آخر تحديث للموقع :

الخميس 8 رمضان 1444هـ الموافق:30 مارس 2023م 02:03:00 بتوقيت مكة

جديد الموقع

الگنجي الشافعي صاحب كتاب "كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب" ..
الكاتب : فيصل نور ..

الگنجي الشافعي صاحب كتاب "كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب"
(ت: 658 هـ - 1260 م) 

     فخر الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد النوفلي القريشي الكَنجي. صاحب كتاب "كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب" و"البيان في أخبار صاحب الزمان".
قتل سنة 658هـ في الجامع الاموي بدمشق. وذكر المؤرخون أن سبب قتله ميله إلى الشيعة، وقال آخرون بسبب تعامله مع التتار وقبوله بتنصيبهم له على أموال الغائبين من أهل بلاده.
 
وهذه بعض أقوال العلماء فيه وما أقلها:
 
أبو شامة المقدسي (ت: 665 هـ): في التاسع والعشرين من رمضان قتل بالجامع الفخر محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي، وكان من أهل العلم بالفقه والحديث، لكنه كان فيه كثرة كلام، وميل إلى مذهب الرافضة، جمع لهم كتباً توافق أغراضهم، وتقرّب بها إلى الرؤساء منهم في الدولتين الإسلامية والتاتارية، ثمّ وافق الشمس القمي فيما فوّضه إليه من تخليص أموال الغائبين وغيرهم، فانتدب له من تأذى منه، وألّب عليه بعد صلاة الصبح، فقتل وبقر بطنه كما قتل أشباهه من أعوان الظلمة، مثل الشمس ابن الماسكيني وابن البغيل الّذي كان يسخر الدواب[1].
 
اليونيني (ت: 726 هـ): ... ثار العوام بدمشق وقتلوا الفخر محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي في جامع دمشق، وكان المذكور من أهل العلم، لكنه كان فيه شرّ، وميل إلى مذهب الشيعة، وخالطه الشمس القمي الّذي كان حضر إلى دمشق من جهة هولاكو، ودخل معه في أخذ أموال الغياب عن دمشق فقتل... وقال أيضاً في وفيات سنة 658: الفخر محمّد بن يوسف الكنجي كان رجلا فاضلا أديباً وله نظم حسن، قتل في جامع دمشق بسبب دخوله مع نواب التتر[2].
 
الذهبي (ت: 748 هـ): سنة ثمان وخمسين وست مائة مات المحدث المفيد فخر الدين محمد بن يوسف الكنجي قتل بجامع دمشق لدبره وفضوله[3]. وقال: محمد بن يوسف بن محمد. الفخر الكنجي، نزيل دمشق.عني بالحديث، وسمع الكثير، ورحل وحصَّل. ثم إنه بدا منه فضول في أيام التتار بدمشق.قال الإمام أبو شامة: قُتِل بجامع دمشق يوم التاسع والعشرين من رمضان. وكان فقيها محدثا، لكنه كان كثير الكلام، يميل إلى الرفض. جمع كُتُبا في التشيع وداخل التتار، فانتدب له من تأذى منه فبقر بطنه بالجامع. قُتِل كما قُتِل غيره من أعوان التتار مثل الشمس محمد بن عباس الماكسيني، وابن البغيل الذي كان يسخر الدواب[4].
 
الصفدي (ت: 764 هـ): محمد بن يوسف بن محمد بن الفخر الكنجي نزيل دمشق عني بالحديث وسمع ورحل وحصل كان إماما محدثا لكنه كان يميل إلى الرفض جمع كتبا في التشيع وداخل التتار فانتدب له من تأذى منه فبقر جنبه بالجامع في سنة ثمان وخمسين وست مائة وله شعر يدل على تشيعه وهو:
كان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا
وقال سأعطي الراية اليوم فارسا * كميا شجاعا في الحروب محاميا
يحب الإله والإله يحبه * به يفتح الله الحصون كما هيا
فخص بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوصي المؤاخيا[5].
 
إبن كثير (ت: 774 هـ): ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وستمائة. وفيه قتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا كان مصانعا للتتار على أموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي، كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمين قبحه الله، وقتلوا جماعة مثله من المنافقين فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين[6].
 
إبن تغري بردي (: 874 هـ): ... ثم كتب الملك المظفر كتابا إلى أهل دمشق يخبرهم فيه بالفتح وكسر العدو المخذول ويعدهم بوصوله إليهم ونشر العدل فيهم فسر عوام دمشق وأهلها بذلك سرورا زائدا وقتلوا فخر الدين محمد بن يوسف بن محمد الكنجي في جامع دمشق وكان المذكور من أهل العلم لكنه كان فيه شر وكان رافضيا خبيثا وانضم على التتار وقتلوا أيضا بدمشق من أعوان التتار ابن الماسكيني وابن النفيل وغيرهما[7].
 
قال البغدادي (ت: 1339 هـ): محمد بن يوسف الكنجي أبو عبد الله الشافعي المتوفى سنة 658 ثمان وخمسين وستمائة. من تصانيفه البيان في اخبار صاحب الزمان كفاية الطالب في مناقب ابن طالب[8].
 
عمر كحالة (ت: 1408 هـ): محمد بن يوسف الكنجي (أبو عبد الله) فاضل. من آثاره: البيان في اخبار صاحب الزمان، كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وله شعر[9].
 
الزركلي (ت: 1410 هـ): محمد بن يوسف بن محمد، أبو عبد الله ابن الفخر الكنجي: محدث. من الشافعية نسبته إلى (كنجة) بين اصبهان وخوزستان. نزل بدمشق. ومال إلى التشيع، وصنف (كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - ط) و(البيان في أخبار صاحب الزمان -ط)[10].
 
علة ذكرنا له في هذا الكتاب.
أختُلف في الكَنجي ومذهبة، فمال البعض إلى القول بتشيعة، وذهب آخرون إلى أنه كان رافضياً خبيثاً، وقد مر ذكر هذه الأقوال. ولعل هذا هو سبب ترجمة الشيعة له في مصنفاتهم وتعظيمهم له.
 
يقول محمد هادي الأميني محقق كتاب كفاية الطالب للمُترجَم له: لم اتوصل إلى البواعث التي جعلت بالمؤلفين وأصحاب البحث والسير أن لا يهتموا بالحافظ الكنجي ولم يشملوه تقديرهم وعنايتهم، وأهملوه ولم يعجبهم ذكره، فضربوا عنه صفحاً، وتركوه في زوايا الاهمال[11].
 
أما محمد مهدي الخرسان فقال: فقد حاولت كثيراً التعرّف على حياته، وتفصيل تاريخه، وعبثاً حاولت بالرغم من كثرة ما راجعت من المصادر المخصوصة بهذا الشأن، وغيرها من مضان الحصول. فقد راجعت م ا وصلت إليه يدي من معاجم التراجم، وقواميس الأعلام، وفهارس الطبقات القديمة منها والحديثة، المختصرة والمطوّلة، والّتي يرجع إليها كلّ من شاء البحث عادة، كوفيات الأعيان لابن خلّكان ـ الّذي عاصر الكنجي ومات بعده بسنة ـ والذيل على الروضتين لأبي شامة، وذيل مرآة الزمان لليونيني وهما من معاصري الكنجي، وفوات الوفيات لابن شاكر، والوافي بالوفيات للصفدي، وتذكرة الحفّاظ للذهبي ـ معاصر الكنجي تقريباً ـ، والبدر الطالع، وتهذيب التهذيب، ولسان الميزان لابن حجر، وأمثالها من اُمّهات المراجع فلم أجد بغيتي كما اُريد. فانعطفت نحو معاجم التراجم الحديثة، وعقيدتي أنّها جمعت ما جمعه القدماء في مفرداتهم، واستوفت تراجم الرجال بالبحث عن مؤلّفاتهم، وهذه الاُخرى لم أجد فيها للمترجم له ذكراً أصلا، وكأن الرجل لم يكن من الأعلام.. فليس من السهل التعريف تماماً برجل جهله أو تجاهله حتّى معاصروه، ومن قارب عصره، فلم يولوه عناية فيعرّفوه، وخلت كتب المعاجم المعنية بهذا الشأن عن ذكره، فلم نقف على ترجمة له وافية، وجلّ ما حصل لدينا عنه ذكر بعض المؤرّخين له في حديثه عن واقعة التتار بالشام[12].
 
وهذه بعض النقول من كتب الشيعة في ترجمته:
 
عباس القمي: هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي صاحب كتاب كفاية الطالب في المناقب المتوفى سنة 658 هـ[13].
 
التستري: محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي صاحب كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه السلام.و كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام عن كشف الظنون وصفه بالشيخ الحافظ. توفّي سنة 658 هـ. وعن فصول ابن الصبّاغ وصفه بالإمام الحافظ[14].
 
الجلالي: أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد النوفلي القرشي الكنجي الشافعي قال عنه أبو شامة المقدسي (ت: 665 هـ): الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي، كان من أهل العلم بالفقه والحديث لكنه كان فيه كثرة كلام وميل إلى مذهب الرافضة. وقال اليونيني في حوادث سنة 658 هـ: فثار العلوم بدمشق وقتلوا الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي في جامع دمشق، وكان المذكور من أهل العلم لكنه كان فيه شرّ وميل إلى مذهب الشيعة، ونقل من نظمه في علي رضوان الله عليه أبياتاً.. وذكر منها: فخصّ به دون البرية كلَّها * عليا وسمّاه الوصي المؤاخيا[15].
 
السبحاني: الحافظ أبو عبد اللَّه الكنجي الشافعي (المتوفّى 658 هـ) نصّ عليه في كشف الغمة، وقال: قرأت عليه كتابيه (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، والبيان في أخبار صاحب الزمان) وذلك بإربل سنة 648 هـ[16].

وما ذكره السبحاني عن صاحب كشف الغمة، ربما يقوي رأي من ذهب إلى القول بتشيعه، وذلك بإعتبار أن الإربلي صاحب كشف الغمة من كبار علماء الشيعة وفي تلمذه على الكنجي ما يؤيد ميله – أي الكنجي – إلى التشيع أو تشيعه.

وهذا تمام قول الإربلي: ونقلت من كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب تأليف الشيخ الامام الحافظ أبى عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي وقرأته عليه بإربل في مجلسين آخرهما الخميس سادس عشر جمادى الآخرة من سنة ثمان وأربعين وستمائة، وأجاز لي وخطه بذلك عندي قرأته عليه: حدثني أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي بإربل[17].

وقال في موضع آخر: وقد كنت ذكرت في المجلد الأول أن الشيخ أبا عبد الله محمد بن يوسف ابن محمد الكنجي الشافعي عمل كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب وكتاب البيان في اخبار صاحب الزمان وحملهما إلى الصاحب السعيد تاج الدين محمد بن نصر بن الصلايا العلوي الحسيني سقى الله عهده صوب العهاد فقرأنا الكتابين على مصنفهما المذكور في مجلسين آخرهما يوم الخميس سادس عشرة جمادي الآخرة من سنة ثمان وأربعين وستمائة بإربل[18].
 
وهذان الكتابان اللذان ذكرهما الإربلي نالا إهتماماً كبيراً من الشيعة، حيث قاموا بنسخهما وتحقيقهما وطبعهما. وهي أمور لا تستقيم لولا كونهما مصنفات إلى التشيع أقرب، إن لم تكن بالفعل شيعية.

فالبيان في أخبار صاحب الزمان، طبع بتحقيق محمد هادي الأميني في مطبعة النجف سنة 1970 هـ، نسخة منه بخط الشيخ علي الزري صاحب إلزام الناصب استنسخه في سنة 1327 هـ في كربلاء، وهذه النسخة اعتمد عليها السيد محمد جواد الجلالي في تحقيق الكتاب، المنشور ضمن منشورات جماعة المدرسين بقم سنة 1409 هـ (الطبعة الخامسة).
فضلاً عن الطبعات الأخرى لهما، كطبعة الحيدرية بالنجف ودار إحياء تراث أهل البيت طهران المطبوع مع كفاية الطالب، وطبعة تبريز على الحجر مع غيبة الطوسي سنة 1324 هـ، وطبعة النجف بالعراق سنة 1382 هـ، بتقديم وتحقيق محمّد مهدي الخرسان، منشورات مطبعة النعمان بالنجف،، ومؤسّسة الأعلمي للمطبوعات بكربلاء، وطبعة الفارابي الطبعة الثالثة 1404 هـ بتحقيق وتصحيح وتعليق: محمّد هادي الأميني، وطبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1382 هـ، وطبعة النجف سنة 1390، وطبعة إحياء تراث أهل البيت - طهران - 1404 ه‍، وطبعة مؤسسة النشر الاسلامي - 1415 هـ - ‍، الطبعة الخامسة، والذي أعدّه محمود جواد الحسيني الجلالي، وطبعة منشورات مؤسّسة الهادي للمطبوعات ـ قمّ، سنة 1399هـ، قدّم له وعلّق عليه: السيّد محمّد مهدي الخرسان. وغيرها.
 
وكفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، طبع بتحقيق محمد هادي الأميني في المطبعة الحيدرية في النجف سنة 1356 ه 1970 م، وطبعة النجف الأشرف، سنة 1390 ه‍ـ، وطبعة الغري سنة 1356 هـ، وطبعة دار إحياء تراث أهل البيت بطهران بتحقيق محمد هادي الأميني، سنة 1404 هـ، وطبعة النجف من مطبوعات المطبعة الحيدرية سنة 1356 هـ‍، بتحقيق محمّد صادق آل بحر العلوم النجفي.
 
فما هي الدوافع وراء كل هذا الإهتمام من قبل الشيعة بالكتابين!؟
 
وعلى أي حال هذه جولات في محتويات الكتابين، فهي حرية بأن تزيل بعض اللبس عن حقيقة المؤلف وحقيقة مصنفاته:
 
أولاً: من أبواب كتاب: كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب:
في كفر من سب عليا عليه السلام.
غضب النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم لمخالفة حكم علي عليه السلام.
توعد النبي صلى اللّه عليه وآله لمبغض علي عليه السلام بالنار.
في ان عليا أول من صلى.
في شوق الملائكة والجنة الى علي عليه السلام واستغفارهم لمحبيه.
كل سرّية خرج فيها علي عليه السلام اظله اللّه سبحانه
قوله تعالى: إن اللّه هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين، وأن صالح المؤمنين هو علي عليه السّلام
ان عليا عليه السلام إمام كل آية فيها: (يا أيها الذين آمنوا)
حديث الطائر.
ان النظر الى وجه علي عليه السّلام عبادة.
في سلوك علي عليه السلام بالأمة عند خلافته الطريق المستقيم.
في إذن النبي صلى اللّه عليه وآله لعلي عليه السلام في قتال اهل البغي وإكرامه إياه ليد ابي طالب عنده.
في ان عليا عليه السلام قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين
في تخصيص علي عليه السلام بمرافقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند دخول الجنة.
في تخصيص علي عليه السلام بالنداء من بطنان العرش يوم القيامة
في تخصيص علي عليه السلام بقوله صلى الله عليه وآله وسلم فلا ادعى بخير إلا دعيت.
في تخصيص علي عليه السلام بمؤاخاة الرسول صلى اللّه عليه وآله.
في تخصيص علي عليه السلام بتسعة اعشار العلم.
في تخصيص علي عليه السلام بفتح بابه عند سد ابواب سائر الاصحاب.
في تخصيص علي عليه السلام بقول قريش لأبي طالب اطع ابنك عليا فقد أمر علينا وعليك.
في تخصيص علي عليه السلام بالفهم في كتاب اللّه تعالى.
في تخصيص علي عليه السلام بكونه سيد العرب.
في تخصيص علي عليه السلام بكونه سيد المسلمين.
في تخصيص علي عليه السلام بكونه إمام الأولياء
في تخصيص علي عليه السلام بحلّ المعضلات.
في تخصيص علي عليه السلام بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
في تخصيص علي عليه السلام بقصر يقابل قصر النبي صلى اللّه عليه وآله في الجنة.
في تخصيص علي عليه السلام بالتصدق في حال ركوعه
في تخصيص علي عليه السلام بمائة منقبة دون سائر الصحابة.
فى تخصيص علي عليه السلام بقوله صلى اللّه عليه وآله: اخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي
في تخصيص علي عليه السلام بقول الملك يوم بدر: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.
في تخصيص علي عليه السلام: بأن بعث له ماء من الفردوس.
في تخصيص علي عليه السلام بعلم الظاهر والباطن.
في ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم زوّج فاطمة عليا عليهما السلام بأمر اللّه تعالى.
في ان شجرة الجنة نثرت الدر والجوهر في املاك فاطمة عليها السلام.
في مفاخرة الحور والملائكة لما اصابوا من نثار فاطمة عليها السلام.
في ان الملائكة زفت فاطمة الى علي عليه السلام
في ان عليا عليه السلام خلق من نور النبي محمد صلى اللّه عليه وآله.
في قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي وفاطمة وولديهما عليهم السلام: أنا حرب لمن حاربتم.
في حديث رد الشمس.
 
ثانياً: من أبواب كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السّلام:
حسبنا الباب الخامس والعشرون والذي عنونه بـ "في الدلالة على جواز كون المهديّ عليه السّلام حيّاً باقياً منذ غَيبته" حيث قال: ولا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسى والياس والخضر من أولياء اللّه تعالى وبقاء الدجال وإبليس الملعونين اعداء اللّه تعالى، وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسنة، وقد اتفقوا عليه ثم انكروا جواز بقاء المهدي، وها أنا ابين بقاء كل واحد منهم، فلا يسمع بعد هذا لعاقل إنكار جواز بقاء المهدي (عليه السلام). وإنما انكروا بقائه من وجهين (احدهما) طول الزمان، (والثاني) انه في سرداب من غير أن يقوم احد بطعامه وشرابه وهذا يمتنع عادة...ألخ.
 
فكل ما مر أو أكثره لا يقول به أحد من علماء أهل السنة.
 
ومن الملاحظات الأخرى على الكتابين أن بعض مصادرهما شيعية، ومنها:

  • الارشاد، للمفيد.
  • الاغاني، لإبي الفرج الاصبهانى.
  • مقاتل الطالبيين، لإبي الفرج الاصبهانى.
  • المشيخة، لإبي علي الفضل بن شاذان.

 
وكذلك الكثير ممن نقل عنه واستشهد بما ذكره، هم من علماء الشيعة، ومن هؤلاء:
 

  • الإربلّي في (كشف الغمّة في معرفة الأئمّة).
  • علي بن طاووس في بعض كتبه.
  • الحرّ العاملي في (إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات).
  • مير حامد حسين الحسيني في (عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار).
  • عبدالحسين الأمينيّ في (الغدير).. وغيرهم.

 
بقيت مسألة وهي الزعم بأن الكنجي كان شافعياً.
 
الذي يظهر من أصحاب المصادر القديمة التي ترجمت له، ووقفتُ عليها، وعلى وجه الخصوص تلك التي كان أصحابها من المعاصرين للكنجي، أو قريباً من عصره، أنهم لم يذكروا أنه كان شافعياً، وقد ذكرنا أقوالهم آنفاً كأبي شامة المقدسي، واليونيني، والذهبي، والصفدي، وإبن كثير، وإبن تغري بردي. ولكن بعض المصادر المتأخرة ومنها الشيعية بطبيعة الحال ذكرت أنه كان شافعياً، ولا شك أن ذلك يثير بعض علامات الإستفهام، الأمر الذي يرجح ميل المترجَم له إلى التشيع كما ذكر القدماء.
 
ولعل مبعث من قال بشافعيته، أن بعضاً ممن أخذ الكنجي عنهم العلم كانوا من الشافعية، وكذلك تعظيمه لهم في كتبه كقوله: شافعي الزمان[19] وشافعي الوقت[20]، أو ذكره لنفسه بأنه شافعي، فضلاً عن وروده ضمن سماعات كتاب الرسالة للإمام الشافعي رحمه الله[21].
ولعل الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث. ولكن بالحكم على مصنفاته، هذا إن كانت له، والتي نقلنا بعضاً منها، فهو أبعد ما يكون عن الشافعي والشافعية.
 
فالشافعي رحمه الله قوله معروف في الرافضة، وإليك بعضها، وبعض ما يتعلق بعقائدهم:
 
قال حرملة بن يحيى: سمعت الشَّافعي يقول: لم أر أحدًا من أصحاب الأَهْواء، أشهد بالزُّور من الرَّافضة[22].
 
وقريباً منه قول الرّبيع بن سليمان: سمعت الشافعي، يقول: ما رأيت في الأهواء قوما أشهد بالزّور من الرافضة[23].
 
وقال الشافعي رحمه الله: أجِيز شهادة أهل الأهواء كلهم إلا الرافضة , فإنّه يشهد بعضهم لِبَعْضٍ[24].
 
وقال البوطي: سألت الشَّافعي: أُصلي خلف الرافضي؟ قال: لا تُصَلِّ خلف الرَّافضي.. ومن قال: إنّ أبا بكرٍ وعمر ليسا بإمامين، فهو رافضي[25].
 
وقال الشافعي: إذا حضر الرَّافضي الوَقْعةَ وغنموا لم يعط من الفيْءِ شيئا لأن اللهَ ذكر آية الفيء ثم قال فيها: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، فمن لم يقل بهذا لم يستحق[26].
 
وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي إذا ذُكِرَ الرَّافضة عابهم أشد العيب، فيقول: شرَّ عصابة[27].
 
وقال حرملة بن يحيى: قال الشفعي: ما كلَّمت رجلا في بدعة، إلا رجلا متَشَيِّعًا، إنّ التّشيُعَ أضل البدع وأرداها وهوَ الرَّفض[28].
 
وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: أفضل النَّاس بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم[29].
 
وقال سمعت الشافعي يقول: في الخلافة والتفضيل، نبدأ بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم[30].
 
وقال الـمُزَني: سمت الشافعي يقول للربيع: يا ربيع، لا تخوضن في أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فإن خصمك النبي صلى اللَّه عليه وسلم يوم القيامة[31].
 
وغيرها كثير.
فأين كل هذا من عقائد الكنجي !؟


[1] تراجم رجال القرنين السادس والسابع "المعروف بالذيل على الروضتين"، لشهاب الدين عبدالرحمن، المعروف بأبي شامة المقدسي، 208

[2] ذيل مرآة الزمان، لقطب الدين موسى بن محمد اليونيني 1: 392

[3] تذكرة الحفاظ، للذهبي، 4/1441

[4] تاريخ الإسلام، للذهبي، 48/368

[5] الوافي بالوفيات، للصفدي، 5/166

[6] البداية والنهاية، لإبن كثير، 13/256

[7] النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ليوسف بن تغري بردي الأتابكي، 7/80

[8] هدية العارفين، لإسماعيل باشا البغدادي، 2/127

[9] معجم المؤلفين، لعمر كحالة، 12/134

[10] الأعلام، لخير الدين الزركلي، 7/150

[11] كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، للكنجي، مقدمة المحقق، 24

[12] البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السّلام، للگنجيّ، مقدمة الكتاب

[13] الكنى والألقاب، لعباس القمي، 3/123

[14] قاموس الرجال، لمحمد تقي التستري، 9/664

[15] فهرس التراث، لمحمد حسين الحسيني الجلالي، 1/653

[16] تذكرة الأعيان، لجعفر السبحاني، 247

[17] كشف الغمة في معرفة الأئمة، لعلي بن أبي الفتح الإربلي، 1/105

[18] المصدر السابق، 3/275

[19] أنظر مثلاً كفاية الطالب، 231، 350، 371

[20] كفاية الطالب، 360

[21] أنظر الرسالة، للإمام الشافعي، 61، 68 – طبعة المكتبة العلمية، بيروت

[22] آداب الشافعي ومناقبه، لإبن أبي حاتم الرازي، 144، الكامل، لإبن عدي، 3/408، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي، 8/1544، حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني، 9/114، السنن الكبرى، للبيهقي، 10/352، مناقب الشافعي، للبيهقي، 1/468، الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي، 126، منهاج السنة النبوية، لإبن تيمية، 1/60، ميزان الاعتدال، للذهبي، 1/28، لسان الميزان، لإبن حجر العسقلاني، 1/10

[23] آداب الشافعي ومناقبه، لإبن أبي حاتم الرازي، 145، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي، 8/1544، منهاج السنة النبوية، لإبن تيمية، 1/61، سير أعلام النبلاء، للذهبي، 10/89

[24] السنن الكبرى، للبيهقي، 10/352، مناقب الشافعي، للبيهقي، 1/468

[25] ذم الكلام وأهله، لأبي إسماعيل الهروي، 4/307، وسير أعلام النبلاء، للذهبي، 10/31

[26] تاريخ دمشق، لإبن عساكر، 51/317، ومختصر تاريخ دمشق، لإبن منظور، 21/375، طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي، 2/117

[27] مناقب الشافعي، للبيهقي، 1/468، 2/71، مناقب الشافعي، للرازي، 142، الصواعق المحرقة، للهيتمي، 1/114

[28] اعتقاد الشافعي للهكاري ص31

[29] حلية الأولياء، لأبي نعيم، 9/114، مناقب الشافعي، للبيهقي، 1/433، معرفة السنن والآثار، للبيهقي، 1/193، الاعتقاد، للبيهقي، 368، تاريخ دمشق، لإبن عساكر، 51/316، مختصر تاريخ دمشق، لإبن منظور، 21/ 375، البداية والنهاية، لإبن كثير، 14/139، طبقات الشافعيين، لإبن كثير، 5

[30] الشريعة، للآجُرِّي، 4/1767، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي، 8/1450، والإعتقاد، للبيهقي، 336، جامع بيان العلم وفضله، لإبن عبد البر، 2/ 1174، تاريخ دمشق، لإبن عساكر، 51/316، طبقات الشافعيين، لإبن كثير، 5

[31] ذم الكلام وأهله، لأبي إسماعيل الهروي، 4/287

عدد مرات القراءة:
2978
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :