فلقد أرسل رئيس الوزراء نوري المالكي قوة تضم طائرات مروحية الى غرب العراق لاعتقال رافع العيساوي وزير المالية السابق وعضو بارز آخر من السنّة المعارضين له، الا ان العيساوي – الذي يحميه مسلحون من عشيرة ابو ريشة – تملص من الاعتقال. جاء هذا الاجراء، الذي كان مفاجئا لواشنطن، على اعقاب محادثة هاتفية اجراها المالكي مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري.
ولو كانت المواجهة قد حصلت لكانت النتائج كارثية ولكانت قد وفرت شرارة لبدء حرب أهلية. مع ذلك، فان اجراءات المالكي هذه تمثل مسمارا آخرا في نعش العراق الموحد. حيث سبق ان اتهم المالكي -المسلم الشيعي- نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي – المسلم السني- بالإرهاب مما اضطره الى اللجوء الى خارج العراق عام 2011 ، ثم جرت محاكمته غيابيا والحكم عليه بالإعدام.
لقد زادت سياسات المالكي كثيرا من حدة التوترات في المناطق السنية، فخرجت تظاهرات في العديد من المحافظات ذات الاغلبية السنية الهدف منها محاكاة تظاهرات الربيع العربي. فكانت هذه التظاهرات احد الأسباب التي دعت المالكي الى استهداف العيساوي، فلقد كان يريد احتواء المعارضة قبل انتشارها.
أسلوب المواجهة الدكتاتوري للمالكي قد تسبب أيضاً في نفور الكرد الذين نجحوا -بعكس السنة- في جعل الدستور يقر بإقليمهم الفيدرالي وبحكومته. إنهم يديرون إقليما مستقلا بقواتهم الدفاعية الخاصة بهم . ومع ذلك، فقد تحولت العلاقة بين بغداد و اربيل الى علاقة متوترة جدا لأن الحكومة المركزية جعلت التعاون بينهما صعبا إن لم يكن مستحيلا.
ظاهريا، تبدو بغداد غاضبة من محاولات الكرد عقد صفقات مستقلة مع شركات النفط الأجنبية. لكن في صميم سياسة المالكي هناك عدم ارتياح من التطورات الجارية في سوريا. اقتناعا منه بأن الرئيس بشار الأسد في طريقه الى مغادرة السلطة، فان المالكي يخشى من عبور موجة عارمة من المقاتلين السنة الى داخل العراق واشعال حرب أهلية ظلت تهدد بالاندلاع منذ الاحتلال الاميركي. انه يعتقد بان الكرد قد اسسوا إقليمهم وان استقلالهم لا يعدو كونه مسألة وقت. من هنا فان اهتمامه الأول هو ترسيخ سلطته في المحافظات الشيعية وفي بغداد.
لذا فان التوجهات الدكتاتورية للمالكي والتي تتزايد يوما بعد يوم تؤكد ان البلاد ستنقسم على أسس طائفية وعرقية، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة بالاضافة الى انه ليس مواتيا للاستقرار في المنطقة، اذ ان العراق لن يستسلم لتدخلات دول الجوار الجشعة في اغلب الأحوال.
لقد حرضت واشنطن على هذه العملية من خلال اللعب مع المالكي، ففي كل مرة تشارك فيها الولايات المتحدة المالكي، فانه يشعر بجرأة أكثر ويركب المخاطر. لم تحاول واشنطن احتواءه.
فمثلا، لنأخذ علاقة الولايات المتحدة مع حكومة إقليم كردستان. الكرد يشتكون من ان واشنطن تنحاز الى جانب بغداد على حسابهم، فمن صفقات النفط الى التبادل البسيط في التعليم، يبدو أن واشنطن قد تحجرت بشأن تجاوز المالكي. تفسير ذلك هو عدم اهتمام اميركا بمشاكل العراق العميقة. لكن التفسير الوحيد الممكن هو أن الولايات المتحدة تنظر الى دعم المالكي باعتباره محاولة أخيرة لاحتواء الشيعة في العراق ومنعهم من ان يصبحوا شركة فرعية مملوكة بالكامل لايران التي تمارس قدرا كبيرا من النفوذ في المحافظات الشيعية، ومن المرجح ان تعزز قبضتها في العراق مع تصاعد التوترات الطائفية خاصة اذا ما انهارت سوريا.
وما يزيد الأمور سوءا هو غياب الرئيس جلال طالباني الذي تعرض الى ازمة في كانون اول الماضي و يعالج حاليا في ألمانيا. وبما يحمل طالباني من دهاء فقد كان واجبه الأساسي الإشراف الناضج على كل الاطراف المتنازعة في بغداد، و قد خلق مرضه فراغا خطيرا ومن غير المحتمل ان يحل أحد محله على المدى القريب إذ ليس هناك اي ذكر لهذا الموضوع داخل حكومة اقليم كردستان.
وربما يكون العراق متجها الى التفكك. الا ان الوسيلة لمنع ذلك لا تتمثل بتعزيز قبضة الشخص المسؤول عن تنافر وتباعد الاطراف، بل ان الحل لهذه المشكلة هو المزيد من تطوير الهياكل الفيدرالية، وجعل بغداد مقاطعة فيدرالية ونقل السلطات للمحافظات.
ثم ضرورة تخصيص حصة لكل من يريد البقاء داخل هذه الفيدرالية. الوسيلة الوحيدة لجعل البلاد متماسكة هي اللامركزية مع وعود بتقسيم عادل للايرادات النفطية.
لكن المرة التالية التي سيلجأ فيها المالكي -سواء بدعم حقيقي او وهمي من الولايات المتحدة- الى استخدام القوة ضد معارضيه، فلن تكون العواقب هادئة كما حصل في قضية العيساوي.
عن: اسيوشيتد بريس - ترجمة المدى
النظام الإيراني وإشعال الفتنة في العراق
ما أعلنه الأستاذ طارق الهاشمي, نائب الرئيس العراقي الأسبق, حول دور إيراني فاعل في تفجير الحسينيات والمساجد لإشعال الفتنة الطائفية في العراق, ليس مجرد اتهام عائم يطفو في ثورة غضب, بل أنه حقيقة واقعية ملموسة تجسدت بأبشع صورها ومعانيها من خلال الرصد الموضوعي لطبيعة السياسة الإيرانية في التعامل مع الداخل العراقي.
النظام الإيراني ونحن نعرفه عن كثب, ونفهم بالكامل كل أساليبه, ليس لديه أي مقدسات أو ثوابت سوى المصلحة القومية الإيرانية فقط لاغير, والإسلام والتشيع مجرد غطاء فضفاض لتمرير سياسات مصلحية وانتهازية تعبر عن مصالح قومية فارسية, فقد سبق للأجهزة السرية الإيرانية أن اغتالت السيد محمد باقر الحكيم في صيف عام 2003, والصقت التهمة بـ”القاعدة” لأنها لمست منه بوادر الخروج عن الهيمنة, والطاعة الإيرانية بعد عودته للعراق, رغم أنه يعتبر من أبرز رجال النظام الإيراني الثقاة في المعارضة العراقية منذ لجوئه الى ايران عام 1980, لكن تقلبات السياسة, والمواقف لا تعرف الرحمة أبدا, ثم كانت الضربة الإيرانية الموجعة الثانية في فبراير عام 2005 حين تم تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء والصقت التهمة كالعادة بـ”القاعدة” أيضا, ما سبب حربا طائفية مهولة وقتذاك, وحيث أعلن قائد القوات الأميركية السابق في العراق الجنرال جورج كيسي عن تأكيده القاطع أن مخابرات النظام الإيراني كانت وراء تلك الفعلة المستهجنة, فجرت دماء عديدة تحت كل الجسور في العراق, وهي حالة نادرة وفظيعة لم يشهدها أبدا تاريخ العراق المعاصر, وحيث تحول القتل على الهوية الطائفية النموذج الفظ في تصفية الحسابات, ولتظهر ميليشيات طائفية حقيرة روعت الناس, ولم يزل بعضها يعمل تحت الرعاية الحكومية كـ”العصائب” مثلا, إضافة الى عصابة “بدر” المعروفة والإرهابية, ولم يكن خبر إلقاء القبض على إيراني, وهو يهم بتفجير حسينية في مدينة السليمانية الكردية العراقية مجرد حدث عادي أبدا, لأنه يأتي بعد أن كتب الدكتور أحمد الجلبي في صفحته في “فيسبوك” خبر دخول عشرين سيارة مفخخة الى بغداد, بعلم حكومة المالكي, لتفجير الأوضاع بعد الانتخابات ولتعزيز وضعية حكومة المالكي عبر دورة رئاسية ثالثة وفاشلة أيضا, ولإلهاء الناس بحديث الإرهاب الدائم.
الإيرانيون لا تهمهم أبدا جثث الشيعة, ولا مساجد السنة وجثثهم, وعندما يتحدث الولي الفقيه علي خامنئي عن دور الغرب في الفتنة بين المسلمين فإنه يتجاهل تماما, ويغض النظر بالمطلق, عما تفعله أجهزة مخابرات دولته من مجازر للمسلمين في العراق والشام تحديدا, وهي مجازر يندى لها جبين الإنسانية, ويرفضها كل إنسان سوي.
ما تفعله الميليشيات الإيرانية والطائفية من جرائم مروعة في مدن العراق, كديالى, التي لعصابة هادي العامري (عصابة بدر) دور كبير فيها كما حصل في قضاء بهرز من تصفيات طائفية مروعة, وفي مدن غرب العراق, كالرمادي و الفلوجة, من قتل للمدنيين المسالمين, ومن ترويع للعوائل الآمنة, وتحت صهيل الشعارات الطائفية المريضة, هو من الأمور المعلومة والمعروفة للجميع.
ما يهم ساسة إيران وقادتها المتعجرفون, بالدرجة الأساس هو استمرار التدهور في العراق, إضافة الى استمرار المجازر في الشام, وجعل أرض العرب مستباحة, ومباحة للفتن والنعرات الميتة, وهو هدف ستراتيجي إيراني مقدس تتضاءل أمامه كل الأهداف الأخرى, وتكون له الأولوية القصوى في التخطيط الستراتيجي الإيراني القائم على تنشيط حزام الأزمات المفتعلة, ما كشفت عنه الأحداث, والصدف من أدوار إيرانية مشبوهة ودموية وخطيرة, ليس سوى الجزء الظاهر من جبل الخبث والجريمة التي تديرها العصابات الإيرانية في المنطقة, ومن ضمنها بكل تأكيد بعض الأحزاب السلطوية العراقية التي حققت فتحا ستراتيجيا واسعا بسيطرتها على أمور ومقدرات العراق, وتحت الرعاية والحماية الأميركية للأسف! التي تكتفي بالمراقبة والمتابعة بعدما حولت العراق مزرعة يلعب بها أولئك الإرهابيون الدوليون.
للنظام الإيراني مخططات واسعة جدا إقليميا, وهو يلعب لعبة السياسة, والتخدير, وإرسال الرسائل التطمينية ظاهريا, لكنه يحفر, وبخبث, وعمق لتحويل المنطقة مرجلا يغلي بالفتن والأزمات, وما يفعله النظام الإيراني من جرائم مروعة في الشام هو الدليل الأكبر على النوايا الإيرانية الحقيقية.
داود البصري - كاتب عراقي
أكد أن طهران تعتبر استهداف الشيعة أمراً حيوياً لتخريب التقارب بين المذاهب منشق عن "منظمة بدر: إيران وراء العنف في العراق
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
شبكة البصرة
باسل محمد - بغداد
كشف منشق عن "منظمة بدر", الجناح العسكري السابق لـ"المجلس الأعلى الإسلامي: أن معظم التفجيرات والاغتيالات التي تشهدها العراق, تنفذها مجاميع خاصة تابعة لإيران لها وجود ونفوذ داخل القوات الامنية العراقية.
وأوضح المنشق الذي كان لسنوات مقيماً في ايران ثم انتقل الى العراق, بعد سقوط نظام صدام حسين العام 2003 أن هناك مؤشرين يدعمان بقوة تورط هذه المجاميع التي انشأها قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني, بعمليات القتل المتعددة الوجوه والمستويات في مقدمها الهجمات الانتحارية والتفجيرات بالسيارات المفخخة التي تستهدف مدنيين شيعة, وقد سمحت الظروف الاستثنائية بتغلغلها داخل الاجهزة الامنية والعسكرية العراقية وتتضمن هذه المؤشرات قرائن مهمة تصل الى مستوى الدليل الدامغالمؤشر الاول, يتعلق بإخفاء هويات المنفذين للتفجيرات علماً ان التحقيقات والفحوصات التي كانت تجريها القوات الاميركية اثناء وجودها في العراق كانت تشير الى ضلوع مطلوبين من هذه المجاميع الخاصة بالتفجيرات, غير ان الحكومة العراقية السابق التي تولاها ابراهيم الجعفري ثم الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي, كانتا لا تثقان بهذه الفحوصات الاميركية وتعدانها بمثابة دق اسفين بين القوى السياسية الشيعية العراقية وبين "النظام الايراني الصديق".
اما المؤشر الثاني فالأمر يرتبط بحقيقة ان بعض السيارات المفخخة, ومن خلال العديد من التحقيقات, خرجت من داخل مراكز امنية منتشرة في اماكن متفرقة من بغداد وبقية المدن باتجاه اهداف مدنية مثل الاسواق وغيرها وفي مناطق تسكنها غالبية شيعية او سنية, وبحسب رؤية الجهات الايرانية المخططة لهذه الهجمات, وعندما رصدت بعض التحقيقات ان بعض السيارات المفخخة التي انفجرت او تلك التي يقودها انتحاريون خرجت من مبان امنية فقد طلب من المحققين وقف التحقيقات وإغلاقها فوراً.
وقال المنشق العراقي الشيعي, الذي فضل عدم كشف هويته, ان احد اهم مهمات قوات سليماني هو اعداد الارهابيين الانتحاريين وهذا الاعداد يجري في بساتين خاصة في مناطق الجنوب العراقي في مناطق مغلقة ومؤمنة, كما ان بعض الاعداد يتم داخل ايران ولذلك هناك عناصر في المجاميع الخاصة كانت تقضي شهوراً طويلة في معسكرات في الاراضي الايرانية, مضيفاً ان اعداد الانتحاريين امر في غاية الاهمية للنظام الايراني لأنه يعزز من الاعتقاد ان وراء الارهاب هو تنظيم "القاعدة" والتنظيمات السلفية المتشددة الاخرى حصراً وبالفعل فقد تبلورت قناعة في الشارع العراقي الشيعي وغيره ان "القاعدة" وراء كل عمل ارهابي, ومن هذه النقطة بالتحديد جاء الموقف الايراني المتحامل ضد الصحوات السنية لأن عملها قضى على التنظيم الى حد كبير وبالتالي اصيبت الخطة الايرانية المتعلقة بالعنف واتهام "القاعدة" بها بكثير من الارباك.
وأشار المنشق الى أن بعض الجماعات السياسية الشيعية تعلم بالدور الإيراني في تنفيذ عمليات ارهابية واسعة داخل المدن العراقية, ولذلك فإن "بعض قيادات هذه القوى الشيعية ومنها انا شخصيا تفاجئنا بما يفعله الايرانيون, لأن السنوات الطويلة التي قضياناها في طهران ابان معارضة نظام صدام قد اظهرت الايرانيين على انهم متعاونون ومؤمنون بقضية المعارضة العراقية, غير ان الامور تغيرت تماماً بعد العام 2003 واتضح لنا ان وراء هذا الدعم الايراني ليس مجرد مصالح ونفوذ, بل ان العراق جزء حيوي من ستراتيجيات بالغة الخطورة للأمن القومي الايراني والمشروع السياسي الايراني في المنطقة, بمعنى أنه ليس مطلوباً ولا كافياً من العراق أن يكون صديقاً وحليفاً لإيران فحسب, بل يجب ان يقوم بأدوار تحددها هذه الستراتيجيات الايرانية الامنية, وان يطيع ما يقرره المرشد الاعلى علي خامنئي في طهران".
وبحسب المنشق عن "منظمة بدر", فإن وراء تورط المجاميع الخاصة التابعة لإيران بالعنف في العراق اهداف اهمها:
أولا: لا تريد القيادة الايرانية نجاح النظام الديمقراطي الانتخابي في العراق الذي اقامته ورعته الولايات المتحدة, حيث تعتبر الديمقراطية العراقية "الشيطان الاصغر الذي صنعه الشيطان الاكبر", وبالتالي هناك نوع من الحقد تجاه تلك العملية من اساسها ويجب اجهاضها وتدمير مقوماتها بالكامل, ما دفع بعض الاطراف السياسية الشيعية القريبة من خامنئي الى دعم تفرد المالكي بالسلطة واقصاء الشركاء الآخرين.
ثانيا: تريد ايران من استهداف الشيعة في العراق امرين اثنين, تخريب اي تقارب شيعي سني, فالقيادة الايرانية تعتبر هذا التقارب نهاية لنفوذها وسطوتها,, غير ان الامر الثاني يبدو الاكثر اهمية لأن استهداف الشيعة بعمليات ارهابية يعزز من كراهية الشيعة العراقيين للسنة وبالتالي يكون ارتباطهم بإيران اقوى وأكثر استجابة لأوامر المرشد الاعلى.
ثالثا: تستطيع طهران باستهداف الشيعة ان تضمن علاقات متشنجة وتسودها الشكوك بين العراق وبين الدول العربية وبالتحديد العلاقات العراقية مع دول "مجلس التعاون الخليجي", وهذا امر ضروري لكي يبقى الموقف العراقي جزءاً من منظومة الأمن القومي الايراني في الخليج وليس جزءاً من منظومة الأمن القومي العربي والأمن القومي الخليجي.
السياسة 24/03/2013
مقتل عقيد في الحرس الثوري الإيراني في معارك العراق
كشف مسؤول عسكري عراقي في رئاسة أركان الجيش، اليوم عن "مقتل قائد فصيل العقيلة زينب، في الحرس الثوري الإيراني العقيد، كمال شيرخاني، خلال معارك مع المسلحين في منطقة الهاشمية جنوب سامراء ".
وقال المسؤول إن "شيرخاني توفي بعد ساعات من إصابته بنيران قناص في الهاشمية، عندما كان على رأس قوة عسكرية مشتركة، من الجيش العراقي ومسلحين مختلطين من المليشيات والعناصر الإيرانية المتطوعة، لحماية المراقد المقدسة".
كم قتل عنصر في ميليشيا أبو الفضل العباس وأصيب آخر، صباح اليوم، بنيران قناص في إحدى المناطق التابعة لناحية جرف الصخر شمالي بابل.
وقال مصدر أمني أن قنّاص مسلح، تمكّن صباح اليوم، من قتل عنصر في ميليشيا أبو الفضل العباس الطائفية وأصابَ آخر في منطقة صنيديج التابعة لناحية جرف الصخر شمالي بابل.
وأضاف أن جثة القتيل نقلت إلى دائرة الطل العدلي، والجريح إلى مستشفى قريب.
يذكر أن ناحية جرف الصخر شمالي بابل، خارج السيطرة الحكومية منذ عدّة أيام، فيما تحاول القوات الحكومية استرجاعها دون جدوى، في حين يستمر القصف المدفعي والجوي عليها. - كتابات
بغداد لا تفتش الطائرات الإيرانية .. وإن فتشتها فبالتنسيق مع طهران
عبدالاله مجيد
لندن: أكد مسؤول أميركي أن العراق يواصل السماح للطائرات الإيرانية باستخدام أجوائه لنقل السلاح إلى نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وأنه لم يفتش طائرة إيرانية واحدة منذ تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة التي تنقلها بانتظام إلى حكومة بغداد.
ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن المسؤول الاميركي، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "نحن نعترض بشدة على الطائرات الإيرانية التي نعتقد انها تنقل أسلحة، وان قرار الحكومة العراقية بعدم تفتيشها كان يُثار بانتظام مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي".
وتقول الولايات المتحدة إن الطائرات الإيرانية التي تستخدم الأجواء العراقية تنقل أسلحة أساسية إلى نظام الرئيس بشار الأسد، الذي تشن قواته حملة بطش لإخماد الانتفاضة الشعبية المستمرة ضده منذ عامين.
حسن نية؟
وأبلغت حكومة المالكي واشنطن في الخريف الماضي بأن السلطات العراقية ستقوم بتفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا، لكنها لم تفتش إلا طائرتين طيلة هذه الفترة، وكلتاهما في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي.
وكانت عملية التفتيش الأولى لطائرة إيرانية قادمة من سوريا في طريقها إلى إيران، بعد أن أفرغت شحنتها في دمشق. وبررت الحكومة العراقية خطوتها بالقول إن تفتيش الطائرة كان خطأ. لكن الاميركيين ما زالوا يشككون في جدية العراقيين. واعرب المسؤول الاميركي عن شعور ادارة اوباما بالاحباط تجاه مناورات الحكومة العراقية، قائلا إن الخطأ قد يكون بحسن نية وقد لا يكون.
وأكد سياسيان عراقيان تحدثا كل على انفراد لصحيفة لوس انجيليس، طالبين عدم ذكر اسميهما، أن الطائرات الإيرانية تنقل بصورة روتينية اسلحة إلى سوريا بدعم ضمني من المالكي نفسه. وقال احدهما: "اذهبوا إلى مطار بغداد الدولي وسترون كم طائرة إيرانية تخضع للتفتيش"، مضيفًا أن أي تفتيش قام به العراقيون كان على الأرجح بالتنسيق مع الإيرانيين.
وذهب مسؤولون موالون للمالكي إلى أن العراق لا يستطيع أن يمنع إيران من التحليق عبر أجوائه، طالما انها تطلب اذنًا لمرور طائراتها. حنان الفتلاوي، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون، إن هذه التحليقات تجري "بموجب القانون الدولي ونحن عملنا كل ما بوسعنا ولا نستطيع منعها من التحليق".
خطر إقليمي
تتابع حكومة المالكي، التي تسيطر عليها احزاب شيعية، بخوف عميق تطور الانتفاضة التي فجرها الشعب السوري ذو الأغلبية السنية ضد نظام الأسد. وهي تخشى أن يشجع سقوط الأسد سنة العراق للانتفاض.
وحذر المالكي، في مقابلة مع وكالة اسوشيتد برس يوم الأربعاء، من أن انتصار المعارضة في سوريا يمكن أن يشعل نزاعات طائفية في العراق ودول أخرى. وقال: "إذا انتصرت المعارضة السورية، ستندلع حرب اهلية في لبنان، وانقسامات في الاردن، وحرب طائفية في العراق".
ويرى مراقبون أن النزاع السوري تحول إلى حرب اقليمية بالنيابة، إذ تمد إيران نظام الأسد بالسلاح وتدعم دول عربية المعارضة، سواء عبر قنوات رسمية أو بوسائل خاصة.
هزيمة الحلف الصليبي بقيادة أمريكا والصفوي بقيادة إيران في العراق
بقلم :محمد اسعد بيوض التميمي
((ولا تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ*وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ*أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)) ] أل عمران:139-142 [
منذ أن وقع العراق تحت احتلال((التحالف الصليبي الصفوي))في نيسان من عام 2003 وأنا أبشر بهزيمة هذا التحالف في كثير من المقالات واللقاءات التلفزيونية,و في يوم سقوط بغداد في 9/4/ 2003 كتبت وقلت بأن المعركة لم تنتهي وإنما قد بدأت وهذا ما قد حصل فعلا,حيث أن قتال هذا الحلف قد بدأ من يوم سقوط بغداد, وكنت أؤكد دائما بأنه لن تكون نتيجة هذه المعركة إلا هزيمة هذا الحلف الشرير وبأن الأمر لن يستتب له في العراق وبأنه سيخرج مخذولا مدحوراً يجر أذيال الخيبة ولن يجني إلا الفشل على أيدي المجاهدين الموحدين لله رب العالمين الذين أعلنوا الجهاد في سبيل الله من أحفاد الصحابة الفاتحين((أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وخالد والمثنى والقعقاع))أولي البأس الشديد الذين بعثهم الله في العراق على((الصفوين المجوس والصليبين))ليجوسوا خلال الديار وليطهروا العراق من دنسهم ورجسهم,وقلت في حلقة من(( برنامج الاتجاه المعاكس))على الجزيرة في بداية الاحتلال بتاريخ 27/12/2003
(ان الآمر في العراق لن يستتب لهذا الحلف))
وإن أبناء العراق من أهل السنة والجماعة لن يقبلوا بهذا((الحلف الشيطاني الصفوي الصليبي))كمحتل لأرض الرافدين وعاصمتها((بغداد أبي جعفر المنصور والرشيد والمأمون والأمين والمعتصم))وأن احتلال العراق لن يكون نزهة,بل سيكون خزياً وندامة وناراً ملتهبة تحرق وجوههم ولحومهم بنيران دباباتهم التي ستحترق في شوارع بغداد والمدن العراقية المختلفة.
إن ما كنا نبشر به قد حصل وتحقق نصفه بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل المجاهدين من أبناء السنة والجماعة,فهذا النصف متعلق بالشق الأول من الحلف وهو هزيمة الصليبين بقيادة أمريكا,فهاهم الأمريكان قد ولوا الأدبار وخرجوا من العراق مجبرين ومكرهين تحت ضربات المجاهدين بعد أن تخلوا عن إستراتيجياتهم التي جاءوا من أجلها وهي((البقاء في العراق إلى أجل غير مسمى ومن ثم اجتياح باقي المنطقة عسكريا))فقد صرح الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن عندما احتل العراق قائلاً:
(بأنه سيفكر بعد عشر سنوات ماذا سيفعل بالعراق؟؟ وإلى متى سيبقى فيه الأمريكان؟؟وماذا علينا أن نفعل بعد العراق؟؟).
وها هي قبل أن تمضي العشر سنوات التي تحدث عنها يضطر خلفه(( أوبا ما)) إلى الانسحاب السريع تحت ضربات المجاهدين إنقاذاً للجيش الأمريكي من المستنقع الذي أوقعه فيه بوش الابن,فهذا الانسحاب هزيمة عسكرية بكل ما تعنيه الهزيمة من معنى.
إن من المضحك والاستخفاف في العقول وعمليات التزوير والتزييف ما قام به هؤلاء ((الصفويون السبئيون المجوس))من احتفال بهزيمة أمريكا في العراق مدعين بأنهم هم الذين هزموها وخرج علينا الخنزير القذر الصدر((مقتدى القذر النتن))بتصريح أراد أن يوهم العالم فيه بأنه كان وراء المقاومة التي هزمت أمريكا جاء فيه(( إن عادوا عدنا,أي إذا عادت أمريكا إلى العراق بعد هزيمتها سيعود للمقاومة))وكلنا يعرف الدور القذر والحقير والنذل والخطير الذي قام به هذا الخنزير المتوحش القذر صاحب الرائحة الكريهة((فمن المعروف بأنه لا يستحم لا لنظافة ولا لجنابة ولا لطهارة فعنده حساسية مفرطة من النظافة والماء))حيث قام في بداية الاحتلال بارتكاب المجازر الفظيعة ضد أهل السنة وضد الفلسطينيين اللاجئين في العراق,وكان يقتل كل من يحمل اسم عمر وأبو بكر أو بكر أو عثمان أو خالد أو سعد أو أي اسم من أسماء الصحابة أو القادة الفاتحين رضوان الله عليهم,ومن ثم بعد ذلك قام بحل جيش المهدي وبيع سلاحه بدراهم معدودة ومن ثم قبض(خلو رجل أي فرووغ)مقابل أن يفرغ الساحة للمليشيات الصفوية المرتبطة بالاستخبارات الإيرانية مباشرة مثل((ميليشيا جيش القدس التي هي جزء من الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الدعوة,وميليشيات بدر(الغدر) التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية)) للاستفراد بنهب العراق وتدمير جميع مقوماته,فقد هدموا العراق وخربوه وقتلوا خيرة أهله وجميع النخب المتعلمة والعلمية والكوادر المتخصصة ومن جميع التخصصات وبمنتهى الحقد الأسود, وكلنا يتذكر الفتاوى التي أصدرتها المراجع السبئية بحرمة قتال الأمريكيين وبتحليل قتل المسلمين أهل السنة والجماعة,وكيف أثبتت وثائق ويكيليكس ومذكرات الحاكم الأمريكي للعراق(بول برا يمر)بان الأمريكان قد دفعوا للسيستاني مائتي مليون دولار من اجل إصدار الفتاوى لصالح المشروع الصليبي في العراق .
إنني أقول لهؤلاء(( الصفويين السبئيين المجوس ومراجعهم ))من القاذورات والزبالة ومن تحالف معهم من((الخونة والعملاء المرتدين من أهل السنة))الذين جاءوا للعراق على ظهر الدبابات الأمريكية أنكم عما قريب ستكنسون بأيدي المجاهدين أحفاد الصحابة إلى مزابل التاريخ,والذين سيطهرون العراق من نجاساتكم وشركياتكم,وليعيدوا العراق موحداً لله رب العالمين كما كان عبر تاريخ الإسلام,فالذين هزموا الأمريكيين الذين يمتلكون اكبر ترسانة أسلحة تدميرية في التاريخ سهزمونكم بعد أن تخلوا عنكم وتركوكم لمصيركم المحتوم,وخصوصا أن فترة سيطرتكم على العراق تحت الرعاية الأمريكية خلال التسعة السنوات الماضية أثبتت بأنكم لستم رجال دولة ولا رجال حكم ولا تعرفون معنى الدولة ولا معنى الحكم,وإنما انتم عبارة عن((عصابات طائفية حاقدة)) تريد أن تثأر من الأمة إلى درجة إنكم لا تقبلون أن يكون إلى جانبكم((الخونة والعملاء المرتدين من أهل السنة))والدليل على ذلك بأنكم قمتم في ثاني يوم للانسحاب الأمريكي من العراق بالتخلص من((زعيم الخونة والعملاء والمرتدين من أهل السنة طارق الهاشمي مؤسس الصحوات))التي قدمت لكم وللأمريكيين أعظم الخدمات في محاربة المجاهدين والذي وفر لكم الغطاء السياسي باسم أهل السنة لجميع جرائمكم ضد أهل السنة في العراق .
إن المشروع((الصفوي السبئي المجوسي)) يهدف إلى إقامة((منطقة شيعية عازلة في قلب العالم الإسلامي لحماية المشروع اليهودي في فلسطين يمتد من إيران إلى لبنان مرورا بالعراق وسوريا والذي في مرحلته التالية سيتمدد إلى أن يصل المدينة المنورة ومكة المكرمة))وهذا المشروع له عدة أهداف خطيرة يجب ان نعيها لنعرف خطورته على العروبة والإسلام وهذه الأهداف هي:
الهدف الأول هو تكفير جميع المسلمين الموحدين لله من أبناء السنة والجماعة وإجبارهم على اعتناق العقيدة الصفوية القائمة على الشرك الخالص,وذلك باستبدال الشهادتين بثلاث شهادات وهي اشهد ان لا اله إلا الله واشهد ان محمد رسول الله واشهد ان علي ولي الله ووصي رسول الله وان الأئمة الإثنا عشر معصومين وان أبي بكر وعمر في النار وأنهما قد حرفا القرآن الكريم,كما فعل إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية في إيران في القرن السادس عشر عندما حول بلاد فارس وما يُعرف بإيران اليوم من بلد موحد لله رب العالمين عقيدته عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين والسلف الصالح أجمعين إلى العقيدة الصفوية القائمة على الشرك الكامل الشامل,ولم يتبقى على العقيدة الصحيحة من أهل فارس إلا الربع وهم مهمشون محاربون مضطهدون ممنوعون من أي مناصب في الدولة.
الهدف الثاني الوصول إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبش قبري أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما وحرق جثتيهما.
الهدف الثالث إبادة جميع العرب المسلمين أحفاد الذين اخمدوا نارهم في القادسية وما فعلوه في العراق من مذابح وجرائم ضد أهل السنة والجماعة هو أكبر دليل على هذا الهدف.
الهدف الرابع تدمير جميع مساجد المسلمين واستبدالها بالحسينيات للطم فيها والنواح والعويل وشتم الصحابة وأمهات المؤمنين وبث الأحقاد عليهم,وكما فعل الصفويين عندما دخلوا بغداد في القرن السادس عشر نبشوا قبور الصحابة وحرقوا المصاحف وهدموا المساجد ومن ضمنها مسجد أبي حنيفة النعمان.
الهدف الخامس إلغاء الحج إلى مكة واستبداله بالحج إلى كربلاء,فعندهم الحجة إلى كربلاء في يوم عرفة تعادل ألف حجة على عرفات.
الهدف السادس استبدال مرجعية القرآن والسنة بمرجعياتهم الشيطانية التي تدعي بأنها تدخل الجنة وتدخل النار,فأمر الجنة والنار بيدها.
الهدف السابع استبدال الحكم بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة داود,حيث يعتقدون بان مهديهم المخترع المنتظر سيخرج من السرداب المختبئ به منذ ألف ومائتي عام وهو يضع على رأسه نجمة داود وبيده شريعة داود,وهذا يوضح العلاقة العقائدية بين المشروع الصفوي والمشروع اليهودي في فلسطين.
هذه هي أهداف المشروع الصفوي يا من تدافعون عن أصحابه من الإيرانيين وذراعهم(حزب اللات)وغطائهم(النظام السوري الطائفي)الذي يتغطى بالقومية,فلا ادري كيف تتحالف القومية العربية مع مشروع يستهدف إبادة العرب,فإننا نقول لأصحاب المشروع الصفوي ونؤكد لهم بأننا عما قريب سنصلي صلاة النصر المبين في((مسجد أبي حنيفة النعمان)) في بغداد وفي عموم ارض الرافدين وستطوى صفحتكم السوداء وتحرق إلى الأبد,فأنتم وباء خطير فتك في العراق لمدة عقد من الزمن تقريبا ولولا رحمة الله تداركت هذه الأمة لأصبحت مكة والمدينة مُهددة من قبل مشروعكم الصفوي,ولكن الله كان لكم بالمرصاد فبعث عليكم عباداً له أولي بأس شديد لا يخافون في الله لومة لائم جاسوا خلال ارض الرافدين ليبطلوا مخططكم الشيطاني الرهيب,وكما هزموا أمريكا وافشلوا مشروعها وأخرجوها من العراق مخذولة مدحورة سيُفشلون مشروعكم وسيُخرجونكم من أرض الرافدين أرض العروبة والإسلام,وبفضل الله أن الشعب السوري الحر ثار وانتفض في وجه النظام السوري الطائفي الذي يوفر الغطاء السياسي للمشروع الصفوي تحت غطاء المقاومة والممانعة,فهذا الغطاء انطلى على كثير من الناس ولكن الثورة السورية مزقت هذا الغطاء لتظهر حقيقة المقاومة والممانعة,فها هم أقطاب المشروع الصفوي(( إيران وحزب اللات والنظام السوري الطائفي)يقفون في خندق واحد ضد الشعب السوري الذي ينادي بالحرية.
وعما قريب وبإذن الله سنرى راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ترفرف فوق المنطقة الخضراء التي يتحصن بها هؤلاء وفوق بغداد وفوق جميع المدن العراقية وفوق دمشق وجميع المدن السورية,فهذه سنة الله في الظالمين ولن تجد لسنة الله تبديلا.
((قل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)) ] أل عمران : 12 [
الحمد لله وحده نصر عبده وهزم الأحزاب وحده والله اكبر الله اكبر الله اكبر ناصر المستضعفين وقاسم الجبارين.
أما عناوين المقالات التي كنا نؤكد بها على((هزيمة الحلف الصليبي الأمريكي في العراق))فهي منشورة على الانترنت وعلى كثير من المواقع بالعناوين التالية,فمن أراد أن يطلع عليها فليبحث عنها بواسطة الجو جل وهي كالتالي:
1-((هل الثورة الإيرانية إسلاميه أم مذهبيه قومية؟؟؟)))
2-(ماذا يجري في لبنان؟؟)(هل هو مشروع إيراني شيعي مذهبي صفوي أم حزب الله؟؟).
3-((الخطر السبئي الصفوي الرافضي الوثني المجوسي العلقمي الداهم)).
4-الولايات المتحدة الأمريكية وبداية النهاية(في الذكرى الثالثة لوقوع أمريكا في الفخ ).
5- (في الذكرى الرابعة لاصطياد الغول الأمريكي في العراق الله اكبر الله اكبر نحن على أبواب النصر المبين).
6-- في الذكرى الخامسة لحرق وتدمير وتخريب حاضر العالم الإسلامي بغداد على يد الحضارة الأمريكية!!! أين هو حوار الحضارات؟؟؟
7- في الذكرى الخامسة للحملة الصليبية على العراق عصر إمبراطورية الاستكبار والشر والظلم والعدوان الأمريكي إلى أين..؟؟؟
8-(الهروب الأمريكي الكبير في الذكرى السابعة لاحتلال العراق)وها هو صبح النصر بدأ يتنفس.
9-((بين سنديان الصفويين في لبنان ومطرقتهم في العراق استيقظ أهل السنة والجماعة على الحقيقة المرة)).
10-(نحن دُعاة فطنة وحماة للعقيدة ولسنا دُعاة فتنة)(فالحذر الحذر أيها المسلمون من السبئيين الصفويين شيعة أبو لؤلؤة المجوسي).
11-(لماذا هذا الذي يجري في العراق لأهل السنة على أيدي الشيعة؟؟(.
12-( الله أكبر الشيعة يقتلون الفلسطينيين اللاجئين في ألعراق ).
13-((كيف باع الأراجوز مقتد الصدر جيشه عصابات المهدي)).
14-( الأمريكان وغربان البين في أرض الرافدين)(ضل من كانت الغربان تهديه).
15-اعرف عدوك؟؟؟عدونا بثلاثة رؤوس!!!(الصليبية العالمية واليهود وإيران الصفوية).
16- ((ما هذا يا حزب ولاية الفقيه الصفوي ؟؟؟هل هي عملية تبادل للأسرى أم نبش للقبور وجريمة كبرى؟؟؟)).
17- (إنا نبشرك يا بغداد بنصر الله القريب القادم).
18-( احتلال العراق والاطاحه بصدام حسين لماذا ؟؟؟ !!!)
19-(التاريخ سيحكُم لصدام حسين وليس عليه )
20-(الله اكبر الهروب الأمريكي الكبير من العراق قد أنجز كما بشرنا)
محمد أسعد بيوض التميمي
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية
من هو هادي العامري.. رئيس فيلق بدر ورجل إيران الأول في العراق؟
حصل "الملف نت" على وثائق في غاية الاهمية تكشف عن بعض ملامح التدخل الايراني الامني والاستخباري والعسكري في العراق عبر ابرز حلفائها في الساحة العراقية المجلس الاعلى للثورة الاسلامية والمليشيا التابعة له "منظمة بدر" ، حيث تتحدث الوثائق المتوفرة لدى الملف نت بصورة رئيسية عن الدور الذي يلعبه هادي العامري رئيس مليشيا بدر الشيعية والذي يتراس، في الوقت ذاته لجنة النزاهة في البرلمان العراقي.
ومن المعروف ان قادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وذراعه العسكري "فيلق بدر"، كان مقرهما في السنوات التي سبقت سقوط نظام صدام حسين في ايران، وكانا يتلقيان الدعم والاوامر من الاجهزة الامنية الايرانية.
وخلال العامين الماضيين تحدث العديد من السياسيين العراقيين الوطنيين عن التدخلات الايرانية في الشان العراقي عبر المجلس ومليشيا بدر وقد اتهم هؤلاء السياسيون من قبل ايران وحلفائها بانهم عملاء للولايات المتحدة ومازال مسلسل هذه الاختراقات والحديث عنها مستمرا ، حيث اتهمت قبل عدة ايام عشيرة الجنابي ايران وما اسمتهم عملائها في وزارة الداخلية العراقية بالوقوف وراء اغتيال المحامي سعدون الجنابي محامي احد اعوان الرئيس العراقي المخلوع.
وقبل شهرين تقريبا تفجرت فضيحة تهريب محركات طائرات ميغ 29 العراقية في كراج تابع لمنظمة بدر وهي على اهبة التصدير الى ايران، وتصدير الكثير من معدات هيئة التصنيع العسكري عبر الحدود الى طهران، وانتشار الجمعيات ذات المسميات الاسلامية والانسانية في مدن الجنوب العراقي، والتى تفيد تقارير صحفية وامنية كثيرة الى انها تدار من قبل المخابرات الايرانية "اطلاعات" بالاضافة الى تاكيد عشيرة الجنابي عن وجود طابق في وزارة الداخلية تسيطر عليه المخابرات الايرانية "ويجري فيه تعذيب وقتل العناصر السنية الناشطة، وهو اتهام دفع السفير البريطاني في بغداد الى مطالبة "حكومة الجعفري" بالتحقيق في هذا الامر، هذا بالاضافة الى عمليات تصدير السلاح وبكميات كبيرة الى العراق وعمليات دخول اعداد كبيرة من عناصر اطلاعات والحرس الثوري الى العراق، و التدفق المريب والخطير للمخدرات الايرانية الى بلد لم يعرف هذه "الافة " في السابق.
وتتحدث التقارير الواردة من بغداد عن ايران هي التى تقف وراء عمليات الاختطاف والاغتيال المبرمجة الموجهة ضد عناصر مناوئة لها، واغلبهم من السنة، حيث ينفذ هذه العمليات اشخاص يرتدون "زي الشرطة ويستقلون سيارات تابعة لوزارة الداخلية". والاتهامات في هذا الصدد عديدة وقائمة الذين جرى اغتيالهم او اختطافهم عديدة، ولعل ابرزهم المحامي سعدون الجنابي ، محامي عواد البندر، المسؤول في النظام السابق المعتقل حاليا لدى قوات التحالف الدولي
وتركز العديد من التقارير الامنية والصحفية في فهم طبيعة الدور الايراني في العراق على الشخصية الابرز في هذه المعادلة والذي يملك كل المفاتيح فيما يتعلق بالارتباط مع ايران، هادي العامري، الذي يتولى قيادة جهاز الامن الاقوى في العراق حاليا الاوهي منظمة بدر .
من هو ابو حسن العامري؟
هادي فرحان عبدالله العامري الملقب بـ «ابو حسن العامري» يتولى في الوقت الحاضر قيادة منظمة بدر ومن الاشخاص الذين يرتبط بشكل مباشر مع فيلق القدس الايراني .
بدا مشوار العامري مع المعارضة الشيعية مطلع الثمانينات، عندما غادر العراق الى الاردن الذي بقي فيه بضعة ايام ثم انتقل الى سوريا، وهناك اتصل بالمجلس الاعلى وجرى تسفيره الى ايران، وامضى كل السنوات التي تلت هناك.
يمتلك العامري جنسية ايرانية باسم (حسن عامري) وزوجته ايرانية، وهو دائم الزيارة ويلتقى بصورة مستمرة ودورية بـ (قاسم سليماني) قائد فيلق القدس التابع لقوات الحرس الايرانية.
مارس العامري اثناء وجوده في ايران دورا في تعذيب الاسرى العراقيين الذين وقعوا في ايدي ايران اثناء الحرب العراقية- الايرانية.. ويتهمه اسرى عادوا من هناك بانه كان الاقسى ضدهم. وقد ساعده هذا الدور في تبؤا المكانة التي يحتلها عند الايرانيين.
ابو حسن التحق في عام 1986 بفيلق بدر ودخل دورة (دافوس) العليا (كلية القيادة والأركان) في جامعة الامام الحسين التابعة لقوات الحرس الايرانية ورتبته تعادل عميد الحرس.
كما احتفظ ابوحسن العامري خلال العامين الماضيين يارتباطاته مع فيلق القدس ويتم ارسال رواتبه باستمرار من ايران كعضو في فيلق القدس. على رقم حسابه (3014) ورقم ملفه في سجل الرواتب في فيلق القدس (10074) ويتقاضى شهرياً أكثر من مليونين وستمائة ألف ريال ايراني ما يعادل راتب عميد في الحرس الايراني.
كان لابي حسن في ايران ارتباطات مع أعلى مستويات القيادة في فيلق القدس مثل قاسم سليماني وقاآني – قائد فيلق القدس ونائبه – وكذلك عميد الحرس حامد رئيس استخبارات فيلق القدس، وكريم رئيس مديرية العمليات في فيلق القدس، وكذلك مع عميد الحرس ايرج مسجدي وعميد الحرس احمد فروزنده وعميد الحرس محمد جعفري رئيس استخبارات هيئة قيادة ألاركان في قوات الحرس، و بقية قادة قوات الحرس ويجتمع معهم وكان يتلقى أوامره بشكل مباشر من عميد الحرس قاسم سليماني و مسجدي وجعفري.
وأثناء سقوط النظام السابق وعند دخوله مدينة العمارة لاول مرة عبر نقطة مهران الحدودية كان يرافقه قادة مقر ظفر التابع لمقر رمضان .
المعلومات المتوفرة لدى الملف نت تشير بوضوح الى ان ابي حسن يقدم تقاريره الامنية عن الاوضاع في العراق لقاسم سليماني في كل زيارة قام بها لايران.
بتاريخ 20 شباط 2002 ذهب الى كرمانشاه عبر الكوت وشارك في اجتماعات مع قادة فيلق القدس . و بتاريخ 30 شباط 2002 شارك مع ابوذر الخالصي الذي وصل كرمانشاه من بعقوبة قبل يوم في اجتماع لقادة فيلق القدس التابع لقوات الحرس وتلقى الخطوط والتوجيهات من عميد الحرس جعفري.
وتقول المعلومات ايضا انه و بتاريخ 28 شباط 2003 شارك في اجتماع مع قادة مقر فجر بمدينة الاهواز. و في كانون الثاني عام 2005 التقى في نقطة حدودية مع قادة فيلق القدس.
قوات بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية ابو حسن العامري عضو كبير في اللجنة المركزية للمؤسسة المسماة بـ «الجهاز المركزي» الذي هو أكبر تنظيم امني – عسكري موجود في العراق يخطط و ينفذ يومياً عشرات المهمات العسكرية والامنية ضد المناوئين لايران في مختلف المدن العراقية ويعمل مباشرة بامرة عبدالعزيز الحكيم شخصياً.
يتلقى الجهاز المركزي فتواه لعمليات الاغتيال من مكتب خامنئي ويتم تحديد الاهداف بالتنسيق مع قيادة مقر رمضان الايراني ومن ثم يتم تنفيذ اية عملية من العمليات المتفق عليها و للجهاز المركزي 7 أعضاء رئيسيين كلهم في الوقت الحاضر مسؤولون في وزارة الداخلية أو الشرطة العراقية وفق ما تتحدث عنه التقارير.
كما تتحدث التقارير الامنية التى كشفتها مصادر سياسية مطلعة لـ الملف نت في عمان ان من ابرز المهام الجديدة التى كلفت فيها منظمة بدر مع اقتراب الانتخابات التشريعية العراقية هي تصفية المناهضين للنظام الايراني جسدياً او اغتيالهم سياسيا ومعنويا من تشويه صورتهم في الشارع العراقي عبر اختلاق وتلفيق قصص غير حقيقة تشكك في وطنيتهم او سيرتهم الذاتية او الصاق تهم مثل الفساد وغيرها بهم .
التقارير نفسها تتحدث عن ان هادي العامري يتسلم شهرياً مبلغ ثلاثة ملايين دولار رواتب منتسبي فيلق بدر في عموم العراق ومبالغ أخرى لتنفيذ العمليات والنشاطات الارهابية – الاستخبارية من فيلق القدس وذلك بارسال المسؤول المالي لمنظمة بدر الى ايران وادخال المبلغ الى العراق.
الوثائق
التأريخ: 26/7/2005
دفع نفقات ورواتب أعضاء منظمة بدر والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية من قبل قوة القدس التابعة لفيلق حرس الثورة الايرانية
إشارة إلى المعلومات السرية التي حصلناها عن قوة القدس التابعة لفيلق حرس الثورة الإسلامية خلال السنتين ونصف السنة الماضية منذ سقوط حكومة العراق السابقة، إستمر مكتب خامنئي وقوة القدس بدفع رواتب أعضاء منظمة بدر والمجلس الأعلى النفقات المطلوبة في العراق ولم يحدّد وقت خاص لقطع دفع هذه الأموال. تم دفع آخر وجبة الرواتب للمنظمة والمجلس لحد شهر يونيو/حزيران الماضي.
ومن الجدير بالذكر أن الوثائق المستحصلة من داخل ايران تشير بوضوح الى العلاقات المالية بين منظمة بدر والمجلس الأعلى مع النظام الايراني بعد مضى عامين عن عودتهم إلى العراق.
الوثائق تثبت إنتماء المجلس الأعلى إلى النظام الايراني ،وتتضمن ميزانية المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق
تقوم الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية بتأمين الميزانية والاعتبارات المالية للمجلس الأعلى.
تشمل الوثيقة الاولى رسالة بعث المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق إلى لجنة قيادة النصر وتدلّ الوثيقة الثانية إلى تقدير اعتبارات الميزانيه المجلس الأعلى للسنة الايرانيه 1382 التي تصادف السنة 2003 الميلادية.
نظرا للنظام المالي في القوات المسلحة الايرانية الذي يدفع الميزانية بالعملة الصعبة الايرانية وهي تومان ودفع رواتب أعضاء المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي يتم بدولارات، يبرز هناك اختلافا في المبالغ عندما تصرف العملة الايرانية إلى الدولار وهو موضوع الرسالة التي بعث بها المجلس الأعلى مطالبا فيها لجنة قيادة النصر بتعويض الاختلاف. وتجدر الاشارة الى ان هناك ثلاث انواع من العملات للصرف في ايران.
وتشير المعلومات الاضافية أن مسؤول الامور المالية في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق سافر الى طهران بعد يوم من إرسال الرسالة أي في يوم 12/5/2003 وحضر اجتماعا مع العقيد حرس غلامي أحد مسؤولي شعبة التخطيط والبرمجة ـ دائرة الميزانية والاعتبارات في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الايرانية وقاما الاثنان بحل معضلة الاختلاف المالي. وفيما يلي ترجمة نص الرسالة ننشرها كما وردتنا وبكل الاخطاء الواردة فيها لغويا:
-------------------------
الوثيقة رقم 1
بسمه تعالى
المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الرقم: ..... 451
اللجنة التنفيذية
التأريخ : 21/2/82
فوري
إلى / لجنة قيادة النصر الموقرة / الميزانية والأمور المالية
موضوع / التفاضل التطبيقي
نظرا للظروف الحساسة في العراق في المرحلة الراهنة من الضروري أن تُحسب رواتب موظفي المجلس الأعلى بأكمل مايمكن.
وعليه يرجى إخبار مبلغ التفاضل التطبيقي للحد الأدنى لموظفي المجلس الأعلى في السنة الجارية إن أمكن.
نتمنى لكم الموفقية والتوفيق
التوقيع
رئيس اللجنة التنفيذية
محمد تقي المولى
نسخة الى
الاركان العامة للقوات المسلحة ـ معاونية التخطيط والبرمجة والميزانية ـ للاستحضار
رئاسة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ـ للاطلاع
-----------------------
الوثيقة رقم 2
تشير الوثيقة التالية الى الميزانية المصادقة عليها في السنة 1381 الايرانية (المصادفة 2002 الميلادية) والميزانية المقترحة من قبل الاركان العامة للقوات المسلحة في السنة 1382 (2003 الميلادية). يستلم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق رواتب موظفيه من طهران بصورة رسمية وهم فعلا في العراق ويعتبر المجلس الأعلى جزءا مرتبطا بالاركان العامة للقوات المسحلة الايرانية.
ويجدر الاشارة أن الميزانية المقترحة للمجلس الأعلى تم تخصيصها في حالة تواجده في العراق ولم تخصص النفقات للمجلس في حالة كان في طهران.
جدول الاعتبارات المالية للمجلس الأعلى المقترحة من قبل الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية
المبالغ محسوبة بالريال (العملة الايرانية)
ت الموضوع الاعتبارات المالية المصادقة عليها في سنة 1381(2002 الميلادية) الميزانية المقترحة من قبل الاركان العامة لسنة 1382 (2003 الميلادية)
الملحوظات
1 الرواتب والاضافات 4.000.000.000 4.000.000.000
2 اضافات العيد 216.000.000 216.000.000
3 اضافات العمل 70.000.000 52.000.000.
4 مصاريف الواجبات والنقل والاتصالات 137.000.000 120.000.000
5 العلاج 135.000.000 135.000.000
6 الايجار 88.000.000 88.000.000
7 مصاريف الهاتف 20.000.000 20.000.000
8 مصاريف الخدمات المتفقة عليها والمستهلكات والوقود والماء والكهرباء 738.000.000 700.000.000
9 مصاريف السلع الغير مستهلكة والاجهزة 168.000.000 80.000.000
10 مصاريف الضيافات والمراسيم 630.000.000 500.000.000
11 مصاريف التدفين 5.000.000 4.000.000
12 مصاريف الامور الامنية والحماية وافراد الحماية 400.000.000
13 الحماية الالكترونية 268.321.536
14 السرّي 125.000.000 125.000.000
15 شراء الخدمة 280.000.000
16 الاعتبارات الجارية والخطط والبرامج الجديدة للمجلس الأعلى 847.530.000
17 اعتبارات البرامج والخطط والبرامج الجديدة للمجلس الأعلى 1.000.000.000
المجموع الكلي 9.127.851.536 6.560.000.000
-----------------
سري
عملية اغتيال مجبل الشيخ عيسي
تفاصيل عن إغتيال السيد مجبل الشيخ عيسى من اعضاء اهل السنة في لجنة صياغة دستور العراق من قبل عملاء قوة القدس الإيراني
التاريخ: 8/8/2005
حسب الأوامر التي أصدرت من قبل معسكر فجر في اهواز التابع لقوة القدس الإيرانية، قامت الجبهة الإسلامية الموحدة فرع الناصرية ألتي تتكون من ”منظمة بدر“ و ”حركة 15 الشعبان“ و ”منظمة الطليعة الاسلامية“ و ”حزب الدعوة الإسلامية ـ تنظيم العراق“ و . . . . _ بعقد إجتماع في شهر تموز عام 2005 في الناصرية و أختاروا اهدافهم للعمليات الإرهابية و وضعوا الأسماء التالية على قائمة الإغتيالات:
1. الشيخ حارث الضاري
2. مشعان الجبوري
3. الدكتور اياد علاوي
4. حازم الشعلان
5. الدكتور محسن عبد الحميد
6. اللواء رشيد فليح من وزارة الداخلية
7. الدكتور مجبل الشيخ عيسى
8. الدكتور كامل العبيدي
9. ايهم السامرايي ( وزير الكهرباء السابق)
وفي اعقاب الخطة المذكورة أعلاه أغتيل الدكتور مجبل الشيخ عيسى بتاريخ 19/7/2005 مع عضو آخر من لجنة صياغة الدستور.
على صعيد متصل شرِح في تقرير سريّ (ننشره باخطائه اللغوية والاملائية والقواعدية) أرسلته المجموعات المنتمية إلى معسكر فجر تفاصيل الإغتيال كما يلي:
”بتاريخ 19/7/2005 تم مطاردة الدكتور مجبل الشيخ عيسى و الدكتور كامل العبيدي عضوي لجنة صياغة الدستور وتم حذفهما لأنهما كانا ضد خطة الفيدرالية في الجنوب كما كانا يساندان و يؤيدان الإرهاب و إيضا كانا يريدان أن يستخدما ثروات الجنوب لمناطق العراق الغربية. وفي نفس الحال يعرضان خطة ليست لصالح جنوب العراق ويقولان النظام الفيدرالي سيؤدّي إلى تجزئة العراق وسيصبح جنوب العراق كمحافظة إيرانية لأن أكثر أهل الجنوب من إيران“.
وفيما يلي أسماء الأشخاص الذين قاموا بتنفيذ هذه العملية:
الف. ابو علي الإبراهيمي من منظمة بدر
ب. محمد ضيدان من منظمة بدر
ج. ابوعلي البغدادي من حركة 15 شعبان
د. ابوعلي المشرفاوي من حزب الدعوة-تنظيم العراق
هـ. عباس فاضل من حركة 15 شعبان
و. ابو احمد المدب من حزب الدعوة - تنظيم العراق
ز. عبدالباسط من منظمة الطليعة الإسلامية
من الجدير بالذكر أن هذه العملية نفذت بإطلاق النار عليهما بعد نهاية إجتماع لجنة صياغة الدستور و عندما كانا يذهبان إلى بيتهما حوالي الساعة 1200 ظهراً و أن الشخصين اللذين فتحا بالنار كانا محمد زيدان من منظمة بدر و عباس فاضل من حركة 15 شعبان.
الأزمة العراقية ومستقبل العلاقات الإيرانية
يلقي الكاتب الضوء على المواقف الإيرانية من قضية العراق وحيادها المزعوم من الحرب الأمريكية, والدور الذي لعبته إيران في إسقاط الحكم العراقي واستمالتها للمعارضة العراقية.......................المحرّر - الراصد.
من الطبيعي أن تكون إيران معنية بأي تطور عسكري أو سياسي في العراق شأنها في ذلك شأن باقي دول المنطقة. لاسيما دول الجوار الجغرافي, وذلك أمام العديد من الاعتبارات من بينها: ما يتعلق بمستقبل المنطقة بعد الحرب الأمريكية على العراق, هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية, تشير التناقضات التي تعوق حدوث تقارب حقيقي بين إيران والعراق إلى قوة أثر العامل الأمريكي في رسم مسار العلاقات المتعثرة بينهما بعد حرب الخليج الأولى, كما تكشف عن تداخل الاعتبارات الجغرافية والتاريخية في تشكيل وتحديد طبيعة التفاعلات الجيوبوليوتيكية بين الجانبين.
ومن ناحية ثالثة, فإنه ومنذ وصول الرئيس محمد خاتمي إلى السلطة في إيران عام 1997, بدا وكأن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تسير نحو التحسن, فشروط اللقاء بينهما تضاعف وجودها, ولكن نظراً لأن هذه العلاقات تدخل ضمن دائرة الصراع الداخلي بين المحافظين والإصلاحيين, فإن المحاولات التقاربية التي أبداها الإصلاحيون سرعان ما تم إجهاضها.
ومن ناحية رابعة, فإنه مع وجود عدة تيارات تؤكد أن إيران هي الحلقة المقبلة في مسلسل إعادة تشكيل العالم الذي تقوده الولايات المتحدة, وأن احتلال أمريكا للعراق يعني زيادة الطوق على النظام الإيراني الذي لا تخفي الإدارة الأمريكية رغبتها في سقوطه, فإن السؤال الأساسي فيما يتعلق بإيران هو معرفة ما إذا كانت الحرب الأمريكية ضد العراق بإمكانها أن تغير التوازنات الداخلية, وتعطي دعما لجناح على حساب جناح آخر, أم أنها ستذهب إلى حد تشكيل خطر فعلى على النظام الإيراني برمته.
في إطار هذه الاعتبارات وغيرها -والتي لاتخفى على صانعي القرار في النظام الإيراني - جاءت توجهات الإدارة الإيرانية للأزمة العراقية الحالية, الأمر الذي يدفع إلى أهمية تناول هذه الإدارة, وبيان تأثيرها على مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية, وهو ما يمكن تناوله وفق الأبعاد والمحاور التالية:
المحور الأول: محددات الإدارة الإيرانية للأزمة العراقية:
في توجهاتها لإدارة الأزمة العراقية وفي تحديد السياسات والآليات التي اعتمدت في هذه الإدارة, انطلقت إيران من عدة محددات أو اعتبارات أساسية وهي:
أولاً: محددات نابعة من علاقاتها بالعراق:
إن العلاقات الإيرانية-العراقية شأنها شأن الكثير من العلاقات الثنائية في المناطق الحيوية, ذات الطبيعة الساخنة أو المتوترة, محكومة بقاعدة عدم التعاون والتطور أو النزاع والتصادم, وإذا توافرت الإرادة السياسية لدى الطرفين في العمل على خلاف هذه القاعدة فسرعان ما تعود الأمور إلى ما كانت عليه, بسبب أحداث وتطورات سياسية ربما تكون كبرى عند أحد الطرفين, لتعيد ضبط إيقاع علاقاتهما الثنائية في سياق هذه القاعدة.
وفي هذا الإطار لم تشهد العلاقات الإيرانية-العراقية أي تطور أو تحسن منذ قيام الدولة العراقية الحديثة (1932) باستثناء فترة قصيرة أثناء الحكم الملكي في العراق والتي أعقبت توقيع الطرفين على اتفاقية عام 1937 والتي رسمت الحدود المائية بينهما في منطقة شط العرب, وكذلك وجود نوع من التفاهم بينهما حول مسألة تشكيل مجلس التعاون الخليجي في منتصف السبعينيات وبعد التوقيع على اتفاقية الجزائر. إلا أن قيام الثورة الإسلامية, قوض هذا التفاهم ودفع بعلاقاتهما الثنائية إلى حرب طاحنة بين عامي 1980 و 1988.
وجاءت حرب الخليج الثانية عام 1991 لتضيف تعقيدا آخر وملفات جديدة إلى علاقاتهما, فتداعيات هذه الحرب كان لها العديد من الانعكاسات على هذه العلاقات, من ابرزها الخلاف حول الطائرات العراقية التي تم نقلها إلى إيران لحمايتها وانقاذها من الهجوم الأمريكي, وكذلك اتهام بغداد لطهران بتورطها في الأحداث الداخلية العراقية التي تحركت على شكل انتفاضة شعبية في مارس عام 1991.
وفي ظل هذه الخلفيات الصراعية فإن طهران لا تنظر بثقة أو اطمئنان إلى صدام حسين وإنما تتعامل معه على قاعدة الشك والريبة, فهو في نظرها الذي وقع اتفاقية الجزائر عام 1975 ثم عاد ليلغيها عام 1980 ويعلن الحرب على إيران, أما العراق فتحركه مخاوف من طموحات إيرانية في القوة والنفوذ لما وراء الحدود في منطقة الخليج بصورة عامة وفي العراق بشكل خاص. ولذلك لا يتوقع المراقبون أن يلتقي الطرفان على خيار استراتيجي في العمل على تسوية وتصفية ملفات علاقاتهما الثنائية.
أما ما يثار بين الحين والآخر عن الإعراب المتبادل عن الرغبة والاستعداد لتطبيع العلاقات المشتركة بين الجانبين وتبادل الزيارات والاجتماعات واللقاءات, فهي مجرد وسائل مرحلية في إدارة عامة لملفات عالقة وأزمة مستديمة على أمل حدوث تطور جذري في الدولتين قد يساعد في حدوث اختراق حقيقي لتلك الملفات.
وفي هذا الإطار يمكن القول بأن إيران لا يهمها في التهديدات الأمريكية ضد العراق إسقاط نظام الرئيس صدام حسين أو تشكيل عراق ضعيف البنية, وإنما الذي يهمها بالدرجة الأولى هو ألا يكون المشروع الأمريكي الراهن لضرب العراق مرحلة أولية, ما إن تنتهي حتى ينطلق إلى إيران لإقصاء نظامها السياسي أيضاً و لتحجيمه, وفك ارتباطه مع الحلقات الفاعلة في الصراع العربي الإسرائيلي وخاصة على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية.
ثانيا: محددات نابعة من علاقاتها بالولايات المتحدة:
إذا كان البعد الأيديولوجي قد هيمن على السياسية الخارجية الإيرانية في بداية الثورة وفي ظل وجود آية االله الخميني, فإن الرئيس هاشمي رافسنجاني (1989-1997) قد تبنى سياسة براجماتية أكثر واقعية في حكم إيران خلال سنوات حربها مع العراق, وخفف من تأثير البعد الأيديولوجي في هذه السياسة, وعندما جاء الرئيس خاتمي للحكم عام 1997 تبنى الاتجاه الإصلاحي وألمح إلى الرغبة في التقارب مع الولايات المتحدة, وحاولت الإدارة الأمريكية في عهد كلنتون تطبيع العلاقات مع إيران رغم القيود التي فرضتها عام 1995 على شركات النفط الأمريكية الكبرى من الاستثمار في قطاعات النفط الخام والغاز الطبيعي الإيرانية.
وخلال فترة التسعينيات وحتى أحداث سبتمبر, يمكن القول بأن الولايات المتحدة قد مرت في علاقاتها مع إيران بثلاث مراحل أساسية اعتمدت في كل منها على سياسيات وآليات مختلفة للتعامل مع إيران, وذلك على النحو التالي:
1. مرحلة ما عرف باسم السياسات العمياء ضد إيران (1991 – 1993).
فقد حاولت الولايات المتحدة في هذه الفترة أن تحبط كل مساعي إيران السلمية حتى تعزلها, واستمرت في تصنيف إيران في المحافل الدولية والإقليمية بأنها دولة توسعية تتبنى الأصولية الإسلامية وحذرت من نفوذ إيران واختراقها لدول الجوار الجغرافي, والإدعاء بأن إيران تسعى من أجل تصنيع قنابل نووية لتسيطر على المنطقة, وأنه ينبغي على دول المنطقة أن تعمل على الحد من النفوذ الإيراني.
2. مرحلة الاحتواء المنظم لإيران (1993 – 1996):
فمع اكتشاف مصادر ضخمة للنفط في آسيا الوسطى, وتزايد أهمية الدور الإيراني باعتباره البوابة المهمة للمنطقة, فقد ازدادت رغبة الولايات المتحدة في عرقلة نفوذ جغرافية إيران السياسية, وذلك عن طريق عدد من الإجراءات منها: اقرار قانون احتواء إيران والذي عرف باسم (قانون داماتو) عام 1996, (رغبة منها في حرمان إيران من المشاركة في مشاريع الطاقة ومنع مرورها عبر أراضيها) والضغط على روسيا وغيرها من الدول التي لها علاقات مع إيران لمنعها من تطوير علاقاتها وخاصة ما يتعلق منها بالتسلح النووي.
3. مرحلة الاحتواء المتخبط (1997 –2001).
وبدأت هذه المرحلة مع انتخاب السيد محمد خاتمي لرئاسة إيران. وأصبحت معارضة الولايات المتحدة لإيران بلا حجة مؤثرة, وخاصة مع التحركات الإيجابية للسيد خاتمي (حيث قام بتوجيه عدة رسائل ودية إلى الشعب الأمريكي وطرح فكرة حوار الحضارات, وأعلن عن تبني سياسة خارجية هادفة إلى إزالة التوترات الإقليمية) وبجانب هذه التحركات ظهرت حركة جديدة في المحافل الاقتصادية والسياسية في أوربا تدعو إلى تحسين العلاقات مع إيران.
ولكن في مقابل هذه التحركات ظل هناك عاملان أساسيان وقفا عائقاً أمام تحرك إيران في المنطقة, هما: أن الولايات المتحدة ترغب في أن يكون لها الدور الأول في منطقة الشرق الأوسط وهو ما يتعارض مع الأهداف الإستراتيجية الإيرانية. وكذلك سعي الولايات المتحدة من أجل حرمان إيران من استغلال موقعها الاستراتيجي, وذلك عن طريق وضع المعوقات أمام إيران في أهم مصادر دخلها القومي وهو البترول في مراحل استخراجه وانتاجه وبيعه, وكذلك حرمان إيران من التقنية المتقدمة في استخراجه وانتاجه وخطوط نقل الطاقة.
ثم جاءت أحداث 11 سبتمبر 2001, والموقف الإيراني المعلن منها والدور الإيراني في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان, فكانت هذه الأحداث بمثابة فرصة مناسبة لتطبيع العلاقات الأمريكية الإيرانية, وفتح باب الحوار أمام تفعيلها, إلا أن أمريكا لم تكن راغبة في فتح باب الحوار كما اعتقد الساسة في إيران, لكنها كانت في حاجة إلى تأمين وضعها العسكري في الحرب ضد طالبان, فما كان لها إلا أن تلجأ لإيران وروسيا وباكستان كقوى إقليمية أكثر إدراكا للوضع الأفغاني, هذا بجانب وجود أقلية شيعية في أفغانستان والعلاقة الوثيقة بين تحالف الشمال وإيران, فكانت هذه الأمور عوامل أدت للتحالف المؤقت بين أعداء الأمس.
إلا أنه ومع تزايد الاتهامات الإسرائيلية لإيران انتهزت الإدارة الأمريكية الفرصة, واتهمت إيران بايواء مجموعة من أعضاء القاعدة الفارين من أفغانستان, كما أعربت عن قلقها من محاولات إيران الانتهاء من تطوير صاورخ " شهاب 3 " الذي يصل مداه إلى 1300 كلم وكذلك القول بأن إيران اشترت " صواريخ ستنجر " الأمريكية الصنع من أفغانستان عام 1994.
هذا بالإضافة إلى أن أمريكا تراقب بحذر البرنامج النووي الإيراني, وتغلق على إيران شتى طرق التعاون مع أي قوى نووية خاصة روسيا والصين وكوريا الشمالية حتى لا يكتمل البرنامج النووي, إضافة إلى رغبة أمريكا في فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على إيران حتى تقلل من قوتها الإقليمية وتحد من معارضتها الوجود الأمريكي في المنطقة.
وأمام هذه التوجيهات تتعدد التفسيرات داخل إيران حول الأهداف الحقيقية للإدارة الأمريكية من هذه الاتهامات للسياسة الإيرانية. فهنالك من يجزم بجدية واشنطن في توجيه ضربة عسكرية إلى إيران قد تستهدف مفاعل بوشهر النووي ويدعو على ضوء ترجيح هذا الاحتمال إلى تعبئة قوى الداخل وإنهاء المنازعات السياسية بين التيارات المتنافسة, مع الاستمرار في الوقت ذاته في اعتماد سياسة إزالة التوتر في حركة الدبلوماسية الإيرانية, فيما ترى بعض أوساط النخبة السياسية أن التهديدات والتحذيرات الأمريكية المتواصلة تستهدف في المقام الأول تحييد الدور الإيراني ومنعه من التأثير في مخططات واشنطن لإعادة رسم الخارطة السياسية في المنطقة.
وهنا يرى عدد من المراقبين أن رحلة العودة للعلاقات الإيرانية- الأمريكية الطبيعية قد تكون قد بدأت بالفعل من خلال التحول النوعي الذي طرأ على القراءة الأمريكية الجديدة للتحولات الإيرانية. إلا أن هذه الرحلة أمامها معوقات كثيرة لابد أن يستعد لها الطرفان قبل أن تفاجئهم عوامل التحول المتسارعة في الاستراتيجيات والسياسات الإقليمية والدولية.
وعلى الجانب الآخر, يرى البعض أن مسألة العلاقة بين البلدين ليست مشكلة إيرانية بقدر ما هي مشكلة أمريكية, فما زالت مراكز أمريكية داخلية وبعض نواب الكونجرس الموالين لإسرائيل تقف عقبة أمام تحسين العلاقات مع إيران وبالنظر إلى الخسائر التي تتكبدها إيران خاصة على المستويات الإقليمية سواء في الخليج أو آسيا الوسطى من جراء الحصار الأمريكي. يمكن للنظام الإيراني أن يكون أكثر مرونة في عودة العلاقات خاصة وأن إيران في مجال علاقاتها مع بريطانيا أثبتت أنها قادرة على إزالة العقبات التي تواجه هذه العلاقات كلما استلزمت المصلحة ذلك.
ثالثا: محددات نابعة من علاقاتها الإقليمية:
تعاني إيران في تفاعلاتها الإقليمية من العديد من مصادر التوتر, هذه المصادر تنعكس بدرجة كبيرة على قدرتها على إدارتها للأزمات التي تواجهها, ومن بينها الأزمة العراقية الراهنة, ومن مظاهر هذه التوترات:
1. التوتر على الجبهة الشمالية: حيث تجد إيران نفسها وقد جاورتها عدة دول تحيط ببحر قزوين, وتلك الدول اختلفت أوضاعها وحساباتها, والنفوذ الأمريكي والإسرائيلي يتوغل فيها على نحو يقلق إيران, وقد اضطرت طهران للتدخل في عدة مناسبات دفاعا عن أمنها ومصالحها الوطنية, فوقفت إلى جوار أرمينيا في صراعها ضد أذربيجان (رغم أن الأخيرة ذات أغلبية مسلمة وشيعية) خوفا من تنامي نفوذ أذربيجان وسعيها لاحتواء القومية الأذرية في إيران, وبسبب العلاقات الأذربيجانية الأمريكية الوثيقة التي تقلق إيران.
2. التوتر على الجبهة الغربية: حيث توجد تركيا ، وارتباطاتها القوية بالولايات المتحدة وإسرائيل ، ووجود قناعة إيرانية بأن الولايات المتحدة تدعم تعاوناً استراتيجياً بين مثلث يضم تركيا وإسرائيل وأذربيجان ، يعمل على منع مد أنابيب النفط والغاز من بحر قزوين إلى العالم الخارجي عبر إيران ، والهدف من ذلك هو الضغط على طهران وعزلها عن الترتيبات المستقبلية في القوقاز وقزوين وآسيا الوسطى لإحكام الحصار حولها.
3. التوتر على الجبهة الجنوبية: وينبع القلق من الأساطيل الغربية والقواعد الأمريكية في المنطقة ، وخاصة أنه من الجنوب يصدر النفط إلى مختلف أنحاء العالم، وهو سبب كاف لتمسك الأمريكيين بالبقاء في المنطقة, وفي ظل العلاقات غير الودية القائمة بين الجانبين ، فإن إيران تشعر بمزيد من القلق من هذا الوجود.
فإذا أضيف إلى ذلك وجود أمريكي كثيف في العراق ، فإن الجبهة الغربية لإيران ستصبح الأكثر سخونة والأشد خطراً ، خصوصاً مع وجود حدود مشتركة بين البلدين بطول 1630 كيلو مترا ، ونظراً لأن الولايات المتحدة لها طموحات أخرى تتجاوز إسقاط نظام صدام حسين.
رابعاً: محددات نابعة من رؤيتها لأمنها ومصالحها القومية:
فاعتبارات الأمن والمصالح القومية تشكل في المرحلة الراهنة جوهر التحركات الإيرانية ، وعن ذلك يقول مصطفى تاج زاده أحد مهندسي حركة الإصلاحيين في إيران:" من حيث المصالح القومية ليس في صالحنا بأي وجه من الأوجه انتصار أمريكا.. ذلك أن انتصار أمريكا في العراق يعنى محاصرة الجمهورية الإسلامية وتطويقها بالكامل من قبل أمريكا ، حتى إن لم تحدث هذه المحاصرة وكان الهجوم في مكان آخر وعلى بلد آخر لا يجاورنا من قريب ولا بعيد ، علينا أن نرفض ذلك ،لأننا استراتيجياً نرفض الحرب لاعتقادنا بوجوب حل مشكلات عالم اليوم عبر الحوار والطرق السلمية ، وكذلك لاعتقادنا أن تدخل أمريكا أمر غير مشروع. إلا أن هذا لا يعني عدم التقدم لحل الكثير من مشاكلنا مع أمريكا ".
ومن جانبه قال حميد رضا آصفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية:" أنه في حالة اندلاع حرب تقودها الولايات المتحدة على العراق فإن إيران ستبحث عن أمنها ومصالحها القومية ، وستسعى لتجنب أي تقسيم لأراضي جارتها التي تضم جماعات متباينة عرقياً ودينياً وستدرأ أي تدفق للاجئين عبر حدودها ".
وفي إطار هذه الرؤى كان طبيعياً أن تراعي إيران في إدارتها للأزمة العراقية حسابات المكاسب والخسائر المحتملة ، فمن بين المكاسب التي قد تجنيها إيران من هزيمة العراق: الإطاحة بنظام صدام -عدوها اللدود- والتخلص من برامج الأسلحة التي قد تكون لديه ، وكذلك القضاء على بضعة آلاف من مقاتلي جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة المقيمين في العراق.
ولكن في مقابل هذه المكاسب فإن نصرا أمريكياً سيثير مخاوف إيران من خطر التطويق الذي أثاره بالفعل النشاط الأمريكي في أفغانستان على حدودها الشرقية ، ووجود قواعد جديدة لها في وسط آسيا ، هذا إلى جانب استمرار الوجود الأمريكي لفترات طويلة في دول الخليج العربية ، كما أنه إذا كان الغزو سريعا وحقق نجاحاً يؤدي إلى حكومة مستقرة في بغداد فإن إيران ستواجه عدة مخاطر:
- اقتصادية (حيث ستواجه منافسا قويا على الاستثمارات الغربية في قطاع الطاقة لديها).
- ودينية (حيث ستفقد مدينة قم الإيرانية الدينية سيطرتها المؤقتة كمركز للشيعة مع عودة كبار رجال الدين الإيرانيين والعراقيين المنفيين إلى مدن عراقية مثل النجف وكربلاء).
- وسياسية (حيث سيحفز أي تحول ديمقراطي في العراق سرعة المطالبة بإصلاح النظام السياسي القائم في إيران).
- وسكانية (حيث ستجد إيران نفسها في مواجهة موجات من اللاجئين العراقيين).
- وأمنية (حيث قد تتعرض إيران لموجة من صواريخ الغاز السام التي قد يطلقها حاكم العراق كضربة أخيرة للانتقام من أعدائه ، إذا ما انحرف الهجوم الأمريكي على العراق عن طريقه المرسوم ، كما أن تعرض العراق لحرب أهلية تهدد الشيعة ، و وجود طلب للمساعدة سيفرض أزمة على إيران ذات الأغلبية الشيعية).
إن إيران يمكن أن تلعب دورا فاعلاً في عراق ما بعد الحرب ، فوزنها الإقليمي إلى جانب نفوذها لدى شيعة العراق قد يساعد في تحقيق استقرار العراق بعد الإطاحة بصدام.
يضاف إلى ذلك القناعة الإيرانية بأن الولايات المتحدة في حربها ضد العراق إنما تحاول تغيير الجغرافيا السياسية في منطقة الخليج ، كما تحاول أيضاً إضعاف القوى الإقليمية فيها، لذا تشعر إيران باستهداف مباشر وأنها ستكون الهدف التالي إذا حققت أمريكا أهدافها في العراق ، ومجيء نظام عراقي موال للولايات المتحدة يمكن أن يسهل للأخيرة مهمة العمل من أجل إسقاط النظام الإيراني خاصة وأن هناك أصواتاً علنية تطالب الإدارة الأمريكية بالعمل على إسقاط النظام الإسلامي ولو بالقوة ، كما أشارت عدة مصادر إلى أن الجيش الأمريكي سيذهب إلى العراق ليبقى هناك مدة طويلة من أجل القضاء على " بؤر التطرف " المساندة أو التي توفر مأوى للإرهاب وأسلحة الدمار الشامل ولا شك أن المقصود بذلك هو إيران.
كما أن الإدارة الأمريكية قد شكلت لجنة خماسية لتحديد الاستراتيجية الأمريكية الواجب اتباعها في بعض المناطق ومنها منطقة الخليج العربي. وقد قدمت هذه اللجنة عدة توصيات من بينها العمل على منع إيران من الحصول على أسلحه دمار شامل وضرورة إسقاط حكومة الثورة الإسلامية وإيجاد حكومة حليفة للولايات المتحدة.
كما أن إيران تتخوف من إقدام الولايات المتحدة على ضرب مفاعل بوشهر لاسيما في ضوء النوايا الأمريكية للعمل على منع إيران من حيازة سلاح نووي, وتثور المخاوف من تعرض المفاعل للدمار وادعاء أن ذلك تم بطريق الخطأ. وتنبع تلك المخاوف من وجود القوات العسكرية الأمريكية على مقربة من الأراضي الإيرانية حال توجيه ضربة للعراق, وهذه القوات قد تضطر إلى التقدم في المياه الدولية وربما دخول المياه الإقليمية الإيرانية للقيام بعملياتها, الأمر الذي يعني أن النجاح في السيطرة على الأراضي العراقية يسهل على الولايات المتحدة ضرب المفاعل النووي الإيراني.
ومن جانب آخر. وفي إطار حسابات الأمن القومي الإيراني فإن المواقف الإيرانية من العدوان الأمريكي على العراق ترتبط ارتباطا قويا بالمصالح الإيرانية في الخليج, ومجمل الرؤى الخاصة بالعلاقات الإقليمية, حيث يتعارض هذا الغزو مع سعي إيران لدعم وجودها ونفوذها في إقليم الخليج, عبر نزع أسباب التوتر مع العراق وتقوية العلاقات مع دول الخليج, وعبر الحد من النفوذ الأمريكي, وخاصة وضع إيران ضمن دول محور الشر مع العراق وكوريا الشمالية.
فإيران تدرك أن الغزو سيؤسس وجوداً عسكرياً أمريكياً في العراق, وسيكون كذلك مقدمه لترتيبات إقليمية تسمح لإسرائيل بالوجود في العراق بالقرب منها, ومن ثم فإن معادلة العلاقات الإقليمية في الخليج سوف تشهد اختراقا إسرائيليا غير مسبوق في ظل رعاية وحماية أمريكية لهذا الاختراق.
وأمام هذه المحددات وتلك الاعتبارات يمكن القول أن معالم الموقف الإيراني في إدارته للأزمة العراقية تتركز حول: الرفض المطلق لأي غزو أمريكي للعراق أو التدخل في شئونه الداخلية من ناحية, ومن ناحية ثانية تجنب أي مواجهة مع العراق, والالتزام بدرجة عالية من ضبط النفس للحيلولة دون التورط في أي مواجهة سياسية أو إعلامية مع العراق, رغم الاتهامات الشديدة التي يطلقها بعض المسؤولين العراقيين من وقت لآخر (من ذلك قول نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان بأن الأطماع الإيرانية في المنطقة لا تقل عن الأطماع الأمريكية والبريطانية كما اتهم الإيرانيين بأنهم حلفاء للصهاينة), ومن ناحية ثالثة التنسيق مع دول مجلس التعاون في الموقف من الأزمة, ثم الحرص على تجنب المواجهة مع أمريكا من خلال اتباع سياسية الحياد الإيجابي, بالالتزام بموقف سياسي معارض لضرب العراق وموقف عسكري غير منحاز لأي طرف من الأطراف المتصارعة.
المحور الثاني: آليات الإدارة الإيرانية للأزمة العراقية:
وأمام هذه التوجهات فقد تعددت الوسائل والسياسات التي اعتمدت عليها إيران في إدارتها للأزمة العراقية, وفي إطار هذه الوسائل وتلك السياسات يمكن التمييز بين:
أولا: سياسة الحياد الإيجابي:
فالسياسة الإيرانية إزاء الأزمة العراقية تتجاذبها ثلاثة اتجاهات.
الأول: يدعو إلى التعاون مع المخطط الأمريكي للإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين عبر تقديم دعم سياسي ولوجستى لقوى المعارضة العراقية وميليشياتها المسلحة بما يكفل للإيرانيين حصتهم في اللعبة الدائرة على الأرض العراقية.
الثاني: يرفض أي شكل من أشكال التعاون مع المخططات الأمريكية على مستقبل العراق ويرى أن مصداقية الجمهورية الإسلامية في العالم الإسلامي ستتأثر سلبا فيما لو حدث ذلك, ومن وجهة نظر أصحاب هذا الرأي فإن المخطط الأمريكي لا يقتصر على العراق وإنما يهدف إلى إعادة رسم خارطة المنطقة بما يعزز الوجود الأمريكي فيها ويحفظ أمن الكيان الصهيوني.
الثالث: يدعو إلى أن تتخذ إيران موقفا حياديا مما يجرى على مسرح الحدث العراقي عند انطلاق الحملات الأمريكية المرتقبة كما فعلت عند اندلاع حرب عام 1991.
وقد ترجمت سياسة الحياد الإيجابي في أفغانستان إلى دخول إيران في اللعبة عبر مساندتها للتحالف الشمالي, واشتراكها في إسقاط نظام طالبان, حتى أن بعض عناصر الحرس الثوري كانت مع قوات التحالف في أثناء دخولها إلى كابول, وقد قنن السيد علي خامنئى مرشد الثورة مفهوم الحياد الإيجابي, حيث أعلن في أصفهان في 30/10/2001, أننا نشجب الإرهاب, بكل أشكاله ونعارض الحملة الأمريكية على أفغانستان ونرفض الدخول في أي تحالف تقوده أمريكا.
وبمقتضى هذه السياسة فان إيران قد أدانت الحرب وفكرة تغيير الأنظمة بالقوة. وقررت ألا تعترض طريق القوات الأمريكية ولا تعرقل عملياتها, ولا تشارك في أي أنشطة عسكرية ضد العراق.
ثانيا: التنسيق مع المعارضة العراقية:
من بين الأهداف التي تسعى إليها القيادة الإيرانية في إدارتها للأزمة العراقية, أن تلعب دوراً جوهريا في اتخاذ أي قرار يخص عراق ما بعد صدام, وان تعزز مكانتها في المنطقة وتعمق علاقاتها مع أوربا, وإذا تحققت لها هذه الأهداف فإنها ستقوي علاقاتها مع دول صديقة للولايات المتحدة, يمكن أن تدافع عن موقفها إذا قرر الصقور بالإدارة الأمريكية استهدافها بعد نهاية الحرب على العراق, وحتى تحقق هذا الهدف, وبما أنها لا تملك ما تقدمه للولايات المتحدة أكثر من الوعد بأنها لن تسبب شيئا من المتاعب, فإنها حاولت تعزيز موقفها عن طريق تقوية علاقاتها بالمعارضة العراقية, واتجهت إلى التنسيق مع عدد من فصائل المعارضة العراقية, وقد أخذ هذا التنسيق عددا من المظاهر الأساسية.
1- اللقاءات والمشاورات: فهناك تحرك إيراني باتجاه المعارضة العراقية استعدادا لمواجهة ما وصفه مساعد وزير الأمن (محمد شفيعي) بمرحلة تطبيق سيناريو في العراق شبيه بما تنفذه الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان الآن, وهذا التحرك الإيراني بدأ بعد زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى طهران ثم زيارة شفيعي (المكلف بملف العراق في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني) إلى لندن, واجتماعه بشخصيات عراقية معارضة وتركزت محاورها على ضرورة تشكيل جبهة موسعة من ممثلي كافة فصائل المعارضة العراقية بغية تشكيل حكومة انتقالية للحيلولة دون مجيىء الولايات المتحدة ببديل مرتبط بها في مرحلة تغيير القيادة في العراق.
2- المشاركة في المؤتمر عقدته المعارضة العراقية بلندن في يناير 2003, حيث كانت إيران القوة الوحيدة الحاضرة بجانب الولايات المتحدة وساعد على بروز الدور الإيراني انعدام النفوذ العربي على المعارضة العراقية ككل من ناحية, وباعتبارها راعية المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق الذي ستكون لمساهمته أهمية خاصة في إضفاء الشرعية على الحكومة الانتقالية من ناحية أخرى.
والعلاقة بين إيران والمجلس الأعلى تبدو طبيعية خاصة وأن المجلس يعلن أنه يمثل الشيعة الذين يشكلون نحو 50% من سكان العراق ويؤكد أن المقصود بتحركاته في شمال العراق,هو ضمان أتاحة الفرصة لوجهة نظر شيعة العراق بشأن ما قد تشهده البلاد متى ما تمت الإطاحة بحكومة صدام البعثية, إضافة إلى ضمان عدم تجاهل مصالح إيران في الترتيبات المحتملة.
3-الدعم العسكري, فقد قامت إيران بالإشراف على تدريب قوات من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (المعروفة باسم لواء بدر) الذي يخطط حاليا لنشر قوات ربما تصل إلى 5000 جندي بشمال العراق, وتشير التقديرات الإيرانية إلى أن قوام " لواء بدر " يتراوح بين 5 آلاف و 30 آلف مقاتل. وهذه القوات مهما كانت أعداد أفرادها وجاهزيتهم, وقد لا تشكل قوة عسكرية حاسمة في الحملة التي تتـزعهما الولايات المتحدة للسيطرة على العراق, إلا أنها يمكن أن تثير حالة من القلق, وتمثل تحديا تواجهه القوات الأمريكية وهي تسعى للإطاحة بنظام صدام حسين. (يقول أسد الله آثاري ماريان, مستشار بوزارة الدفاع الإيرانية, مشيرا إلى تحركات قوات بدر في العراق: " يجب عليهم الذهاب إلى هناك, وإذا لم يشاركوا في الإطاحة بصدام حسين فانهم سيكونون خاسرين). وقد تسببت الأنباء المتعلقة بنشر قوات بدر في شمال العراق في تجدد التحذيرات التي أطلقتها وزارة الخارجية الأمريكية, من أنها ستعارض أي وجود تدعمه إيران في العراق وأن نشر قوات بدر سيمثل تطورا خطراً للغاية وسببا لزعزعة الاستقرار.
4-تنظيم اجتماع المعارضة الشيعية العراقية في طهران 6/3/2003 تحت شعار " ترتيب البيت الشيعي العراقي" بحضور نحو 250 ممثلا عن عدد من التنظيمات الشيعية العراقية, أبرزها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية.
وإذا كان هناك من يرى أن الحكومة الإيرانية لا تقف وراء المؤتمر, وأن الإعلام الإيراني الرسمي لم يهتم بالمؤتمر ولم يبرزه فإنه يمكن القول بأن الحكومة الإيرانية لو لم تكن راضية عن المؤتمر ومرحبة بنتائجه لحالت دون عقده, فإيران أرادت من خلال المؤتمر, أن تبعث إلى واشنطن برسالة مفادها إن ورقة الشيعة لا ينبغي تجاهلها, وأنها من الأوراق المؤثرة التي تسيطر عليها إيران.
وفي مقابل هذه التحركات, وبما يعكس جانبا من عدم الوضوح في السياسة الإيرانية, أعلنت إيران (12/12/2002) أنها لن تسمح لأي قوة بما فيها فصائل المعارضة العراقية باستخدام أراضيها لشن هجوم على بغداد, وقال الناطق باسم الحكومة الإيرانية عبد الله رمضان زاده لن نسمح لأحد باستخدام الأراضي الإيرانية ضد أي من الدول المجاورة لأغراض عسكرية.
كما أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفى أن بلاده لن تلعب أي دور في المحادثات الجارية على أراضيها بين زعماء المعارضة العراقية, كذلك نفت إيران أن تكون استضافتها لعدد من قيادات المعارضة العراقية تغيرا في موقفها من الأزمة العراقية, وقال علي رضا معبري نائب وزير الخارجية الإيراني (10/12/2002) أن موقف طهران الرافض لأي تدخل عسكري في العراق لم يتغير. و وصف زيارة المعارضين العراقيين للعاصمة الإيرانية بأنها ليست شيئا جديداً.
كما أنه ومع أن إيران ظلت تستضيف فصائل المعارضة العراقية, إلا أنها تركت الأبواب مفتوحة للاتصالات المباشرة مع العاصمة العراقية بغداد, بدعوى إقناع صدام بالالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي تفاديا للحرب.
ثالثاً: التصريحات:
فقد تعددت التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين على مختلف المستويات حول الموقف من العراق, ومن الولايات المتحدة والتي تكشف -في جانب منها-عن أبعاد الإدارة الإيرانية للأزمة العراقية,ومن أهم هذه التصريحات:
1-تصريحات المرشد العام السيد علي خامنئي:
قال (9/1/2003) إن الدول الإسلامية لن تترك الولايات المتحدة " تلتهم بهذه السهولة العراق وآباره النفطية " و أضاف أن الحرب الأمريكية المحتملة على العراق تهدف إلى الاستيلاء على آبار النفط والهيمنة على المنطقة والدفاع عن إسرائيل وفرض الرقابة على إيران, واتهم الولايات المتحدة بمحاولة إشعال التوترات الداخلية في إيران, مؤكدا أن طهران لن " تستسلم في مواجهة هذه الحرب النفسية ".
وقال في (31/1/2003) رداً على إدراج إيران ضمن ما عرف باسم
" محور الشر: " إن لهجة بوش هي لهجة رجل متعطش للدماء يتهم دول وشعوب العالم بأسره بأنها شيطانية ويهددها في حين أن الأمريكيين هم الذين دعموا خلال هذه الأعوام الماضية الأنظمة المعادية للشعوب وباعوا أسلحة فتاكة ونهبوا ثروات الشعوب". وأضاف أن " الجمهورية الإسلامية في إيران تفتخر بأن تكون هدفا لغيظ وحقد الشيطان الأكبر في العالم". وقال أن واشنطن تدعم علنا " النظام الصهيوني الظالم وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني, وأثبتت مجددا أن الاتفاقات والمجموعات الدولية ما هي إلا وسائل تستعملها من أجل الوصول إلى أهدافها.
2-تصريحات الرئيس الإيراني محمد خاتمي:
شكك الرئيس خاتمي في (11/10/2002) في حقيقة الخطر العراقي, وقال " يتحدثون عن تدخل قوات أجنبية وهجوم على العراق بحجة القيام بحملة ضد الديكتاتورية وتدمير أسلحة للدمار الشامل ". وتساءل: " هل بغداد هي النظام الاستبدادي الوحيد وهل هناك تهديد حقيقي بان يستخدم العراق أسلحة كيمائية أو أسلحة الدمار الشامل ", و أضاف " لماذا إذاً دعموا العراق عندما غزا بلادنا؟ وأي قوى زودته بأسلحة كيميائية استخدمها ضدنا وضد شعبه؟
3- تصريحات رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني:
- اعتبر رفسنجاني أن الوجود العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة يهدد استقرارها و أمنها, وقال أن تدخل الولايات المتحدة في شؤون المنطقة سيسمح " للنظام الصهيوني بتحويل انتباه الرأي العام العالمي عن المجازر وعمليات القمع التي يرتكبها بحق الفلسطينيين".
4- تصريحات وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي:
قال خرازي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في (16/9/2002) أن بلاده تريد أن ينفذ العراق قرارات مجلس الأمن الدولي ويوافق على إعادة مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة للسماح برفع العقوبات التي فرضت عليه بسبب اجتياح قواته للكويت عام 1990, و أكد معارضة بلاده لأي إجراء منفرد أو تدخل عسكري في العراق مطالبا بدور للأمم المتحدة في هذا الشأن, كما دعا إلى أن يترك مستقبل العراق السياسي للشعب العراقي وحده.
-قال في (5/1/2003) أن السياسة الأمريكية غير محصورة في هذا البلد و إنما تسعى إلى تغيير العديد من الأنظمة في المنطقة لإفساح المجال أمام إسرائيل لتوسيع هيمنتها, و أضاف انه يتعين على كل دول المنطقة منع الولايات المتحدة من شن هجوم عسكري على العراق ومحاولة حل الأزمة عبر وسائل دبلوماسية.
-اتهم خرازي الرئيس الأمريكي في (29/1/2003) بالعمل على نشر أجواء من التوتر في الشرق الأوسط والتدخل في شؤون طهران الداخلية, بعد تصريحاته بأن طهران تسعى لتطوير أسلحة دمار شامل وتدعم الإرهاب, واعتبر أن الاتهامات الموجهة لإيران التي وردت في خطاب بوش لا أساس لها من الصحة, وأعلن خرازي أن ما قاله بوش عن الشعب الإيراني يشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية لدولة أخرى, وهو أمر ندينه, وأن تصريحاته تثبت أن الولايات المتحدة ماضية في سياستها الخاطئة, بسعيها لنشر أجواء من التوتر الأمني داخل الولايات المتحدة وخارجها, وخصوصاً في الشرق الأوسط, معتبراً أن واشنطن تريد بهذه الطريقة ضمان هيمنتها العالمية, وأكد أنه حيال الأزمة العراقية فإننا حياديون, لكن هذا لا يعني أننا غير مبالين, مشيراً إلى أن طهران تنتهج سياسة حياد نشط بشأن هذا الملف.
-أعلن خرازي في (7/2/2003) أن الحرب مع العراق ستكون لها آثار في إيران, وإيران مستعدة لاستقبال اللاجئين العراقيين والسماح لهم بالإقامة مؤقتاً على الحدود مع العراق, وقد عرضت إيران, أثناء الحملة العسكرية على أفغانستان الجارة الشرقية لإيران بالمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ المتعلقة بالجنود الأمريكيين, وأكد على أن إيران تقف ضد الحرب, ولن تنحاز إلى أي من الطرفين.
-أعرب عن قلق بلاده حيال أي حرب تستهدف العراق وحذر من انعكاسها على إيران, حيث يرى أن الخطر من احتمالات استعمال أسلحة كيماوية يمتد أثرها لإيران يظل قائماً ويتوجس منه الإيرانيون خيفة, كما أن أي حرب تشن على العراق من شأنها أن تفرز أعداداً من اللاجئين الذين يفرون من جحيمها وستكون إيران من أقرب الوجهات بالنسبة لهم.
5-تصريحات وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني:
-أكد شمخاني (29/10/2002) على أن " القوى الشعبية والقوات المسلحة في حالة استعداد تام والقدرات العسكرية الهائلة سترد على أي عدوان أجنبي " وقال إن " الاستقرار الداخلي في البلاد والصورة التي كونها العالم وخاصة أوربا عن إيران أفهمت بالتأكيد الولايات المتحدة بأن جمهورية إيران الإسلامية ليست أفغانستان ولا العراق ".
6-تصريحات الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حسن روحاني:
-أكد روحاني في (15/1/2003) أن بلاده تدعم الولايات المتحدة في سعيها لنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية وليس لتغيير نظام الرئيس صدام حسين, وقال " إذا كان هدف الأمريكيين نزع أسلحة الدمار الشامل في العراق فإن جميع بلدان المنطقة تؤيد ذلك, ولكن إذا كانوا يريدون تغيير النظام فإن ذلك يخالف شرعية الأمم المتحدة وجميع بلدان المنطقة ترفض ذلك ", وأضاف: أن على العراق أن يمتثل لقرارات الأمم المتحدة, لكنه شدد على ضرورة منح المزيد من الوقت لمفتشي الأسلحة الدوليين لكي يتمكنوا من إنجاز مهمتهم, وأشار إلى أن قلق إيران ودول المنطقة بشأن الهجوم الأمريكي نابع من الخوف من " تعرض الأبرياء للمجازر وتدفق اللاجئين وزعزعة الأمن في البلدان المجاورة للعراق, وسيطرة الولايات المتحدة على منابع النفط العراقي وتنصيب سلطة تعمل لحساب الأمريكيين في العراق ".
7-أعلن نائب وزير الداخلية الإيراني لشؤون اللاجئين في (26/1/2003) أن بلاده مستعدة لتوفير المأوى لنحو 200 ألف لاجئ عراقي كحد أقصى موزعين على عشر مخيمات بدلا من 19 مخيماً كانت إيران تخطط لها سابقاً, وأوضح أن المخيمات التي يستوعب كل منها 20 ألف لاجئ ستقام عند الخط الفاصل بين الحدود الإيرانية العراقية, وفي القسم الجنوبي منها بالتحديد, حيث يتوقع أن يكون عدد النازحين المتدفقين منها أكبر.
وقال إن النازحين العراقيين لن يعبروا الحدود وسيقيمون في مخيمات داخل الأراضي العراقية تديرها منظمات معونة دولية, وأشار إلى أن وزارة الداخلية الإيرانية تجري مباحثات مع المسؤولين العراقيين لمساعدتهم على تمركز اللاجئين داخل العراق نفسه, وقال " اقترحنا إرسال بعثات إلى المناطق الغربية والجنوبية من العراق لإيجاد أماكن يتم إنشاء مخيمات للاجئين فيها تقع ضمن مسؤولية العراقيين أنفسهم ".
رابعاً: سياسة سد الذرائع:
والتي في إطارها كان قرار إيران بالقبول بدولة إسرائيل بجانب دولة فلسطينية وليدة, حيث يرى البعض أن التعديل في الموقف الإيراني من إسرائيل لا يخرج عن كونه تكتيكاً مؤقتاً يرتبط بتصاعد وتيرة التهديدات الأمريكية ضد العراق وتصميم الإدارة الأمريكية على إحداث التغيير والتعديل المطلوبين في خريطة الشرق الأوسط, وبالتالي رغبة الإيرانيين في النجاة من يد التعديل والتغيير الأمريكي مع التمسك بسياسة المواجهة من جديد مع إسرائيل.
خامساً: التلويح باستخدام سلاح النفط:
فقد لوحت إيران في (4/2/2003) باستخدام سلاح النفط في مواجهة التهديدات الأمريكية المتصاعدة ضد الجمهورية الإسلامية, وحذرت الخارجية الإيرانية من أن هجوماً أمريكياً على الأراضي الإيرانية سيكون خطأ كبيراً لا يمكن إصلاحه, كما حذر الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني من أن أي هجوم امريكي محتمل على إيران سيتسبب في " أزمة طاقة خطرة في العالم وسيتجاوز سعر برميل النفط الخمسين دولاراً ".
سادساً: الاتفاقات الأمنية:
تسعى القيادة الإيرانية إلى استكمال مسلسل الاتفاقات الأمنية مع دول المنطقة ضمن تحركها لتأمين نفسها في مواجهة التهديدات الأمريكية حتى تضمن موقفاً محايداً من هذه الدول على أقل تقدير, فلا تقدم أي تسهيلات للولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها إذا ما فكرت في ضربها.
فالاتفاقات الأمنية التي عقدتها إيران مع كل من السعودية والبحرين وعُمان وقطر والكويت ولبنان والعراق والأردن وتركيا وباكستان وأفغانستان تؤكد على أن إيران تعطي أمنها القومي الأولوية في هذه المرحلة, بغض النظر عن مبادئها الثورية, أو تعهداتها للحركات الثورية في المنطقة, وتشير إلى خط تحركها السياسي والعسكري وحجمه.
سابعاً: طرح مبادرة لتجنيب العراق الحرب المحتملة:
فقد أعلنت إيران في (4/3/2003) رفضها للمبادرة الإماراتية الداعية لتنحي الرئيس صدام حسين عن السلطة, واقترحت في المقابل إجراء استفتاء في العراق ومصالحة وطنية بين النظام الحالي والمعارضة برعاية الأمم المتحدة لتجنب حرب ضد هذا البلد, وقال وزير الخارجية الإيراني إن الشعب العراقي يجب أن يختار ممثليه الحقيقيين في استفتاء بإشراف الأمم المتحدة, ودعا القادة العراقيين لتبني مبادرة المصالحة الوطنية والسماح بمشاركة العراقيين المعارضين في الحكم.
وأعلن أن خطة من هذا النوع تمثل الحل الوحيد لتغيير الحكم سلمياً في العراق وتفادي حرب في المنطقة, وأضاف " لم نبحث بعد في هذه الخطة مع دول أخرى إذ لا يجوز لأي خطة مفروضة من الخارج أن تحدد النظام المقبل في العراق ", وأعرب عن أمله في أن يدرس القادة العراقيون الخطة التي تقترحها بلاده ويتخذوا المبادرة بأنفسهم.
المحور الثالث: رد الفعل الأمريكي:
يمكن التمييز في إطار رد الفعل الأمريكي على السياسات والتوجهات الإيرانية في إدارتها للأزمة العراقية بين عدد من الأبعاد الأساسية:
أولاً: التصريحات: فقد تعددت التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين حول إيران وموقفها من الأزمة العراقية وكيفية التعامل مع إدارتها للأزمة ومن بين هذه التصريحات:
-اتهم وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في (4/2/2003) إيران بالسماح لعدد من أعضاء تنظيم القاعدة وحركة طالبان بعبور حدودها مع أفغانستان هرباً من الملاحقة الأمريكية, كما اتهمها بتسليح عناصر داخل أفغانستان, وقال إن الولايات المتحدة تلقت تقارير مفادها أن إيران تسهم بشكل مباشر في زعزعة الاستقرار في أفغانستان, لكنه رفض الكشف عما إذا كانت واشنطن ستعمل على إغلاق الحدود الأفغانية الإيرانية أم لا.
وأضاف: " لا يساورني أدنى شك في أن الحدود الوعرة بين إيران وأفغانستان قد استخدمت من قبل القاعدة وطالبان للدخول إلى إيران طلباً للملاذ, وأن الإيرانيين لم يفعلوا ما فعلته الحكومة الباكستانية وهو نشر قوات على طول الحدود ومنع الإرهابيين من الهرب من أفغانستان إلى بلادهم ".
-تصريح وزير الخارجية الأمريكي " كولن باول " في (9/3/2003): " نكتشف فجأة أن إيران قطعت أشواطاً في برنامجها النووي أكثر مما كان الجميع يعتقد, واعتبر أن ذلك يظهر لنا كيف أن دولة عازمة على تطوير أسلحة نووية يمكنها أن تبقي عملية تطوير هذا البرنامج طي الكتمان بعيداً عن أعين المفتشين والخارج ".
-تصريح مستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس في (9/3/2003): " لايفاجئنا بتاتاً أن إيران تحاول امتلاك أسلحة نووية وتخصيب اليورانيوم " وأضافت " تم الترويج له على أنه برنامج سلمي, لكننا كنا منذ فترة طويلة من الأصوات الوحيدة التي شددت على أن الإيرانيين يطرحون مشكلة ".
ثانياً: محاولة اكتساب إيران (التطمينات والضمانات):
فقد حاولت الإدارة الأمريكية إرسال عدة رسائل لإيران, لتطمينها ومحاولة اكتسابها إلى صفها في الأزمة العراقية, وخلاصة هذه التطمينات أن إيران ليست مستهدفة في الحرب المحتملة, وأن مصالحها في العراق وأمنها القومي لن يمسا بأي سوء ومن ثم فليس هناك ما يبرر القلق أو التوجس في طهران, وقد استقبلت هذه الرسائل وغيرها بحذر في إيران, كما أثارت جدلاً واسعاً حولها, وذلك لعدة اعتبارات منها:
-أن الشكوك متجذرة بين البلدين على نحو أقنع القيادة الإيرانية بأن هدف هذه الرسائل هو تهدئة مسرح العمليات, كي يحقق الأمريكون أهدافهم في العراق دون معوقات.
-أن تجربة أفغانستان أكدت للإيرانيين أن واشنطن تريد استخدام الورقة الإيرانية, وليست مستعدة لأن تقيم مع طهران علاقة تعاون مشترك, فإيران برغم الدور الذي قدمته لإنجاح الحملة العسكرية ضد نظام طالبان, إلا أن الإدارة الأمريكية أدرجتها في النهاية ضمن ما سمي محور الشر.
وفي نفس الإطار نظر كثير من المراقبين إلى مشاركة أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي في مؤتمر الفصائل الشيعية بطهران, على أنه رسالة صريحة عكست رغبة واشنطن في إبلاغ طهران بعدم وجود توجه إمريكي لإبعاد القوى المعارضة المرتبطة بإيران من التركيبة المستقبلية للنظام في العراق بعد إطاحة صدام حسين, والتأكيد على أن واشنطن قامت بإعادة النظر في سياستها حيال طهران بعد زيارة محمد رضا خاتمي, نائب رئيس البرلمان الإيراني, إلى روما ولقائه رئيس الوزراء الإيطالي سليفيو برلسكوني, وكذلك قيام واشنطن بمنح المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق برئاسة آية الله محمد باقر الحكيم أكثر التنظيمات الشيعية ولاء لإيران, دوراً في التشكيلة المستقبلية للحكم العراقي.
وفي مواجهة هذه المؤشرات تم إعلان عن أن إيران وافقت بشكل مبدئي على مجموعة من الطلبات الأمريكية التي نقلت إليها عبر دولة أوروبية, وأبرزها مساعدة الجنود الأمريكيين الذين يضلون طريقهم في الوصول إلى مواقعهم والسماح لفرق الإنقاذ الجوية بإجلاء الطيارين وحطام الطائرات في حالة سقوطها داخل الأراضي العراقية, وذلك مقابل ضمانات بعدم تعرضها لأي تهديد خلال الحرب أو بعدها, ومساعدتها على إقامة مخيمات داخل الأراضي العراقية على غرار ما فعلته خلال الحرب الأفغانية لإيواء اللاجئين العراقيين.
كما تلقت إيران تأكيدات بأن الولايات المتحدة تنظر إلى منظمة مجاهدي خلق بنفس المنظار الذي تنظر به إلى النظام العراقي, وأن مصير زعيم المنظمة مسعود رجوي وأنصاره لن يكون مختلفاً عن مصير النظام العراقي, وأن مواقع ومعسكرات مجاهدي خلق ستكون ضمن الأهداف العسكرية للهجمات الأمريكية فور انطلاق الحرب.
ثالثاً: السياسات المضادة:
رغم التطمينات التي حاولت الولايات المتحدة تقديمها لإيران, فإنها سعت في الوقت نفسه إلى تبني عدد من السياسات المضادة, والتي من شأنها, من وجهة النظر الأمريكية, الحد من التحركات الإيرانية حيث بدأت بتسريب أنباء عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران, والحديث عن اقتراب إيران من إنتاج أسلحة نووية تهدد جيرانها, ومن هنا فقد نظر إلى زيارة رئيس وكالة الطاقة الذرية إلى طهران أواخر فبراير 2003, على أنها تشكل بداية الالتفاف نحو إيران, وخطوة على طريق تدمير أسلحة الدمار الشامل التي يعتقد أنها تمتلكها.
كما تم الترويج لفكرة أن الحشود الأمريكية الضخمة التي تتدفق إلى المنطقة لا يمكن أن تكون من أجل هزيمة النظام العراقي المنهك المدمر, وإنما من أجل نزع جميع أسلحة الدمار الشامل الإيرانية والسورية والباكستانية, كما أن احتلال الولايات المتحدة للعراق سيجعل إيران بين فكي الكماشة, قوات أمريكية في أفغانستان وحاملات طائرات وقوات في العراق والخليج, وحائط عسكري تركي صلب في الشمال.
كما تزايد التحرك الأمريكي باتجاه تطبيق " مبدأ التطويق " كمبدأ بديل لمبدأ "الاحتواء المزدوج" في التعامل مع إيران, ويهدف هذا المبدأ إلى تضييق الباب الأفغاني وامتداداته الآسيوية أمام إيران, وتقييد إيران بحزام من القواعد العسكرية والمدارات العربية الأمريكية, وكبح محاولات تطبيع العلاقات العربية الإيرانية وتحديداً مع الدول الخليجية.
وكذلك حصر التأثير الأيديولوجي والسياسي في الداخل الإيراني, وذلك من خلال الدعوات الأمريكية المطالبة بتفكيك علاقة طهران بكل من حزب الله (لبنان) وحركتي " حماس " و " الجهاد الإسلامي " (فلسطين) وحزب الوحدة (أفغانستان) فضلا عن الاعتراض الأمريكي على أي دور إيراني في العراق, سواء على مستوى المشاركة في صياغة مستقبله السياسي, أو على مستوى العلاقة مع فصائل المعارضة وأحزابها, وخاصة مع " المجلس الأعلى " ذي الخاصية الشيعية, والعمل على تحجيم العلاقات الإيرانية الروسية والإيرانية الأوروبية.
هذا بالاضافة إلى التصدي لأي تطور في العلاقات الإيرانية مع العراق, لأن احتمال تفعيل العلاقات الإيرانية العراقية وإزالة رواسب حرب الخليج الأولى يجعل من العراق حلقة الوصل الجغرافي بين سوريا وإيران ولبنان وفلسطين, مما يعني خلق واقع " جيو استراتيجي " يعيد مفهوم " الجبهة الشرقية " بعمق إسلامي يتجاوز الجغرافيا العربية.
المحور الرابع: مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية:
في إطار المحاور السابقة (المحددات, والسياسات, وردود الفعل) يكون التساؤل المهم هو, كيف سيكون مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية؟
وفي إطار الإجابة على هذا السؤال يمكن القول بأن حدود المواجهة بين إيران والولايات المتحدة لا تعني حتمية الاصطدام المباشر, وخاصة في ظل توافر العديد من البدائل غير المباشرة التي يمكن من خلالها للولايات المتحدة إدارة الصراع مع إيران, وكذلك لغياب الإجماع الأمريكي الداخلي, وافتقاد الولايات المتحدة للحلفاء المناسبين لإدارة الصراع المباشر, لتبني إيران لسياسة تفويت الفرصة على الأمريكيين, هذا بالاضافة إلى تعدد التحديات الأمريكية الخارجية الأكثر إلحاحاً من التحدي الإيراني.
ومن هنا فليس من السهل تصور إمكان نشوب حرب شاملة ومباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في ظل العديد من نقاط القوة التي تميز الجانب الإيراني ومن أبرزها:
- عسكرياً: امتلاك إيران لقوات الحزب الثوري التي تناهز نصف مليون مقاتل, فضلاً عن جيش نظامي يزيد تعداده على 800 ألف جندي, كما تمتلك إيران صواريخ بعيدة المدى من طراز "شاهين3" التي يمكنها الوصول إلى قلب إسرائيل.
- استراتيجياً: فموقع إيران الجغرافي يعطيها مزايا استراتيجية عديدة, فهي تشغل رقعة برية واسعة وبالتالي فإن إمكانية تدمير الأهداف الاستراتيجية ستواجه صعوبة للانتشار الكبير لهذه الأهداف, كما أنها قادرة على غلق مضيق هرمز وإيقاف حركة ناقلات البترول عبره.
- تنظيمياً: فهي ليست كأفغانستان أو حتى العراق, حيث يصعب تكوين تحالفات معادية للنظام الحاكم على غرار التحالفات الأفغانية, كما أن أجهزة الدولة ومؤسساتها تسيطر على الوضع الداخلي تماماً, في وجود حكومة قوية لديها قدرة كبيرة على تعبئة الجماهير وشحنها معنوياً.
وأمام هذه الاعتبارات وغيرها فإن سيناريو الحرب الأمريكية الإيرانية المباشرة غير مكتمل العناصر, على الأقل في المرحلة الراهنة, ولذلك ستشهد المرحلة القادمة, تزايد الاعتماد الأمريكي على أشكال أخرى من وسائل إدارة الصراع مع إيران ومن ذلك:
-التشدد في تطبيق " مبدأ التطويق ".
-فرض ضغوط مكثفة على إيران من أجل السماح باستخدام أراضيها منطلقاً لعمليات أمنية هادفة لملاحقة عناصر مشتبه بانتمائهم إلى " القاعدة " أو " طالبان " واشتراط تسليمهم للسطات الأمريكية, أو المشاركة في التحقيق معهم إذا ثبت تورطهم في شبكة " الإرهاب ".
-الضغط على طرفي الواقع المذهبي والعرقي في إقليمي سيستان وبلوشستان الإيرانيين, حيث يوجد الإيرانيون السنة, بدعوى أن أفراداً من " القاعدة " و "طالبان " فروا إلى هذه المناطق, وأن بعض التيارات السنية الإيرانية (تنظيم الفرقان المحظور) مرتبطة بتنظيم " القاعدة " وهذا يستوجب تشدداً أمنياً إيرانياً.
-إثارة الحساسيات الناشئة عن الخلافات العرقية والمذهبية في المجتمع الإيراني.
وفي المقابل هذه التوجهات الأمريكية, يمكن القول إن قدرة الإدارة الإيرانية على مواجهة التحديات التي تفرضها هذه التوجهات, تتوقف بدرجة كبيرة على نجاحها في التعامل مع الأزمة العراقية, وتعظيم المكاسب التي يمكن الحصول عليها من هذه الأزمة هذه من ناحية, ومن ناحية ثانية مدى قدرة إيران على الحد من الضغوط والتوترات الداخلية واحتواء الانقسامات التي تبرز بين الحين والآخر بين التيارات السياسية والفكرية الإيرانية, ومن ناحية ثالثة مدى نجاح إيران في تسويق نفسها كقوة إقليمية قوية وقادرة على ضبط وإدارة الصراعات الإقليمية بكفاءة وفاعلية.
______________________________
المصدر: مختارات إيرانية العدد 33 إبريل 2003
دراسة أميركية تكشف الدور الإيراني في العراق قبل وبعد الإحتلال
الجثث العائدة من العراق تكشف حجم التورط الإيراني في الحرب
طهران تتردّد بين الاعتراف بالتدخّل الميداني في العراق وإنكاره، غير أنّ جثث القتلى العائدة من أرض المعارك، تؤكد تدخلها بشكل كبير.
الخبراء والمدربون العسكريون الإيرانيون مشاركون بفعالية في تأطير المتطوعين الشيعة
جنازات القتلى وإعلام رجال الدين المتشددين يكشفان حجم المشاركة الميدانية الإيرانية في محاولة قمع ثورة العشائر العراقية، وهي مشاركة ترتقي حسب البعض إلى مرتبة تسلّم القيادة الفعلية للعمليات العسكرية في العراق.
تواتر في الأيام القليلة الماضية تنظيم «جنازات مهيبة» في إيران تشارك فيها شخصيات إيرانية متشدّدة دينيا، إلى جانب شخصيات سياسية وعسكرية مرموقة، ويتم خلالها تشييع قتلى يعلن عن أنّهم «استشهدوا» في العراق، وهو الأمر الذي يكشف -حسب مراقبين- حجم المشاركة الميدانية الإيرانية في محاولة قمع ثورة العشائر العراقية إلى جانب القوات الحكومية.
وكما كان الأمر بالنسبة إلى التدخل في سوريا، تتردّد طهران بين الاعتراف بالتدخّل الميداني في العراق، وإنكاره. غير أنّ جثث القتلى العائدة من أرض المعارك، وتسريبات الإعلام الموالي للمتشددين الذين يهمّهم التباهي بإرسال مقاتلين إلى الخارج «نصرة لحلفاء الجمهورية الإسلامية»، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك التدخل العسكري الإيراني في العراق، والذي تقول مصادر إنّ قوامه آلاف المقاتلين، ومئات المدرّبين والخبراء الذين يمثلون القادة الحقيقيين للحرب ضد الثوار في العراق، في ظل تهاوي القوات العراقية وضعفها.
وبلغ عدد قتلى الحرس الثوري الإيراني في المعارك مع الثوار والعشائر العراقية إلى أربعة حسب المصادر الإيرانية.
وأعلنت وسائل الإعلام المختلفة عن مقتل عضو من أعضاء الحرس الثوري نهاية الأسبوع الماضي، بعد ما نشرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، صورا للمشاركين في صلاة الجمعة بمدينة شيراز والذين كانوا يشيعون جثّة شجاعت علمداري مورجاني، العقيد الطيار في الحرس الثوري، وهو الشخص الرابع الذي يعلن عن مقتله في المعارك الدائرة في العراق بشكل رسمي. وكان أول شخص اعترفت وسائل الإعلام الإيرانية بمقتله في العراق، هو علي رضا مشجري.
قتلى من الحرس الثوري
◄ علمداري مورجاني: عقيد طيار
◄ علي رضا مشجري: عضو بالوحدة الخاصة للحرس، قتل في كربلاء
◄ كمال شيرخاني عقيد في قوات النخبة، قتل في سامراء
◄ جاويد حسين: باكستاني الأصل، قتل في سامراء
ووفقا لتقارير الإعلام الإيراني، فإن مشجري كان من أعضاء الوحدة الخاصة للحرس الثوري وقُتل في كربلاء، وتم نقل جثته إلى إيران أواسط الشهر الماضي وشارك في جنازته وتأبينه العديد من قادة الحرس الثوري والشخصيات الممثلة للتيار الديني المتشدّد في أجهزة الحكم، منهم إسماعيل كوثري، مندوب البرلمان الإيراني والقيادي السابق في الحرس الثوري، وحسين الله كرم وسعيد قاسمي، وهما من أبرز قادة الجماعات المتطرفة في إيران التي تُعرف باسم «أنصار حزب الله".
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية أعلنت أن علي رضا مشجري قُتل خلال أدائه لمهمة عسكرية في غرب البلاد، ولكن في اليوم التالي تم تصحيح الخبر ووصف الإعلام الإيراني مشجري بأنه «أول شهيد إيراني في الصراع بالعراق".
وفي الخامس من يوليو الجاري، أعلن حسين بلارك، رئيس ما يعرف بـ«مؤسسة حفظ وإعمار الأضرحة الشيعية»، عن مقتل أحد أعضاء هذه المؤسسة وجرح سبعة آخرين في قصف على سامراء، وقال إن الشخص المقتول كان من مهندسي المؤسسة.
كما أعلن منذ أيام عن مقتل العقيد كمال شيرخاني الضابط في قوات النخبة التابعة للحرس الثوري. وقد قتل أيضا في سامراء.
وفي حدث أكّد استعانة إيران بعناصر شيعية غير إيرانية من أفغانستان وباكستان لخوض الحرب إلى جانب القوات الحكومية العراقية، نشرت بعض المواقع الفارسية على شبكة الإنترنت تقريرا مصورا من جنازة جاويد حسين، الشاب الباكستاني الشيعي الذي قُتل في سامراء. ووُصف جاويد حسين بأنه ّالشهيد المدافع عن ضريح الإمام حسن العسكريّ.
وبات مصطلح ّالمدافعين عن الضريحّ مألوفا في الخطاب الإعلامي والسياسي للدوائر الإيرانية المتشددة المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري.
وحسب وصف الإعلام الفارسي، تتركز فعاليات هذه الجماعة على الدفاع عن المواقع والأضرحة الشيعية في سوريا والعراق. وحتى الآن تم عقد عدة اجتماعات لأعضاء الجماعة في طهران وقم ومدن إيرانية أخرى.
وسبق لموقع مشرق نيوز المقرب من الحرس الثوري، أن نشر صورة حسين همداني ووصفه بأنه قائد جماعة «المدافعين عن الضريح». وأواخر الشهر الماضي صرح همداني، القائد السابق لأحد الفيالق التابعة للحرس الثوري، في كلمة له في اجتماع قادة عسكريين كبار في طهران، أنّه بعد لبنان وسوريا، بدأ إنشاء قوات باسيج للعراق. - العرب.