخاذلوا عنه: أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، وقرأوا القرآن فأحكموه. وهيجوا إلى القتال فولهوا وله اللقاح إلى أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها. وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً وصفاً صفاً. بعض هلك وبعض نجا. لا يبشرون بالأحياء، ولا يعزون عن الموتى. مره العيون من البكاء. خمص البطون من الصيام. ذبل الشفاه من الدعاء. صفر الألوان من السهر. على وجوههم غبرة الخاشعين. أولئك إخواني الذاهبون. فحق لنا أن نظمأ إليهم ونعض الأيدي على فراقهم[38].
 
وقال رضي الله عنه: لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا. ما يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليماً ومضياً على اللقم وصبرا على مضض الألم وجداً في جهاد العدو. ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين. يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون. فمرة لنا من عدونا. ومرة لعدونا منا. فلما رأى الله صلى الله عليه وآله وسلمدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر حتى استقر الإسلام ملقياً جرانه. ومتبوئاً أوطانه. ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود. ولا أخضر للإيمان عود. وأيم الله لتحتلبنها دماً ولتتبعنها ندماً[39].
 
وقال رضي الله عنه: فما سمعت بأحد ولا رأيته هو أنصح لله في طاعة رسوله ولا أطوع لنبيه في طاعة ربه ولا أصبر على اللاواء والضراء وحين البأس ومواطن المكروه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هؤلاء النفر الذين سميت لك، وفي المهاجرين خير كثير تعرفه جزاهم الله خيراً بأحسن أعمالهم[40].
 
ولم يكن رضي الله عنه يفرق بين أصحاب محمد ص، كما يفعل من يدعي موالاته والسير على نهجه. فعن أبي عمرو الكندي قال: كنا ذات يوم عند علي عليه السلام فقالوا: يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك، قال: عن أي أصحابي؟ قالوا: عن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم. قال: كل أصحاب محمد أصحابي[41].
 
وجاء عن الإمام زين العابدين رحمه الله، وورد ذلك أيضاً في كتب الشيعة، أن نفراً من أهل العراق وفدوا عليه فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحشر: 8]؟ قالوا: لا. قال: فأنتم وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9] قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [الحشر: 10] اخرجوا عني فعل الله بكم[42].
 
ولم يزل وهو يرى نفسه من الفريق الثالث يدعو الله لهم بالمغفرة، يقول في أحد أدعيته: اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا لـه، حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم، اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ... [الحشر: 10] خير جزائك الذين قصدوا سمتهم، وتحروا وجهتهم في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفو آثارهم والائتمام لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يتفقون عليهم ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم[43].
 
ولا عجب في أن ينتهج الإمام السجاد رحمه الله نهج جده أمير المؤمنين رضي الله عنه في بيان فضائلهم لأهل العراق.
 
فعن الباقر رحمه الله قال: صلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالناس الصبح بالعراق، فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله تعالى. ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواماً على عهد خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنهم ليصبحون ويمسون شعثاً غبراً خمصاً بين أعينهم كركب المعزى، يبيتون لربهم سجداً وقياماً، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربهم، ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع ذلك وهم جميع مشفقون منه خائفون[44].
 
وعن زين العابدين رحمه الله قال: صلى أمير المؤمنين الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح، وأقبل على الناس بوجهه، فقال: والله لقد أدركت أقواماً يبيتون لربهم سجداً وقياماً، يخالفون بين جباههم وركبهم كأن زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر[45].
 
وقال: فما سمعت بأحد ولا رأيته هو أنصح لله في طاعة رسوله ولا أطوع لنبيه في طاعة ربه ولا أصبر على اللاواء والضراء وحين البأس ومواطن المكروه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هؤلاء النفر الذين سميت لك، وفي المهاجرين خير كثير تعرفه جزاهم الله خيراً بأحسن أعمالهم[46].
 
وعن الباقر رحمه الله قال: أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم سألوه: هل يخاف عليهم النفاق؟ فقال: كلا... ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقاً حتى يذنبوا، ثم يستغفروا الله فيغفر الله لهم[47].
 
وقال فيهم الإمام الصادق رحمه الله: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر ألفاً.. ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجيء ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير[48].
 
ومن وصايا الإمام الصادق رحمه الله قال: لا تدع اليقين بالشك والمكشوف بالخفي، ولا تحكم ما لم تره بما تروى، قد عظَّم الله أمر الغيبة وسوء الظن بإخوانك المؤمنين فكيف بالجرأة على إطلاق قول واعتقاد زور وبهتان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال الله عزوجل: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [النور: 15] وما دمت تجد إلى تحسين القول والفعل غيبتك وحضرتك سبيلاً فلا تتخذ غيره. قال الله: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً)... [البقرة: 83]، واعلم أن الله تعالى اختار لنبيه أصحابه طائفة أكرمهم بأجل الكرامة وحلاهم بحلية التأييد والنصر والاستقامة لصحبته على المحبوب والمكروه، وأنطق لسان نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بفضائلهم ومناقبهم وكراماتهم واعتقد محبتهم واذكر فضلهم، واحذر مجالسة أهل البدع فإنها تنبت في القلب كفراً وضلالاً مبيناً وإن اشتبه عليك فضيلة بعضهم فكلهم إلى عالم الغيب وقل: اللهم إني محب لمن أحببته ورسولك ومبغض لمن أبغضته أنت ورسولك[49].
 
وإذا قارنت هذه الروايات بقوله سبحانه عن المهاجرين والأنصار: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التوبة: 100] علمت أن الله عزوجل لما وعدهم بالجنات والخلود فيها دل ذلك على أنهم يموتون على الإيمان والهدى، ولا ينافي هذا وقوع المعاصي منهم فهم غير معصومين، ووعد الله حقٌ لا خلف فيه، ومن أصدق من الله قيلاً، ومن أصدق من الله حديثاً.
 
يقول ابن تيمية رحمه الله: فرضي عن السابقين من غير اشتراط إحسان. ولم يرض عن التابعين إلا أن يتبعوهم بإحسان[50].
 
ومن أقوال الإمام الصادق رحمه الله: كان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضع حصاة في فمه، فإذا أراد أن يتكلم بما علم أنه لله وفي الله ولوجه الله أخرجها، وإن كثيراً من الصحابة كانوا يتنفسون تنفس الغرقى، ويتكلمون شبه المرضى[51].
 
وكان أهل البيت رحمهم الله يوصون بالتمسك بهدي الصحابة رضي الله عنهم اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي حث من سيأتي بعدهم بالتمسك بكتاب الله عزوجل وسنته صلى الله عليه وآله وسلم وهديهم ي، ويؤكد أن ظهور هذا الدين إنما بمن بقي منهم رضي الله عنهم.
 
فعن الصادق رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما وجدتم في كتاب الله عزوجل فالعمل به لا عذر لكم في تركه، وما لم يكن في كتاب الله عزوجل وكانت فيه سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي، وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به، فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيما أخذ اهتدى، وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة[52].
 
وعن الكاظم عن آبائه رحمهم الله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا قبضت دنا من أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمَنَةٌ لأمتي، فإذا قبض أصحابي دنا من أمتي ما يوعدون، ولا يزال هذا الدين ظاهراً على الأديان كلها ما دام فيكم من قد رآني[53].
 
وكذلك كان شأن أئمة آل البيت رحمهم الله، فقد كانوا يحثون غيرهم على العمل بسيرتهم. فهذا الحسن رضي الله عنه اشترط في صلحه مع معاوية أن يعمل بسيرة الشيخين حيث قال: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان: صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين، على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين - وفي رواية – الصالحين.
 
وعن علي بن أبي حمزة قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال له أبو بصير: جعلت فداك أقرأ القرآن في شهر رمضان في ليلة؟ فقال:.. كان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل[54].
 
وروايات حث الأئمة رحمهم الله على اتباع هدي الصحابة رضي الله عنهم كثيرة.
 
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر[55].
 
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائباً دعا لـه، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده[56].
 
وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: لا عيش إلا عيش الآخرة، اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة.[57]
 
وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم فيهم: المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة[58].
 
وجعل ثبات المؤمنين على الصراط بسبب شدة حبهم لأصحابه ي، فعن الباقر، عن آبائه رحمهم الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أثبتكم على الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي ولأصحابي[59].
 
وكان من عظمة هذا الجيل المثالي، أن نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يأتي من بعده أن يذكرهم بسوء أو ينتقصهم، وكأنَّ الله عزوجل أطلعه على الغيب ليرى ما سيؤول إليه الأمر، فقال: إذا ذكر أصحابي فأمسكوا[60].
 
وعن الرضا، عن آبائه رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سب نبياً قتل، ومن سب أصحابي جلد. وفي رواية عنه أيضاً عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سب نبياً قتل، ومن سب صاحب نبي جلد[61].
 
وعن الصادق، عن آبائه، عن علي ا قال: أوصيكم بأصحاب نبيكم، لا تسبوهم وهم الذين لم يحدثوا بعده ولم يؤووا محدثاً، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بهم. وفي رواية: الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثاً ولم يؤوا محدثاً، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بهم[62].
 
ولا يسعف من أراد حمل أمثال هذه الأقوال على من لم يحدث بعده، فإن علياً ا وهو راوي الحديث لم ير ذلك في أهل الشام الذين رأوا الخروج عليه، حيث قال فيهم كما ورد في كتب الإمامية عن جعفر، عن أبيه: أن علياً عليه السلام كان يقول لأهل حربه: إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم، ولم نقاتلهم على التكفير لنا، ولكنا رأينا أنا على حق، ورأوا أنهم على حق[63].
 
وعن جعفر رحمه الله أيضاً، عن أبيه رحمه الله: أن علياً عليه السلام لم يكن ينسب أحداً من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه كان يقول: هم إخواننا بغوا علينا[64].
 
وعن مروان بن الحكم قال: لما هزمنا علي بالبصرة، رد على الناس أموالهم، من أقام بينة أعطاه، ومن لم يقم بينة أحلفه، قال: فقال له قائل: يا أمير المؤمنين، أقسم الفئ بيننا والسبي، قال: فلما أكثروا عليه، قال: أيكم يأخذ أم المؤمنين في سهمه، فكفوا[65].
 
وقال ا: إن ربنا واحد، ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يستزيدونا، الأمر واحدٌ إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء[66].
 
وكيف لا يكون بريء من دم عثمان وهو كما ذكر المسعودي وهو من مؤرخي الشيعة أنه لما بلغه أنهم يريدون قتله - أي عثمان - بعث بابنيه الحسن والحسين مع مواليه بالسلاح إلى بابه لنصرته، وأمرهم أن يمنعوه منهم... فصدُوهم عن الدار، واشتبك القوم، وجُرح الحسن، وشُبئَ قنبر،.. ولما بلغه مقتل عثمان دخل عليّ الدار، وهو كالواله الحزين، وقال لابنيه: كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب. ولَطَم الحسن وضرب صدر الحسين[67].
 
بل وقد حضر هو بنفسه مراراً وطرد الناس عنه[68]. وانعزل عنه بعد أن دافع عنه طويلاً بيده ولسانه. بعد أن قال عثمان: أعزم عليكم لما رجعتم فدفعتم أسلحتكم، ولزمتم بيوتكم.
 
وكان يقول ا: والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثماً[69].
 
وكان أثناء الحصار يبعث إليه بالماء مع ابنه الحسن رضي الله عنهم أجمعين[70].
 
ثم أن هذا المسلك هو قول الخوارج في علي حيث حملوا روايات المدح فيه على حاله قبل كفره بزعمهم. فتدبر.
 
وسرد كل ما ورد في الباب يطول.[71] وفيما ذكرناه كفاية لمعرفة أن الأصل هو ثناء الله عزوجل ورسوله صلى الله عيله وآلله وسلم وأئمة آل البيت على الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
 
 فخلاصة أقوال العلماء في كل ما ورد يتلخص في:

  • إن الله عزوجل زكى ظاهرهم وباطنهم؛ فمن تزكية ظواهرهم وصفهم بأعظم الأخلاق الحميدة، ومنها: (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)... [الفتح: 29]، (وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحشر: 8]، وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)... [الحشر: 9]. أما بواطنهم فأمر اختص به الله عزوجل، وهو وحده العليم بذات الصدور. فقد أخبرنا عزوجل بصدق بواطنهم وصلاح نياتهم؛ فقال على سبيل المثال: (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ)... [الفتح: 18]

يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ)... [الحشر: 9]
(يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً)... [الفتح: 29]
(لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ)... [التوبة: 117].
 
فقد تاب عليهم ـ؛ لما علم صدق نياتهم وصدق توبتهم.
 

  • بسبب توفيق الله عزوجل لهم لأعظم خلال الخير ظاهراً وباطناً أخبرنا أنه رضي عنهم وتاب عليهم، ووعدهم الحسنى.

 

  • وبسبب كل ما سبق أمرنا بالاستغفار لهم، وأمر النبيُ صلى الله عليه وآله وسلم بإكرامهم، وحفظ حقوقهم، ومحبتهم. ونُهينا عن سبهم وبغضهم. بل جعل حبهم من علامات الإيمان، وبغضهم من علامات النفاق.

 

  • ومن الطبيعي بعد ذلك كله أن يكونوا خير القرون، وأماناً لهذه الأمة. ومن ثم يكون اقتداء الأمة بهم واجباً، بل هو الطريق الوحيد إلى الجنة: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي[72].

 
يقول الإمام مالك في الذين يقدحون في الصحابة: إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين[73].
 
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الطعن فيهم طعن في الدين[74].
 
وكما قال أبو زرعة الرازي رحمه الله: إذا رأيت الرجل يتنقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة[75].
 
 فنخلص من كل هذا أن مفهوم عدالة الصحابي لا تقتضي العصمة للأفراد، إنما العصمة في إجماعهم لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما مر أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة. فعصمتهم في مجموعهم، أما كأفراد فهم غير معصومين. وقد تضافرت الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على تعديل الصحابة الكرام، مما لا يبقى معها لمرتاب شك في تحقق عدالتهم، فكل حديث له سند متصل إلى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لا يكون حجة إلا بعد أن تثبت عدالة رجاله، وذلك عن طريق النظر في تراجمهم وأحوالهم إلا الصحابي، لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم بنص القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.


[1] الصحاح للجوهري، 415

[2] المصباح المنير، 2/397

[3] القاموس، 4/13

[4] الكفاية، 103

[5] مختصر المنتهى، 2/63

[6] التحرير، 3/44

[7] شرح تنقيح الفصول، 361

[8] المستصفى، 1/157

[9] نزهة النظر، 29

[10] الفتح، 5/251

[11] مفهوم عدالة الصحابة، لأبي عبد الله الذهبي

[12] الكفاية للخطيب، 64

[13] الموافقات للشاطبي 4/40- 41

[14] مجمع البيان، للطبرسي، 5/98

[15] تفسير الميزان، 9/373

[16] انظر هذه الروايات في: دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية، للمنتظري، 2/66

[17] أعيان الشيعة، لمحسن الأمين، 1/471، بحار الأنوار، للمجلسي، 32/380، 33/78، مصباح البلاغة مستدرك نهج البلاغة، للميرجهاني، 4/27، كتاب الأربعين، للقمي، 164، الغدير، للأميني، 9/157، 10/298، نهج السعادة، للمحمودي، 4/93

[18] نهج البلاغة 2/7، بحار الأنوار، للمجلسي، 33/373، جواهر التاريخ، لعلي الكوراني، 1/361، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ، لمحمد الريشهري، 6/364

[19] مجمع البيان، للطبرسي، 9/270، الإرشاد، للمفيد، 34، إعلام الورى، للطبرسي، 66، بحار الأنوار، للمجلسي، 21/94، 121، 125، 31/253، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 5/301، تفسير فرات، لفرات الكوفي، 2/421

[20] صحيح مسلم بشرح النووي، 16/56، 57

[21] الفوائد، لابن القيم، 19

[22] تفسير ابن جرير، 27/128

[23] الفصل، لان حزم، 4/148، 149

[24] انظر مثلاً مجمع البيان، للطبرسي، 3/122

[25] المسائل العكبرية، للمفيد، 47

[26] الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة، لعبد الله شبر، 114

[27] تهذيب الأحكام، للطوسي، 3/147، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي، 7/402

[28] انظر المراجعات، لشرف الدين، 69، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي، 1/40، أمان الأمة من الاختلاف، للطف الله الصافي، 186، مكاتيب الرسول، للأحمدي الميانجي، 1/573، مجموعة الرسائل، للطف الله الصافي، 2/74، نهج الحق وكشف الصدق، للحلي 227هـ، نفحات الأزهار، لعلي الميلاني، 2/60

[29] الاستيعاب، لابن عبد البر، 1/6، تفسير ابن كثير، 4/204

[30] زاد المسير، 4/204

[31] مجمع البيان، للطبرسي، 5/176

[32] صحيح البخاري كتاب المغازي، باب عزوة الحديبية، حديث [4154]، مجمع البيان، للطبرسي، 5/167، بحار الأنوار، للمجلسي، 20/346، 365، روضة الكافي، للكليني، 322، مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 2/22

[33] الإرشاد، للمفيد، 13، روضة الواعظين، للنيسابوري، 75، بحار الأنوار، للمجلسي، 38/243، 40/51، تفسير فرات، لفرات الكوفي، 2/421، كشف الغمة، للإربلي، 1/81، كشف اليقين، للحلي، 33

[34] الصواعق المحرقة، 316

[35] صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة، حديث [2496] صحيح مسلم 4/1943

[36] الصارم المسلول، 572، 573 طبعة دار الكتب العلمية تعليق محمد محيي الدين عبد الحميد

[37] الفصل في الملل والنحل، 4/148

[38] نهج البلاغة، 1/234، الاختصاص للمفيد 156، بحار الأنوار، للمجلسي، 33/362، 40/112، 66/308، نفس الرحمن في فضائل سلمان، للنوري الطبرسي، 169

[39] نهج البلاغة، 1/104، مصباح البلاغة مستدرك نهج البلاغة، للميرجهاني، 2/267، بحار الأنوار، للمجلسي، 32/549، موسوعة أحاديث أهل البيت، لهادي النجفي، 2/162

[40] بحار الأنوار، للمجلسي، 33/112، مصباح البلاغة مستدرك نهج البلاغة، للميرجهاني، 4/32، نهج السعادة، للمحمودي، 4/180، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ع في الكتاب والسنة والتاريخ للريشهري 6/25

[41] الغارات، للثقفي، 1/177، نفس الرحمن في فضائل سلمان، للنوري الطبرسي، 210

[42] كشف الغمة، للإربلي، 2/291، الفصول المهمة، لابن الصباغ، 2/864، الصوارم المهرقة، لنور الله التستري، 249، الشيعة في الميزان، لمحمد جواد مغنية 293، الإمامة وأهل البيت، لمحمد بيومي مهران، 3/39

[43] الصحيفة السجادية الكاملة، الإمام زين العابدين، 39، رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، للسدي علي خان المدني الشيرازي، 2/81، الشيعة في الميزان، لمحمد جواد مغنية، 293، رسائل ومقالات، لجعفر السبحاني 47، 427

[44] الكافي، للكليني، 2/236، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 1/65، الإرشاد، للمفيد، 1/237، الأمالي للطوسي 102، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/306

[45] الكافي، للكليني، 2/236، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 1/65، 87، الإرشاد، للمفيد، 1/237، الأمالي، للطوسي، 102، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/306، 64/302، 66/303

[46] بحار الأنوار، للمجلسي، 33/112، مصباح البلاغة مستدرك نهج البلاغة، للميرجهاني، 4/32، نهج السعادة، للمحمودي، 4/180، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ع في الكتاب والسنة والتاريخ للريشهري 6/25

[47] الكافي، للكليني، 2/424، تحف العقول، لابن شعبة الحراني، 38، بحار الأنوار، للمجلسي، 6/42، بحار الأنوار، للمجلسي، 67/57، موسوعة أحاديث أهل البيت ع لهادي النجفي 9/182، ميزان الحكمة، للريشهري، 2/1173، تفسير العياشي، 1/109

[48] الخصال، للصدوق 640، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/305، حدائق الأنس 200، مستدرك سفينة البحار، للشاهرودي، 6/173، خاتمة المستدرك، للنوري الطبرسي، 2/212

[49] مصباح الشريعة، 67، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 3/582، ميزان الحكمة، 3/2330

[50] الصارم المسلول، 572

[51] مصباح الشريعة، 20، بحار الأنوار، للمجلسي، 68/284، 71/284، مستدرك الوسائل للحر العاملي 9/21، جامع السعادات، للنراقي، 2/267

[52] معاني الأخبار، للصدوق 50، بحار الأنوار، للمجلسي، 2/220، 22/307، الاحتجاج، للطبرسي، 2/259

[53] نوادر الراوندي، 23، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/309، خلاصة عقبات الأنوار، 1/80، 3/168، دراسات في الحديث والمحدثين، لهاشم معروف، 78، إحقاق الحق، للتستري، 267

[54] وسائل الشيعة، للحر العاملي، 6/215، الكافي، للكليني، 2/617، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي، 15/52، موسوعة أحاديث أهل البيت ع لهادي النجفي، /4/273، 9/113، التفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 1/70

[55] مكارم الأخلاق، للطبرسي، 21، بحار الأنوار، للمجلسي، 16/236، سنن النبي، للطباطبائي 128، موسوعة أحاديث أهل البيت، 1/138، الأمثل، لمكارم الشيرازي، 18/537

[56] مكارم الأخلاق، 17، بحار الأنوار، للمجلسي، 16/233، دراسات في ولاية الفقيه 2/792، منية المريد، للشهيد الثاني، 195، الحاشية، سنن النبي، للطباطبائي، 122، موسوعة أحاديث أهل البيت، 1/139، ميزان الحكمة، للريشهري، 1/50، 4/3224، تفسير الميزان، 6/314

[57] مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 1/185، بحار الأنوار، للمجلسي، 19/124، 20/218، 238، 22/354، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 4/244، تفسيرالقمي، 2/153، الخرائج والجرائح، للراوندي، 3/1048، تفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 4/171، 6/21، تفسير الميزان، 15/6، الصحيح من سيرة النبي، لجعفر مرتضى العاملي، 4/219، 9/108، 114، 117

[58] الأمالي، للطوسي، 268، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/311، النصائح الكافية، لمحمد بن عقيل، 140، جواهر التاريخ، لعلي الكوراني، 2/16، 96

[59] بحار الأنوار، للمجلسي، 27/133، الغدير، للأميني، 2/312، شرح إحقاق الحق للمرعشي 24/4217، الحاشية 26/223 33/119

[60] نور الثقلين، 4/407، بحار الأنوار، للمجلسي، 55/276، 58/276، خلاصة عقبات الأنوار، لحامد النقوي، 3/182، نفحات الأزهار، للميلاني، 3/170

[61] صحيفة الرضا، مؤسسة الإمام المهدي، 299، قاموس الرجال، للتستري 9/512، معارج اليقين في أصول الدين،للسبزواري 456، 456، جواهر الكلام، للجواهري، 41/437، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 28/213، مستدرك الوسائل، للنوري الطبرسي، 18/172، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي، 25/495، 26/73

[62] أمالي الطوسي، 332، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/306، من لا يحضره الفقيه، للصدوق، 4/191، تهذيب الأحكام، للطوسي، 9/177، كتاب سليم بن قيس، 446، مقاتل الطالبيين، للأصفهانى 24، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 5/79، أعيان الشيعة، لمحسن الأمين، 1/533

[63] قرب الإسناد، للحميري القمي، 93، بحار الأنوار، للمجلسي، 32/324، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي، 13/93

[64] قرب الاسناد، للحميري، 94، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 15/83، بحار الأنوار، للمجلسي، 32/324، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي، 13/93

[65] السرائر، لابن إدريس الحلي، 2/18، تذكرة الفقهاء، للعلامة الحلي، 9/425، مختلف الشيعة، للعلامة الحلي 4/453، قرب الإسناد، للحميري، 132، علل الشرائع، للصدوق، 2/603، تهذيب الأحكام، للطوسي، 6/155، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 15/78، بحار الأنوار، للمجلسي، 33/441، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي، 13/102

[66] نهج البلاغة 114، بحار الأنوار، للمجلسي، 33/307

[67] مروج الذهب، للمسعودي 1/441، الغدير، للأميني، 9/237، رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ، للطيف القزويني 107

[68] شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، 10/256

[69] نهج البلاغة 2/233، الغدير، للأميني، 8/381، 9/69، شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، 13/296 وقال في شرحه ويحتمل أنه يريد لقد دفعت عنه حتى كدت أن ألقي نفسي في الهلكة، وأن يقتلني الناس الذين ثاروا به، فخفت الإثم في تغريري بنفسي وتوريطها في تلك الورطة العظيمة ويحتمل أنه يريد لقد جاهدت الناس دونه ودفعتهم عنه، حتى خشيت أن أكون آثماً بما نلت منهم من الضرب بالسوط، والدفع باليد، والإعانة بالقول أي فعلت من ذلك أكثر مما يحب أعيان الشيعة، لمحسن الأمين، 1/443، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب في الكتاب والسنة والتاريخ، للريشهري، 3/261، 264، موسوعة شهادة المعصومين، للجنة الحديث في معهد باقر العلوم، 1/323

 [70] دلائل الإمامة، لابن جرير الطبري الشيعي، 168، مدينة المعاجز، لهاشم البحراني، 3/235، الدر النظيم، لابن حاتم العاملي، 503، موسوعة كلمات الإمام الحسن، للجنة الحديث في معهد باقر العلوم، 51

[71] راجع كتابنا "هداية المرتاب إلى فضائل الآل والأصحاب" منشور على موقعنا

[72] رواه أحمد، 4/126، 127 وأصحاب السنن والدارمي والحديث صححه جماعة من المحدثين – انظر جامع العلوم والحكم لابن رجب الحديث 38، 387، دار الفرقان ط الأولى 1411هـ وانظر الإرواء 2544 107/8 للتوسع انظر اعتقاد أهل السنة في الصحابة رضي الله عنهم، لمحمد عبد الله الوهيبي

[73] الصارم المسلول، 553

[74] منهاج السنة، 1/18

[75] الكفاية، 49


عدد مرات القراءة:
10541
إرسال لصديق طباعة
الثلاثاء 1 ذو القعدة 1438هـ الموافق:25 يوليو 2017م 08:07:56 بتوقيت مكة
الباحث الاسلامي 
جرائم معاوية بن أبي سفيان لعنه الله ؟🔯🔯🔯🔯🔯🔯🔯🔯

قال الله عز وجل: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً» المائدة 32.

نذكر اليوم بعضاً من جرائم القاتل المجرم اللعين معاوية بن أبي سفيان لعنه الله, وللمعلومية فإن كل مصادر البحث هي من كتب ومصادر أهل السنة والجماعة.

الذين قتلهم معاوية لعنه الله:

1- الحسن بن علي عليهما السلام.

قال ابن عبد البر - الإستيعاب (1/115): وقال قتادة وأبو بكر بن حفص سم الحسن بن علي (ع) سمته امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي ، وقالت طائفة :كان ذلك بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك ، والله أعلم ".
وروى الطبراني : " عن أبي بكر بن حفص أن سعدا والحسن بن علي (رض) ماتا في زمن معاوية (رض) فيرون أنه سمه ، قال محقق الكتاب : " إسناده إلى قائله صحيح ".

2- عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.

قال ابن عبدالبر - الاستيعاب (2/373): " لما أراد معاوية البيعة ليزيد ابنه ، خطب أهل الشام وقال لهم : يا أهل الشام ، إنه قد كبرت سني وقرب أجلي ، وقد أردت أن اعقد لرجل يكون نظاما لكم ، وإنما أنا رجل منكم فأروا رأيكم ، فأصفقوا واجتمعوا ، وقالوا : رضينا بعبد الرحمن بن خالد ، فشق ذلك على معاوية ، وأسرها في نفسه ، ثم أن عبد الرحمن مرض ، فأمر معاوية طبيبا عنده يهوديا – وكان عنده مكينا – أن يأتيه فيسقيه سقية يقتله بها ، فأتاه فسقاه فانحرق بطنه ، فمات ... وقصته هذه مشهورة عند أهل السير والعلم بالآثار والأخبار اختصرناها " .
وقال ابن الجوزي : " وكان قد عظم شأن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بالشام ومال أهلها إليه لموضع غنائه عن المسلمين وآثار أبيه حتى خافه معاوية وخشي على نفسه منه لميل الناس إليه فدس إليه عدي بن أثال شربة مسمومة فقتله بها فمات بحمص ".

3- معاوية يقتل مالك الأشتر بالسم.

إبن كثير - البداية والنهاية - رقم الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 346 )

- فلما سار الأشتر إليها وإنتهى إلى القلزم إستقبله الخانسار وهو مقدم على الخراج ، فقدم إليه طعاماًً وسقاه شراباً من عسل فمات منه ، فلما بلغ ذلك معاوية وعمراً وأهل الشام قالوا : إن لله جنوداً من عسل.

- وقد ذكر إبن جرير في تاريخه : أن معاوية كان قد تقدم إلى هذا الرجل في أن يحتال على الأشتر ليقتله ووعده على ذلك بأمور ففعل ذلك وفي هذا نظر ، وبتقدير صحته فمعاوية يستجيز قتل الأشتر لأنه من قتلة عثمان (ر) ، والمقصود أن معاوية وأهل الشام فرحوا فرحاً شديداًًً بموت الأشتر النخعي ، ولما بلغ ذلك علياًً تأسف على شجاعته وغنائه ، وكتب إلى محمد بن أبي بكر بإستقراره وإستمراره بديار مصر.

====

إبن سعد - الطبقات الكبرى - طبقات البدريين من الأنصار

- الأشتر : وإسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج روى ، عن خالد بن الوليد أنه كان يضرب الناس على الصلاة بعد العصر ، وكان الأشتر من أصحاب علي بن أبي طالب وش
الثلاثاء 1 ذو القعدة 1438هـ الموافق:25 يوليو 2017م 08:07:09 بتوقيت مكة
الباحث الاسلامي 
معاوية بن أبى سفيان من مصادر أهل السنة
بسم الله الرحمن الرحیم
اللهم صل علی محمد وال محمد الائمه والمهدیین وسلم تسلیما

((معاوية بن أبى سفيان لعنه الله من مصادر أهل السنة))

إن الكثير من الحقائق التاريخية التي حاول البعض سترها أو التغافل عنها لابد لها أن تظهر للناس والأجيال لتؤخذ منها الدروس والعبر وكي توضع الأمور مواضعها حتى تكون نظرتنا للتاريخ نظرة عبرة واستفادة وحتى يمكن التمييز بين الخبيث والطيب فقد كان للتاريخ مواقفه من الأشخاص والجماعات موافقا لهذا التمييز رغم تسلط قوى الاستبداد والتعسف والظلم في أكثر حقب التاريخ واستخدامهم للسلطة في تشويه الحقائق وإظهارها بغير مظهرها إلا أننا نرى أن واقع التمييز لابد وان يحصل ويعطى مدلولاته المعرفية ذلك نتيجة حتمية لجهود المفكرين والمحققين المتنورين المبتعدين عن سيطرة العاطفة الذي يعانى منه كثير من المؤرخين والكتاب الإسلاميين , وشخصية مثل شخصية معاوية وهو مؤسس الكيان الأموي لابد لها أن تأخذ مساحة ليست بالقصيرة من اهتمام التاريخ وواضعيه فكانت من نتائجها آراء متباينة وأفكار متضاربة حول هذه الشخصية أوجبت دخول الكثير من الباحثين في صراع كبير حول تقييم حاله والتعرف عليه .

تناولت هذا الموضوع بيد لا شرقية و لا غربية وقطفت لكم أنضج الثمار وأينعها مما يتعلق بسيرة هذا الداهية وقد قمت بهذا البحث والتحقيق وأنا في ساحة الإسلام فضاقت نفسي بعقدة التناقض سيدنا معاوية و "سيدنا على " ولما كان قاموسي الإسلامي والعقلي خاليا من أي اضطراب وتناقض ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) شمرت عن ساعدي وخلعت ثوب الخمول والكسل ونظرت إلى التاريخ بعين العقل والبصيرة فخرجت لي حقائق ودقائق ارتأيت أن انقل لكم مختصرا منها للتعرف على هذه الشخصية كما أنى لا أبالغ عندما أقول أن كتب التاريخ جاءت بشبه معجزة عندما ذكرت بعض الحقائق عن معاوية وهذا لطف كبير سيما عندما يكون الحديث عن خال المؤمنين وأميرهم .

الشجرة الملعونة في القران الكريم هم بنو أمية :
قال الشوكانى : عند تفسير قوله تعالى (و الشجرة الملعونة في القران ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبير ) سورة الإسراء آية 60 أخرج بن مردويه عن عائشة أنها قالت : لمروان بن الحكم سمعت رسول الله يقول لأبيك إنكم الشجرة الملعونة في القران .

قال القرطبي : في الجامع لأحكام القران 10/286 في تفسير قوله تعالى ( والشجرة الملعونة ) قال بن عباس : هذه الشجرة بنو أمية .

قال الطبري : في تاريخه 10/58 عند ذكر قوله تعالى ( والشجرة الملعونة ) لا اختلاف بين احد انه أراد بها بني أمية .
قال بن كثير : في تفسير القرآن العظيم 4/324 المراد بالشجرة الملعونة بني أمية

صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف:
ولد أبو سفيان بمكة 10 سنوات قبل عام الفيل ومات بالمدينة المنورة سنة 30 للهجرة قبل قتل عثمان على يد الصحابة والتابعين بخمس سنوات وهو ابن 93 سنة وقد فقد بصره أخر عمره وكان دميما قصيرا رأس من رؤوس الأحزاب وكهف المنافقين حاقدا وح
 
اسمك :  
نص التعليق :