الكاتب : فيصل نور ..
القصيدة الأُزُرية
وتُعرف أيضاً بــ "الهائية". لكاظم بن محمد بن مهدي الوائلي البغدادي الشهير بالأُزُري لأنه كان يتعاطى بيع الأُزُر المنسوجة من القطن والصوف. (ت : 1211 هـ، وقيل 1201 هـ). وهي في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته رضي الله عنهم بالمفهوم الشيعي، وتبلغ القصيدة ألف بيت أكلت الأرضة منها اكثر من اربعمائة بيت بعد أن احتفظ بها صاحبها في طومار و لم يبق منها الا 578 بيتاً.
وللقصيدة منزلة عظيمة عند الشيعة، حتى أسموها بــ (قرآن الشعر الأكبر وفرقان الفضل الأزهر[1]). وذكروا أن صاحب الجواهر محمد حسن النجفي (ت: 1266 هـ) وهو معاصر للأزري قال: لو أن الله تعالى يكتب ثواب تأليف (الجواهر) إلى الشيخ الأُزُري، ويكتب ثواب قصيدة الأزري إليَّ فسأقبل بذلك وأرضى به.
وللقصيده شروح منها:
-
شرح القصيدة الأزرية لميرزا إسماعيل ابن عم محمد حسن الشيرازي.
-
شرح القصيدة الأزرية لفيض الله الدربندي الطهراني المسكن ، يدعي فيه انه عثر على أبيات منها ليست فيما بأيدي الناس .
-
الأنوار المضية في شرح القصيدة الأزرية لهادي بن حسين الصائغ الموسوي البحراني[2].
ومن الردود على هذه القصيدة كتاب "الرزية في القصيدة الأزرية" لمحمود بن عبد الله الملاح (ت : 1969م).
وفي القصيدة أبيات شركية وغلو ومطاعن في الصحابة رضي الله عنهم، منها:
قوله في علي رضي الله عنهّ:
وهو سر السجود في الملأ * الأعلى ولولاه لم تعفر جباها
وهو الآية المحيطة في الكون * ففي عين كل شيء تراها
الفريد الذي مفاتيح علم الواحد * الفرد غيره ما حواها
يابن عم النبي أنت يد الله * التي عم كل شئ نداها
أنت قرآنه القديم وأوصا * فك آياته التي أوحاها
كل ما في القضاء من كائنات * أنت مولى بقائها وفناها
يا أخاه المصطفى لدي ذنوب * هي عين القذى وأنت جلاها
يا غياث الصريخ دعوة عاف * ليس إلاك سامع نجواها
ومن ذلك غلوه في علي رضي الله عنه وزعمه أنه ذهب من المدينة إلى المدائن في ليلة لغسل لسلمان الفارسي رضي الله عنه عند وفاته ، كما هو اعتقاد الشيعة
من تولى تغسيل (سلمان) إلا * ذات قدس تقدست أسماها
ليلة قد طوى بها الارض طيا * إذ نأت داره وشط مداها
وفي ذم الصحابة رضي الله عنهم قوله:
أهم خير أمة أُخرجت للناس؟ * هيهات ذاك بل أشقاها
لا تلمني يا سعد في مقت قوم * ما وفت حق أحمد إذ وفاها
أو ما قال عترتي أهل بيتي * احفظوني في برها وولاها؟
نازعوه حيا، وخانوه ميتا * يا لتلك الحظوظ ما أشقاها!
أمة لم تؤم أمر سفير الله * ضلت وضل من يهواها
كيف أقصت أخا نزار وآوت * من أعادي محمد أعداها
تعست جبهة الجبان تنافي * كل خير، لا خير فيمن رجاها
أحديث القيان يكرهه الرجس * وللمصطفى يلذ غناها؟؟!
ليته حين قال: لولا علي * وبدت آية الهدى فاقتفاها
لكن الجهل لم يدعه بصيرا * أي عين رأت عقيب عماها
اي وحق الاسلام لولا علي * ما قضاها فتى ولا أفتاها
قد أطلت على العوالم منه * حكمة الله لم يسعها فضاها
تتجلي به منيرات فضل * كالدراري سيارة في سماها
لم يذوقوا الهدى ولو طعموه * عرفوا للنبي قدرا وجاها
صاحبوه ونافقوا في هواه * فهووا في جحيمها ولظاها
تدعون الاسلام إفكا وزروا * كذبت أمهاتكم بادعاها
أي شئ عبدتم إذ عبدتم * أن يولى تيم على آل طه
هذه البردة التي غضب الله * على كل من سوانا ارتداها
فخذوها مقرونة بشنار * غير محمودة لكم عقباها
والبسوها لباس عار ونار * قد حشوتم بالمخزيات وعاها
وفي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
يوم جاءت تقود (بالجمل) العس * - كر لا تتقي ركوب خطاها
فألحت (كلاب حوأب) نبحا * فاستدلت به على حوباها
يا ترى أي أمة لنبي * جاز في شرعه قتال نساها
أي ام للمؤمنين أساءت * ببنيها ففرقتهم سواها
شتتتهم في كل شعب وواد * بئس أم عتت على أبناها
نسيت آية التبرج أم لم * تدر أن الرحمن عنه نهاها
حفظت أربعين ألف حديث * ومن الذكر آية تنساها
ذكرتنا بفعلها زوج موسى * إذ سعت بعد فقده مسعاها
قاتلت يوشعا كما قاتلته * لم تخالف حمراؤها صفراها
واستمرت تجر أردية اللهو * الذي عن إلهها ألهاها
فباحراق مالك سوف تجزى * من لظى مالك أشر جزاها
وفي ذم الصديق والفاروق رضي الله عنهما قال :
نقضوا عهد أحمد في أخيه * وأذاقوا البتول ما أشجاها
وهي العروة التي ليس ينجو * غير مستعصم بحبل ولاها
لم ير الله للنبوة أجرا * غير حفظ الوداد في قرباها
لست أدري إذ روعت وهي حسرى * عاند القوم بعلها وأباها
يوم جاءت إلى عدي وتيم * ومن الوجد ما أطال بكاها
فدعت واشتكت إلى الله شجوا * والرواسي تهمز من شكواها
ومن المطاعن في عثمان رضي الله عنه:
و(ابن عفان) حوله لم يجهز * ه ولا كف عنه كف أذاها
لست أدري أكان ذلك مقتا * من علي أم عفة ونزاها.
[1] أنظر : الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج 17 /58 ، مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج 4 / 115
[2] أنظر الذريعة، لآقا بزرگ الطهراني، 14/4 ، 26/ 62