تاريخ الإضافة 2015/09/20م
قال الامام الالباني : " 4898 - ( يا فاطمة ! أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين : أحدهما أبوك ، والآخر بعلك ؟! ) . موضوع روي من حديث أبي هريرة ، وعبد الله بن عباس ، وأبي أيوب الأنصاري ، وعلي الهلالي ، ومعقل بن يسار . 1- أما حديث أبي هريرة ؛ فيرويه أبو بكر محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي : حدثنا سريج بن يونس : حدثنا أبو حفص الأبار : حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قالت فاطمة رضي الله عنها : يا رسول الله ! زوجتني من علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له ؟! فقال ... فذكره . أخرجه الحاكم (3/ 129) ؛ وصححه على شرط البخاري ومسلم ؛ كما في "تلخيص الذهبي" ، فقد سقط التصحيح من "المستدرك" !! ثم تعقبه الذهبي بقوله :"قلت : بل موضوع على سريج" . قلت : وذلك ؛ لأن سريجاً ثقة من رجال الشيخين ، وكذلك من فوقه ؛ غير أبي حفص الأبار - واسمه عمر بن عبد الرحمن - ؛ وهو ثقة . فأحدهم لا يحتمل مثل هذا الحديث الموضوع ؛ فالمتهم به أبو بكر الترمذي هذا . وبذلك جزم الذهبي في "الميزان" ؛ وقال :"ولعله الباهلي" . ووافقه الحافظ في "اللسان" ؛ إلا أنه قال :"وجزم الحسيني بأنه غير الباهلي" . 2- وأما حديث ابن عباس ؛ فيرويه إبراهيم بن الحجاج قال : أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه به . أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1) (3/ 111/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (4/ 195-196) ، وابن عساكر (12/ 91/ 2-92/ 1) . وقال الخطيب : "حديث غريب من رواية عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس . وغريب من حديث معمر بن راشد عن ابن أبي نجيح ، تفرد بروايته عنه عبد الرزاق ، وقد رواه عن عبد الرزاق غير واحد" . قلت : وإبراهيم بن الحجاج هذا ؛ قال الذهبي : "نكرة لا يعرف ، والخبر الذي رواه باطل ، وما هو بالسامي ولا بالنيلي ، ذانك صدوقان" . قلت : وهما أقدم طبقة منه . ثم ساق له هذا الحديث ، وقال : "تابعه عبد السلام بن صالح - أحد الهلكى - عن عبد الرزاق" . وأقره الحافظ في "اللسان" . ومتابعة عبد السلام بن صالح ؛ أخرجها الثلاثة المذكورون ، وكذا ابن عدي في ترجمة عبد الرزاق من "الكامل" (309/ 1) . وتابعه أحمد بن عبد الله بن يزيد الهشيمي : حدثنا عبد الرزاق به . أخرجه الخطيب ، وعنه ابن عساكر . قلت : والهشيمي هذا هو من رواة حديث : "أنبأنا مدينة العلم ..." ، وقد مضى بيان حاله هناك برقم (2955) ، وأنه كذاب ؛ فراجعه . ثم قال ابن عدي : حدثنا الحسن بن عثمان التستري قال : أخبرنا محمد بن سهل البخاري : أخبرنا عبد الرزاق بإسناده نحوه . وقال : "وهذا يعرف بأبي الصلت الهروي عن عبد الرزاق . وابن عثمان هذا ليس بذاك الذي حدثناه عن البخاري" ! كذا قال ! وفي آخر كلامه غموض لعله من الناسخ ! وقد عقد للتستري هذا ترجمة خاصة ؛ قال فيه (93/ 2-94/ 1) : "كان يضع الحديث ، ويسرق حديث الناس ، سألت عبدان الأهوازي عنه ؟ فقال : كذاب" . وأبو الصلت متهم أيضاً ، وهو صاحب الحديث المشار إليه آنفاً برقم (2955) ؛ فأغنى عن إعادة الكلام عليه . ولعل التستري سرق هذا الحديث منه ؛ فإنه به يعرف ؛ كما تقدم عن ابن عدي . "يا حبيبتي فاطمة ! ما الذي يبكيك ؟!" . قالت : أخشى الضيعة من بعدك ! فقال :"يا حبيبتي ! أما علمت أن الله تبارك وتعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك ..." الحديث نحو حديث أبي أيوب ، وفيه ذكر الحسن والحسين والمهدي . وقال السيوطي وابن عراق :"قال الذهبي : هذا موضوع . والهيثم بن حبيب هو المتهم بهذا الحديث" . قلت : ذكره الذهبي في ترجمة الهيثم من " الميزان " . فتعقبه الحافظ في "اللسان" بقوله : "والهيثم بن حبيب المذكور ؛ ذكره ابن حبان في الطبقة الرابعة من (الثقات)" ! وأقول : تساهل ابن حبان في توثيق المجهولين معروف مشهور عند أهل العلم بهذا الشأن ، فإن ثبت أنه ثقة ؛ فالعلة ممن فوقه ، وهو علي بن علي الهلالي ؛ فإني لم أجد من ذكره . وأبوه نفسه غير معروف إلا في هذا الحديث ؛ فقد أورده الحافظ في "الإصابة" لهذا الحديث من رواية الطبراني أيضاً - يعني : في "الكبير" - ، ثم قال : "وأخرجه في "الأوسط" وقال : إنه لا يروى إلا بهذا الإسناد" . 5- وأما حديث معقل ؛ فيرويه خالد بن طهمان ، عن نافع بن أبي نافع عنه قال :وضأت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ؛ فقال : "هل لك في فاطمة رضي الله عنها تعودها ؟!" . فقلت : نعم ؛ فقام متوكئاً علي ، فقال : "أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ، ويكون أجرها لك" . قال : فكأنه لم يكن علي شيء ، حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام ، فقال لها : "كيف تجدينك ؟" . قالت : والله لقد اشتد حزني ، واشتدت فاقتي ، وطال سقمي - قال أبو عبد الرحمن (ابن الإمام أحمد) : وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث - قال :"أوما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً ؟!" . أخرجه أحمد (5/ 26) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 89/ 1) . قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات ؛ غير خالد بن طهمان ؛ فضعفه الأكثرون . وقال ابن معين : "ضعيف خلط قبل موته بعشر سنين ، وكان قبل ذلك ثقة" اهـ .[1]
248 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - محمد ناصر الدين الالباني-ج 10 ص 530 - 535 .
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video