آخر تحديث للموقع :

الخميس 8 رمضان 1444هـ الموافق:30 مارس 2023م 02:03:00 بتوقيت مكة

جديد الموقع

القُندوزي الحنفي صاحب (ينابيع المودة) ..
الكاتب : فيصل نور ..

القُندوزي الحنفي صاحب (ينابيع المودة)
(1220 - 1294 هـ)

     سليمان بن خوجه إبراهيم قبلان الحسيني الحنفي النقشبندي القندوزي (نسبة إلى قندوز) والتي تقع شمال أفغانستان. توفي في القسطنطينية سنة 1294 هــ.
من مؤلفاته:

  1.  أجمع الفوائد. لم يصل إلينا.
  2. مشرق الاكوان. لم يصل إلينا.
  3. ينابيع الْمَوَدَّة لذوي القربى في شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البيت. وهو الوحيد الذي وصل إلينا من تأليفه. وهذا الكتاب هو في الواقع جامعاً لجملة كتب كذخائر العقبى، ومناقب الخوارزمي وابن المغازلي وجواهر العقدين للسمهودي، ويكثر من النقل عن فرائد السمطين للحمويني، فضلاً عن مصادر شيعية.

 
وهذا الكتاب (ينابيع المودة) هو سبب ذكرنا للقندوزي. فكتابه هذا لا أثر له في أواسط أهل السنة، ويُشَك في نسبته إليه لا سيما أننا لم نجد ذكراً لهذا الكتاب أو النقل عنه في شيء من آلاف كتب أهل السنة التي بين أيدينا.

ولم يعتني به طباعتةً وتحقيقاً سوى الشيعة، كطبعة دار الكتب العراقية - الكاظمية – 1385 هـ، وطبعة دار الأسوة، 1416 ه‍، وطبعة مكتبة المهدوي بقم، تقديم السيد محمد مهدي الخراسان، وطبعة الحيدرية، وطبعة مكتبة بصيرتي. وجميعهما دور نشر شيعية.

وذكر محقق الطبعة التي اعتمدناها في هذه المادة وهو "سيد علي جمال أشرف الحسيني" أنه لم يحصل على نسخة مخطوطة للينابيع[1].

وذكر محمد مهدي الخراساني مقدم طبعة مكتبة المهدوي بقم أن القندوزي كان من معظمي محي الدين ابن عربي الصوفي (الذي كفره الكثير من العلماء). وذكر أن القندوزي عندما وصل إلى قونية أقام بها ثلاث سنين وستة أشهر، وفي مدة مكثه بها استنسخ بنفسه الفتوحات المكية، الفصوص، النصوص من النسخ التي كانت بخط مؤلفها الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي[2].

كذلك شكك في صحة نسبه الحسيني قائلاً: كان الشيخ سليمان هذا من أعلام الحنفية في الفروع، وأساطين النقشبندية في الطريقة، وقد كتب ولده وخليفته الشيخ سيد عبد القادر أفندي إلى بعض الأفاضل الذين ترجموه أن والده كان حنفي المذهب نقشبندي المشرب..الخ. كما أنه ينتسب إلى السلالة الحسينية ولم نقف على تفصيل نسبه ومدى صحة دعواه[3].
 
نظرات في كتاب "ينابيع المودة":
الملاحظ على هذا الكتاب كثرة الأخطاء العلمية التي لا ينبغي أن يقع فيها صغار طلبة العلم فضلاً عن العلماء. من ذلك:

قوله: ولما كانت مودتهم على طريق التحقيق والبصيرة موقوفة على معرفة فضائلهم ومناقبهم، وهي موقوفة على مطالعة كتب التفاسير والأحاديث التي هي المعتمد بين أهل السنة والجماعة. وهي الكتب الصحاح الستة من: البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأبي داود وابن ماجة[4].
أقول: المعلوم أن أهل السنة لا يطلقون كلمة الصحيح إلا على البخاري ومسلم من هذه الكتب الستة.

ومن ذلك قوله: فجمع مناقب أهل البيت كثير من المحدثين وألفوها كتبا مفردة: منهم: أحمد بن حنبل، والنسائي، وسمياه " المناقب ". ومنهم: أبو نعيم الحافظ الأصفهاني، وسماه ب " نزول القرآن في مناقب أهل البيت".
أقول: لا نعرف لإبن حنبل أو الأصفهاني كتب مفردة في مناقب أهل البيت. والمعروف أن لهما كتاب "فضائل الصحابة". والله اعلم.

ومن ذلك كثرة الروايات الموضوعة التي لا يجهل وضعها صغار طلبة العلم، وكثير منها غير موجودة في كتب اهل السنة، بل منقوله من كل الشيعة.

ومن ذلك قوله أنه اعتمد على كتب علماء الحروف[5].
 
من نزعات التصوف في الكتاب:
تتضح معالم هذه النزعات منذ الوهلة الأولى لقراءة الكتاب، ففي مقدمة الكتاب عبارات صريحة تدل على أن مؤلف الكتاب أبعد ما يكون عن منهج أهل السنة. من ذلك:

قوله: الحمد الله رب العالمين، الذي أبدع الوجود، وأفاض الجود، وأظهر شؤونه، وأبرز نوره محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل خلق خلقه.

وقوله: وهو الذي خلق أولا من نور ذاته الأقدس حقيقة المحمدية، التي هي جامعة للعوالم الغيبية والشهودية، ومحيطة بالمقامات الملكوتية والجبروتية.

وقوله: وأرسله رحمة عظيمة، ونعمة جزيلة إلى الثقلين، وأكرمه تلطفا، وشرفه تعطفا بسيادة الكونين، وجعله برزخا بين الوجوب والامكان، وعلة غائية في تكوين الأكوان. وقال في حديثه القدسي: لولاك لما خلقت الأفلاك[6].
 
من نزعات التشيع في الكتاب:
ذكره في الباب الخامس عشر تحت عنوان "في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام وجعله وصيا"[7]. عدة روايات لا يقول بها أهل السنة. منها:

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لكل نبي وصى ووارث، وإن عليا وصيي ووارثي.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله اختار من كل أمة نبيا واختار لكل نبي وصيا فأنا نبي هذه الأمة وعلى وصيي في عترتي وأهل بيتي وأمتي من بعدي.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا خاتم النبيين وأنت يا علي خاتم الوصيين إلى يوم الدين.

وعن جعفر الصادق عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: نزل على جبرئيل عليه السلام صبيحة يوم فرحا مستبشرا فقلت: حبيبي حالي أراك فرحا مستبشرا ؟. فقال يا محمد وكيف لا أكون كذلك وقد قرت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب عليه السلام. قلت: وبم أكرم الله أخي وإمام أمتي؟ قال: باهى الله سبحانه بعبادته البارحة ملائكة وحملة عرشه وقال: يا ملائكتي انظروا إلى حجتي في أرضى على عبادي بعد نبيي كيف عفر خده في التراب تواضعا لعظمتي أشهد كم انه إمام خلقي ومولى بريتي.

وعن جعفر الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: كان علي عليه السلام يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت، وقال له: لولا انى خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة، فان لم تكن نبيا فإنك وصى نبي ووارثه، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه، أيها الناس أنا إمام البرية، ووصى خير الخليفة، وأبو العترة للطاهرة الهادية، أنا أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه ووليه وصفيه وحبيبه، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين، حربي حرب الله، وسلمي سلم الله، وطاعتي طاعة الله، وولايتي ولاية الله، وأتباعي أولياء الله، وأنصاري أنصار الله.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا أم سلمة، اسمعي واشهدي: هذا على أخي في الدنيا والآخرة وحامل لوائي في الدنيا وحامل لواء الحمد غدا في القيامة، وهذا علي وصيي وقاضي عداتي والذائد عن حوضي المنافقين. يا أم سلمة هذا على سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. قلت: يا رسول الله من الناكثون ؟ قال: الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة. قلت: من المارقون ؟ قال: أصحاب النهروان.  فقال مولاها: فجزاك الله عني لا أسبه أبدا.

وعن جعفر الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربى وحبله الممدود وبينه و بين خلقه، ومن اعتصم بهم نجاء، ومن تخلف عنهم هوى.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما عرج بي إلى السماء انتهى بي السير مع جبرئيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال: فقال جبرئيل: هذا البيت المعمور، قم يا محمد فصل إليه. قال النبي يصلى الله عليه وآله وسلم: جمع الله النبيين فصفوا ورائي صفا فصليت بهم، فلما سلمت أتاني آت من عند ربى فقال: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك: سل الرسل على ماذا أرسلهم من قبلك ؟ فقلت: معاشر الرسل على ماذا بعثكم ربى قبلي ؟ فقالت الرسل: عن نبوتك وولاية علي بن أبي طالب.

وعن جعفر الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما قبض الله نبيا حتى أمره الله أن يوصى إلى أفضل عشيرته من عصبته، وأمرني أن أوص إلى ابن عمك على أثبتته في الكتب السالفة وكتبت فيها أنه وصيك، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق وميثاق أنبيائي ورسلي، وأخذت مواثيقهم لي بالربوبية، ولك يا محمد بالنبوة، ولعلي ابن أبي طالب بالولاية والوصية.

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد سئل: بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ؟ قال: خاطبني ربى بلغة على بن أبي طالب وألهمني أن قلت: يا رب خاطبتني أنت أم على ؟ فقال: يا محمد أنا شئ لا كالأشياء، ولا أقاس بالناس، ولا أوصف بالشبهات، خلقتك من نوري، وخلقت عليا من نورك. واطلعت على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحب إليك من على بن أبي طالب فخاطبتك بلسانك كيما يطمئن قلبك.
 
وأورد تحت الباب السادس عشر "في بيان كون علي عليه السلام قسيم النار والجنة[8]":
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى: إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي بسرير من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف، فيأتي النداء من عند الله - جل جلاله - أين وصى محمد رسول الله ؟ فتقول: ها أنا ذا، فينادي المنادى أدخل من أحبك الجنة وأدخل من عاداك في النار، فأنت قسيم الجنة والنار.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي إنك قسيم الجنة والنار، أنت تقرع باب الجنة وتدخلها أحباءك بغير حساب.

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا علي أنت قسيم الجنة النار تقول للنار: هذا لي وهذا لك.

وعن أبي بصير، عن الباقر عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم وقد مد الصراط وقلت للناس: جوزوا وقلت لجهنم: هذا لي وهذا لك.

وعن محمد بن حمران عن جعفر الصادق في تفسير ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ). قال: إذا كان يوم القيامة وقف محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام على الصراط وينادى مناد: يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كل كفار بنبوتك يا محمد، وعنيد بولايتك يا علي.

وعن جعفر الصادق عن آبائه عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا جمع الناس في صعيد واحد كنت أنا وأنت يا علي يومئذ عن يمين العرش. ثم يقول ربنا لي ولك. ألقيا في جنهم من أبغضكما وكذبكما.

وقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت وصيي حربك حربي وسلمك سلمي وأنت الامام وأبو الأئمة الإحدى عشر، الذين هم المطهرون المعصومون، ومنهم المهدى الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، فويل لمبغضيهم. يا علي لو أن رجلا أحبك وأولادك في الله لحشره الله معك ومع أولادك، وأنتم معي في الدرجات العلى، وأنت قسيم الجنة والنار، تدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة يقعد على بن أبي طالب على الفردوس وهو جبل قد علا على الجنة وفوقه عرش رب العالمين ومن سفحه يتفجر أنهار الجنة ويتفرق في الجنان، وعلى جالس على كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم لا يجوز أحد الصراط إلا ومعه سند بولاية على وولاية أهل بيته يشرف على الجنة فيدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار.
 
وتحت باب "في عدد الأئمة وأن المهدي منهم عليم السلام[9]"
عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإذا الحسين عليه السلام على فخذيه وهو يقبل عينيه ويقبل فاه و هو يقول: أنت سيد ابن سيد، وأنت إمام ابن إمام، وأنت حجة ابن حجة، وأنت أبو حجج تسعة، تاسعهم قائمهم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين. إن أوصيائي بعدي إثنا عشر أولهم علي وآخرهم القائم المهدي.

وعن علي عليه السلام رفعه: من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا بعدي، وليعاد عدوه، وليأتم بالأئمة الهداة من ولده، فإنهم خلفائي [ بعدي ] وأوصيائي، وحجج الله على خلقه بعدي، وسادات أمتي، وقادات الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب الله، وحزب أعدائهم حزب الشيطان.

وعن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: قال لي رسول الله: يا جابر إن أوصيائي وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم القائم اسمه اسمي وكنيته كنيتي محمد بن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله - تبارك وتعالى - على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان[10].

وقال تحت الباب السادس والسبعون "في بيان الأئمة الاثني عشر بأسمائهم"
عن ابن عباس قال: قدم يهودي يقال له نعثل، فقال: يا محمد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فان أجبتني عنها أسلمت على يديك. قال: سل يا أبا عمارة. قال: أخبرني عن وصيك من هو ؟ فما من نبي إلا وله وصي، وإن نبينا موسى بن عمران أوصى يوشع بن نون. فقال: إن وصيي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين. قال: يا محمد فسمهم لي ؟ قال: إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي، فهؤلاء إثنا عشر[11].

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله، فقال: أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لا تمسك بهم. قال: أوصيائي الاثنا عشر. قال جندل: هكذا وجدناهم في التوراة، وقال: يا رسول الله سمهم لي. فقال: أولهم سيد الأوصياء أبو الأئمة علي، ثم ابناه الحسن والحسين، فاستمسك بهم ولا يغرنك جهل الجاهلين، فإذا ولد علي بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه. فقال جندل: وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء عل إيليا وشبرا وشبيرا، فهذه اسم علي والحسن والحسين، فمن بعد الحسين ؟ وما أساميهم ؟ قال: إذا انقضت مدة الحسين فالامام ابنه علي ويلقب بزين العابدين، فبعده ابنه محمد يلقب بالباقر، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق، فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم، فبعده ابنه علي يدعى بالرضا، فبعده ابنه محمد يدعى بالتقي والزكي، فبعده ابنه علي يدعى بالنقي والهادي، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري، فبعده ابنه محمد يدعى بالمهدي والقائم والحجة، فيغيب ثم يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبتهم، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه[12].
 
وقال تحت الباب التاسع والسبعون "في ذكر ولادة القائم المهدي( ع )[13].
فالخبر المعلوم المحقق عند الثقات أن ولادة القائم ( ع ) كانت ليلة الخامس عشر من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين في بلدة سامراء عند القران الأصغر الذي كان في القوس وهو رابع القران الأكبر الذي كان في القوس، وكان الطالع الدرجة الخامسة والعشرين من السرطان.
 
ولا يسعنا حصر كل ما جاء في الكتاب، وفيما أوردناه من أمثلة قليلة، كفاية للقول بأن مصنف هذا الكتاب أبعد ما يكون عن أهل السنة والجماعة. والغريب أن جل هذه الروايات مذكورة في كتب الشيعة، ولا يسعنا المجال لبيان ذلك خوفاً من الإطالة. لذا عد بعض علماء الشيعة كتاب "ينابيع المودة" من كتب الشيعة.

يقول الطهراني: ينابيع المودة لذوي القربى للشيخ سليمان بن إبراهيم الحنفي القندوزي البلخي... والمؤلف وإن لم يعلم تشيعه لكنه غنوصي والكتاب يعد من كتب الشيعة[14].

واستغرب بعض علماء الشيعة قوله هذا، كمحمد الجلالي الذي قال: ليس في الكتاب ما يدل على تشيّع المؤلف مذهباً وإن كان طافحا بالتشيّع لغوياً، ولم أعهد من عدّ الكتاب من كتب الشيعة، والتعبير عنه بالغنوصي غريب عن أسلوب شيخنا العلامة، فلعلها من زيادات نجله الكريم[15]


[1] ينابيع المودة، للقندوزي، 1 /15
[2] المصدر السابق، 1/ 18
[3] المصدر السابق، 1 /18
[4] المصدر السابق، 1 /25
[5] المصدر السابق، 1 /31
[6] أنظر خطبة الكتاب.
[7] المصدر السابق، 1 /233
[8] المصدر السابق، 1 /249
[9] المصدر السابق، 2 /314
[10] المصدر السابق، 3 /398
[11] المصدر السابق، 3 /290
[12] المصدر السابق، 3 /283
[13] المصدر السابق، 3 /306
[14] الذريعة في تصانيف الشيعة، لآقا بزرگ الطهراني، 25 /290
[15] فهرس التراث، لمحمد حسين الحسيني الجلالي، 2 /173
عدد مرات القراءة:
5348
إرسال لصديق طباعة
الأربعاء 28 شوال 1442هـ الموافق:9 يونيو 2021م 07:06:11 بتوقيت مكة
عبيد العنزي  
أفضل موقع للرد على الرافضه على الإطلاق
جزاكم الله خير الجزاء
 
اسمك :  
نص التعليق :