رد شبهة "الإثني عشر خليفة من قريش"
بسم الله الرحمن الرحيم
رد شبهة .. من هم الخلفاء الإثنا عشر
---------------------
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى
آله (صحبه واتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع يتكرر طرحه كثيرا من قبل الأعضاء الإمامية
فلذلك آثرت أن أضع ردي - ورد الإخوة الأفاضل عليه في موضوع جديد مستقل
-----------------------------------
الشق الأول من الحوار:
-----------------------------------
1 - أخرج البخاري وأحمد والبيهقي وغيرهم عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يكون اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش
2 - وأخرج مسلم عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته يقول:
إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة. قال: ثم تكلم بكلام خفي علي. قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش
3 - وأخرج مسلم أيضا - واللفظ له - وأحمد عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا. ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت علي، فسألت أبي: ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كلهم من قريش
4 - وأخرج مسلم أيضا وأحمد والطيالسي وابن حبان والخطيب التبريزي وغيرهم عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة. ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلهم من قريش
5 - وأخرج مسلم - واللفظ له - وأحمد وابن حبان عن جابر بن سمرة، قال: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي أبي، فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة. فقال كلمة صمنيها الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش
6 - وأخرج مسلم - واللفظ له - وأحمد عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، أويكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش. . .
7 - وأخرج الترمذي وأحمد عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون من بعدي اثنا عشر أميرا. ثم تكلم بشئ لم أفهمه، فسألت الذي يليني، فقال: قال: كلهم من قريش
8 - وأخرج أبوداود حديث الخلفاء الاثني عشر بثلاثة طرق صحيحة (4). قال في أحدها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلهم تجتمع عليه الأمة. فسمعت كلاما من النبي لم أفهمه، قلت لأبي: ما يقول؟ قال: كلهم من قريش
وقال في آخر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة. قال: فكبر الناس وضجوا، ثم قال كلمة خفية. قلت لأبي: يا أبه، ما قال؟ قال: كلهم من قريش
9 - وأخرج أحمد - واللفظ لغيره -، والحاكم في المستدرك، والهيثمي في مجمع الزوائد عن الطبراني في الأوسط والكبير والبزار، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة. وخفض بها صوته، فقلت لعمي وكان أمامي: ما قال يا عم؟ قال: كلهم من قريش (2).
10 - وأخرج أحمد في المسند، والهيثمي في مجمع الزوائد، وابن حجر في المطالب العالية، والبوصيري في مختصر الإتحاف، عن مسروق، قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود، فقال: هل حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال: نعم، وما سألني عنها أحد قبلك وإنك لمن أحدث القوم سنا. قال: يكونون عدة نقباء موسى، اثني عشر نقيبا
11 - وأخرج أحمد وأبونعيم والبغوي عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش. . .
الصفات النبوية في الروايات كالآتي:
عدد وتسميات هؤلاء الـ 12:
*- يكون اثنا عشر أميرا
*- اثنا عشر خليفة
*- وليهم اثنا عشر رجلا
*- الخلفاء / / يكونون عدة نقباء موسى، اثني عشر نقيبا
(أميرا / / خليفة / / رجلا)
من أين هم:
*- كلهم من قريش
حال الدين في زمنهم:
*- لا يزال الإسلام عزيزا
*- لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا
*- لا يزال الدين قائما
*- لا يزال هذا الدين قائما / / كلهم
تجتمع عليه الأمة
*- لا يزال أمر أمتي صالحا
(الدين - الإسلام / / عزيزا / / مانعا / / قائما / / صالحا)
وأحب أن أضع ما أطلق عليه بالإستثناءات لأهميتها:
فالروايات ليس فيها:
*- كلهم من ابناء علي وفاطمة رضي الله عنهما
*- من بني هاشم
*- أعلم الناس " يعلمون الغيب "
*- معصومين
*- أفضل الناس
*- أحق الناس
*- الأوصياء
*- أهل البيت
*- أصحاب الكساء
*- العترة
*- لا يوجد امر بالإقتاد بهم أوإتباعهم
*- لا يوجد مدح لهم أوفضل لهم
أسماء الخلفاء - الأمراء الذين جاءت الروايات بصفاتهم:
يجيبنا عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله تعالى
في فتح الباري بشرح صحيح البخاري 13/ 227
بعد ذكره اقوال اهل العلم قال رحمه الله: ...
( .. أرجحها الثالث من أوجه القاضي لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة ..
" كلهم يجتمع عليه الناس" وايضاح ذلك ..
أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته والذي وقع ان الناس اجتمعوا على: ..
أبي بكر ..
ثم عمر ..
ثم عثمان ..
ثم علي .. الى أن وقع أمر الحكمين في صفين ..
فسمي معاوية يومئذٍ بالخلافة ..
ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن ..
ثم اجتمعوا على ولده يزيد ولم ينتظم للحسين أمر ..
بل قتل قبل ذلك .. ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف ...
الى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان ..
بعد قتل ابن الزبير ..
ثم اجتمعوا على أولاده الاربعة: ..
الوليد ..
ثم سليمان ..
ثم يزيد ..
ثم هشام ..
وتخلل بين سليمان ويزيد ..
عمر بن عبد العزيز
فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين ..
والثاني عشر هوالوليد بن يزيد بن عبد الملك ..
اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام ..
فولي نحواربع سنين ثم قاموا عليه وقتلوه ..
وانتشرت الفتن وتغيرت الاحوال من يومئذٍ ولم يتفق ان يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك .. "
يجيبنا عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله تعالى
في فتح الباري بشرح صحيح البخاري 13/ 227
بعد ذكره اقوال اهل العلم قال رحمه الله: ...
( .. أرجحها الثالث من أوجه القاضي لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة ..
" كلهم يجتمع عليه الناس" وايضاح ذلك ..
أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته والذي وقع ان الناس اجتمعوا على: ..
أبي بكر ..
ثم عمر ..
ثم عثمان ..
ثم علي .. الى أن وقع أمر الحكمين في صفين ..
فسمي معاوية يومئذٍ بالخلافة ..
ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن ..
ثم اجتمعوا على ولده يزيد ولم ينتظم للحسين أمر ..
بل قتل قبل ذلك .. ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف ...
الى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان ..
بعد قتل ابن الزبير ..
ثم اجتمعوا على أولاده الاربعة: ..
الوليد ..
ثم سليمان ..
ثم يزيد ..
ثم هشام ..
وتخلل بين سليمان ويزيد ..
عمر بن عبد العزيز
فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين ..
والثاني عشر هوالوليد بن يزيد بن عبد الملك ..
اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام ..
فولي نحواربع سنين ثم قاموا عليه وقتلوه ..
وانتشرت الفتن وتغيرت الاحوال من يومئذٍ ولم يتفق ان يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك .. "
يجيبنا عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله تعالى
في فتح الباري بشرح صحيح البخاري 13/ 227
بعد ذكره اقوال اهل العلم قال رحمه الله: ...
( .. أرجحها الثالث من أوجه القاضي لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة ..
" كلهم يجتمع عليه الناس" وايضاح ذلك ..
أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته والذي وقع ان الناس اجتمعوا على: ..
أبي بكر ..
ثم عمر ..
ثم عثمان ..
ثم علي .. الى أن وقع أمر الحكمين في صفين ..
فسمي معاوية يومئذٍ بالخلافة ..
ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن ..
ثم اجتمعوا على ولده يزيد ولم ينتظم للحسين أمر ..
بل قتل قبل ذلك .. ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف ...
الى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان ..
بعد قتل ابن الزبير ..
ثم اجتمعوا على أولاده الاربعة: ..
الوليد ..
ثم سليمان ..
ثم يزيد ..
ثم هشام ..
وتخلل بين سليمان ويزيد ..
عمر بن عبد العزيز
فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين ..
والثاني عشر هوالوليد بن يزيد بن عبد الملك ..
اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام ..
فولي نحواربع سنين ثم قاموا عليه وقتلوه ..
وانتشرت الفتن وتغيرت الاحوال من يومئذ
ولم يتفق ان يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك
جوابي هو:
1 - أبي بكر رضي الله عنه
2 - عمر رضي الله عنه
3 - عثمان رضي الله عنه
4 - علي رضي الله عنه
5 - معاوية رضي الله عنه
6 - يزيد بن (معاوية رضي الله عنه)
7 - عبدالملك بن مروان
8 - الوليد بن عبد الملك
9 - سليمان بن عبد الملك
1 - عمر بن عبد العزيز (رحمة الله عليه)
11 - هشام بن عبد الملك
12 - الوليد بن يزيد بن عبد الملك ..
-----------------------------------
الشق الثاني من الحوار:
-----------------------------------
على فرضية أن الإمامية لم يعجبهم كلامي الذي بالأعلى
فنبدأ بهذه التسائلات:
*- لماذا لم يستخدم النبي عليه الصلاة والسلام في الروايات كلمة
(أهل البيت - بيتي / / عترتي / / الأئمة / / الأوصياء / / بنوهاشم / / أولاد فاطمة)
كما قال ذلك في الإخبار عن المهدي وصفاته، لا مهدي السرداب!!؟
*- نطلب من الإمامية أن يذكروا لنا أسماء الـ 12 بالصفات التي في الروايات
لا صفات مخالفة لها ومتعارضة معها
(أميرا / / خليفة / / رجلا)
و
(الدين - الإسلام / / عزيزا / / مانعا / / قائما / / صالحا)
مثال توضيحي:
فأنا عندما أحاول أن أثبت للمسيحي عن تطرق الإنجيل لمحمد عليه الصلاة والسلام و........ الخ
فأول شيء اقوم به هوإثبات الصفات الإنجيلية على محمد عليه الصلاة والسلام
ثم بعد تطابق هذه الصفات - أحتج عليه بأن نبينا عليه الصلاة والسلام قد جاء ذكره في الإنجيل
وأن الصفات التي في الإنجيل تنطبق على محمد عليه الصلاة والسلام
ولا أحجه بأن آتيه بصفة واحدة تطابق صفة محمد عليه الصلاة والسلام
وباقي الصفات لا تطابقه البته / / ثم أدعي بتطرق الإنجيل إلي محمد عليه الصلاة والسلام و... الخ
فأنتم يا إمامية أتيت وتمسكتم بعدد 12 فقط
وأما بقية الصفات فإنها لا تنطبق على ائمتكم / / بل إنها متعارضة
وأنا " الهاوي " أزعم بأن الصفات التي في الروايات
لا تنطبق البته على أي
على اي
وأكرر
على أي
واحد من أئمتكم غير علي رضي الله عنه
والذي سيتنكر إسم " يزيد " أوغيره من القائمة التي وضعتها لكم بالأعلى
يريني كيف سيُدخل " الحسن رضي الله عنه " ويخرج يزيد من القائمة في ظل هذه المعلومات النبوية:
(أميرا / / خليفة / / رجلا)
و
(الدين - الإسلام / / عزيزا / / مانعا / / قائما / / صالحا)!؟
-----------------------------------
الشق الثالث من الحوار:
-----------------------------------
شرح حديث الخلفاء الإثني عشر، لابن باز رحمه الله
قال رحمه الله: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال أمر هذه الأمة قائما ما ولي عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) ..
فقوله: " لا يزال أمر هذه الأمة قائما" يدل على أن الدين في زمانهم قائم، والأمر نافذ، والحق ظاهر، ومعلوم أن هذا إنما كان قبل انقراض دولة بني أمية، وقد جرى في آخرها اختلاف تفرق بسببه الناس، وحصل به نكبة على المسلمين، وانقسم أمر المسلمين إلى خلافتين: خلافة في الأندلس وخلافة في العراق، وجرى من الخطوب
والشرور ما هومعلوم ..
والرسول صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال أمر هذه الأمة قائما " ثم جرى بعد ذلك أمور عظيمة حتى اختل نظام الخلافة وصار على كل جهة من جهات المسلمين أمير وحاكم وصارت دويلات كثيرة، وفي زماننا هذا أعظم وأكثر ..
ثم قال رحمه الله: والأقرب في هذا كما قاله جماعة من أهل العلم: أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث: الخلفاء الأربعة ومعاوية رضي الله عنهم وابنه يزيد ثم عبدالملك ابن مروان، وأولاده الأربعة، وعمر بن عبدالعزيز، فهؤلاء اثنا عشر خليفة .. والمقصود أن الأئمة الإثني عشر في الأقرب والأصوب ينتهي عددهم بهشام ابن عبدالملك، فإن الدين في زمانهم قائم والإسلام منتشر والحق ظاهر والجهاد قائم، وما وقع بعد موت يزيد من الاختلاف والانشقاق في الخلافة وتولي مروان في الشام وابن الزبير في العراق لم يضر المسلمين في دينهم، فدينهم ظاهر وأمرهم قائم وعدوهم مقهور مع وجود هذا الخلاف الذي جرى ثم زال بحمد الله بتمام البيعة لعبدالملك واجتماع الناس بعد ما جرى من الخطوب على يد الحجاج وغيره. أهـ
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز جمع محمد الشويعر (4/ 1)
حديث إثنا عشر خليفة
قال الرافضي بعد أن ذكر أحاديث في أن الخلفاء من قريش:
من هم هؤلاء الإثنى عشر إمام الذين اخبر عنهم الرسول وكلهم من قريش ولا تنقضي الأمة حتى ينقضي الإثنى عشر؟ أي إلى آخر الزمان ولا يمكن أن ينطبق هذه الحديث المتفق عليه وهوحديث الإثنى عشر إلا على أئمة أهل البيت عليهم السلام وهومعتقد الشيعة الإمامية.
لم يذكر القدس روايات أساسية تقول لنا من هم هؤلاء الإثنى عشر واكتفى بذكر روايات أوأجزاء يذكر فيها الرقم 12 أوأنهم من قريش.
وسأذكر لكم هذه الروايات من أهم مصادر السنة:
في صحيح مسلم:
الرواية الأولى:
عنْ حُصَيْنٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ خَفِيَ عَلَيَّ قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِي مَا قَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
الرواية الثانية:
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَزَالُ أَمْرُ النَّاسِ مَاضِيًا مَا وَلِيَهُمْ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا ثُمَّ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةٍ خَفِيَتْ عَلَيَّ فَسَأَلْتُ أَبِي مَاذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُوعَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَذْكُرْ لَا يَزَالُ أَمْرُ النَّاسِ مَاضِيًا.
الرواية الثالثة:
عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مَعَ غُلَامِي نَافِعٍ أَنْ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَكَتَبَ إِلَيَّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الْأَسْلَمِيُّ يَقُولُ لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ يَكُونَ عَلَيْكُمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عُصَيْبَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ بَيْتَ كِسْرَى أَوْ آلِ كِسْرَى وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِذَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ أَنَا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ
الرواية الرابعة:
عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا فَقُلْتُ لِأَبِي مَا قَالَ فَقَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
الرواية الخامسة:
حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُومُعَاوِيَةَ عَنْ دَاوُدَ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَقُلْتُ لِأَبِي مَا قَالَ فَقَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
الرواية السادسة:
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ انْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي أَبِي فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً فَقَالَ كَلِمَةً صَمَّنِيهَا النَّاسُ فَقُلْتُ لِأَبِي مَا قَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
في صحيح البخاري:
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا فَقَالَ أَبِي إِنَّهُ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
في سنن أبي داود:
حَدَّثَنَا عَمْرُوبْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى يَكُونَ عَلَيْكُمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ تَجْتَمِعُ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ فَسَمِعْتُ كَلَامًا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَفْهَمْهُ قُلْتُ لِأَبِي مَا يَقُولُ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
في سنن الترمذي:
حَدَّثَنَا أَبُوكُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ مِنْ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَسَأَلْتُ الَّذِي يَلِينِي فَقَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
في مسند الإمام أحمد:
الرواية الأولى:
عنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ عَنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ يَخْرُجُ كَذَّابُونَ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ثُمَّ تَخْرُجُ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَ الْأَبْيَضِ كِسْرَى وَآلِ كِسْرَى وَإِذَا أَعْطَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَأَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ
الرواية الثانية:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ عَن عَامِرٍ عَن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ إِنَّ هَذَا الدِّينَ لَنْ يَزَالَ ظَاهِرًا عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ لَا يَضُرُّهُ مُخَالِفٌ وَلَا مُفَارِقٌ حَتَّى يَمْضِيَ مِنْ أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَقُلْتُ لِأَبِي مَا قَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
وغيرها من الروايات
يستفاد من هذه الروايات التالي:
1 - أن الخلفاء من قريش وعددهم 12.
2 - أن الدين في عهد عزيز منيع
3 - لا يلزم من تواليهم التتابع
4 - أن الخليفة سيحكم بعدل وحق ويكون صالحا
سألنا القدس من هؤلاء الإثناعشر؟
نعتقد نحن معاشر السنة أنه وجد منهم أربعة وجدوا على نسق واحد وهم أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم وهم من قريش وكان الإسلام في عهدهم عزيزا ومنيعا ومنهم عمر بن عبد العزيز رحمه الله وبعض بني العباس ولا شك أن الثاني عشر هوالمهدي المنتظر الذي بشر به النبي صلى الله عليه والذي سيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.
يقول القدس:.
ولا يمكن أن ينطبق هذه الحديث المتفق عليه وهوحديث الإثنى عشر إلا على أئمة أهل البيت عليهم السلام وهومعتقد الشيعة الإمامية.
نقول للقدس أخطأت والدليل:
1 - عدد الأئمة عندكم أكثر من إثناعشر؟
الرواية الأولى: الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 532
- محمد بن يحيى، عنمحمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام عن جابربن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماءالأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم عليه السلام، ثلاثة منهم محمدوثلاثة منهم علي
الرواية الثانية: كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 269
- حدثنامحمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، وعبد اللهبن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن محبوب عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمةعليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهمالقائم ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهم علي صلوات الله عليهم أجمعين.
الرواية الثالثة: من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج 4 - ص 18.
- وروى الحسن بن محبوب عن أبي الجارود عنأبي جعفر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: " دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثنى عشر أحدهمالقائم، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم على - عليهم السلام - ".
وقد أخرجتالاخبار المسندة الصحيحة في هذا المعنى في كتاب كمال الدين وتمام النعمة
الرواية الرابعة: روضةالواعظين - الفتال النيسابوري - ص 261
قال جابر: دخلت على فاطمة عليهاالسلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمة من ولدها فعددت اثنى عشر اسماآخرهم القائم ثلاثة من ولد فاطمة منهم محمد وثلاثة منهم علي.
الرواية الخامسة: وسائل الشيعة (آلالبيت) - الحر العاملي - ج 16 - ص 244
- وبأسانيده الكثيرةعن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جابر قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددتاثنى عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهم علي. ورواه في (الفقيه) بإسناده عن الحسن بن محبوب. ورواه الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب مثله.
الروايةالسادسة: الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 - ص 346
أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن محمد ابن يحيى، عن (محمد بن الحسين) (4)، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر محمدبن علي عليهما السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري " قال: دخلت عل فاطمة بنترسول الله عليهما السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمة من ولدها، فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم من ولد فاطمة، ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهمعلي "
الرواية السابعة: الأنوار البهية - الشيخ عباس القمي - ص 347 - 348
عن أبي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله وعليها، وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياءوالأئمة من ولدها، فعددت اثني عشر اسما، آخرهم القائم من ولد فاطمة، ثلاثة منهممحمد، وأربعة منهم علي عليهم السلام.
الروايةالثامنة: جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج1 - ص 167
1 (12.) ففيه 4.3 - الحسن بن محبوب عن أبي الجاورد عن أبيجعفر (ع) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت على فاطمة (ع) وبين يديها لوحفيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثنى عشر أحدهم القائم عليه السلام ثلاثة منهممحمد وأربعة منهم علي عليهم السلام.
الروايةالتاسعة: إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 166
عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري. قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي
الرواية العاشرة: كشف الغمة - ابن أبيالفتح الإربلي - ج 3 - ص 246
وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام عنجابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وبينيديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمة من ولدها، فعددت اثنى عشر اسما آخرهم القائممن ولد فاطمة، ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهم على.
الرواية الحادية عشر: الغيبة - الشيخالطوسي - ص 138 - 139
- وبهذا الاسناد عن محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن يحيى عن عمروبن ثابت (2)، عن أبي الجارود عنأبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني وأحدعشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض - أعني أوتادها وجبالها - بنا أوتد الله الأرض أنتسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا.
وقدنقله العلامة المجلسي:
الرواية الثانيةعشر: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 36 - ص 259
- غيبة الشيخ الطوسي: جماعة عن أبي المفضل الشيباني، عن محمدالحميري، عن أبيه عن الأشعري، عن عمروبن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفرعليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إني وأحد عشر من ولدي وأنت ياعلي رز الأرض - أعني أوتادها وجبالها - بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذاذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا
الرواية الثالثة عشر: الكافي - الشيخالكليني - ج 1 - ص 534
17 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمدبن الحسين، عن أبي سعيد العصفوري، عن عمروبن ثابت، عن أبي الجاورد، عن أبيجعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني واثني عشر من ولديوأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا
الرواية الرابعة عشر: بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 44 - ص 138 - 139 - الكفاية:
محمد بن وهبان، عنداود بن الهيثم، عن جده إسحاق بن بهلول (عن أبيه بهلول) بن حسان، عن طلحة بنزيد الرقي، عن الزبير بن عطاء، عن عمير بن ماني العبسي، عن جنادة بن أبي أميةقال: دخلت على الحسن بن علي ابن أبي طالب عليه السلام في مرضه الذي توفي فيه وبينيديه طست يقذف عليه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله (2) فقلت: يا مولاي مالك لا تعالج نفسك؟ فقال: يا عبد الله بماذا أعالج الموت؟ قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم التفت إلي فقال: والله لقد عهد إلينا رسولالله صلى الله عليه وآله أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة، مامنا إلا مسموم أومقتول.
الرواية الخامسةعشر: معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) - الشيخ عليالكوراني العاملي - ج 3 - ص 172 - 173
والله إنه لعهد عهدهإلينا رسول الله صلى الله عليه وآله، أن هذا الامر يملكه اثنا عشر إماما من ولدعلي وفاطمة عليهما السلام، ما منا إلا مسموم أومقتول).
الرواية السادسة عشر: جواهر التاريخ - الشيخ علي الكوراني العاملي - ج 3 - ص 217 - 218 م
التفت إلي وقال: والله إنه لعهد عهده إلينارسول الله (صلى الله عليه وآله) أن هذا الأمر يملكهاثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة (عليهما السلام) ما منا إلا مسموم أومقتول!
الرواية السابعة عشر عشر: الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي - ج 2 - ص 128
إنرسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولدعلي وفاطمة وما منا إلا مسموم أومقتول وأسند نحوه الشيخ محمد بن علي بن الحسين إلىالحسنعليه السلام.
وقد صحح هذه الرواية وقد صححها العلامة آية الله أبوطالبالتجليل التبريزي (الحوزة العلمية - قم)
حيث ذكر في مقدمة كتابه
الرواية الثامنة عشر: الكافي ج 1 ص (531)
وقال: ((واللّه، انه لعهد عهدهالينا رسول اللّه (ص)، ان هذا الامريملكه اثنا عشراماما من ولد علي (ع) وفاطمة (س)، ما منا الا مسموم اومقتول))
7 - محمد بن يحيى، عن عبدالله بن محمدالخشاب (1)، عن ابن سماعة، عن علي بن الحسن بن رباط، عن ابن اذينة، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: الاثنا عشر الامام من آل محمد (عليهم السلام) كلهم محدث من رسول الله صلى عليه وآله ومن ولد علي ورسول الله وعلي (عليهما السلام) هما الوالدان.
الرواية التاسعة عشر: الغيبة - الطوسي ص 152
عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول: الاثنا عشر الامام من آل محمد كلهم محدث من ولد رسول الله صلى اللهعليه وآله وولد علي بن أبي طالب عليه السلام، فرسول الله وعلي عليهما السلام هماالوالدان
كم العدد يا القدس؟ ثلاثة عشر أليس كذلك أم أنك لا تجيد الحساب؟ وفي روايات تقول سبعة وروايات تقول اكثر وأقل؟ العدد لم يسعفك ابحث عن غيره.
2 - الروايات التي ذكرنا تقول أن الإسلام سيكون عزيزا منيعا في عهد هؤلاء الخلفاء، بينما نجد كتبكم تقول أن أئمتكم أغليهم كانوا في تقية وخوف حتى مهديكم الثاني عشر دخل سرداب سامراء خائفا من الجندي العباسي ولازال هربانا ليومنا هذا حسب ما تعتقدون.
3 - كتبكم تقول أن الإمام الحادي عشر عندكم كان عقيما وورثته زوجته وأخوه ولم يكن له عقب كما يروي الطوسي في كتاب الغيبة وغيره من علمائكم. فأين الثاني عشر؟
4 - الروايات تقول أن الخلفاء سيحكمون بينما لم يحكم من أئمتكم إلا اثنان علي والحسن رضوان الله عليهم وتنازل الحسن رضي الله عنه عن الحكم؟
وبالتالي يتبين خرافة ما زعمت يا القدس وخاب سعيك
ختم الرافضي القدس كلامه وترهاته بقوله:
من تبايعون الآن والبيعة يجب ان تكون لقرشي أوإنكم تموتون ميتة جاهلية ومن هم الأئمة الإثنى عشر الذين من قريش؟.
من تبايع أنت يا القدس؟ لا تقول لي أبوصالح، فأحسبك مجنونا تبايع السراب وأظنك كذلك أنت ومن على معتقدك
تبايعون شخصا لم يولد؟ تبايعون من دخل جحرا ولم يخرج منه منذ 14..؟ أفيقوا ااااا
القدس يعرف أئمته الاثناعشر بينما علامتهم الخوئي لا يعرفهم وهذا أمر عجيب غريب؟ هل الخوئي مات ميتة جاهلية؟
قال الخوئي الروايات المتواترة الواصلة إلينا من طريق العامة والخاصة قد حددت الأئمة عليهم السلام بإثني عشر من ناحية العدد ولم تحددهم بأسمائهم عليهم السلام واحدا بعد واحد (صراط النجاة2/ 453 للخوئي وتعليقات التبريزي).
ليس الخوئي الوحيد بل كثير ممن ماتوا وهم لا يعرفون إمام زمانهم وهم من أوثق رواة الشيعة ومن أصحاب الصادق أمثال زرارة وابوبصير وغيرهم كثير.
نحن لا نبايع سرابا يا القدس على الأقل الذين يوجدون في زماننا يمارسون سلطة سياسية ومنهم من يمارس سلطة سياسية ودينية وهكذا وإن لم يكونوا قرشيين فهم أفضل من شخص يقبع في سرداب تحت الأرض كما تزعمون أنتم. ما الفائدة منه؟ وما الفائدة من إمامته؟ وما الفائدة من بيعته؟
إن وجدت الخلافة على منهاج النبوة وجمع الله شمل هذه الأمة وكانت لها العزة والقوة والمنعة وقوية شوكتها علي يد خليفة قرشي بايعناه، أما أنه غير موجود ونبايعه فنحن لا نشتري سمكا بالماء.
والله عزوجل لن يكلفنا فوق طاقتنا، قال تعالى في أواخر سورة البقرة: " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ "الآية286. وقوله تعالى: وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62 المؤمنون)
هذا والله أعلى وأعلم.
بطلان استدلال الشيعة بحديث: (يكون بعدي اثنا عشر خليفة)
الشيخ / عثمان الخميس
بطلان استدلال الشيعة بحديث: (يكون بعدي اثنا عشر خليفة...)
ومن الأدلة التي يستدلون بها: حديث اثني عشر، وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)، وفي روايات أخرى لهذا الحديث عند أهل السنة والجماعة في الصحيحين وغيرهما: (لا يزال أمر هذا الدين قائماً حتى يلي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش).
هذا الحديث يستدلون به على إمامة الاثني عشر عندهم، فهل الاثنا عشر في الحديث الشريف هم الاثنا العشر الذين يقول الشيعة: إنهم أئمتهم وأنهم هم المقصودون بهذا الحديث أو لا؟
هذه دعوى، لننظر هل هذه الدعوى صحيحة أو غير صحيحة؟
من هم أئمة الشيعة الاثني عشر؟
نعدهم: علي بن أبي طالب .. الحسن بن علي .. الحسين بن علي، ثم علي بن الحسين، محمد بن علي بن الحسين(الباقر)، جعفر بن محمد (الصادق)، موسى بن جعفر (الكاظم)، علي بن موسى (الرضا)، محمد بن علي (الجواد)، علي بن محمد (الهادي)، ثم الحسن بن محمد العسكري، ثم محمد بن الحسن (المهدي) وهو الثاني عشر.
يقولون: هؤلاء هم الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: (يكون بعدي اثنا عشر خليفة) قلنا: ننظر هل هذا الكلام صحيح أو غير صحيح؟
نقول أولاً: جاء في كتب القوم أن الأئمة ثلاثة عشر، قال في الكافي مثلاً: عن أبي جعفر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: (إني واثني عشر إماماً من ولدي وأنت يا علي زر الأرض) الاثنا عشر غير علي، يعني: هؤلاء ثلاثة عشر، وهذه في الكافي الجزء الأول صفحة (534)، وكذلك جاء عن جابر قال: [[دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم قائمهم]] (اثني عشر من ولدها)، يعني: غير علي، فهو ليس من ولد فاطمة، إذاً: كلمة(اثني عشر) هذه غير صحيحة، ولذا جاء في حديث جابر هذا أنه قال: [[ فعددت اثني عشر آخرهم قائمهم، ثلاثة منهم محمد، وثلاثة منهم علي]] من هو محمد؟ محمد الباقر، محمد بن علي الجواد، محمد بن الحسن المهدي، هؤلاء الثلاثة محمد، من هم الثلاثة علي؟ علي بن الحسين السجاد، علي بن موسى الرضا، علي بن محمد الهادي، وهذا في الكافي صفحة (532)؛ ولذا ذكرت بعض كتب الشيعة التي تتكلم عن الفرق أن هناك فرقة من فرق الشيعة تسمت بالثلاثة العشر، اعتقدت ثلاثة عشر إماماً من هذا الحديث الذي في الكافي، وكما قلت: الحديثان في الكافي يقولان: إن الأئمة ثلاثة عشر، وليسوا اثني عشر كما يقولون.
وهنا نقطة مهمة جداً في هذه المسألة، هم يقولون: نحن الاثنا عشر، وأئمتنا هم فلان وفلان.. الذين ذكرناهم الآن، طيب، النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا في زمنه، بينما نجد أن كبار رواة الشيعة الذين عاصروا الباقر وعاصروا الصادق -فالباقر قلنا: الخامس، والصادق: السادس، هذان كان لهما تلاميذ أتباع وهم رواة- ما كانوا يعرفون أن الأئمة اثنا عشر؛ ولذلك كان يقع الخلاف بينهم كثير؛ ولذلك زرارة لما حضره الموت قال لعمته: [[ليس لي إمام إلا كتاب، وأشار إلى القرآن]] وهذا في رجال الكشي صفحة (139).
ونجد أن أقطاب الشيعة الكبار: زرارة بن أعين، هشام بن سالم الجواليقي، محمد بن نعمان الأحول...، عمار الساباطي، هؤلاء يذهبون ويبايعون عبد الله بن جعفر، ولم يبايعوا موسى بن جعفر، بل بايعوا عبد الله بن جعفر الذي هو الأفطح؛ ولذلك ذكر النوبختي وغيره أن جل رواة الشيعة فطحية، أي: أن جل الروايات عندهم عن جعفر الصادق ومحمد الباقر، وجل أتباع محمد الباقر وجعفر الصادق اتبعوا بعد ذلك عبد الله بن جعفر وبايعوه الذي هو الأفطح؛ لذا قالوا: جل رواتنا فطحية.
وهذا هشام بن سالم يقول: (خرجنا من عبد الله بن جعفر ضلالاً لا ندري إلى أين نتوجه ولا من نقصد) وهذا في الكافي الجزء الأول صفحة (351).
متى نشأت الاثنا عشرية:
إذاً: قضية أن القضية محسومة أنهم اثنا عشر ومعلومون أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا لم يكن يعرفه الشيعة الكبار؛ ولذلك فرق الشيعة لم تقل بالاثني عشر، فمتى جاءت تسمية اثني عشر هذه؟ أي: فرقة الاثني عشرية متى جاءت؟
أيام جعفر الصادق لا يوجد شيء اسمه اثنا عشرية، قبلهم من باب أولى: أيام الباقر، الحسن، الحسين... إلى آخرهم لم يكن هناك شيء اسمه الفرقة الاثنا عشرية، ولكن كان هناك شيعة، أيام علي بن الحسين كان يوجد شيعة، أيام الباقر كان يوجد شيعة، أيام جعفر كان يوجد شيعة، أيام موسى الكاظم يوجد شيعة، وفي زمن علي الرضا كان يوجد شيعة فقط، ولم يكن يوجد شيعة اثنا عشرية أبداً بل شيعة فقط، وكان في زمن الهادي وزمن العسكري شيعة فقط، فمتى خرجت هذه الفرقة؟ لما مات الحسن العسكري ولم يكن له ولد صدموا، ماذا نصنع ما عنده ولد، ونحن قلنا: الإمامة مستمرة، ماذا نصنع؟ قالوا: ألفوا له ولداً، ألفوا له ولد، فما صدقهم أحد؛ ولذلك أخذت الميراث مع أخيها جعفر، أصلاً: لم يظهر له ولد وإنما هي دعوى باطلة؛ ولذلك هم يردون على الإسماعيلي أنه ليس لإسماعيل ولد، والإسماعيلي يقول: لا. ويردون على الفطحية والفطحية يردون.. وهكذا.
وهنا كذلك يقال لهم في دعوى أن له ولداً: من يقول: إن له ولداً؟ ولذلك نقول: متى جاءت الفرقة الاثنا عشرية؟ أيام علي بن أبي طالب ما في شيء اسمه فرقة اثنا عشرية، ولا أيام الحسن، ولا أيام الحسين رضي الله عنهم أجمعين، ولا كذلك أيام علي بن الحسين، ولا أيام الباقر، ولا جعفر الصادق رضي الله عنهم، بل ولا أيام موسى الكاظم، ولا أيام علي الرضا، ولا محمد الجواد رضي الله عنهم، ما في شيء اسمه فرقة اثنا عشرية، بعد الجواد علي الهادي الحسن العسكري ولا توجد كذلك فرقة اسمها اثنا عشرية، طيب لماذا لم يتبنَ هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم من بداية الأمر وتبني بعد ذلك؟ لأنه مات الحسن العسكري وليس له ولد، فادعوا له ولداً، فما صدقهم الناس؛ ولذلك أخذت أمه ميراثه مع أخيه، أي: ميراث الحسن العسكري. فأين الولد إذاً؟ قالوا: ولد غائب.
وطبيعي جداً أن يكون غائباً؛ لأنه لا يمكن أن يحضر؛ ولأنه ليس موجوداً أصلاً.
طيب! هذا الولد أليس له ولد؟ طبيعي أن يكون له ولد؛ لأنه أصلاً لم يخلق، فكيف يخلق له ولد؟
فكان لابد أن يقفوا عند الثاني عشر؛ ولذلك تسموا بالاثني عشرية، ثم بعد ذلك إما أن يكون سول لهم الشيطان –سواء شيطان الجن أو شيطان من شياطين الإنس- فوجد حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم يخبر فيه أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة، فقالوا: بس، اثنا عشر واثنا عشر، الرقم نفس الرقم، إذاً: النبي يخبر عن الاثني عشر.
هذا لا شك أنه لعب بكتاب الله جل وعلا، ولعب بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولعب على عقول الناس.
روايات باسم القائم:
ولذلك جاء في روايات كثيرة عند الشيعة أن القائم ليس هو محمد بن الحسن المهدي، فهذه رواية مثلاً تقول: (تابعنا قائمنا) وهذا في الكشي صفحة (373)، وقال جعفر عن المهدي: (سمي فالق البحر) وهذا في الغيبة صفحة (46)، وكذلك قال عنه: (اسمه على حديدة الحلاق) وهذا في الغيبة صفحة (47)، فلو نظرنا لوجدنا أن السابع هو موسى الكاظم، ولنعدهم من البداية معي: علي، الحسن، الحسين، علي بن الحسين، محمد بن علي، جعفر، موسى، وهذا هو السابع، وهو سمي فالق البحر على اسم نبي الله موسى، وهو أيضاً الذي اسمه على اسم حديدة الحلاق موسى، الموس.
إذاً: هذا كان عندهم القائم، القائم هو السابع، فمن أين جاء الثاني عشر؟
وكذلك الحديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يزال أمر هذا الدين قائماً ما ولي اثنا عشر خليفة) الثاني عشر يزعمون ويدعون أنه موجود حالياً من سنة 260هـ عندما مات الحسن العسكري، فهم يزعمون أنه ولد سنة 256، من سنة 260هـ إلى اليوم هو موجود، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يزال أمر هذا الدين قائماً- مانعاً.. قوياً .. عزيزاً- ما ولي اثنا عشر خليفة) هل ترون الآن منذ سقوط الخلافة إلى يومنا هذا أن الدين عزيز؟ انظروا إلى أحوال المسلمين اليوم، هل الدين عزيز؟ هل الدين منيع؟ هل الإسلام عالٍ في الأرض؟ أين يتحدث النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ نكذب النبي أو نكذب الذين يزعمون هذه الدعوى ويدعونها زوراً ويقولون: إنه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالاثني عشر في هذا الحديث؟
كذلك هم يقولون: إن أئمتهم كانوا يتقون، وكانوا خائفين مستترين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: دين منيع، دين قوي، أين الدين المنيع والقوي مع خوف واستتار؟ إذا كان القائم على الدين خائفاً مستتراً متقياً فكيف يكون الدين قائماً عزيزاً منيعاً؟!
ثم إن الحديث ليس فيه حصر، يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه في أثناء خلافة اثني عشر خليفة يكون الدين منيعاً، هل قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وسيحكم غيرهم، وسيتوقف الأمر عند هؤلاء، وستقوم القيامة على الثاني عشر من هؤلاء؟ لا يوجد شيء من هذا الحديث أبداً، الحديث يتكلم بخبر يخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بأمور مستقبلية والله قال سبحانه وتعالى: (( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ))[الجن:26-28] فيخبر الله جل وعلا نبيه ببعض غيبه فيخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببعض ما سيقع، وهذا من علامة صدق النبي صلوات الله وسلامه عليه.
كذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلهم من قريش) وهم يقولون: كلهم أولاد علي بن أبي طالب. نحن نعلم علم اليقين -ولا مرية عندنا في هذا- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وصدق، وأنه أوتي جوامع الكلم، فهل الذي أوتي جوامع الكلم يقول: كلهم من قريش وهم من أولاد علي أصلاً، وهو -كما نعلم علم اليقين كذلك أنه أنصح الناس للناس صلوات الله وسلامه عليه، فكيف يضيعنا؟ كيف يقول: من قريش، وهم من أولاد علي وأبنائه؟ كان الأولى أن يقول: علي وأبناء علي وانتهى الأمر، كان الأولى أن يذكر أسماءهم وينتهي الأمر، لكن أن يقول: كلهم من قريش. ويعمي المسألة على الناس، فهذا لا نؤمن به أبداً.
لو كان النبي يريد علياً وأولاده لقال: علي وأولاده، ولذلك لو جئت أنا وقلت مثلاً: سأعطي كل عربي مائة دينار، فجاءني العرب واجتمعوا على بابي، ماذا تريدون؟ قالوا: نريد مائة دينار، كل واحد منا يريد مائة دينار، قلت: لا، عفواً أنا سأعطي الليبيين فقط، قالوا: لماذا تعطي الليبيين فقط؟ قلت: لأنهم عرب، قالوا: ونحن عرب، قلت: إذاً: أنا ما أخطأت، قالوا: أنت لم تحسن الكلام، لو كنت تحسن الكلام لقلت: أعطي الليبيين، وهذا لا يحتاج إلى أن نأتي أصلاً، لو أنك قلت: سنعطي كل الليبيين فما كنا سنأتي، ولكن قلت: ستعطي كل عربي، فأنت لا تحسن الكلام، قلت لهم: طيب أنا آسف لكن لن أعطي إلا الليبيين اسمحوا لي بارك الله فيكم، فاجتمع عندي الليبيون فقالوا: خلا لنا الجو، فقلت: ماذا تريدون؟ قالوا: يريد كل واحد منا مائة دينار، قلت: لا، أنا سأعطي فقط أهل طرابلس أما غير أهل طرابلس فأعتذر لأني لن أعطيهم شيئاً، قالوا: لماذا؟ قلت: أنا أريد الآن أهل طرابلس فقط، قالوا: أنت قلت: كل ليبي، قلت: سأعطي الليبيين وهم الطرابلسيون، قالوا: لو أحسنت واخترت اختر ألفاظاً جيدة، فأنت في الأول أحرجتنا مع العرب، والآن أحرجتنا مع أنفسنا الآن وأخرجتنا من الحسبة وضيعت علينا وقتنا، فلو قلت: سأعطيها أهل طرابلس وانتهى الأمر، قلت: طيب آسف اسمحوا لي، وأعطيت أهل طرابلس.
فأنا هل ألام على اختيار هذه الكلمات أو لا ألام؟ أتريدون أن ننسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (كلهم من قريش) وهو يريد علياً وأبناءهم؟ أليس كان من الأفضل أن يقول: كلهم من بني هاشم؟ بل حتى هذه ما تصلح؛ لأن الهاشميين كثيرون، كان الأولى أن يقول عليه الصلاة والسلام: كلهم أولاد علي، بل ويحددهم بأسمائهم، يقول: الحسن والحسين؛ لأن علياً له تسعة عشر ولداً، رضي الله عنه ورحمه، وكذلك يقول: ذرية الحسين دون الحسن، فحدد هكذا حتى نقول: أوتي جوامع الكلم صلوات الله وسلامه عليه، ولكن ليس الأمر كذلك، الأمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (كلهم من قريش) ونحن نعتقد يقيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم، وأن الذين زعموا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يؤت جوامع الكلم نؤمن يقيناً كذلك أن قولهم مردود، فلا نقبل قولهم أبداً؛ لأنهم يريدون أن يطعنوا في نبينا، ونحن لا نقبل هذا في نبينا صلوات الله وسلامه عليه.
القضية أنهم استدلوا العدد على العدد فقط، اثنا عشر خليفة ونحن نقول باثني عشر، إذاً: هؤلاء هم هؤلاء وانتهى الأمر.
نقول: فاتكم أنه جاء في صحيح مسلم: (سيكون في أمتي اثنا عشر منافقاً) فإذا كانت القضية قضية أن العدد يوافق، فكيف توفقون بين هذه وهذه وتلك؟ اثنا عشر خليفة، واثنا عشر إمام، واثنا عشر منافق، هل كل اثنا عشر هي في أئمتكم أم لا؟ تدبروا هذا الأمر.
لو رجعنا إلى كتاب الله جل وعلا لما وجدنا أن الله نص على إمامة أحد منهم أبداً، فقد مرت بنا أدلتهم من القرآن، وبينا أنه لا يصح منها شيء، فأين كتاب الله تعالى من هذه الإمامة التي هي عندهم أهم من الصلاة والحج، وأهم من كل شيء، فالله تبارك وتعالى لم يذكرها، وكذلك ما نص على هؤلاء الأئمة الاثني عشر في كتابه العزيز، فلما لم ينص الله تبارك وتعالى مع أهمية هذا الأمر الذي هو عندهم أهم ركن من أركان الإسلام؟!
ذكر الله جل وعلا الرسل ورسالاتهم، ذكر تبارك وتعالى أحوالهم مع أممهم، ولم يذكر شيئاً أبداً عن هؤلاء الأئمة لا من قريب ولا من بعيد، أتقصير من الله أم دعواهم باطلة؟ اختر أي الأمرين شئت.
ولذلك زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه هذا هو أخو محمد الباقر عم جعفر الصادق بن علي زين العابدين، تنتسب إليه طائفة الزيدية، يقولون: [[إنه جلس مع مؤمن الطاق -ويسميه أهل السنة: شيطان الطاق- على كل حال جلس معه محمد بن النعمان، فقال له: يا أبا جعفر! -مؤمن الطاق- بعد أن دعاه لي وكان مستخفياً، اخرج معي، يقول لشيطان الطاق، اخرج معي ساعدني إلى ما خرجت إليه، فقال له شيطان الطاق أو مؤمن الطاق كما يحبون أن يسموه قال: إن كان أباك أو أخاك خرجت معه، أما أنت فلا، قال: يا أبا جعفر! كنت أجلس مع أبي على الخوان -الخوان: طاولة الطعام- فيلقمني اللقمة السمينة ويبردها لي شفقة علي، ولم يشفق علي من حر النار حيث أخبرك بالإمامة ولم يخبرني أنا؟!]] كيف يحدث هذا بأن يخبرك ولا يخبرني أن الإمام بعد علي هو محمد وبعد محمد جعفر؟! علي بن الحسين أبي ما أخبرني بهذا على شفقته علي وحبه لي، فانظروا ماذا يكون الجواب، قال: [[جعلت فداك، من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك، خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار، وأخبرني أنا فإن قبلت نجوت، وإن لم أقبل لم يبالِ بي أن أدخل النار]] أهذا منطق؟! أهذا عقل؟! لا يخبر ولده بالإمامة التي هي أهم ركن من أركان الدين ويخبر الأجنبي البعيد؟ ولذلك صدق أهل السنة عندما سموه شيطان الطاق، فالذي يتكلم هكذا مع واحد من أئمة أهل البيت إنما هو زيد بن علي بن الحسين.
كذلك هنا قضية مهمة، هناك شخص اسمه محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهذا يقال له: النفس الزكية، في سنة130هـ خرج هذا الرجل وقال بأنه المهدي، وتبعه أقوام كثير ومنهم من هو من أهل البيت، فهذا محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب جد أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب، وليست القضية في خروجه، وإنما القضية في أن جعفر الصادق الذي هو في منزلته أمر ولديه موسى الكاظم وعبد الله الأسطح أن يخرجا معه تابعين له، فانضما إلى ثورته، وهذا في مقاتل الطالبيين صفحة (244)، مع أنهم يقولون: (كل بيعة قبل ظهور القائم كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايعُ والمبايع له). وهذا في بحار الأنوار الجزء (53) صفحة (8).
من أقوال الشيعية التي تنكر ولا تؤمن بالمهدي:
أحاديث المهدي لو نظرنا إليها في كتب الشيعة لوجدناها لا تحصى من كثرتها، لا أقول مئات بل تتجاوز المئات، ومع هذا نجد أن جل فرق الشيعة لا تؤمن بالمهدي وخاصة القديمة: فالفطحية لا تؤمن بالمهدي، والماووسية لا تؤمن بالمهدي، وكذلك البكرية لا تؤمن بالمهدي، والصالحية لا تؤمن بالمهدي، والكيسانية لا تؤمن بالمهدي، والإسماعيلية لا تؤمن بالمهدي، والجعفرية القديمة لا تؤمن بالمهدي، والموسوية القديمة لا تؤمن بالمهدي، فلماذا كلهم غافلون عن هذه الأحاديث الكثيرة؟ بل رواة أحاديث الشيعة الكبار وهذه أسماؤهم: عمار الساباطي، عبد الله بن يعفور، أبان بن تغلب، هشام بن الحكم، جميل بن البراد، هشام بن سالم، محمد بن النعمان، وأضف إليهم زرارة، واسأل بعد ذلك عن منزلتهم أو اقرأ عن هؤلاء ماذا يكونون في رواة الشيعة، كل هؤلاء يضيعون بعد جعفر الصادق ولا يدرون إلى أين يتوجهون؛ لأن هذه الروايات لم تكن توجد في زمانهم، بل هي روايات متأخرة وضعت وكذبت بعد ذلك.
وهذا البياضي عالمهم مثلاً يقول: (إن علياً لم يذكر النص للصحابة على نفسه لسببين: لو ذكره ثم أنكروه لكفروا وهو لم يرد ذلك، وأنهم قصدوا في الشورى تقديم الأفضل فشارك ليعترف بأنه الأفضل فقط) هذا في أن علياً أخفى النص ولم يذكره فكيف يكون ظهر النص لأحد عشر من ولده؟
وإذا كانت الإمامة نصاً في الاثني عشر هؤلاء فلماذا تنازل الحسن لمعاوية؟ اسألوا علماءكم، والله أنا نريد لكم الخير، اسألوهم: لماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص عليه من عند الله تعالى؟ يقولون: لأن الإمامة ليست في الحكم، والحكم ليس شرطاً، للإمامة ممكن أن يكون إماماً ولكن ليس بحاكم، طيب لماذا الحسين خرج على يزيد؟ الحسين إمام وليس بحاكم فلماذا خرج على يزيد؟ إذا كانت قضية الإمامة لا شأن لها بالحكم، أو لا يلزم من الإمامة الحكم، طيب الحسين كذلك كان سيظل إماماً من دون أن يخرج على يزيد، لماذا خرج على يزيد؟ اسألوهم.
واسألوهم سؤالاً آخر: لماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية؟ ما خرج على معاوية وإنما خرج على يزيد مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن إحدى عشرة سنة، سنة 49هـ توفي الحسن رضي الله عنه، وانتهت خلافة معاوية سنة ستين رضي الله عنه، من سنة تسعة وأربعين إلى سنة ستين لم يحرك الحسن ساكناً ضد معاوية، وإنما خرج على يزيد، فكروا لماذا؟ إما أن تقولوا: إن معاوية كان رجلاً صالحاً –وهذه جيدة نقبلها منكم- ويزيد ليس بصالح. فهناك كثير من أهل السنة يقولون: يزيد ليس بصالح، أنا أقول: يزيد ليس بصالح، لكن لا نسبه، ولا نتقرب إلى الله بسبه، نقول: ليس صالحاً، وهناك كثير أولى منه وأصلح منه بالخلافة، لكن لِمَ لم يخرج الحسين على معاوية؟ ولماذا تنازل الحسن لمعاوية والإمامة نص في اثني عشر؟ إما أن نقول: إن فعلهم خطأ، وإما أن نقول: لا يوجد نص وهذا هو الصحيح، إنه لا يوجد نص على اثني عشر.
إذاً: كان الأمر شورى كما قال علي رضي الله عنه: [[إنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإذا اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله...]] وذلك في نهج البلاغة صفحة (360)، وقال: [[بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد]] وهذا في نهج البلاغة صفحة (366)، وقال كذلك لمن جاءه يطلب منه أن يكون خليفة قال: [[دعوني والتمسوا غيري، فإنا مستقيلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول، وإن تركتموني فإني كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خير مني لكم أميراً]] هل يغش الناس بهذا الكلام؟ لا والله ما يغش الناس رضي الله عنه وأرضاه، قاله في نهج البلاغة صفحة (336).
بطلان استدلال الشيعة بحديث الغدير على إمامة علي رضي الله عنه:
ومن الأدلة التي استدلوا بها كذلك: ما يسمى بحديث الغدير، أي: غدير خم. أين هذا الغدير؟ غدير من الجحفة التي بين مكة والمدينة، وكان هذا في حجة الوداع بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من الحج، وقبل وفاته بثلاثة أشهر فقط.
هذه الحادثة أخرجها الإمام مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم، قال: (قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينا خطيباً بماء يدعى خما، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد: ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، قال: فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: أذكركم الله في أهل بيتي..أذكركم الله في أهل بيتي..أذكركم الله في أهل بيتي) قال الحصين الراوي عن زيد: [[ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نعم، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم]].
هذا أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وجاءت زيادات في هذا الحديث عند أحمد، والنسائي في الخصائص، وعند الترمذي أيضاً، وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ذلك المكان: (من كنت مولاه فعلي مولاه) وجاءت كذلك زيادات أخرى منها: (اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار).
يمكننا أن نقسم هذا الحديث إلى أربعة أقسام: القسم الأول: ما جاء في صحيح مسلم وهو ليس فيه: (من كنت مولاه فعلي مولاه).
القسم الثاني: الزيادة خارج مسلم، وهي كما قلنا عند الترمذي وأحمد والنسائي في الخصائص وغيرهم وهي زيادة: (من كنت مولاه فعلي مولاه) ثم زيادة أخرى عند الترمذي وأحمد وهي: (اللهم وال من والاه، وعادِ من عاداه) وهذا هو القسم الثالث.
القسم الرابع: وهي زيادة عند الطبراني وغيره: (اللهم انصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار).
أما القسم الأول: فهو في صحيح مسلم وهم يسلمون بكل ما في صحيح مسلم.
القسم الثاني: (من كنت مولاه فعلي مولاه) فهذا حديث صحيح عند الترمذي وأحمد، ولا يلزم أن تكون الأحاديث الصحيحة فقط هي التي عند مسلم والبخاري، بل هذا حديث صحيح جاء عند الترمذي وأحمد وغيرهما.
أما زيادة: (اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه) هذه اختلف فيها أهل العلم، فمن العلماء من صححها، ومنهم من ضعفها، حتى أن الزيادة الأولى هناك من ضعفها من أهل العلم، وهي قوله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) وهناك من ضعفها كإسحاق الحربي وابن تيمية وغيرهما وابن حزم وغيرهم.
وأما الزيادة الثانية وهي: (اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه) فهذه قد اختلف أهل العلم كما قلت فهناك من صححها وهناك من ضعفها.
أما الزيادة الأخيرة: (انصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار) فهذه كذب محض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا الحديث يستدلون بها على خلافة علي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة بدلالة: (من كنت مولاه فعلي مولاه) قالوا: المولى هو الحاكم والخليفة، إذاً: علي هو الخليفة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة.
أولاً: نريد أن نعرف لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام لعلي: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، وهل أوقف النبي صلى الله عليه وسلم الناس ليقول لهم هذا الكلام أم أوقفهم لأمر آخر؟
لابد أن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان راجعاً في سفره من مكة إلى المدينة بعد أن أنهى حجه صلوات الله وسلامه عليه، ورحلة السفر كما هو معلوم تستغرق ما بين خمسة إلى سبعة أيام، وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر أن يمشي في الليل ويرتاح في النهار، فهذه كانت مرحلة من مراحل السفر التي كان يتوقف فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
إذاً: لم يتوقف ليقول هذا الكلام، وإنما توقف لأن هذا من عادته، وهذا طبيعي، فمن المستحيل أن يسيروا من خمسة إلى سبعة أيام متصلة مع النساء والرجال وهم قادمون من حج وما وراءهم شيء أصلاً دون أن يستريحوا، فطبيعي أن يرتاح النبي صلى الله عليه وسلم في مراحل السفر، فكان يرتاح في النهار ويسير في الليل كما قلنا.
القضية الثانية: لمَ قال هذا الكلام؟ هم يقولون: قاله يريد الخلافة؛ لأن علي هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نحن نقول: لا، ليس كذلك وذلك لأمور، وما قلنا هذا رداً لخلافة علي رضي الله عنه، فنحن نتقرب إلى الله بحب علي رضي الله عنه، ولكن نرد هذا لأن هذا ليس بحق؛ لماذا ليس بحق؟
نقول أولاً: لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد خلافة علي فليقل هذا في يوم عرفة، فالحجاج كلهم مجتمعون، حتى إذا غدر أهل المدينة شهد له باقي المسلمين، يقولون: النبي كان خائفاً أن يبلغ هذه الخلافة، يخاف أن يرد قوله، يخاف من أهل المدينة، عجباً لكم! يخاف من أهل المدينة، ثم يترك الناس كلهم ويخاطب أهل المدينة فقط! ما هذا التناقض؟! لا يقبل مثل هذا الكلام، ثم لماذا يخاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وممن يخاف؟ يخاف من الصحابة الذين تركوا أموالهم وبلادهم وديارهم وهاجروا في سبيل الله الذين.. يخاف من الذين قاتلوا في سبيل الله.. من الذين شاركوا في بدر، وأحد، الخندق، والحديبية، وخيبر، وحنين، وفتح مكة، وتبوك، أهؤلاء هم الذين يخاف منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ يخاف منهم وقد بذلوا المهج، وبذلوا الأموال في سبيل الله، أيخاف منهم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يقبلوا خلافة علي رضي الله عنه؟!
لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام لأهل المدينة خاصة ومن جاورها ولم يقل هذا الكلام لأهل الحج كلهم وخاصة إذا علمنا أن غدير خم يبعد عن مكة قريباً من مائتين وخمسين كيلو متر، ولذلك بعضهم يقول في حق هذا المكان: قال النبي في مجتمع الحديث. أين مجتمع الحجيج؟ مجتمع الحجيج مكة، مجتمع الحجيج عرفة، وليس في غدير خم الذي يبعد عن مكة خمسين ومائتي كيلو متر وهو أقرب إلى المدينة منه إلى مكة، وبين مكة والمدينة أربعمائة كيلو.
لم خص أهل المدينة؟ قال أهل العلم: لسببين:
السبب الأول: النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يخرج إلى الحج كان في المدينة وكان قد أرسل خالد بن الوليد إلى اليمن للقتال، وقد انتصر خالد بن الوليد في جهاده، وأرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أنا انتصرنا وعندنا غنائم، فأرسل إلينا من يخمس هذه الغنائم، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن ليخمس الغنائم، ثم أمره أن يدركه في مكة في الحج، إذاً: النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وعلي في المدينة، ثم أمر علياً أن يخرج إلى اليمن والموعد مكة، فيلتقيان في مكة، وقد أرسل النبي علي بن أبي طالب إلى اليمن، وجاء إلى اليمن وقسمت الغنائم كما هو معلوم إلى خمسة أقسام، أربعة أخماس للجنود الذين قاتلوا وفتحوا وجاهدوا، وخمس واحد يقسم إلى خمسة أخماس: خمس لله ولرسوله، وخمس لذوي القربى، وخمس لليتامى، وخمس للمساكين، وخمس لابن السبيل، قسمت الغنائم.
علي الآن سيذهب إلى مكة ليلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم هناك في حجة الوداع، فالذي وقع أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخذ الخمس الذي لذوي القربى -وهو سيد ذوي قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم- والخمس عبارة عن أموال وبهائم كالخيل والبغال، والإبل والبقر، والغنم، وسبي من نساء وأطفال ورجال، فماذا صنع علي رضي الله عنه؟ أخذ امرأة من السبي فدخل عليها-أي: جامعها-فغضب بعض الصحابة، فبريدة يقول: كيف يفعل علي ذلك، يخرج امرأة من السبي ومن نصيب ذوي القربى الذي يوزعه في المدينة وليس هنا؟ غضب بريدة عندما رآه خرج بعد أن دخل بهذه الجارية وقد اغتسل، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، فقال: يا رسول الله! حصل كيت وكيت، وذكر له ما حصل من علي، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بشيء، فرجع بريدة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: حصل كذا وكذا من علي. أيضاً لم يرد عليه الصلاة والسلام، ثم رجع مرة ثالثة وقال: يا رسول الله! علي فعل كذا وكذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا بريدة! أتبغض علياً؟ قال: نعم يا رسول الله، فقال له: لا تفعل فإن له من الخمس أكثر من ذلك) يقول بريدة: فأحببته بعد ذلك. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لا تفعل ذلك، فهم يطيعون النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك أحبه فدافع النبي عن علي صلوات الله وسلامه عليه.
إذاً: هذه المشكلة الآن داخلية بين بريدة وعلي، وبريدة وقد يكون شارك بريدة كخالد بن الوليد وغيره في هذه العملية، هذا أمر.
الأمر الثاني: لما خرج علي من اليمن إلى مكة والنبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو في الطريق، علي رضي الله عنه أخذ نوقاً للنبي صلى الله عليه وسلم يعني: ساق الهدي معه، فلما كان في الطريق أمر أصحابه أن يتقدموا عليه، ونهاهم أن يركبوا على الإبل، و ألا يلبسوا بعض الثياب التي من الغنائم وسبقوه، فلما أدركهم علي وجد أن الإبل ركبت أو أن الملابس لبست، فغضب ونهرهم رضي الله عنه، ولسان حاله: كيف لا تطيعون أمري؟ أنا أمرتكم ألا تركبوا وألا تلبسوا، كيف تفعلون كذا، فتضايقوا من هذه المعاملة ومنهم أبو سعيد الخدري، يقول: فلما لقينا النبي صلى الله عليه وسلم في مكة اشتكيناه علياً، أي: أن علياً فعل كذا وكذا وكان قاسياً معنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأني علمت أن علياً قد أحسن، فلا تغضبوا علياً).
أيضاً هذه مشكلة داخلية من علي رضي الله عنه عندها لما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من الحج ورجع إلى المدينة وصار قريباً من المدينة وأثناء راحتهم وقف هناك في يوم من الأيام وقال كلمته تلك: (من كنت مولاه فعلي مولاه) أي: يا من تكلمتم في علي احذروا، ترى فعلي مني وأنا منه.. يحبني من يحب علياً.. ويودني من يود علياً.. من كنت مولاه فعلي مولاه، هم يقولون: مولى الحكم، ونحن نقول: مولى الحب، بدليل ماذا؟ بدليل قوله بعد ذلك: (اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه) .. (من كنت وليه فعلي مولاه) المعنى واحد، فهذه هي قصة غدير خم.
المولى كما يقول ابن الأثير: تقع -أي: المولى- على الرب، والمالك، والمنعم، والناصر، والمحب، والصديق، وابن العم، والصهر، قلنا: هذه كلها تطلق على كلمة مولى، قالوا: لا، نحن نريد الخليفة هنا.
لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يريد الخليفة لأتى بكلمة صريحة واضحة تحتمل أكثر من عشر معانٍ، يأتي بكلمة واضحة بينة سهلة يعرفها كل أحد، علي هو الخليفة من بعدي وانتهى الأمر، لكن لم يأتِ النبي صلى الله عليه وسلم بتلك الكلمة التي تنهي كل خلاف.
وأما كلمة مولى إنها الحاكم ليس صحيحاً بدليل قوله قال تعالى: (( فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ))[الحديد:15] سماها مولى وذلك لشدة الملاصقة، ولشدة اللحمة والقرب، ثم إن الموالاة نص ثابت لعلي رضي الله عنه في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعد النبي صلوات الله وسلامه عليه، فهو في زمن النبي مولى، وبعد وفاة النبي مولى، والآن مولانا رضي الله عنه وأرضاه، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ))[المائدة:55] فكل المؤمنين بعضهم أولياء بعض كما قال الله تبارك وتعالى.
إذاً: هذا حديث الموالاة الذي يستدلون به على إمامة علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم لا نرى فيه دلالة أبداً؛ ولذلك قال عالمهم النور الطبرسي: (لم يصرح النبي صلى الله عليه وسلم لعلي للخلافة بعده بلا فصل في يوم غدير خم، وأشار إليها بكلام مجمل مشترك بين معانٍ يحتاج إلى تعيين ما هو المقصود منها إلى قرائن) وهذا قاله في فصل الخطاب صفحة (205-206).
فإذا كان الأمر كذلك فكيف يقال بعد ذلك: إن هذا الحديث نص على خلافة علي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟!
الطعن في حديث: الأئمة من قريش(*)
مضمون الشبهة:
يطعن بعض المغرضين في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام على باب بيت ونحن فيه، فقال: الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقا؛ ولكم عليهم حقا مثل ذلك، ما إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا وفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قائلين: إن في السند سهل أبا الأسد، وهو ضعيف عند العلماء، وليس بثقة، بالإضافة إلى أحاديث أخرى صحيحة وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا فيها بالسمع والطاعة للإمام ولو كان عبدا حبشيا مما يناقض الحديث، كما أن أحاديث قصر الإمامة على القرشيين فيها نوع من التعصب الذي يأباه الإسلام وينهى عنه، متسائلين: كيف لا يربط الإسلام الإمامة بالجدارة والأهلية دون النسب والعرق؟! رامين من وراء ذلك إلى الطعن في الأحاديث الصحيحة والتشكيك في السنة النبوية.
وجوه إبطال الشبهة:
1) إن حديث: الأئمة من قريش، حديث صحيح بمجموع طرقه، بلغ حد التواتر، ورواية (سهل أبي الأسد) عن أنس -رضي الله عنه- صحيحة، أخرجها أحمد في "المسند"، ولم يقدح أحد من العلماء في روايته، بل قبل العلماء حديثه ووثقوه، ومن هؤلاء ابن معين وأبو زرعة وابن حجر العسقلاني.
2) اتفق أهل العلم على وجوب تقديم القرشي في الإمامة على غيره، و يفهم من ذلك عدم جواز إمامة العبد؛ لأن الحبشة لا تولى الخلافة، وما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأمر بالسمع والطاعة ولو لعبد حبشي، فالمقصود به إذا استعمل الإمام الأعظم عبدا على إمارة، فتجب طاعته، وهذا من باب ضرب المثل للمبالغة في الطاعة، وإن كان لا يتصور شرعا أن يلي العبد ذلك، فإن تغلب العبد بشوكته، فيحكم البلاد حرا لا مختارا فهنا تجب الطاعة له؛ إخمادا للفتنة.
3) ليس في حديث الأئمة من قريش أي نوع من أنواع التعصب وإلغاء المساواة بين الناس، بل هو لحكمة أرادها الشارع؛ ذلك أن قريشا كانت لها السيادة على العرب، ولن تقبل الأمر في غيرهم، وأيضا لقداسة الحرم والعصبية الدينية لديهم، كما أن اشتراط القرشية في الإمامة ليس على إطلاقه، بل هو مشروط بإقامتهم للدين، وإلا فيقدم صاحب الدين ولو كان غير قرشي.
التفصيل:
أولا. حديث الأئمة من قريش صحيح متواتر:
إن حديث الأئمة من قريش حديث صحيح، فقد رواه الإمام أحمد وغيره من أئمة الحديث عن جماعة من الصحابة منهم: أنس بن مالك، وعلي بن أبي طالب، وأبو برزة الأسلمي، وهو حديث صحيح الإسناد بطرقه وشواهده، ولم يطعن فيه أحد من علماء الحديث المعتبرين بشبهة.
لقد جاء هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- متواترا من أكثر من طريق، ولاشك أن كثرة الطرق تشهد للحديث بصحته، ولعل من الجدير بالذكر أن نشير إلى ما قام به العلامة الشيخ الألباني - رحمه الله - حينما جمع طرق الحديث في كتابه "إرواء الغليل" حيث قال: حديث الأئمة من قريش صحيح، ورد من حديث جماعة من الصحابة منهم: أنس بن مالك، وعلى بن أبي طالب، وأبو برزة الأسلمي.
1. أما حديث أنس فله عنه طرق:
الأولى: قال الطيالسي في مسنده (2133): حدثنا ابن سعد عن أبيه عنه مرفوعا. وأخرجه ابن عساكر (7/ 48/ 2) من طريق أبي يعلى، حدثنا الحسن بن إسماعيل أبو سعيد بالبصرة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه به. وهكذا أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 171) من طريق الطيالسي عن إبراهيم بن سعد به. وقال: هذا حديث مشهور ثابت من حديث أنس. قلت: وإسناده صحيح على شرط الستة، فإن إبراهيم بن سعد وأباه ثقتان من رجالهم.
الثانية: عن بكير بن وهب الجزري قال: قال لي أنس بن مالك: أحدثك حديثا ما أحدثه كل أحد، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام على باب البيت ونحن فيه فقال: فذكره. أخرجه أحمد (3/ 129)، والدولابي في "الكنى" (1/ 106)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1020 - بتحقيقي)، وأبو نعيم (8/ 122 - 123)، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (ق 3/ 2)، والبيهقي (3/ 121) وقال: مشهور من حديث أنس رواه عنه بكير. قلت: وليس بالقوي كما قال الأزدي، وذكره ابن حبان في "الثقات" فمثله يستشهد به. والحديث عزاه في "المجمع" (5/ 192) للطبراني أيضا في الأوسط وأبي يعلى والبزار وقال: رجاله ثقات.
الثالثة: عن محمد بن سوقة عن أنس به. أخرجه أبو نعيم (5/ 8) من طريق أبي القاسم حماد بن أحمد بن حماد بن أبي رجاء المروزي قال: وجدت في كتاب جدي حماد بن أبي رجاء السلمي بخطه عن أبي حمزة السكري عن محمد بن سوقة به. وقال: غريب من حديث محمد تفرد به حماد موجود في كتاب جده. قلت: والحمادان لم أجد من تراجم لهما.
الرابعة: عن عمر بن عبد الله بن يعلى عنه مرفوعا. أخرجه ابن الديباجي في "الفوائد المنتقاة" (2/ 79/ 2) عن مروان بن معاوية عنه. قلت: وعمر هذا ضعيف.
الخامسة: عن علي بن الحكم البناني عنه مرفوعا بلفظ: الأمراء من قريش... الحديث. أخرجه الحاكم (4/ 501) من طريق الصعق بن حزن حدثنا علي بن الحكم به وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وإنما هو على شرط مسلم وحده؛ فإن الصعق هذا إنما أخرج له البخاري خارج الصحيح. والحديث عزاه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 91) للذهبي والحاكم بإسناد صحيح. فلعله يعني السنن الكبرى للنسائي.
السادسة: عن قتادة عنه بلفظ: إن الملك في قريش... الحديث. رواه الطبراني كما في "الفتح" (13/ 101).
2. وأما حديث علي بن أبي طالب فهو من طريق فيض بن الفضل البجلي حدثنا مسعر بن كدام عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عنه بلفظ: "الأئمة من قريش..." الحديث. أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (ص 85)، وعنه أبو نعيم (7/ 242)، وأبو القاسم المهراني في "الفوائد المنتخبة" (4/ 40/ 1، 2)، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (ق 4/ 2)، والحاكم (4/ 75، 76)، والخطابي في "غريب الحديث" (ق 71/ 1) من طرق عن الفيض به. وقال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا فيض. قلت: وهو مجهول الحال؛ فقد ذكره ابن أبي حاتم (2/ 3/ 88)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا غير أنه قال: كتب أبي عنه وروى عنه. قلت: وهو من رواة هذا الحديث عنه؛ خلافا لما قد يشعر به صنيع الهيثمي (5/ 192). حيث أعل الحديث بحفص بن عمر بن الصباح الراقي مع أنه تابعه أبو حاتم وغيره عند الداني والحاكم. وبقية رجال الإسناد ثقات فهو حسن في الشواهد. وقد سكت عنه الحاكم وكذا الذهبي على ما في النسخة المطبوعة من كتابيهما، وأما المناوي فقال في فيض القدير: أخرجه الحاكم في "المناقب" - يعني: المكان الذي أشرنا إليه بالرقم - وقال: صحيح. وتعقبه الذهبي فقال: حديث منكر. وقال ابن حجر رحمه الله: حديث حسن لكن اختلف في رفعه ووقفه، ورجح الدارقطني وقفه. قال: وقد جمعت طرق خبر "الأئمة من قريش" في جزء ضخم عن نحو أربعين صحابيا. قلت: وذكر العلامة القاري في شرحه لـ "شرح النخبة" أن الحافظ قال في هذا الحديث: إنه متواتر. ولا يشك في ذلك من وقف على بعض الطرق التي جمعها الحافظ رحمه الله كالتي نسوقها هنا.
3. وأما حديث أبي برزة الأسلمي، فهو من طريق سكين بن عبد العزيز عن سيار بن أبي سلمة أبي المنهال الرياحي عنه.
أخرجه الطيالسي (926)، وأحمد (4/ 421، 424)، وكذا يعقوب بن سفيان وأبو يعلى والطبراني والبزار كما في الفتح (13/ 101)، والمجمع (5/ 163)، وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح خلا سكين هو ثقة. قلت: وثقه جماعة، وضعفه أبو داود، وقال النسائي ليس بالقوي. فالسند حسن، والحديث صحيح.
وفي الباب عن جماعة آخرين من الصحابة بمعناه في الصحيحين وغيرهما، فمن شاء فليراجع "مجمع الزوائد"، و "فتح الباري" ثم "السنة" لابن أبي عاصم، رقم (1009: 1029) بتحقيقي.
وهذا الحديث بمجموع طرقه - كما رأينا - نص في الإمامة الكبرى دون غيرها من إقامة الصلاة، فإن في حديث أنس وغيره: ما عملوا فيكم بثلاث: ما رحموا إذا استرحموا، وأقسطوا إذا قسطوا، وعدلوا إذا حكموا[1].
وما دعانا إلى إيراد تخريج الألباني هذا إلا دقته وشموله في جمع طرق الحديث، مما يقطع الطريق على كل منقول.
وقد علق ابن حزم الظاهري على هذه الرواية: الأئمة من قريش، بقوله: وهذه رواية جاءت مجيء التواتر، رواها أنس بن مالك وعبد الله بن عمر بن الخطاب ومعاوية، وروى جابر بن عبد الله وجابر بن سمرة وعبادة بن الصامت معناها [2].
هذا بالنسبة لطرق الحديث وتواتره، فإن قيل: إن في بعض طرق الحديث من يتهم في روايته؛ وذلك كما في رواية أنس أنه جاء فيها (سهل أبي الأسد) وهو ضعيف، وعليه فلا يقبل الحديث، بل يرد ولا يعمل به.
نقول: هذا كلام ليس له أساس من الصحة، فإن سهلا ثقة، قبل العلماء روايته، ولم يتهموه بكذب أو تدليس.
قال المزي: روى عنه سليمان الأعمش وشعبة بن الحجاج إلا أن الأعمش يقول: سهل أبو الأسد، وتابعه مسعر بن كدام. قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة.
وقال أبو زرعة: صدوق [3].
وقال الذهبي: علي أبو الأسد - يعني سهلا - عن بكير بن وهب، وعنه الأعمش وشعبة (وثق) [4].
وقال الرازي في الجرح والتعديل: "سهل أبو الأسد حنفي، كوفي روى عن أبي صالح الحنفي وبكير بن وهب الجزري عن أنس، روى عنه الأعمش سمعت أبي يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن قال: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: سهل أبو الأسد ثقة[5].
من خلال هذا العرض تتضح صحة رواية هذا الرجل، فقد وثقه العلماء المعتبرون؛ وعليه فالحديث صحيح سندا، ولا إشكال فيه.
ثانيا. اتفق أهل العلم على وجوب تقديم القرشي في الإمامة، وطاعته فيمن ولاه ولو كان عبدا حبشيا:
لم يختلف أهل العلم في وجوب تقديم القرشي في الإمامة العظمى، وذلك بالشرط المذكور في الحديث، وهو إقامة الدين، جاء هذا فيما رواه الإمام البخاري بسنده عن محمد بن جبير بن مطعم أنه كان يحدث أنهبلغ معاوية - وهم عنده في وفد من قريش - أن عبد الله بن عمرو يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين[6].
وكذلك حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان[7].
قال الخطابي: "وقد ذهب بعض المتكلمين إلى أن الخلافة قد يجوز أن تكون في سائر قبائل العرب وفي أفناء العجم، وهذا خلاف السنة وقول الجماعة" [8].
وقد نقل ابن بطال عن المهلب قال: قوله: اسمعوا وأطيعوا لا يوجب أن يكون المستعمل للعبد إلا إمام قرشي، لما تقدم أن الإمامة لا تكون إلا في قريش، وإنما أجمعت الأمة على أنه لا يجوز أن تكون الإمامة في العبيد" [9].
قال النووي: "هذه الأحاديث وأشباهها دليل ظاهر أن الخلافة مختصة بقريش، لا يجوز عقدها لأحد من غيرهم، وعلى هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابة، فكذلك بعدهم ومن خالف فيه من أهل البدع أو عرض بخلاف من غيرهم، فهو محجوج بإجماع الصحابة والتابعين، فمن بعدهم بالأحاديث الصحيحة. قال القاضي: اشتراط كونه قرشيا هو مذهب العلماء كافة [10].
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:الناس تبع لقريش في هذا الشأن: مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم [11].
وقد جاء في مسند الإمام أحمد ما يؤكد هذا المعنى حين اجتمع الأنصار لاختيار خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال أبو بكر رضي الله عنه: ... ولقد علمت يا سعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وأنت قاعد: قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم قال: فقال له سعد: صدقت، نحن الوزراء، وأنتم الأمراء[12].
وما رواه أيضا في مسنده عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام على باب البيت ونحن فيه فقال: ... الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين[13].
كل هذه الأحاديث السابقة وغيرها تؤكد ما قلناه من وجوب اشتراط القرشي في الإمامة العظمى، وكذلك تؤكد عدم جواز العبد، ولم يخالف في هذا الأمر إلا طائفة من المبتدعة، ومن سار على نهجهم.
أما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة[14][15].
فقد قال الخطابي: "هذا في الأمراء والعمال دون الخلفاء والأئمة، فإن الحبشة لا تولى الخلافة.
والظاهر من الحديث وجوب السمع والطاعة للعبد الذي يتولى الإمارة من قبل الإمام الأعظم، وليس المقصود به الخليفة العام للمسلمين، ولا أدل على ذلك من بناء الفعل (استعمل) للمجهول.
قال الله سبحانه وتعالى: )أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم( (النساء: ٥٩)، فطاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من طاعة الله، وطاعة ولي الأمر (العام) من طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وعلاوة على ما ذكره النقل من طاعة العبد المولى، فإن العقل الصحيح يقر طاعته.
فمثلا إذا استعمل الإمام الأعظم العبد على إمارة بلد مثلا، وجبت طاعته، وهذا واضح في الحديث؛ فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل حبشي، كأن رأسه زبيبة[16].
وفي رواية أخرى لأبي ذر في صحيح مسلم قال: إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا مجدع الأطراف[17][18].
وعن يحيى بن حصين، عن جدته أم الحصين. قال: سمعتها تقول: حججت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع. قالت. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولا كثيرا، ثم سمعته يقول: إن أمر عليكم عبد مجدع - حسبتها قالت: أسود - يقودكم بكتاب الله، فاسمعوا له وأطيعوا[19].
قال ابن حجر: قيل: "إن المراد أن الإمام الأعظم إذا استعمل العبد الحبشي على إمارة بلد مثلا وجبت طاعته، وليس فيه أن العبد الحبشي يكون هو الإمام الأعظم"[20].
وإذا قررنا أن الإجماع منعقد على ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة من وجوب تقديم القرشي في الإمامة العظمى بشرط الإيمان وإقامة الدين والعدل، وكذلك منعقد على عدم جواز تولية العبد الإمامة العظمى؛ لأن من شرطها الحرية، فنقول: إن هذا العبد - الذي أطلق عليه كلمة العبد من باب الوصف - يجب طاعته إذا ولي من قبل الإمام الأعظم؛ لأن ولايته صحيحة، وفي معصيته فتنة كبيرة.
وبالجمع بين ألفاظ الحديث النبوي في رواية "وإن استعمل عليكم" ورواية إن أمر عليكم عبد يتضح أن العبد مستعمل ومؤمر من قبل الإمام الأعظم، وليس هو الإمام الأعظم[21]، وذلك من باب ضرب المثل بالمبالغة في السمع والطاعة، ونظيره ما قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن عباس: من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة[22] لبيضها بنى الله له بيتا في الجنة[23].
إن قدر مفحص القطاة لا يصلح لمسجد وإنما ذكره الرسول -صلى الله عليه وسلم- للترغيب في بناء المساجد والمشاركة فيها ولو بشيء قليل، فهكذا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسمع والطاعة للعبد الحبشي؛ لأن هذا مما لا يقدح في الوجود ولا يتصور شرعا أن يلي العبد ذلك، ولكن ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- من باب ضرب المثل للمبالغة في أمر طاعة العبد ووجوبها إذا كان مولى من قبل الإمام الأعظم.
قال الخطابي: "قد يضرب المثل بما لا يقع في الوجود؛ يعني: وهذا من ذاك، أطلق العبد الحبشي مبالغة في الأمر بالطاعة، وإن كان لا يتصور شرعا أن يلي ذلك"[24].
وقال الشنقيطي: "ويشبه هذا الوجه قوله سبحانه وتعالى: )قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين (81)( (الزخرف)، على أحد التفسيرات[25]، فإنه مما لا شك فيه عدم اتخاذ الولد، وهذا مما لا يحدث في الوجود ولا يقدر، فيضرب المثل هنا للمبالغة في عدم اتخاذ الله للولد.
إن المتتبع للأحاديث السابقة وأقوال العلماء فيها يتبين له أن العبد المراد في هذه الأحاديث هو العبد القوي المنيع ذو الشوكة لا المختار، ففي هذه الحالة تجب طاعته، وإن كان عبدا حبشيا، ولا يجوز الخروج عليه لمجرد عبوديته، ويؤيد هذا الرأي لفظ وإن تأمر عليكم... فلفظ "تأمر" يدل على أنه تسلط على الإمارة بنفسه، ولم يؤمر من قبل أهل الحل والعقد [26].
يقول الإمام ابن حجر: "..، وهذا كله إنما هو فيما يكون بطريق الاختيار، أما لو تغلب عبد حقيقة بطريق الشوكة، فإن طاعته تجب؛ إخمادا للفتنة ما لم يأمر بمعصية. كما تقدم تقريره" [27].
وقال أيضا: "ووجه الدلالة منه - أي: من الحديث - أنه أمر بطاعة العبد الحبشي، والإمامة العظمى إنما تكون بالاستحقاق في قريش، فيكون غيرهم متغلبا، فإذا أمر بطاعته استلزم النهي عن مخالفته والقيام عليه، ورده ابن الجوزي بأن المراد بالعامل هنا من يستعمله الإمام لا من يلي الإمامة العظمى، وبأن المراد بالطاعة الطاعة فيما وافق الحق... ولا مانع من حمله على أعم من ذلك، فقد وجد من ولي الإمامة العظمى من غير قريش من ذوي الشوكة متغلبا [28].
إن الإجماع منعقد على عدم جواز تولية العبد الإمامة العظمى التي من شروطها الحرية، لأن إمامة العبد متعلقة باعتبار حال الاختيار، أما إذا تغلب العبد وكان ذا شوكة وقوة، فإنه تجب طاعته؛ إخمادا للفتنة ما لم يأمر بمعصية [29].
قال النووي: "وتتصور إمامة العبد إذا ولاه بعض الأئمة، أو إذا تغلب على البلاد بشوكته وأتباعه، ولا يجوز ابتداء عقد الولاية له مع الاختيار، بل شرطها الحرية"[30].
إن العبد الذي قررنا وجوب طاعته، وهو العبد المتغلب القوي ذو الشوكة لا تجب طاعته، إلا إذا أقام العدل والدين إقامة صحيحة، لا يحيد عن ذلك قيد أنملة، ولا يصح معصيته في هذا الوقت، أما إذا ضل العبد الطريق وزاغ عن عدل الله وإقامة دينه، فلا تجب طاعته؛ لأنه في هذه الحالة فقد شرط توليته، وهو إقامة دين الله -عز وجل- لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما قرر ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه؛ إذ يقول صلى الله عليه وسلم: لا طاعة في المعصية، إنما الطاعة في المعروف[31]، وكذلك صحابته الكرام في أقوالهم عند توليتهم الخلافة، فالطاعة إذا أمر بمعروف، فإن أمر بمعصية، فلا طاعة له.
وبالتالي - إذا قررنا تولية هذا العبد - فلا يصح تسميته بالعبد، وإنما قلنا العبد الحبشي من باب الوصفية، والذي يدل على ذلك روايات الحديث الأخرى كمثل:كأن رأسه زبيبة، وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف؛ لأنه لا يصح أن يكون إماما على المسلمين ويكون عبدا، لأنه وقت التولية يكون حرا.
والدليل على وصفية العبد هنا واتصافه بهذه الصفة ما جاء من إطلاق لفظ اليتم على البالغ باعتبار اتصافه به سابقا، وهذا ما يسمى في البلاغة العربية بالمجاز المرسل وعلاقته اعتبار ما كان، قال الله تعالى: )وآتوا اليتامى أموالهم( (النساء: ٢) فاليتيم من الإنسان - كما هو معروف - من مات أبوه وتركه صغيرا، أو من مات أبوه قبل أن يولد، فكيف نعطي هؤلاء اليتامى المال وكيف يتصرفون فيه، لكنهم وقت إعطاء المال لا يكونون يتامى، ولكن هذا وصفهم السابق، قال ابن حجر: "ويحتمل أن يسمى عبدا باعتبار ما كان قبل العتق"[32].
من خلال ما سبق يتبين لنا وجوب قرشية الإمامة والطاعة للأئمة عموما، وإن كان هذا المتعين عبدا حبشيا، فإنه تجب طاعته، طالما أنه موكل من قبل الإمام الأعظم - القرشي -، فإن تغلب العبد وأصبحت له شوكة الأمر وأصبح خليفة، فلا يحتج بعبوديته في عزله من الإمامة، بل تجب طاعته؛ إخمادا للفتنة، لا سيما وأنه قد أصبح حرا.
ثالثا. قصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر الإمامة على قريش ليس فيه أدنى عصبية لعرق أو لجنس:
لقد تضافرت الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تنهى عن التعصب والحمية لعرق أو لنسب، واستشكلت على بعض الناس الأحاديث الواردة بشأن جعل الإمامة في قريش، وقالوا: إن هذا نوع من التعصب قد خالف القرآن الكريم ومقاييس الفطرة والأفضلية الذاتية التي ترشح صاحبها لريادة المنازل وعلو الدرجات دون تدخل من أحد، فقالوا: إن حديث "الأئمة من قريش" يتناقض مع قول الله عز وجل: )يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم( (الحجرات: 13(.
الجواب: أن الآية الكريمة هذه إنما نزلت من أجل هدف محدد، وهو "تأديب المؤمنين على اجتناب ما كان في الجاهلية؛ لاقتلاع جذوره الباقية في النفوس، بسبب اختلاط طبقات المؤمنين بعد سنة الوفود؛ إذ كثر الداخلون في الإسلام... وقد جبر الله صدع العرب بالإسلام كما قال تعالى: )واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا( (آل عمران: ١٠٣) فردهم إلى الفطرة التي فطرهم عليها، وكذلك تصاريف الدين الإسلامي ترجع بالناس إلى الفطرة السليمة.
ولما أمر المؤمنين بأن يكونوا إخوة، وأن يصلحوا بين الطوائف المتقاتلة، ونهاهم عما يثلم الأخوة وما يغبن على نورها في نفوسهم من السخرية واللمز والتنابز والظن السوء والتجسس والغيبة، ذكرهم بأصل الأخوة في الأنساب التي أكدتها أخوة الإسلام ووحدة الاعتقاد؛ ليكون ذلك التذكير عونا على تبصرهم في حالهم، ولما كانت السخرية واللمز والتنابز مما يحمل عليه التنافس بين الأفراد والقبائل جمع الله ذلك كله في هذه الموعظة الحكيمة التي تدل على النداء عليهم بأنهم عمدوا إلى هذا التشعيب الذي وضعته الحكمة الإلهية فاستعملوه في فاسد لوازمه، وأهملوا صالح ما جعل له بقوله: )لتعارفوا(، ثم أتبعه بقوله: )إن أكرمكم عند الله أتقاكم( أي: فإن تنافستم فتنافسوا في التقوى )وفي ذلك فليتنافس المتنافسون (26)( (المطففين([33].
إن الإسلام باشتراطه أن يكون الإمام قرشيا، لم يكن بذلك داعيا إلى العصبية التي نهى عنها، فإن الحاكم الأعلى في الدولة الإسلامية ليس له أي مزية على سائر أفراد الأمة، وليس لأسرته كذلك أدنى حق زائد على الحقوق التي كفلها الشارع لسائر أفراد المسلمين، فالإمام وأفراد المسلمين كلهم سواء أمام القانون الإسلامي، يخضعون لأحكامه، بل الإمام متحمل من التبعات ما يجعله أشد الناس حملا وأثقلهم حسابا يوم القيامة؛ لأنه مسئول عن رعيته، كما نص على ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن لأي من الأسر التي ينتمي إليها أبو بكر أو عمر أدنى امتياز على أي فرد من أفراد المسلمين في زمن خلافتهما، ونزوان بني أمية على حقوق المسلمين زمن خلافة عثمان لم يكن نتاج العصبية من عثمان، وإنما كان لعدم توفيقه -رضي الله عنه- في اختيار من يتولون أمور الناس من قبله، حتى كان ذلك سببا في إيقاظ الفتنة التي اجتاحت العالم الإسلامي آنذاك وتلاقي الغوغاء، وذوو الأهواء، والدساسون للإسلام في تجمع هائج أدى في النهاية إلى مصرع الخليفة في داره وهو يقرأ القرآن الكريم.
فالإسلام لا يسود طائفة من الناس على من عداهم من أفراد الأمة، وإذا كان الإمام من قريش، فليس معنى ذلك أن تتبوأ قريش مكانة عالية دونها مكانة سائر المسلمين؛ لأن الإسلام - كما قلنا - لم يفرق بين قرشي وغير قرشي، وحاكم ومحكوم، والأمة بالتزامها القانون الإسلامي، هي - كما يقول الإمام محمد عبده - صاحبة الحق في السيطرة على الخليفة، وهي التي تخلعه متى رأت ذلك من مصلحتها... وليس في الإسلام سلطة دينية سوى سلطة الموعظة الحسنة، والدعوة إلى الخير، والتنفير عن الشر، وهي سلطة خولها الله لأدنى المسلمين يقرع بها أنف أعلاهم، كما خولها لأعلاهم يتناول بها من هو أدناهم[34]. معلوم أن كل تشريع من الله -سبحانه وتعالى- لابد له من حكمة نبيلة ومقصد شريف، علمه من علمه وجهله من جهله، ونحن لسنا مطالبين بمعرفة حكمة كل تشريع يرد، بل مطالبون بالتحقق من صحة هذا التشريع، ثم تنفيذه في واقع الحياة العملي، سواء اتضحت لنا حكمته أم لا.
على أن هناك كثيرا من العلماء قد حاول الاهتداء إلى الحكمة من اشتراط القرشية في الإمامة، وكان على رأسهم ابن خلدون حيث يقول في مقدمته: "إن الأحكام الشرعية كلها لا بد لها من مقاصد وحكم تشتمل عليها، وتشرع لأجلها. ونحن إذ ا بحثنا عن الحكمة في اشتراط النسب القرشي، ومقصد الشارع منه، لم يقتصر فيه على التبرك بوصلة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما هو في المشهور، وإن كانت تلك الوصلة موجودة والتبرك بها حاصلا، لكن التبرك ليس من المقاصد الشرعية كما علمت، فلا بد إذن من المصلحة في اشتراط النسب وهي المقصودة من مشروعيتها. وإذا سبرنا وقسمنا لم نجدها إلا اعتبار العصبية التي تكون بها الحماية والمطالبة، ويرتفع الخلاف والفرقة بوجودها لصاحب المنصب فتسكن إليه الملة وأهلها، وينتظم حبل الألفة فيها[35].
إن المتأمل لكلام ابن خلدون يجده قصر الحكمة من اشتراط القرشية على وجود العصبية في قريش، فإذا لم تكن لقريش العصبية فلا يلزم - بناء على كلامه - أن تكون الإمامة فيهم، بل يجب أن تكون في الأقوى عصبية في ذلك العصر وإن كان من غير قريش.
وإذا كان ابن خلدون قد جعل مدار علة اشتراط القرشية على العصبية، فإذا وجدت وجد الشرط وإن عدمت عدم، فإن هناك من ذهب إلى أن الحكمة من ذلك هي أفضلية قريش واتسامها بقوة النبل وسداد الرأي.
فقال: "إن قريشا هي أفضل قبائل العرب بنص الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فعن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم[36].
وذلك أن قريشا كانوا عصبة مضر وأصلهم، وأهل الغلب فيهم، وكان لهم على سائر مضر العزة بالكثرة والعصبية والشرف، فكان سائر العرب يعترف لهم بذلك، ويستكينون لغلبهم، فلو جعل الأمر في سواهم لتوقع افتراق الكلمة - خاصة أن أكثر قريش والعرب حديثو عهد بالإسلام ولم يتمكن الإيمان من قلوبهم - والشارع يحذر من ذلك؛ لأنه حريص على اتفاقهم، ورفع التنازع والشتات بينهم لتحصل الحمية والعصبية وتحسن الحماية، بخلاف ما إذا كان الأمر في غير قريش؛ إذن اشتراط النسب في هذا المنصب ليكون أبلغ في انتظام الملة واتفاق الكلمة[37].
فالعرب في الأجناس وقريش في العرب مظنة أن يكون فيهم الخير أعظم مما يوجد في غيرهم، ولهذا كان منهم أشرف خلق الله النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يماثله أحد من قريش، فضلا عن وجوده في سائر العرب وغير العرب، وكان منهم الخلفاء الراشدون، وسائر العشرة المبشرين بالجنة -رضي الله عنهم- وغيرهم ممن لا يوجد له نظير في العرب وغير العرب، وكان في العرب السابقون الأولون ممن لا يوجد لهم نظير في سائر الأجناس، فلابد أن يوجد في الصنف الأفضل ما لا يوجد مثله في المفضول، فمظنة وجود الفضلاء في قريش أكثر من مظنة وجودهم في غيرها، ولم يخص النبي -صلى الله عليه وسلم- بني هاشم دون غيرهم من قريش، وهم أفضل بطون قريش؛ لأنها بطن من قبيلة، فعددها محصور وقليل، فلا يلزم أن يكون الفضلاء فيها، كما أن أفضل الناس بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن فيهم، وإنما في بني تيم وهو أبو بكر، ثم عمر من بني عدي، ثم عثمان من بني أمية، ثم علي من بني هاشم...
كما أن الله -سبحانه وتعالى- قد ميزهم عن غيرهم من سائر القبائل بقوة النبل وسداد الرأي، وهما صفتان مهمتان وضروريتان للإمام، ويدل على ذلك الحديث الذي رواه أحمد بسنده عن جبير بن مطعم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غير قريش، فقيل للزهري: ما عنى بذلك؟ قال: نبل الرأي[38][39].
قد تكون هذه هي الحكمة وقد تكون غيرها، وعلى كل فلا توجد أدنى عصبية في اشتراط القرشي للإمامة.
إن الغاية من تنصيب الإمام هي حراسة الدين وسياسة الدنيا، فإذا وجدت الكفاءة متساوية في القرشي وغير القرشي، لا يقل أحدهما عن الآخر في مستوى هذه الكفاءة، فالقرشي هو الإمام لنص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإجماع الأمة، وإذا انعدمت هذه الكفاءة في القرشي، أو قلت فيه عنها في غير القرشي ولو كان أدنى الناس نسبا ففي هذه الحال لا يستحقها القرشي؛ لأن الإمامة يطلب فيها أمور لابد من توافرها فيمن يتولاها، وشرط القرشية هو أحد هذه الأمور، فالقرشي ليس بمجرد كونه قرشيا مستحقا للإمامة، بل لابد أن يكون من الكفاءة بمكان حتى يستطيع أن يقوم بأعباء هذا المنصب الخطير، ومن هنا فمبدأ المساواة العامة بين الناس لم يعارض اشتراط هذا الشرط؛ لأن باستطاعة الكفء من غير قريش أن يكون مستحقا للإمامة لو قل القرشي عن الكفاءة المطلوبة في الإمام، وقد قرر الفقهاء والمتكلمون ذلك عند الكلام عن شرار القرشية.
فهذه الأقوال من الفقهاء والكلاميين صريحة في أن الكفاءة إذا لم تتوفر في القرشي، وتوفرت في غيره فيجب العدول عن القرشي إلى غير القرشي، وإذا فإن الإمامة ليست حكرا على قريش في كل حال، سواء أكان فيها من يصلح للإمامة أم لم يكن فيها من يصلح لها، وإنما القرشي يختار للإمامة إذا لم يكن من هو أكفأ منه، وحينئذ فلا تعارض بين هذا وبين مبدأ المساواة العامة بين الناس؛ لأن القرشي في هذه الحال أكفأ من غير القرشي، وأما إذا تساويا في صلاح كل منهما للإمامة فالقرشي هو الذي يجب توليته انقيادا لحكم الشرع، بأن الأئمة من قريش، ولا عصبية في ذلك؛ لأن الإسلام لم يترك الإمام يتحكم في الناس تحكم الملوك والسلاطين، بل هو كأي فرد من أفراد الأمة الإسلامية ليست له أية مزية على أي واحد منهم، وهو وجميع أفراد الأمة ملزمون بالخضوع التام، خاضعون جميعا لقانون الإسلام، فأي عصبية في ذلك؟!
إن العصبية إنما تتصور لو كان يجب تولية القرشي، ولو لم يكن كفئا لهذا المنصب مع ترك غيره الذي توفرت له شروط هذا المنصب، وتتصور كذلك لو كان للإمام أو لأسرته من المزايا والأفضلية ما ليس لغيره من سائر أفراد الأمة، وهو مما لم يقل به الإسلام [40].
فإن قيل: إن حديثالأئمة من قريش حديث منقوض بالسنة كما انتقض بالقرآن، فقد ورد خبر عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه سيكون ملك من قحطان، وهو حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه[41]، نقول: نعم، هذا الحديث صحيح، لكن ما معناه؟
لقد ورد في نص الحديث ذاته اعتراض سيدنا معاوية -رضي الله عنه- على هذا الخبر من عبد الله بن عمرو، وذلك في قوله: فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه، ما أقاموا الدين.
وهذا يعطي تأكيدا للحديث على أنه - فعلا - الأئمة من قريش. إلا أن الحديث قد ذيل بقوله: ما أقاموا الدين، فإذا لم يقيموا الدين، فلا حق لهم في الإمامة.
قال ابن حجر: وفي إنكار معاوية ذلك نظر؛ لأن الحديث الذي استدل به مقيد بإقامة الدين، فيحتمل أن يكون خروج القحطاني، إذا لم تقم قريش أمر الدين، وقد وجد ذلك، فإن الخلافة لم تزل في قريش، والناس في طاعتهم إلى أن استخفوا بأمر الدين فضعف أمرهم وتلاشى، إلى أن لم يبق لهم في الخلافة سوى اسمها المجرد في بعض الأقطار دون أكثرها [42].
وعلى هذا يحمل ما ورد بجعل الإمامة في قريش، فإذا جاء الخبر بحاكمية الملك القحطاني، فلا إشكال إذن في هذا الحديث.
وبهذا يزول انتفاء المساواة وإيثار العصبية الذي ألصقه هؤلاء بقول النبي؛ لأن الأمر بحاكمية قريش وتأميرها، إنما هو مقرون بشرط ما أقاموا الدين، وبدونه فلا حكم لقرشي.
الخلاصة:
· لقد اتفق العلماء على صحة حديث الأئمة من قريش وتواتره، فقد رواه الإمام أحمد وغيره من علماء السنة، وروي من طريق أنس، وعلي بن أبي طالب، وأبي برزة الأسلمي -رضي الله عنهم- وقد جمع ابن حجر في جزء ضخم طرق هذا الحديث عن نحو أربعين صحابيا.
· لقد أمرنا الله -عز وجل- بطاعته، ثم طاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ثم طاعة أولي الأمر، ومنها طاعة الأمراء والولاة والخلفاء، وشرط طاعتهم هو إقامة الدين والعدل بين عموم المسلمين، فإن فعل الوالي أو الحاكم غير ذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
· إن طاعة والي الإمارة من طاعة صاحب الإمامة العظمى، فإن تم تولية عبد إمارة فلا بد من طاعته وعدم معصيته حتى لا تحدث فتنة أو ضرر.
· لا يوجد أدنى تعارض بين أحاديث الإمامة، ولا يوجد فيها ما يقول إن العبد الحبشي هو الإمام الأعظم، لأن الإمام الأعظم إذا ولى أميرا على بلد معين وجبت طاعته - فالإمام الأعظم إمام على عموم المسلمين، والعبد المستعمل أمير على مجموعة من المسلمين.
· إذا تغلب العبد القوي ذو الشوكة وجبت طاعته، وامتنعت مخالفته خوفا من إشعال الفتنة بين المسلمين.
· ليس المقصود من لفظ "العبد" في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- السابقة الذلة والمهانة؛ لأن هذا العبد سيكون حرا حال توليته الخلافة، فليس هناك ثمة تعارض بين الإمام القرشي والعبد الحبشي في أمر الإمامة.
· لا تعارض بين حديث الأئمة من قريش وما قرره الإسلام من المساواة. وقد أراد النبي أن يجعل هذا الأمر لمن له قوة وشوكة وإحكام، فرأى النبي -صلى الله عليه وسلم- قريشا أجدر بذلك؛ لا سيما وأن الله اصطفاهم وفضلهم بالحرم وأنها لا تنازع في هذا الأمر، ففعل ذلك درءا للفتنة التي قد تحصل بسبب نزع السيادة منهم.
· إن جعل الإمامة في قريش ليس فيه أي لون من ألوان التعصب أو الانحياز نحو عرق أو نسب دون سبب تأهيلي لذلك كما يدعي هؤلاء، بل إن الشرط الأعظم في القائم على أمر المسلمين هو (إقامة الدين)، فإن وجد هذا الشرط في قرشي وغير قرشي، يقدم القرشي لثبوت النص، وإن فقد فيه يبحث عن غيره ممن تحقق فيه هذا الشرط.
· لا يعارض حديث خروج الملك القحطاني حديث الأئمة من قريش؛ لأن الأمر مقرون بإقامة الدين، وعليه فلا إشكال في ذلك فقد زالت القرشية في أكثر حكام الدول الإسلامية وولي غيرهم، بل إن الحديث الأول يقوي الثاني ويعضده؛ لأن الرسول اشترط شرطا وبدون هذا الشرط لا حق للقرشي في الإمامة وهو: ما أقاموا الدين.
(*) دور السنة في إعادة بناء الأمة، جواد موسى محمد عفانة، جمعية عمال المطابع التعاونية، الأردن، ط1، 1419هـ/ 1999م. تحرير العقل من النقل، سامر إسلامبولي، دار الأوائل، دمشق، 2001م. أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، د. سليمان بن محمد الدبيخي، مكتبة دار المنهاج، السعودية، ط1، 1427هـ .
[1]. إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1405هـ/ 1985م، (2/ 298: 301).
[2]. الفصل في الملل والأهواء والنحل، ابن حزم، تحقيق: محمد إبراهيم نصر ود. عبد الرحمن عميرة، دار الجيل، بيروت، 1405هـ/ 1985م، (4/ 152).
[3]. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، الحافظ المزي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1413هـ/ 1992م، (21/ 183).
[4]. الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، الذهبي، تحقيق: محمد عوامة أحمد الخطيب، دار القبلة الإسلامية، جدة، ط1، 1413هـ/ 1992م، (2/ 49).
[5]. الجرح والتعديل، الرازي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1372هـ/ 1952م، (4/ 206، 207).
[6]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الأحكام، باب: الأمراء من قريش، (13/ 122)، رقم (7139).
[7]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الأحكام، باب: الأمراء من قريش، (13/ 122)، رقم (7140).
[8]. أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري، أبو سليمان الخطابي، تحقيق: محمد بن سعيد بن عبد الرحمن آل سعود، مؤسسة مكة المكرمة، السعودية، ط1، 1409هـ/ 1988م، (4/ 2335).
[9]. شرح صحيح البخاري، ابن بطال، (15/ 329).
[10]. شرح صحيح مسلم، النووي، تحقيق: عادل عبد الموجود وعلي معوض، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط2، 1422هـ/ 2001م، (7/ 2868، 2869).
[11]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: المناقب، باب: قول الله تعالى ) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى (، (6/ 608)، رقم (3495). صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الإمارة، باب: الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، (7/ 2866)، رقم (4620).
[12]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه، (1/ 164)، رقم (18). وقال عنه شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: صحيح لغيره.
[13]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند الكوفيين، حديث أبي برزة الأسلمي، رقم (19792). وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: صحيح لغيره.
[14]. الزبيبة: واحدة الزبيب المأكول المعروف الكائن من العنب إذا جف، وإنما شبه رأس الحبش بالزبيبة لتجمعها، ولكون شعره أسود.
[15]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الأحكام، باب: السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، (13/ 130)، رقم (7142).
[16]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الأذان، باب: إمامة العبد والمولى، (2/ 216)، رقم (693).
[17]. مجدع الأطراف: أي مقطوعها، والمراد: أخس العبيد.
[18]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الإمارة، باب: وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية، (7/ 2896، 2897)، رقم (4673).
[19]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الإمارة، باب: وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية، (7/ 2897)، رقم (4680).
[20]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (13/ 131).
[21]. الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة، د. عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي، دار طيبة، السعودية، ط1، 1407هـ/ 1987م، ص243.
[22] . مفحص القطاة: المكان الذي تبيض فيه القطاة وتفرخ، والقطاة: نوع من الحمام يضرب به المثل في الاهتداء.
[23]. صحيح لغيره: أخرجه أحمد في مسنده، مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنه، (4/ 22)، رقم (2157). وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: صحيح لغيره.
[24]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (13/ 131).
[25]. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين الشنقيطي، دار الفكر، بيروت، 1415هـ/ 1995م، (3/ 34).
[26]. انظر: الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة، د. عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي، دار طيبة، السعودية، ط1، 1407هـ/ 1987م، ص242.
[27]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (13/ 131).
[28]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (2/ 219).
[29]. انظر: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، د. سليمان بن محمد الدبيخي، مكتبة دار المنهاج، السعودية، ط1، 1427هـ، ص550.
[30]. شرح صحيح مسلم، النووي، تحقيق: عادل عبد الموجود وعلي معوض، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، ط2، 1422هـ/ 2001م، (7/ 2900).
[31] . صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: أخبار الآحاد، باب: ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة، (13/ 245، 246)، رقم (7257).
[32]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (13/ 131).
[33]. التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، (26/ 258: 261).
[34]. الإسلام والنصرانية، محمد عبده، ص 65، 66، نقلا عن: رياسة الدولة في الفقه الإسلامي، د. محمد رأفت عثمان، دار القلم، الإمارات، ط2، 1406هـ/ 1986م، ص209، 210.
[35]. مقدمة ابن خلدون، عبد الرحمن ابن خلدون، دار القلم، بيروت، ط6، 1406هـ/ 1986م، ص195.
[36]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الفضائل، باب: فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم، (8/ 3410)، رقم (5828).
[37]. مقدمة ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، دار القلم، بيروت، ط6، 1406هـ/ 1986م، ص195 بتصرف.
[38]. إسناده صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المدنيين، حديث جبير بن مطعم رضي الله عنهم، رقم (16788). وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: إسناده صحيح.
[39]. الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة، د. عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي، دار طيبة، السعودية، ط1، 1407هـ/ 1987م، ص294، 295.
[40]. رياسة الدولة في الفقه الإسلامي، د. محمد رأفت عثمان، دار القلم، الإمارات، ط2، 1406هـ/ 1986م، ص222: 228 بتصرف.
[41]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: المناقب، باب: مناقب قريش، (6/ 616)، رقم (3500).
[42]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (6/ 618).
موقع بيان الإسلام ..