اللهم اركسهما في الفتنة ركسا وعدهما الى النار دعا
قال الامام الالباني : " 6567 - ( اللهم! أركسهما في الفتنة ركساً، ودُعَّهما إلى النار دعّاً ). منكر. أخرجه أحمد ( 4/421 )، والبزار ( 2/453/2093 )، وأبو يعلى - كما في "المطالب العالية" ( 4225 ) -، ومن طريقه ابن حبان في "الضعفاء" ( 3/101 )، وعنه ابن الجوزي في "الموضوعات" ( 2/28 ) من طريق يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص [عن أبي هلال العكي] عن أبي برزة قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت غناء، فقال:"انظروا ما هذا؟". فصعدت فنظرت، فإذا معاوية وعمرو يغنيان، فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ....فذكره، والسياق لابن حبان، وليس عنده: ( أبو هلال العكي )، وبه أعله البزار، فقال عقبه:"أبو هلال العكي، غير معروف". وأعله ابن الجوزي بعلة أخرى، فقال:"حديث لا يصح، ويزيد بن أبي زياد، كان يلقن في آخر عمره فيلقن، قال علي ويحيى: لا يحتج بحديثه. وقال ابن المبارك: ارم به. وقال ابن عدي: كل رواياته لا يتابع عليها". وتعقبه السيوطي في "اللآلي" ( 1/427 ) بقوله:"هذا لا يقتضي الوضع ... وله شاهد من حديث ابن عباس ....". ثم ساقه من رواية الطبراني، ولا يصح الاستشهاد به، لشدة ضعفه، أخرجه في "المعجم الكبير" ( 11/38/10970 ) من طريق عيسى بن سوادة النخعي عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت رجلين ... الحديث. قال الهيثمي في "المجمع" ( 8/121 ):"رواه الطبراني. وفيه عيسى بن سوادة النخعي، وهو كذاب". ولعله خفي على السيوطي حاله، لأنه وقع عنده محرفاً إلى ( عيسى بن الأسود النخعي ). أقول هذا من باب: ( التمس لأخيك عذراً )، وإلا، فالسيوطي متساهل معروف بذلك، ومنه أنه ساق عقبه من رواية ابن قانع في "معجمه" من طريق سعيد ( كذا ) أبي العباس التيمي: حدثنا سيف بن عمر: حدثني أبو عمر مولى إبراهيم بن طلحة عن زيد بن أسلم عن صالح شقران قال:بينما نحن ليلة في سفر ...الحديث نحوه، لكن فيه : "فإذا هو معاوية بن رافع، وعمرو بن رفاعة بن التابوت .....". وزاده في آخره: "فمات عمرو بن رفاعة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم من السفر". وختم السيوطي كلامه على الحديث بقوله:"فهذه الرواية أزالت الإشكال، وبينت أن الوهم وقع في الحديث الأول في لفظة واحدة وهي قوله: ( ابن العاص ) ... وإنما هو: ( ابن رفاعة )، أحد المنافقين، وكذلك معاوية بن رافع أحد المنافقين. والله أعلم! قلت: يقال له: ( أثبت العرش ثم انقش )، فهذه الرواية في الضعف الشديد مثل حديث ابن عباس، يكفي أن فيها: ( سيف بن عمر ) - وهو: التميمي صاحب "الفتوح" -، قال الذهبي في "المغني":"متروك باتفاق". والرواي عنه ( سعيد ) محرف ...صوابه: ( شعيب ) - هو: ابن إبراهيم -، ففي ترجمته ساق حديثه هذا ابن عدي في "الكامل" ( 4/4 ) وقال : "ليس بذلك المعروف، ومقدار ما يرويه من الحديث فيه بعض النكرة". وقال الذهبي: "هو رواية كتب ( سيف )، فيه جهالة". واغتر بكلام السيوطي الشيخ الأعظمي، فقال في تعليقه على "كشف الأستار": "والصواب أن الحديث حسن، وأن اللذين كانا ينشدان: معاوية بن رافع وعمرو بن رفاعة، وهما منافقان ....". وجهل أو تجاهل مانقله ابن الجوزي وغيره عن الأئمة من جرحه، وقول الذهبي في حديثه هذا:"غريب منكر" اهـ .[1]
1 - سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعة – محمد ناصر الدين الالباني – ج 14 ص 149 – 152 .
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video