آخر تحديث للموقع :

الأحد 4 رمضان 1444هـ الموافق:26 مارس 2023م 07:03:50 بتوقيت مكة

جديد الموقع

التطبير ..
الكاتب : فيصل نور ..

     التطبير هو: ضرب الشيعة لرؤوسهم بالسيوف، أو السكاكين، أو ما شابه ذلك من الآلات الحادة، حتى يخرج الدم على إثر ذلك، ويكون على وجه الخصوص في اليوم العاشر من المحرم، مواساة للإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما الذي قتل مظلوماً. ويكون التطبير في الغالب بصورة جماعية، وعلى شكل مواكب ومسيرات تجوب الشوارع والأماكن العامة.
     ولفظة التطبير عامية تُستخدم في العراق والخليج والأحواز، فيقولون طبر الخشبة أو العظم بالطبر (الفأس أو القدوم أو الساطور في الشام) ويقصدون الضرب بالساطور وغيره من الأدوات الحادة، ويرى البعض أن للفظ أصول تركية أو بابلية لأن طَبَرَ في العربية الفصحى لا تصح إلا بمعنى قفز واختبأ.
     ويُعرف التطبير في البحرين والقطيف باسم "الحيدر" إشارة لكلمة حيدر التي يرددها المطبرون، وحيدر هو أحد أسماء علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما يسمى التطبير (بالفارسية: قمه زني). في باكستان والهند يُعرف التطبير بعدة أسماء منها "قمه زني" و"تلوار زني".
 
     متى ظهر التطبير:
     يقول الدكتور الشيعي علي شريعتي : استحدثت الدولة الصفوية منصب وزاري جديد باسم وزير الشعائر الحسنية .. ذهب هذا الوزير الى اوربا الشرقية وكانت تربطها بالدولة الصفوية روابط حميمية يكتنفها الغموض واجرى هناك تحقبقات ودراسات واسعة حول المراسيم الدينية والطقوس المذهبية والمحافل الاجتماعية المسيحية واساليب احياء ذكرى شهداء المسيحية والوسائل المتبعة في ذلك حتى انماط الديكورات التي تزين بها الكنائس في تلك المناسبات. واقتبس تلكم المراسيم والطقوس وجاء بها الى ايران حيث استعان ببعض الملالي لاجراء بعض التعديلات عليها لكي تصبح صالحة في استخدامها في المناسبات الشيعية وبما ينسجم مع الاعراف والتقاليد الوطنية والمذهبية في ايران. مما ادى بالتالي الى ظهور موجة جديدة من الطقوس لم يعهد لها سابقة في الفلكور الشعبي الايراني ولا في الشعائر الدينية الاسلامية . ومن بين تلك المراسيم النعش الرمزي والضرب بالزنجيل والاثقال والتطبير واستخدام الالات الموسيقية واطوار جديدة من قراء المجالس الحسينية جماعة وفرادى. وهذه مظاهر مستوردة من المسيحية بحيث بوسع كل انسان مطلع على تلك المراسيم أن يشخص أن هذه ليست سوى نسخة من تلك. تتضمن مراسيم العزاء المسيحي تمثيل حياة شهداء الحركة المسيحية الاوائل واظهار مظلوميتهم وطريقة قتلهم بواسطة حكام الجور والشرك وقياصرة الروم وقواد جيشهم وكذلك التطرق ليسرة الحواريين وماساة مريم وبيان فضائلها وكراماتها ومعاناتها والاهم من ذلك تجسيد ماساة عيسى الميسح والوان التعذيب الذي لاقاه سواء من قومه ( اليهود ) او من الحكام الظلمة ( القياصرة ). كل ذلك تحت عنوان (Passions) اي المصائب وهو مصطلح يطلق على مجموع هذه المراسيم التي اقتبسها الصفويون وادخلوها الى التاريخ الشيعي لتصبح جزءا من الهوية الشيعية وتستخدم في تجسيد المصائب التي تعرض لها اهل البيت والزهراء (ع) والامام الحسين واهل بيته واصحابه.
     جدير ذكره ان مراسيم اللطم والزنجيل والتطبير ووحمل الاثقال مازالت تمارس سنويا في ذكرى (استشهاد المسيح ) في منطقة ( Lourder ). وعلى الرغم من هذه المراسيم دخيلة على المذهب وتعتبر مرفوضة من وجهة نظر اسلامية ولم تحظ بتأييد العلماء الحقيقيين بل ان كثيرا منهم عارضوها بصراحة لانها لاتنسجم مع موازين الشرع ومع ذلك فانها مازالت تمارس على قدم وساق منذ قرنين او ثلاثة مما يثير الشكوك حول منشئها ومصدر الترويج لها ويؤكد ان هذه المراسيم تجري بارادة سياسية لادينية وهذا هو السبب في ازدهارها وانتشارها على الرغم من مخالفة العلماء لها. وقد بلغت هذه المراسيم من القوة والرسوخ بحيث ان كثيرا من علماء الحق لايتجرأون على اعلان رفضهم لها ويلجأون الى التقية في هذا المجال !!
     وتجدر الاشارة الى ان كثير من المباشرين لهذه الاعمال يدركون جيدا بان هذه الاعمال خارجة عن نطاق الشريعة وداخلة في نطاق الحب الذي لايلتزم كثيرا بالقيود والضوابط . حتى قيل ان احدهم واجه احد العلماء بالقول اننا نصغي الى اقوالكم احد عشر شهرا في السنة ولكن عليكم في هذا الشهر (محرم ) ان تصغوا انتم الى اقوالنا.
     وقد اخترعوا من انفسهم اسطوانات جديدة يكررونها لاقناع بل خداع انفسهم قبل غيرهم فيقولون مثلا ان هذا العمل لايندرج تحت قائمة المستحب والمكروه او الحلال والحرام . انه جنون حب علي والحسين حب الحسين اجنني عاشوراء اغلت دماءنا وددنا لو نحرق انفسنا بايدينا. ان حساب الحسين غير حساب الله والدين والاحكام الشرعية ولو ان الله سبحانه وتعالى القانا في جهنم عقوبة على حب الحسين فما اشوقنا الى نار جهنم الى غيرذلك من الجمل والعبارات التي ان دلت على شيء فانما تدل على فقر اصحابها منطقيا وعدم امتلاكهم الحجة الشرعية لتبرير افعالهم الغير المنسجمة مع المعايير الدينية والاسلامية والشيعية.
     واضح جدا ان هذه اللغة هي لغة التصوف وان هذه المشاعر والاحاسيس هي مشاعر غلو وافراط نجمت عن اعمال الدراويش ومبالغات الخطباء والشعراء، وكل هذه المظاهر تستمد وجودها من عصب صفوي يغذيها وينفخ فيها من اجل تضخيمها يوما بعد يوم.
     انني اعتقد ان ماهو معروف اليوم من ان العلماء والمجتهدين وفقهاء الشيعة يستنكفون من ارتقاء منبر الخطابة والتبليغ ويتجنبون الدخول في احاديث التكايا والمحافل الاجتماعية والدينية يعود الى ادراكهم لحقيقة ان هذه المظاهر هي مظاهرة صنيعة الحكم الصفوي وان هذه المنابر كانت تستمد قوتها من الموقف السياسي لا الديني والدليل على ذلك ان هذه المراسيم عادة ماتنطوي على افعال وممارسات لاتنسجم مع شرع اوسنة .. فبرغم القدسية التي يكنها الانسان المسلم والشيعي على وجه الخصوص للائمة واهل بيت النبي وخاصة آل البيت نجد مراسيم التشبيه تنطوي على اساءات صارخة من قبيل ان رجلا يمثل دور سكينة او زينب كما يتم استخدام الموسيقى على نطاق واسع رغم مافيها من كراهة او حرمة لدى العلماء. ولاشك ان هذه المظاهر مقتبسة من النصارى حيث توجد لديهم ممارسات وطقوس دينية مماثلة من قبل ( الرجال السبعة الشهداء ) او (الميراكل ) مضافا الى تشييع رمزي لنعش عيسى مصلوبا وهبوطه وعروجه ونحو ذلك.
     اما النوائح التي تؤدى بشكل جماعي فهي تجسيد دقيق لمراسيم مشابهة تؤدى في الكنائس ويطلق عليها اسم (كر ) كما ان الستائر ذات اللون الاسود التي توشح بها ابواب واعمدة المساجد والتكايا والحسينيات وغالبا ماتطرز باشعار جودي ومحتشم الكاشاني هي مراة عاكسة بالضبط لستائر الكنيسة مضافا الى مراسيم التمثيل لوقائع وشخصيات كربلاء حيث تحاكي مظاهر مماثلة تقام في الكنائس ايضا وكذلك عملية تصوير الاشخاص على رغم كراهة ذلك في مذهبنا، حتى هالة النور التي توضع على رأس صور الائمة واهل البيت هي مظهر مقتبس ايضا وربما امتدت جذوره الى طقوس موروثة عن قصص ايزد ويزدان وغيرها من المعتقدات الزرداشتية في ايران القديمة.
     كل هذه المراسيم والطقوس الاجتماعية والعرفية هي صيغ مقتبسة مما هو عند النصارى في اوربا. وقد بلغت هذه المظاهر حدا من السذاجة ان الاقتباس يتم بصورة حرفية دون ادنى تغيير حتى ان بعض المظاهر تنطوي على رفع علامة الصليب وقد انطلت هذه المسالة على الصفويين فاستوردوها من هناك وجاءؤا بها الى ايران كما هي، ولذلك نرى ان بعض الجوقات يتقدمها مايسمى ب (الجريدة ) وهي شىء يشبه الصليب وكان بعينه يستخدم في جوقات العزاء المسيحية ولا يعرف احد مغزى ذلك من بسطاء شيعة حتى حاملو هذه (الجريدة ) لايدركون السبب في حملهم اياها، ولكن مع جهل الجميع بماهية (الجريدة) ومعناها وفلسفة حملها فان جميع المشتركين في الجوقة يعتقدون ان شأنهم واعتبارهم مرهون بهذه (الجريدة) ومدى الاهتمام بها حتى ان معارك ومشادات تحصل من اجل ان يحظى الافراد بشرف حملها وتتسابق الجوقات في تزيين جريدتهم بحيث تبدو اكبر واجمل واثقل! تجدر الاشارة الى ان (الجريدة ) ليست تقليدا للصليب بالشكل فحسب يل ان اسمها كذلك يعود تاريخيا الى اسم الصليب وقد جاء معها من اوربا الشرقية وذلك ان كلمة (جريدة) لا مفهوم لها في الفارسية ولا في العربية. وهذا الكلام ينسحب على سائر الديكورات والازياء والستائر التي جاءت جميعا من اوربا الشرقية وايطاليا على وجه الخصوص حيث مركز الكنيسة الكاثوليكية، ونظرا لأن المساجد لم تكن مكانا مناسبا لقبول مثل هذه البهارج فقد استحدث بناء جديد يطلق عليه (التكية) واصبح فيا بعد مركزا لتسويق مثل هذه الامور الغريبة على الدين والمذهب [1].
     ويقول آخر : التطبير ليس من العادات العزائية القديمة عند الشيعة وليس لها أي جذور اصيلة وانما نشأ في العقود الثمانية الأخيرة على ابعد التقادير وسمعت ان اول ظهوره كان على يد الهنود الشيعة ثم انتقل منهم الى عوام الشيعة في العراق ايام عاشوراء حيث سيروا بعض المواكب في مدينة كربلاء يوم العاشر ثم تابعهم عوام العراق بعد ان استحسنوه وانتشر بينهم وعنهم اخذ الزوار الايرانيون والخليجيون واللبنانيون. وقد اشتهر العلامة الشيخ باقر آل عصفور حتى آخر حياته بمعارضة هذه الظاهرة وظاهرة الضرب بالزنجيل ومواكب الموسيقى العزائية والتصريح بحرمتها وانه لا علاقة لها بمودة أهل البيت ومحبتهم واظهار الحزن عليهم وكانت تلك المواكب المتمردة تمر على بيته عناداً له وتمكث فترة طويلة لايذائه بهتافاتها واصوات الموسيقى التي تعزفها. وتمكن من القضاء على مواكب الموسيقى العزائية الا ان الضرب بالزنجير والتطبير ازدادت مواكبهما. وقد رأيت كراسا صغيرا لبعض فقهاء العراق وايران يحثون على فعله في سابقة لا سابقة لها في فقه الشيعة الامامية والاحتجاج فيه بتأويلات غريبة وتسطيرات بعيدة عن المباني الفقهية والقواعد الشرعية المعروفة والمتسالم عليها. وقد سمعت احد فقهاء قم يقول انه افتى كما افتى غيره خوفاً من سطوة العوام وتهديداتهم حيث بلغت الجرأة بالعوام الى تهديد ووعيد كل من يخالفهم بالعدول عن مرجعيته وتقليده اذا لم يسقطوه اجتماعياً ويتهموه بمعاداة اهل البيت عليهم السلام[2].
 
     حكم التطبير عند علماء الشيعة:
 
     اختلف علماء الشيعة في حكم التطبير ما بين مؤيد ورافض له، فمنهم من أيده وقال باستحبابه أو حتى وجوبه كفائياً، ومنهم من قال بحرمته، ومنهم من سكت عنه. وقائمة أسماء الفريقين طويلة جداً وفي زيادة مستمرة ولا نرى فائدة من ذكرها. ولكن لا بأس من إيراد بعض أقوال الفريقين، وسنقتصر على 15 رأي لكل فريق لتتضح الصورة.
 
أولاً: من أقوال المؤيدين للتطبير:

  1. محمد حسين النائيني : أما إخراج الدم من الناصية بالسيوف والقامات، فالأقوى جواز ما كان ضرره مأموناً، وكان من مجرّد إخراج الدم من الناصية بلا صدمة على عظمها، ولا يتعقب عادة بخروج ما يضر خروجه من الدم ونحو ذلك. كما يعرفه المتدربون العارفون بكيفية الضرب، ولو كان عند الضرب مأموناً ضرره بحسب العادة، ولكن اتفق خروج قدر ما يضر خروجه، لم يكن ذلك موجباً لحرمته، ويكون كمن توضأ أو اغتسل أو صام أمناً من ضرره، ثم تبيّن ضرره منه.

  2. محمد صادق الروحاني : التطبير عندنا جائز بل مستحب بل من اکثر المستحبات ثواباً و هو من الشعائر الحسينية.

  3. محمد الشاهرودي : التطبير أمر جائز ومستحسن وتعظيم لشعائر الله تعالى.

  4. محمد الحسيني الشيرازي : وقد سئل عن حكم الشعائر الحسينية من مثل مواكب التطبير وشدخ الرؤوس بالسيوف والقامات وما إلى ذلك ؟ فأجاب : إن إقامة شعائر الحسين عليه السلام بأي نحو كان وبكل صورة المتعارفة في أوساط الشيعة أمر جائز على ما هو المشهور بين الفقهاء بل هو مستحب أيضاً.

  5. صادق الحسيني الشيرازي: لا يعد التطبير تشويهاً للمذهب، وإنما هو فخر للمذهب وشرف، وقد دخل بسببه كثير من غير المسلمين في الإسلام، واعتنقوا مذهب أهل البيت سلام الله عليهم، ويمكنك للاطلاع الأكثر السفر ولو لمرة واحدة إلى مثل بلاد الهند، لترى كيف يدخل غير المسلمين الإسلام ببركة الشعائر الحسينية مثل التطبير.

  6. تقي الطباطبائي القُمّي : لا يخفى على أهل الولاء والإيمان بأن إقامة العزاء على الإمام الحسين خامس أصحاب الكساء عليه السلام، وسائر المعصومين عليهم السلام، بكل أشكاله من تشييد المنبر الحسيني وقصائد الرثاء والنياحة والضرب على الرؤوس والصدور، وتأسيس الهيئات الحسينية وتسيير مواكب اللطم، وضرب السلاسل بل ومواكب التطبير وشدخ الرؤوس بالقامات على ما هو معروف ومتداول اليوم في الشوارع والأسواق، ليس جائزاً فحسب بل راجحاً ومن الشعائر الدينية والنبوية، بل وفي مثل هذه الظروف واجباً كفائياً في الجملة.

  7. محمد محمد صادق الصدر : سئل في يوم العاشر تخرج بعض الهيئات والمواكب الحسينية ويستخدمون الطبول إثناء التطبير (ضرب الرؤوس بالسيوف وإدمائها) فما حكم التطبير ؟ وما حكم الضرب على الطبول؟. فأجاب : لا إشكال فيهما على الأظهر (ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب).

  8. محمد سعيد الحكيم : التطبير شأنه شأن غيره من الممارسات لا يحكم بحرمتها إلاّ إذا ترتب عليها ضرر محرم خاص أو عام.

  9. محمد إسحاق الفياض : وقد سئل ما حكم ضرب القامات (التطبير) في عزاء سيد الشهداء ؟ فأجاب : إذا لم يكن به ضرر معتد به فلا مانع منه والله العالم.

  10. بشير النجفي : التطبير وغيره كلطم الصدور والمشي على الأقدام لزيارة سيد الشهداء سلام الله عليه ، فقد أصدرنا فتوانا بشأن هذه الأمور وتتلخص في أنه إذا كان التطبير أو الضرب بالزناجيل ونحوها يؤدي إلى تلف النفس أو إلى تعطيل عضو من الأعضاء حسب رأي الخبراء في الطب فلا يجوز ، وكذلك إذا كان مثل هذا العمل في زمان أو مكان يؤدي إلى تنفر الناس لجهلهم بمغزى هذا العمل ، أو يلزم منه ابتعاد الناس عن الإسلام ومبدأ التشيع فلا يجوز حينئذ في ذلك الزمان والمكان.

  11. مرتضى الفيروزآبادي  : التطبير إذا لم يكن بحد الضرر أو خوف الضرر فلا بأس به ، وفعل زينب بنت علي (ع) من نطح جبينها بمقدم المحمل حتى جرى الدم معروف مشهور لاينكر ، مضافاً إلى أن التطبير على الشرط المذكور لا دليل على حرمته ، ولو شك فالأصل حليته ، وتوهم أن ذلك من الإلقاء في التهلكة المحرم فعله فاسد جداً ، بعد أن فرض كونه دون حد الضرر أو خوف الضرر بل لو اقتصر على مجرد الإدماء بمقدار يخضب به الرأس والوجه كالتدهين لا أكثر ، فلا يبعد رجحانه لما فيه من نحو مواساة وعزاء ، ومن ناقش في جوازه حتى بهذا المقدار فهو من أهل الغرض والمرض ، فزادهم الله مرضاً .

  12. عبد الكريم الحائري : سئل عن شدخ الإنسان رأسه بالقامات في يوم عاشوراء جائز أم لا؟ فأجاب : جائز إذا لم يكن مضراً بالنفس .وقال في جواب آخر : وأما التطبير فهو إن لم يكن مضراً بحال الإنسان فلا بأس فيه ولا شئ عليه ، كما أنه لا ينبغي لأحد المنع منه والصد عنه ، فإن جميع أنواع التعزية لأجل محبة الإمام أبي الشهداء أرواحنا له الفداء مشروعة ومستحبة ، ما دامت لم تشتمل على ما هو محرم في الشريعة الإسلامية .

  13. مرتضى الأنصاري : إذا أورد شخص الجرح بمثل السيف ونحوه على نفسه ، ولم يكن مضرا كان ذلك جائزاً .

  14. محمد علي الأراكي : إذا لم يكن في التطبير ضرر جسمي ونفسي ، فلا إشكال فيه.

  15. الكلبايكاني : سئل : ما هو حكم التطبير الذي يفعله بعض الناس أيام عاشوراء؟ فأجاب : يجوز إذا لم يكن معرضا لضرر لايتحمل عرفاً، والله العالم.

 
ثانياً: من أقوال المعارضين للتطبير:

  1. محسن الحكيم: إن هذه الممارسات (التطبير) ليست فقط مجرد ممارسات…هي ليست من الدين، وليست من الأمور المستحبة، بل هذه الممارسات أيضاً مضرة بالمسلمين، وفي فهم الإسلام الأصيل، وفي فهم أهل البيت عليهم السلام، ولم أر أياً من العلماء عندما راجعت النصوص والفتاوى، يقول بأن هذا العمل مستحب، يمكن أن تقترب به إلى الله سبحانه وتعالى، إن قضية التطبير هي غصة في حلقومنا.

  2. محسن الأمين: أن ما يفعله جملة من الناس من جرح أنفسهم بالسيوف أو اللطم المؤدي إلى إيذاء البدن إنما هو من تسويلات الشيطان وتزيينه سوء الأعمال.

  3. أبو الحسن الأصفهاني: إن استعمال السيوف والسلاسل الحديدية والأبواق وما يجري اليوم في مواكب العزاء بيوم عاشوراء باسم الحزن على الحسين إنما هو محرم وغير شرعي.

  4. محمد باقر الصدر: إن ما تراه من ضرب الأجسام، وإسالة الدماء، هو من فعل عوام الناس وجهالهم، ولا يفعل ذلك أي واحد من العلماء، بل هم دائبون على منعه وتحريمه.

  5. الخامنئي : التطبير مضافاً إلى أنه لا يعد عرفاً من مظاهر الأسى والحزن وليس له سابقة في عصر الأئمة عليهم السلام وما والاه ولم يرد فيه تأييد من المعصوم عليه السلام بشكل خاص ولا بشكل عام ، يعد في الوقت الراهن وهناً وشيناً على المذهب فلا يجوز بحال.

  6. كاظم الحائري: إن تضمين الشعائر الحسينية لبعض الخرافات من أمثال التطبير يوجب وصم الإسلام والتشيع بالذات بوصمة الخرافات خاصة في هذه الأيام التي أصبح إعلام الكفر العالمي مسخرا لذلك ولهذا فممارسة أمثال هذه الخرافات باسم شعائر الحسين عليه السلام من أعظم المحرمات.

  7. علي الخامنئي: يجب على كل المسلمين الاجتناب عن التطبير المحرم، الموجب لتضعيف وتوهين المذهب في الوقت الراهن.

  8. محمد جواد مغنية: ما يفعله بعض عوام الشيعة في لبنان والعراق وإيران، كلبس الأكفان، وضرب الرؤوس والجباه بالسيوف، في العاشر من المحرم، إن هذه العادات المشينة بدعة في الدين والمذهب، وقد أحدثها لأنفسهم أهل الجهالة، دون أن يأذن بها إمام أو عالم كبير، كما هو الشأن في كل دين ومذهب، حيث توجد فيه عادات لا تقرها العقيدة التي ينتسبون إليها، ويسكت عنها من يسكت خوف الإهانة والضرر. وقال : وقد تطرف بعض العجم فأبدعوا فيها بدعا يمقتها الله والناس، من ضرب أنفسهم بالمدي وإسالة الدماء على أثوابهم.

  9. حسين البروجردي : أن التطبير والضرب بالزنجير وادخال الآلات الموسيقية في المواكب العزائية حرام لا يجوز.

  10. مرتضى المطهري: إن التطبير والطبل عادات ومراسيم جاءتنا من ارثودوكس القفقاز وسرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم.

  11. محمد حسين فضل الله: قال بعد أن ذكر ما يفعله الشيعة من ضرب لرؤوسهم حتى تسيل منها الدماء: "فإنه يحرم إيقاع النفس في أمثال ذلك الضرر، حتى لو صار مألوفاً، أو مغلفاً ببعض التقاليد الدينية التي لم يأمر بها الشرع ولم يرغب بها. وقال : نحن نشعر أن هذا يمثل مظهر تخلف في الوجه الشيعي الإسلامي، ونحن نشعر أن من واجبنا أن نفتي بذلك، ونحن نعرف أننا سنواجه عناصر التخلف والعواطف الثائرة، ونحن مستعدون لمواجهتها بكل قوة وصلابة.

  12. محمد اليعقوبي : لا يجوز في الشريعة القيام بكل عمل غير ‏عقلائي أو فيه ضرر على النفس ‏أو يوجب إهانةً للدين ‏ولمدرسة أهل البيت (سلام الله عليهم)، وإنما ‏خرج الإمام ‏الحسين (عليه السلام) طلباً للإصلاح في أمة جده (صلى ‏الله ‏عليه وآله وسلم) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ‏فمن أراد ‏مواساته بصدق فليعمل على تحقيق أهدافه ‏المباركة . لقد ورثنا عن أئمتنا المعصومين سلام الله عليهم طرقاً لإحياء الشعائر الحسينية وتجديد ذكرى عاشوراء، بإقامة مجالس العزاء ونظم الشعر الواعي في رثائهم، واللطم على الصدور، وليس منها التطبير وأمثاله، كضرب الظهور بالآلات الحادة والمشي على النار ونحوها، فإنها تسربت إلينا من أمم أخرى، وقد رأينا في التقارير المصورة مسيحيين يقومون بذلك ويصلبون أجسادهم على الأعواد ويدمون ظهورهم، فلسان حال أئمتنا عليهم السلام لو كان خيراً لما سبقونا إليه. أما بالنسبة للتطبير وضرب الظهور بالآلات الحادة والمشي على الجمر ونحوها، فقد وجّهنا أتباعنا ومن يأخذ برأينا إلى تركه.

  13. ناصر مكارم الشيرازي : يجب الاجتناب عما يضر بالبدن أو يوجب وهن المذهب. وقال : على المؤمنين الأخوة والأخوات السعي إلى إقامة مراسم العزاء بإخلاص واجتناب الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية وأوامر الأئمة عليهم السلام ويتركوا جميع الأعمال التي تكون وسيلة بيد الأعداء ضد الإسلام، إذ عليهم اجتناب التطبير وشد القفل وأمثال ذلك.

  14. محمد مهدي الآصفي : : لقد دخلت في الشعائر الحسينية بعض الأعمال والطقوس فكان له دور سلبي في عطاء الثورة الحسينية وأصبحت مبعثا للاستخفاف بهذه الشعائر مثل ضرب القامات.

  15. محمد الصدر : طبيعي لن يكون في أدماء الرأس بهذه الصورة المتعمدة استحباب ولا مواساة لأهل البيت عليهم السلام ولم يقل بالحلية أي من العلماء الذين أعرفهم. وحتى لو افترضنا أن هذا العمل مباح بالعنوان الأولي، ولكن بما أنه صار موجباً لوهن المذهب وهتك أتباعه ورميهم بالوحشية والتخلف، فيحرم بالعنوان الثانوي وقد أمرنا الأئمة عليهم السلام بأن لا نفعل ما يسيء إليهم. شيعتنا كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا.

 
وسرد أقوال جميع هؤلاء يطول وإليك البعض الآخر من العلماء المعاصرين والمراجع والفقهاء القائلين بحرمة التطبير:
 
أدلة المؤيدين للتطبير:

  1. دليل أصل الإباحة: وقد عده بعض من كتب تأييداً للتطبير من أهم أدلتهم، حيث يضعونه في مقدمة تلك الأدلة عند تعدادهم لها، ويعني هذا الدليل: الحكم بالجواز والإباحة لكل عمل أو شيء لم يرد فيه نص أو دليل يدل على حرمته ومنعه في الكتاب أو السنة.

  2. التطبير نوع مواساة: والمقصود به استحباب إظهار المواساة لأهل البيت، على المعاناة التي عانوها، وخاصة في قضية الحسين بن علي رضي الله عنهما.

  3. صدور الإدماء من الأنبياء والأئمة بزعمهم: وذكروا في تأيد ذلك روايات عن حالات إدماء لعدد من الأنبياء، بعضهم في رجله وبعضهم في رأسه.

  4. أدلة تعظيم الشعائر: وقد استدل بها المؤيدون ضمناً من خلال الإكثار من الشواهد، رغم أن الإختلاف بين المؤيدين والرافضين ليس عموم الشعائر، وإنما هل التطبير من الشعائر أم ليس منها؟

  5. استحباب الإبكاء.

  6. الحجامة.

  7. أن زينب بنت علي بن أبي طالب عندما رأت رأس أخيها الحسين ضربت رأسها بمقدم محمل الناقة التي كانت عليها فسال الدم من رأسها.

  8. استفتاء من المهدي: من الأدلة التي استدل بها على جواز التطبير هو ما روي عن المرجع زين العابدين النجفي حيث ينقل بعض الشيعة أنه التقى بالإمام الثاني عشر عندهم (المهدي عند الشيعة)، وسأله عن حكم التطبير فأجازه له، وقد ذكر هذه القصة حفيده في كتاب بيان الأئمة، وتمامها : بسم الله تعالى شأنه إني كنت متوقف في هذه المسألة (مسألة التطبير وضرب القامة والسلاسل) ومترددا فيها فلا أدري هل أفتي بالجواز ام أفتي بالحرمة فذهبت الى مسجد السهلة ووصلت بخدمة سيدي ومولاي الحجة بن الحسن صلوات الله عليه فعرضت المسألة عليه وسألته عنها فأفتاني بالجواز وأنا أفتي كما أفتى سيدي ومولاي بالجواز والسلام. فينقل محمد مهدي زين العابدين أيضا أنه عندما سأل والده الإمام الحجة عجل الله فرجه عن هذه المسئلة أي مسئلة ضرب القامات والسلاسل فأجابه الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف قائلا: فليضج الضاجون وليعج العاجون وليلطم اللاطمون وليطبر المطبرون وليزحف الزاحفون وليدخل في النار الداخلون وليضرب في السلاسل انفسهم الضاربون.

 
أدلة المعارضين للتطبير:

  1. إن التطبير عادة جاءتنا من أقوام وأديان أخرى: وأن أصل التطبير مأخوذ من النصرانية، وليس شعيرة من الشعائر التي جاء بها الإسلام كما يدعي أنصار التطبير، وبالتالي فهو بدعة من البدع التي اخترعت في وقت متأخر.

  2. التطبير لم يكن موجوداً في عهد الأئمة: وأن التطبير ظهر في القرن العاشر في عهد الدولة الصفوية التي بدورها نقلته عن المسيحية.

  3. التطبير فيه أذية للنفس: ولا يجوز للإنسان أن يؤذي نفسه؛ لأن الحفاظ على النفس من مقاصد الشريعة، والتطبير قد يؤدي بالنفس إلى التهلكة.

  4. الشعائر توقيفية: فالقول بشعائرية التطبير يجب أن يستند إلى دليل شرعي؛ لان الشعائر توقيفية، ولا أعتقد أن لديهم دليلاً واحداً يثبت ذلك.

  5. التطبير ليس من المواساة ولا من الجزع المسموح به: إن القول بأن التطبير نوع من المواساة لآل البيت ليس صحيحاً بالمطلق، بل على العكس من ذلك فالتطبير يعطي تصورات سلبية للآخرين عن الإسلام، ويعبر عن مستوى فهم متدني لتلك المصائب والتفاعل معها.

  6. التطبير فيه توهين للمذهب وهو مدعاة لاستهزاء وسخرية الآخرين: باعتبار أنه يعطي تصوراً سلبياً للآخرين عن المذهب ويُعد من الأمور المنفرة عن المذهب في نظر الكثيرين، ونظرة بسيطة إلى مواقع الانترنت العربية والأجنبية أو كتابة تطبير بالعربية أو الانجليزية في محركات البحث ومشاهدة المواضيع والصور والتعليقات تصور واضح عن دور التطبير في إعطاء صورة سلبية عن المذهب، بل عن الإسلام كله.

  7. رواية ضرب زينب بنت علي رأسها: انقسمت الآراء حول صحة هذه الرواية فمؤيدوا التطبير يعدونها دليلاً شرعياً يجيز التطبير، بينما يحكم المعارضون للتطبير بعدم اعتبار هذه الرواية، لأسباب: أنها تناقض وصية الحسين لأخته بالتزام الصبر، حيث قال لها: أخية، إني أقسم عليك فأبري قسمي لا تشقي علي جيبا، ولا تخمشي على وجها، ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت. وكان رضي الله عنه قد اخبرها بما سيجري عليه وعلى اهل بيته واصحابه يوم العاشر وما ينبغي عليها ان تظهره من صمود وصبر وجلد فلم تر مثكولة اربط جأشاً وامضى عزيمة واثبت فؤاداً منها يوم العاشر وما بعده وقد سجل التاريخ مواقفها العظيمة وصمودها المنقطع النظير وهذا الثابت التاريخي الذي هو دراية لا يعارض برواية.

  8. انتقد جعفر مرتضى العاملي كتاب بيان الأئمة الذي جاء فيه تجويز مهدي الشيعة للتطبير، مدّعياً أن في هذا الكتاب الكثير من المرويات الكاذبة عن أهل البيت، لكنه قال بأنه لا يقصد اتهام نفس المؤلف بالكذب والوضع، فقال: نقد الكتاب لا يعني اتهام نفس مؤلفه بالكذب والوضع، أو بالتحريف للحقائق إذ من الممكن أن يكون قد سمع شيئاً من ذلك من بعض شياطين الإنس الذين حازوا على ثقة المؤلف. فزعموا له أنهم سمعوها من العالم الفلاني، أو قرأوها في المخطوطة الفلانية، أو في غيرها مما لا وجود له أصلاً، أو مما كان له وجود لكنه اندثر وباد[3].


[1]  التشيع العلوي والتشيع الصفوي، لعلي شريعتي، 207

[2]  محسن العصفور. انظر : http://www.al-asfoor.org/fatawa/index.php?id=1340

[3]  جميع النصوص والأقوال التي وردت في مادة "التطبير" هذه موجودة على الشبكة العنكبوتية.

عدد مرات القراءة:
2983
إرسال لصديق طباعة
الأثنين 9 محرم 1441هـ الموافق:9 سبتمبر 2019م 07:09:19 بتوقيت مكة
عمر المناصير 
التطبير عمل قبيح والإسلام ودين الله بريئون من هؤلاء... قال الله سُبحانه وتعالى...{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا}{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف104-105.. هذا هو الضلال بعينه وهؤلاء ضل سعيهم..فإيران التي نبع منها التطبير دولة سُنية والذي جعلها دولة شيعية صفوية مجوسية هو إسماعيل الصفوي عليه من الله ما يستحق في القرن السادس عشر ..والتطبير أخذه الشيعة الذين صنعهم الصفويون من الأُمم الضالة الأُخرى وبالذات من مسيحيي القوقاز والذي أوجده الصفويون عليهم من الله ما يستحقون هذا العمل لا تقبل البهائم أن تقوم به والذي به شوهوا دين الله وهذا تخلف لم تُقم عليه أي من أُمم الأرض في هذا الزمن إلا هؤلاء الذين لا عقول برؤوسهم...كما أن التطبير وسيلة سهلة لنقل الأمراض الخطيرة كالإيدز والفيروسات كالإيبولا وغيرها...عند من يستخدمون نفس الأداة الحادة للتجريح
 
اسمك :  
نص التعليق :