آخر تحديث للموقع :

الخميس 8 رمضان 1444هـ الموافق:30 مارس 2023م 05:03:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

الحَمُّوْئي الجُوَيني صاحب (فرائد السمطين) ..
الكاتب : فيصل نور ..

الحَمُّوْئي الجُوَيني صاحب (فرائد السمطين)
(644 - 722ه‍ = 1246 - 1322م) 

     قبل الشروع في الكلام عن صاحب الترجمة، لا بد من بيان أن هناك أكثر من عالم يحمل إسم "الجويني"، ومن هنا جاء استغلال البعض لهذا التشابه.
من هؤلاء:

  • موسى بن العباس الجويني الملقب بشيخ الإسلام (ت: 323هـ).

  • عبد الله بن يوسف بن عبد الله (ت: 438هـ).

  • عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني الملقب بإمام الحرمين (ت: 478هـ).

  • صدر الدين أبو الحسن الجُويني (ت: 617هـ).

  • إبراهيم بن محمد الجويني (ت: 722هـ).

 
والمترجم له في هذه المادة هو الأخير "أبو المجامع" إبراهيم بن محمد بن المؤيد أبي بكر بن حمويه الجويني.
 
قال عنه الذهبي: الامام المحدث الأوحد الأكمل فخر الاسلام صدر الدين إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني شيخ الصوفية قدم علينا طالب حديث وروى لنا عن رجلين من أصحاب المؤيد الطوسي، وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الاجزاء، حسن القراءة مليح الشكل مهيبا دينا صالحا، وعلى يده أسلم غازان الملك، مات سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة وله ثمان وسبعون سنة رحمه الله تعالى[1].
 
وقال عنه الصفدي: إبراهيم بن محمد الإمام الزاهد المحدث شيخ خراسان صدر الدين أبو المجامع ابن الشيخ سعد الدين ابن المؤيد بن حمويه الجويني الصوفي ولد سنة بضع وأربعين وست مائة وتوفي رحمه الله سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة وسمع من ابن الموفق الأذكاني صاحب المؤيد الطوسي ومن جماعة بالشام والعراق والحجاز وعني بهذا الشأن جدا وكتب وحصل وكان مليح الشكل جيد القراءة دينا وقورا وعلى يديه أسلم قازان[2].
 
قال ابن حجر العسقلاني: إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمّويه الجويني صدر الدين أبو المجامع ابن سعد الدين الصوفي وُلد سنة أربع وأربعين (وستمئة) وسمع من عثمان بن الموفق صاحب المؤيد الطوسي، وسمع على علي بن أنجب وعبد الصمد بن أبي الجيش وابن أبي الدنية وأكثر عن جماعة بالعراق والشام والحجاز، وخرج لنفسه تساعيات.وسمع بالحلّة وتبريز وبآمل طبرستان، والشوبك والقدس وكربلا، وقزوين ومشهد علي وبغداد.[3]
وقال عنه الزركلي: إبراهيم بن محمد بن المؤيد أبي بكر بن حمويه الجويني، صدر الدين، أبو المجامع: شيخ خراسان في وقته. من أهل (جوين) بها. رحل في طلب الحديث فسمع بالعراق والشام والحجاز وتبريز وآمل طبرستان والقدس وكربلاء وقزوين وغيرها، وتوفي بالعراق. عرفه ابن حجر (في الدرر) بالشافعي الصوفي، وقال: خرج لنفسه تساعيات. وجعله الأمين العاملي من أعيان الشيعة، ولقبه بالحموئي (نسبة إلى جده حمويه) وقال: له (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين - خ) في طهران (الجامعة المركزية 583) في 160 ورقة. وقال الذهبي: شيخ خراسان، كان حاطب ليل - يعني في رواية الحديث - جمع أحاديث ثنائيات وثلاثيات ورباعيات من الأباطيل المكذوبة. وعلى يده أسلم غازان[4].
 
وقد اختلف الناس كثيراً في كتابه " فرائد السمطين" الذي حوى الكثير من الموضوعات، الأمر الذي يؤكد صحة قول الإمام الذهبي السابق.
 
وقبل أن نبين ذلك، نورد بعضاً مما جاء في كتابه في مدح الصديق والفاروق وذي النورين رضي الله عنهم وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وهو الأمر الذي لا يستقيم مع عقيدة الشيعة فيهم، وهم الذين تبنوا طباعة هذا الكتاب في مطابعهم وتحقيقه وترويجه والإحتجاج به. من ذلك:
 
عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله بمسجد المدينة فجعل يقول: أين فلان ؟ أين فلان ؟ ولم يزل يتفقّدهم ويبعث خلفهم حتى اجتمعوا عنده فقال: إنّي محدّثكم بحديث فاحفظوه وعوه وحدّثوا من بعدكم: إنّ الله اصطفى من خلقه خلقاً، ثم قال: (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس) خلقاً يدخلهم الجنة وإنّي مصطف منكم مَن أحبّ أن أصطفيه ومواخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة. قم يا أبا بكر. فقام فجثا بين يديه، فقال: إنّ لك عندي يد الله يجزيك بها، فلو كنت متخذاً خليلاً لاتّخذتك خليلاً، فأنت منّي بمنزلة قميصي من جسدي. قال: وحرّك قميصه بيده، ثمّ قال: أدن يا عمر. فدنا فقال: قد كنت شديد الشغب علينا يا أبا حفص، فدعوت الله أن يعزّ الدين بك أو بأبي جهل ففعل الله عزّ وجل ذلك بك وكنت أحب إلى الله عزّ وجلّ فأنت معي ثالث ثلاثة من هذه الأمّ، ثمّ تنحّى فآخى بينه وبين أبي بكر، ثم دعا عثمان بن عفّان، فقال: ادن يا أبا عمرو فلم يزل يدنو حتى ألصق ركبته بركبة رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال: ثم نظر إلى السماء فقال: سبحان الله العظيم ـ ثلاث مرات ـ ثمّ نظر إلى عثمان فإذا أزراره محلولة فزرّها رسول الله صلّى الله عليه وآله بيده عليه، ثم قال: اجمع عطفي ردائك على نحرك فإنّ لك شأناً في أهل السماء، أنت ممّن يرد على الحوض وأوداجك تشخب دماً، فأقول مَن فعل بك هذا ؟ فتقول فلان وفلان !! فيهتف من السماء ـ وذاك كلام جبرئيل عليه السلام ـ: ألا إنّ عثمان أمير على كلّ مخذول ؟. ثم دعا عبد الرحمان بن عوف، فقال: ادن يا أمين الله، وتسمّى في السماء الأمين، ويسلّطك الله على مالك بالحق !! أما إنّ لك عندي دعوة قد ادّخرتها. قال: اختر لي يا رسول الله. قال: حملتني يا عبد الرحمان أمانة أكثر الله مالك وجعل يحرك يده، ثمّ تنحّى وآخى بينه وبين عثمان.ثم دعا طلحة والزبير فقال: ادنوا منّي. فدنوا منه، فقال: أنتما حواري كحواري عيسى بن مريم. وآخى بينهما.. إلى أن قال: ثمّ نظر في وجوه أصحابه فقال: أبشروا وأقرّوا عيناً، فأنتم أوّل مَن يرد على الحوض، وأنتم في أعلى الغرف.ثم نظر إلى عبد الله بن عمر، فقال الحمد لله الذي يهدي من الضلال، ويلبس الضلالة على مَن أحبّ.فقال علي عليه السلام: يا رسول الله لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ! فإن كان من سخطك عليّ فلك العتبى والكرامة ؟!.. قال: والذي بعثني بالحق ما أخرّتك إلاّ لنفسي وأنت عندي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووراثي.قال: يا رسول الله ما أرث منك ؟ قال: ما أورث الأنبياء قبلي. قال: ما أورث الأنبياء قبلك ؟ قال: كتاب الله وسنّة رسوله، وأنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة وأنت أخي ورفيقي. ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله هذه الآية: (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) الصافات: [43ـ44]. الأخلاّء في الله ينظر بعضهم إلى بعض[5].
 
ومن ذلك: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أرحم هذه الأمة بها أبو بكر، وأقواهم في دين الله عمر !!! وأفرضهم زيد، وأقضاهم علي رضي الله عنه وأصدقهم حياءً عثمان، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراح، وأقراهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأبو هريرة وعاء من العلم، وسلمان علم علماً لا يدرك، ومعاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله وحرامه، وما أظلّت الخضراء وما أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ رضي الله عنه[6].
 
وعن حذيفة، قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: إن تستخلفوا أبا بكر تجدوه ضعيفاً في جسمه قوياً في أمر الله، وإن تستخلفوا عمر تجدوه قويّاً في جسمه قويّاً في أمر الله وإن تستخلفوا عليّاً ـ ولا أراكم فاعلين ـ تجده هادياً مهدياً يحملكم على المحجّة البيضاء[7].
 
وعن حذيفة أيضاً قال: ذكرت الإمارة والخلافة عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: إن ولّيتموها أبا بكر وجدتموه ضعيفاً في بدنه قوياً في أمر الله !!! وإن وليّتموها عمر وجدتموه قوياً في أمر الله قوياً في بدنه، وإن وليّتموها عليّاً وجدتموه هادياً مهديّاً يسلك بكم على الطريق المستقيم[8].
وغيرها.
 
فخلاصة القول أن الجويني الذي أسمى كتابه"فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمّة من ذرّيّتهم" ليس على منهج أهل السنة على الأقل في هذا الكتاب لما مر ذكره، بل أن ما أورده في مقدمة كتابه هذا يدل دلاله واضحة على مذهبه. فهذه مقتطفات من مقدمة فرائد السمطين:
 
تبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً... وانتجب له أمير المؤمنين عليّاً أخاً وعوناً وردءاً وخليلاً ورفيقاً ووزيراً، وصيّره على أمر الدين والدنيا له مؤازراً ومساعداً ومنجداً وظهيراً.وجعله أبا بنيه، وجمع كلّ الفضائل فيه، وأنزل في شأنه: (إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)[المائدة: 55] تعظيماً لشأنه وتكريماً وتوقيراً لمحلّه، وتوقية لحق ولايته الواجبة وتوقيراً، نصر به الشريعة والإسلام، وأذلّ ببأسه الكفر وكسّر الأصنام والأوثان، وشكر إطعامه على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً.وصلّى الله على محمّدٍ عبده ونبيّه المنعوت بالخلق العظيم، والمبعوث إلى الثقلين بالكتاب الكريم، وعلى إمام الأولياء، وأولاده الأئمّة الأصفياء، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. والحمد لله الذي ختم النبوّة والرسالة بمحمّد المصطفى الأميّ الأمين المأمون، وبدأ الولاية من أخيه... ثمّ ختم الولاية بنجله الصالح المهتدي الحجّة القائم بالحق، العارف بحقائق ما صدر من الكاف والنون ... وآزره بالأئمة المعصومين من ذرّيّته أهل الهداية والتقوى ... فاستوى على سوقه بالمهدي الهادي المكين الأمين يسعى. والصلاة والسلام والتحنّن والتحيّة والإكرام على محمد نبيّه، خلاصة البريات باليقين، ونقاوة ما خطّ على لوح الوجود وقلم التكوين، ووصيّه أسد الله الغالب علي بن أبي طالب، وآله وعترته الطاهرة المباركة، وذراريه الطاهرين نجوم فلك العصمة ... وبعد يقول إبراهيم بن محمد بن المؤيد الحَمُّوْئي عفى الله تعالى عنه لمحبّته للأئمّة الأطهار... هذه فرائد أحاديث من بحر الفضائل...ينبئ بعضها عن نبذ ممّا خصّ الله تعالى به ... جناب ولاية المولى أمير المؤمنين وسيّد الوصيين، ورأس الأولياء والصدّيقين، وإمام البررة المتّقين، يعسوب الدين، ومبيّن مناهج الصدق واليقين، وأخي رسول ربّ العالمين .. وعن بعض مناقب أهل العباء المشرّفين بالتطهير والاصطفاء والاجتباء: ابن عمّه المرتضى أمين الإمامة، وأبي الأولياء، حامل لواء الحمد في دار البقاء، وقرّة عينه سيّدة نساء العالمين، البتول الزهراء، وولديه سيّدي شباب أهل الجنّة، السبطين المخصوصين بكرامة الاختصاص والارتضاء، ومبيّنة شطراً من مآثر آله الكرام الأُمناء، وعترته النقباء النجباء، وأولادهم الهداة المعصومين الأتقياء الأنقياء ...فسلام الله ـ تعالى ـ وصلواته الزاكيات على وزيره وأخيه وقرّة عين صنو أبيه المرتضى المجبتبى، الذي هو في الدنيا والآخرة إمام وسيّد.وعلى آله وأهل بيته الأقمار الزاهرة، والشموس البازغة، سادة الخلق. ولقد سلكت فرائد درر هذه الأحاديث في سمطين... سمط يحتوي من أخبار وردت في فضائل أمير المؤمنين إمام الأئمّة وهادي الأُمّة، عصرة المنجود، وكاشف الكربة والغمّة، والمكرم يوم غدير خم بتعميم الولاية. والسمط الآخر يشتمل على أخبار في فضائل آله وعترته الذين خصّهم الله سبحانه بالاصطفاء والكرامة والزلفى.
 
ثم شرع في حشد الكثير من الموضوعات والأكاذيب في كتابه، من ذلك:
القول بالنص على الأئمة الإثني عشر كما يعتقد الشيعة.
قال: بالإسناد إلى أبي جعفر ابن بابويه (رضي الله عنهما)، قال: أنبأنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنهما)، قال: أنبأنا الحسن بن إسماعيل، قال: أنبأنا أبو عمر سعيد بن نصر بن محمد بن نصر العطّار قال: أنبأنا عبد الله بن محمد السلمي، قال: أنبأنا محمد بن عبد الرحيم، قال: أنبأنا محمد بن سعيد بن محمد، قال: أنبأنا العباس بن أبي عمر، عن صدقة بن أبي موسى: عن أبي نضرة قال: لما احتضر أبو جعفر محمد بن عليّ عند الوفاة دعا بابنه الصادق (عليه السلام) ليعهد إليه عهداً، فقال له أخوه زيد بن عليّ: لو امتثلت في تمثال الحسن والحسين (عليهما السلام) لرجوت أن لا تكون أتيت منكراً ! فقال له: (يا أبا الحسين، إنّ الأمانات ليس بالمثال ولا العهود بالسوم، وإنّما هي أُمور سابقة عن حجج الله تبارك وتعالى). ثمّ دعا بجابر بن عبد الله، فقال له: يا جابر حدِّثنا بما عاينت من الصحيفة، فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر، دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأهنّئها بمولد الحسين (عليه السلام) فإذا بيدها صحيفة: من درّة بيضاء، فقلت: يا سيّدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك ؟ قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي. فقلت لها: ناوليني لأنظر فيها ؟ قالت: يا جابر لولا النهي لكنت أفعل، لكنّه قد نهى أن يمسّها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ أو أهل بيت نبيّ، ولكنّه مأذون لك أن تنظر إلى بطنها من ظاهرها. قال جابر: فقرأت فإذا: أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى وأُمّه آمنة.
أبو الحسن عليّ بن أبي طالب المرتضى، أُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.
أبو محمد الحسن بن علي، وأبو عبد الله الحسين بن علي التقي، أُمّهما فاطمة بنت محمد.
أبو محمد علي بن الحسين العدل، أُمّه شاه بانويه بنت يزدجرد بن شاهنشاه.
أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر، أُمّه أُمّ عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب.
أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، أُمّه أُمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.
أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة، أُمّه جارية اسمها حميدة.
أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، أُمّه جارية اسمها نجمة.
أبو جعفر محمد بن عليّ الزكيّ، أُمّه جارية اسمها خيزران.
أبو الحسن عليّ بن محمد الأمين، أُمّه جارية اسمها سوسن.
أبو محمد الحسن بن عليّ الرفيق، أُمّه جارية اسمها سمانة.
أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجّة الله القائم، أُمّه جارية اسمها نرجس (صلوات الله عليهم أجمعين).
قال الشيخ أبو جعفر ابن بابويه: جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم (عليه السلام)، والذي أذهب إليه ما رُوي من النهي عن تسميته.[9]
 
فهذه الرواية مثلاً، رواية شيعية خالصه ذكرها محمد بن بابويه القمي الملقب عند الشيعة ب"الصدوق" (ت: 381هـ)، وهو صاحب أحد الأصول الأربعة عند الشيعة، ونقلها الجويني بتمامها عنه[10].
 
ومنها: الصدوق: حدثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكّل، ومحمد بن عليّ ماجيلويه، وأحمد بن علي بن إبراهيم، والحسن بن إبراهيم بن ناتانة وأحمد ابن زياد الهمداني (رضي الله عنهم)، قالوا: حدثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمان بن سالم، عن أبي بصير: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال أبي (عليه السلام) لجابر بن عبد الله الأنصاري إنّ لي إليك حاجة فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ؟ فقال له جابر: في أيّ الأوقات شئت، فخلا به أبي (عليه السلام) فقال له: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يديّ أُمّي فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وما أخبرتك به أنّ في ذلك اللوح مكتوباً ؟ قال جابر: أشهد بالله أنّي دخلت على أُمّك فاطمة في حياة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أُهنّئها بولادة الحسين، فرأيت في يدها لوحاً أخضر ظننت أنّه زمرّد، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه نور الشمس، فقلت لها: بأبي وأمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح ؟ فقالت: هذا اللوح أهداه الله جلّ جلاله إلى رسوله (صلّى الله عليه وسلّم) فيه اسم أبي واسم بعلي، واسم ابنيّ وأسماء الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليبشّرني بذلك قال جابر: فأعطتنيه أُمّك فاطمة فقرأته وانتسخته. فقال له أبي: فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ ؟ قال: نعم. فمشى معه أبي حتى انتهى إلى منزل جابر، وأخرج إلى أبي صحيفة من رقّ فقال له أبي: يا جابر أنظر إلى كتابك لأقرأ عليك فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا فقال: قال جابر: فأشهد بالله أنّي رأيته هكذا في اللوح مكتوب:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمّد نره وسفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين، عظّم يا محمد أسمائي، وأشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، فإنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا قاصم الجبّارين، ومذلّ الظالمين ومبير المتكبّرين وديّان الدين، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا فمَن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ؛ عذّبته عذاباً لا أعذّبه أحداً من العالمين، فإيّاي فاعبد وعليّ فتوكّل، إنّي لم أبعث نبيّاً فأكملت أيّامه وانقضت مدّته إلاّ جعلت له وصيّاً، وإنّي فضّلتك على الأنبياء، وفضّلت وصيّك على الأوصياء، وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك: حسن وحسين، فجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه، وجعلت حسيناً خازن وحيي، وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة، فهو أفضل مَن استشهد، وأرفع الشهداء درجةً، جعلت كلمتي التامّة معه والحجّة البالغة عنده، بعترته أُثيب وأعاقب، أوّلهم:عليّ سيّد العابدين وزين أولياء الماضين وابنه شبيه جدّه المحمود محمد الباقر لعلمي، والمعدن لحكمي سيهلك المرتابون في جعفر ؛ الرّاد عليه كالراد عليّ حقّ القول منّي، لأكرمنّ مثوى جعفر ولأسرّنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، وانتجبت بعده موسى، ولأتيحنّ بعده فتنة عمياء حندس ؛ لأن خيط فرضي لا ينقطع، وحجّتي لا تخفى، وأنّ أوليائه لا يشقون، ألا ومَن جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي، ومَن غيّر آيةً من كتابي فقد افترى عليَّ ؛ وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي، إنّ المكذّب بالثامن مكذّب بجميع أوليائي وعليّ ولييّ وناصري، ومَن أضع على عاتقه أعباء النبوّة وأمنحه بالاضطلاع بها يقتله عفريت مستكبر، يُدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين إلى جنب شرّ خَلْقي، حقّ القول منّي لأقرّنّ عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ؛ فهو وارث علمي ومعدن حكمي وموضع سرّي وحجّتي على خلقي، فجعلت الجنّة مأواه، وشفّعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار. وأختم بالسعادة لابنه علي، وليّي وناصري، والشاهد في خلقي، وأميني على وحيي، وأخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن. ثمّ أكمل ذلك بابنه رحمةً للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيّوب. وسيُذلّ أوليائي في زمانه، ويتهادون رؤوسهم كما يتهادون رؤوس الترك والديلم فيُقتلون ويُحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وَجِلِين، تُصبغ الأرض بدمائهم، وينشأ الويل والرنين في نسائهم أُولئك أوليائي حقّاً، بهم أدفع كلَّ فتنةٍ عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل، وأرفع الآصار والأغلال أُولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). قال عبد الرحمان بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلاّ هذا الحديث لكفاك، فصُنْهُ إلاّ عن أهله[11].
 
وهذه الرواية أيضاً منقوله بتمامها من مصادر شيعية[12].
 
ومنها عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، وقُدّامها لوح يكاد ضوءه يغشى الأبصار فيه اثنا عشر اسماً ؛ ثلاثة في ظاهره، وثلاثة في باطنه، وثلاثة أسماء في آخره، وثلاثة أسماء في طرفه، فعددتها فإذا هي اثنا عشر، فقلت: أسماء مَنْ هذا ؟ قالت: هذه أسماء الأوصياء، أوّلهم: ابن عمّي، وأحد عشر من ولدي، آخرهم القائم. قال جابر: فرأيت فيها محمّداً محمّداً محمّداً في ثلاثة مواضع، وعليّاً وعليّاً وعليّاً وعليّاً في أربعة مواضع[13].
 
وهذه الرواية كسابقتيها منقوله من مصادر شيعية[14]. وغيرها كثير لا داعي لنقلها.
 
ومما جاء في شأن العصمة، ما نقله عن الصدوق أيضاً، عن عبد الله بن عباس، قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون[15].
 
وهذه الرواية كشأن الذي سبق منقوله عن مصادر شيعية[16].
 
وغيرها كثير. وحسبك أن تنظر إلى بعض ابواب كتابه لتتيقن من حقيقة مذهب الرجل إضافة لما مر. من ذلك:
 
باب في عصمة الأئمّة من آل محمد صلّى الله عليهم أجمعين، وخطبة رسول الله في نعت الله تعالى وأجوبته صلّى الله عليه وآله وسلّم عن أسئلة نعثل اليهودي عن وحدانية الله تعالى وأوصياء رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين.
 
باب في حديث اللوح الذي كتب الله فيه ـ أو أمر بعض كرام الكاتبين بأن يكتب فيه ـ أسماء أوصياء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. ثمّ أهداه إلى نبيّه فأهداه النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى أُمّ الأوصياء فاطمة صلوات الله عليها.
 
باب في ذكر بعض مناقب الإمام الثامن مظهر خفيّات الأسرار، ومبرز خبيّات الأُمور الكوامن، منبع المكارم والميامن ومتبع الأعالي الحضارم والأيامن، منيع الجناب، رفيع القباب، وسيع الرحاب، هموم السحاب عزيز الألطاف، غزير الأكناف، أمير الأشراف، قرّة عين آل ياسين، وآل عبد مناف، السيد الطاهر المعصوم، والعارف بحقائق العلوم، والواقف على غوامض السرّ المكتوم، والمخبِّر بما هو آتٍ، وعما غبَرَ ومضى، المرضيّ عند الله سبحانه برضاه عنه في جميع الأحوال، ولذا لقِّب بالرضا عليّ بن موسى صلوات الله على محمد وآله خصوصاً عليه ما سحّ سحابٌ وهما، وطلع نباتٌ ونما.
 
باب في طرف من بيان أخلاقه الشريفة، وأعرافه المنيفة، ونُبَذٍ من كراماته الباهرة وشمائله الزاهرة، و ذكر بعض أحاديثه التي رواها عن آبائه حجج الله على خلقه وآبائه سلام الله عليهم وصلوات صلواته وتحيّات تحيّاته.
 
باب في حثّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على حبّ عليّ خاصّة، ثمّ على حبّ أهل البيت عامّة، وأنّ مَن أحبّ عليّاً يقبل الله منه صلاته وصيامه.
 
باب في أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً بكتابة ما يمليه عليه، ثمّ بيان بركات الأئمّة مِن وِلده، وأنّ أوّلهم هو الإمام الحسن، وبعده الحسين، وأنّ الأئمّة من بعده من وِلده.
 
حديث الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام المشتمل على تعداد الأئمّة من ولده، وأنّ الثاني عشر منهم المهديّ عليه السلام.
 
وغيرها كثير. فالناظر في عناوين ومحتويات هذه الأبواب يخلص إلى أن الرجل لم يكن سنياً بالمعنى المتعارف عليه، لذا لا يكاد يخلو كتاب من كتب التراجم عند الشيعة من ذكره والثناء عليه وعده من مصنفيهم. وليس بمستغرب تلمذ بعض أهل السنه على علماء مخالفيهم في المذهب، فهذا أمر شائع فهناك علماء شيعة تلقوا العلم على يد علماء أهل السنة، كالعلامة الحلي الذي قرأ على جماعة من علماء أهل السنة كنجم الدين الكاتبي القزويني والشيخ برهان الدين النسفي والشيخ جمال الدين حسين بن أبان النحوي، وعز الدين الفاروقي الواسطي، وتقي الدين عبد الله بن جعفر بن علي الصباغ الحنفي، وشمس الدين محمد بن محمد بن أحمد الكيشي ويروي عن رضي الدين الحسن بن علي الصنعاني الحنفي.
 
ثم أن الجويني نفسه روى كثيراً عن علماء الشيعة في كتابه فرائد السمطين حيث قال: أنبأني الإمام مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم، والإمام سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهّر الحِلِّيّان فيما كتبا إليّ رحمة الله عليهما[17].
 
وفي موضع آخر قال: أنبأنا الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ المطهّر الحلّي رحمه الله[18].
 
وفي موضع آخر: أنبأني بجميع رواياته الشيخ سديد الدين يوسف بن علي المطهّر الحلّي رحمه الله[19].
 
وفي موضع آخر: أخبرني الإمام سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي فيما كتب لي بخطّه رحمه الله تعالى[20].
وفي موضع آخر: أنبأني الحكيم العلاّمة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي تغمّده الله برحمته[21].
 
وكل هذه الإشارات تدل على حقيقة مذهب الرجل، لذا كما ذكرنا آنفاً ترجم له العديد من علماء الشيعة في كتبهم وعده البعض من مصنفيهم، من ذلك:
 
ما جاء في موسوعة مؤلفي الإمامية تحت "إبراهيم بن محمد الحموي الجويني" (644 - 722 ه‍). عالم بالحديث. من شيوخ خراسان. لقب ب‍ " صدر الدين ". رحل متقصيا للحديث إلى: العراق، الشام، الحجاز، تبريز، آمل بطبرستان، القدس، كربلاء، قزوين، وغيرها. من مشايخه: الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر الحلي، المحقق الحلي، ابنا طاووس، الخواجة نصير الدين الطوسي، إضافة إلى مشايخه من العامة. من تلاميذه شمس الدين الذهبي. أسلم على يديه غازان الملك. توفي بالعراق. الآثار: فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين (عربي / سيرة المعصومين (عليهم السلام) - زيارات) يتكون من سمطين: أحدهما في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) موزعة على (70) بابا وخاتمة، والآخر في فضائل المرتضى والبتول والحسنين (عليهم السلام) ب‍ (72) بابا. كما ذكر فيه الزيارة الجامعة الكبيرة. فرغ منه سنة (716 ه‍)[22].
 
وفي أعيان الشيعة لمحسن الأمين: ويظهر من كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين للحموئي من علماء أهل السنة المعاصرين للعلامة ان الحموئي المذكور يروي عن الشيخ سديد الدين يوسف والد العلامة عن الشيخ الأعلم الفقيه الفاضل مهذب الدين وفي نسخة شهاب الدين أبي عبد الله الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي عن الشيخ محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد التميمي عن جديه عن أبيهما علي وعن المفيد بن أبي علي كليهما عن أبي جعفر الطوسي قال أنبأنا أبو العباس أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني الخ. قال ويظهر من موضع آخر من كتاب الحموئي ان الشيخ مهذب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي يروي عن محمد عن أبيه عن جماعة عن الصدوق وفي موضع آخر منه في سند إعلام الورى للطبرسي اخبرني سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي فيما كتب لي بخطه ان الشيخ الفقيه الفاضل شهاب الدين أبا عبد الله الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي انباه عن الشيخ الحسن ابن أبي علي الطبرسي إجازة بروايته عن والده جميع رواياته وتصانيفه وفيه هكذا من كتاب الأمالي لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي كتب إلي الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن مطهر الحلبي أخبرنا الشيخ مهذب الدين الخ قال واما الاختلاف في النسب لو صح فالأمر فيه هين كما علمت مرارا اه الرياض. مشايخه وتلاميذه في الرياض يروي عن الشيخ محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد عن والده عن جده محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسين الحوزي العلوي كذا يظهر من فرائد السمطين ويروي ابن ردة هذا عن جماعة أخرى كما يظهر من فرائد السمطين المذكور منهم الحسن بن الشيخ أبي علي الطبرسي وهو من مشايخ الشيخ سديد الدين يوسف والد العلامة[23].
وقال في موضع آخر: المعروف انه من عظماء أهل السنة ومحدثيهم وحفاظهم وكذا أبوه وجده وكثير من سلسلة نسبة الحموئيين ولكن المحكي عن صاحب رياض العلماء انه ذهب فيه إلى تشيعه ويمكن ان يستفاد تشيعه من أمور روايته عن أجلاء علماء الشيعة الآتي ذكرهم ما اورده من الروايات في كتابه فرائد السمطين من أحاديث الوصية لعلي ع والتفضيل وخوارق العادات وغير ذلك وهذا الوجه اعترضه صاحب روضات الجنات بأنه كما اورد ذلك اورد ما تضمن خلافة غيره وفضائله وجوابه ان مثل ذلك وقع من الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك ولم يشك أحد في تشيعه ما في بعض الكتب من نسبة صاحب الترجمة الثانية المتقدمة الذي يظهر اتحاده معه إلى التشيع وان السلطان غازان أخا السلطان محمد الجايتو أسلم على يده وذلك في 4 شعبان سنة 694 عند باب قصره بمقام لار دماوند وكان قد عقد مجلسا عظيما واغتسل في ذلك اليوم ولبس لباس الشيخ سعد الدين الحموئي والد الشيخ المذكور واسلم باسلامه خلق كثير من الترك وبذلك سميت تلك تركمان.
مشائخه: في روضات الجنات: له الرواية في كتابه فرائد السمطين وغيره عن الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر الحلي والد العلامة وعن المحقق الحلي وابن عمه يحيى بن سعيد وابني طاوس والشيخ مفيد الدين بن الجهم والخواجة نصير الدين الطوسي والسيد عبد الحميد فخار بن معد الموسوي بحق روايتهم جميعا عن مشائخهم الثقات الأجلة ويروي هو أو أبوه الشيخ سعد الدين عن منتجب الدين صاحب الفهرست كما أن للشيخ منتجب الدين في كتاب أربعينه الرواية عن جده محمد بن حمويه بن محمد الجويني الصوفي قال وفي بعض كتب إجازات الأصحاب اسناد أدعية السر من خط السيد نظام الدين احمد الشيرازي هكذا: الفقير إلى الله الغني المغني أحمد بن الحسن بن إبراهيم الحسني الحسيني يروي عن عمه ومخدومه مجد للملة والدين إسماعيل عن والده ومخدومه شرف الاسلام وعز المسلمين إبراهيم عن شيخ شيوخ المحدثين صدر الحق والدين إبراهيم بن محمد بن المؤيد الحموئي عن الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن مطهر الحلي عن الحسين بن الفرج النيلي عن أبي الحسن ابن شيخنا الطوسي عن والده الجليل[24].
 
وذكر صاحب الذريعة تحت عنوان "الأنوار المضيئة" في أحوال الحجة الغائب المنتظر عليه السلام للسيد علم الدين المرتضى علي بن جلال الدين عبد الحميد النسابة بن شمس الدين أبي علي شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار بن أحمد الموسوي الحائري توفي جده فخار بن معد سنة 630 ووالده السيد جلال الدين عبد الحميد من مشايخ الحمويني صاحب (فرائد السمطين) الراوي عن جملة من مشايخه حدود سنة 672 ذكر الحمويني في كتابه المذكور أنه يروي عن السيد جلال الدين عبد الحميد نسابة عصره عن والده شيخ الشرف فخار بن معد عن شاذان بن جبريل القمي[25].
 
وقال في موضع آخر: الحموي هذا هو مؤلف (فرائد السمطين) الموجود نسخته ويروى فيه عن الخواجة نصير الدين الطوسي في (672) ومن هنا يظهر ان له كتاب آخر اسمه (فضل أهل البيت)[26].
 
وقال في موضع آخر أيضاً: فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين) قال في (الرياض): انه لبعض فضلاء الأصحاب، وحكى عنه في ترجمة المفيد عبد الرحمان بن أحمد الخزاعي النيسابوري، وبعد صفحة حكى في ترجمة النقيب عبد الرحمان بن عبد السميع الهاشمي الواسطي، عن كتاب (فرائد السمطين) لحمويني من العامة مكررا، ولذا استظهر منه ان النقيب المذكور أيضا عامي وصرح بان العامي معاصر للعلامة الحلي، وانه تلميذ السيد عبد الحميد بن فخار بن معد النسابة، كما في ترجمته، وبالجملة فيظهر من تصريحه في الأول انه لبعض فضلاء الأصحاب، وذكره للثاني مصرحا بأنه للحمويني من العامة، انهما كتابان أحدهما لبعض الأصحاب، والاخر للحمويني العامي، والحمويني العامي صاحب (فرائد السمطين) غير الحموي صاحب (منهج الفاضلين) في الإمامة كما يأتي فإنه محمد بن إسحاق بن محمد الحموي، وهو أيضا غير سعد الدين الحموي محمد بن المؤيد بن أبي الحسن بن محمد بن حمويه، والد صدر الدين إبراهيم وخليفة نجم الدين الكبرى، بل العامي صاحب (فرائد السمطين) هو الولد يعنى صدر الدين إبراهيم بن سعد الدين الذي أسلم على يده غازان محمود في 694. وقد سماه ب‍ (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والحسنين) مرتبا على سمطين السمط الأول في فضائل أمير المؤمنين ع في سبعين باباً وخاتمة، والسمط الثاني له خطبه مستقلة أولها [ الحمد لله الذي تنزه جناب جلاله عما لا يليق بكبريائه وتبارك وتوحد في قدسيته.. ] وهو في فضائل البتول والحسنين في 72 بابا. ويروى فيه عن جمع كثير ويذكر تواريخ رواياته غالبا، فممن يروى عنه الخواجة نصير الدين الطوسي إجازة في ذي حجة 672، وهي سنة وفاته، ويروى عن الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي، والد العلامة، مكاتبة. ويروى عن السيد النسابة عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي أيضا مكاتبة. والنسخة ناقصة الأول والوسط كتابتها في 1101 بخط الشيخ أحمد بن محمد بن مبارك بن حسين الساري البحراني، عند السيد احمد آل حيدر الكاظمي، وهو غير (درر السمطين) في فضائل المصطفى والمرتضى والسبطين للمحدث الحر، جمال الدين محمد بن يوسف الروندي المتوفى 750، كما في (كشف الظنون) وينقل عنه نور الدين بن الصباغ المتوفى 855 في (الفصول المهمة) اشعار الشافعي [ ومات الشافعي وليس يدرى.. ] وبالجملة ترجم صاحب (الرياض) صدر الدين إبراهيم هذا في ذيل عنوان المحتمل تشيعهم، للتلمذ على الشيعة والتأليف في فضائل أهل البيت. أقول: في مكتبة (المشكاة) نسخة من (فرائد السمطين) تامة. ومن تلك النسخة تمم الميرزا نجم الدين الطهراني النقص من نسخة آل السيد حيدر. أولها بعد البسملة: [ تبارك الذي انزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ] وبعد ذكر النبي ص قال: [ وانتخب له أمير المؤمنين عليا أخا وعونا وردأ وخليلا ورفيقا ووزيرا وصيره على امر الدين والدنيا له موازرا ومساعدا ومنجدا وظهيرا وجعله أبا بنيه، وجمع كل الفضائل فيه. وانزل في شأنه: انما وليكم الله إلى قوله امام الأولياء وأولاده الأئمة الأصفياء الذين اذهب عنهم الرجس إلى قوله - والحمد الله الذين ختم النبوة به وبدء الولاية من أخيه صنو أبيه المنزل فصله النبوة منزلة هارون من موسى وصيه الرضى المرتضى على باب مدينة العلم إلى قوله - ووصيه أسد الله الغالب علي بن أبي طالب وآله وعترته المباركة وذراريه الطاهرات نجوم فلك العصمة.. ] وذكر اسمه بعنوان إبراهيم بن محمد بن المؤيد الحمويني غفر الله عنه لمحبته الأئمة الطاهرين وأحياه على متابعتهم وولايتهم وامامته عليها، وحشره معهم وجعله تحت لوائهم، سادة الأولين والآخرين. وفى الجزء الثاني منه في الباب 38 ذكر الزيارة الجامعة الكبيرة بهذا الاسناد: اخبرني علي بن محمد بن موسى، حدثنا محمد بن الحسين الفقيه الرازي، حدثنا علي بن أحمد الدقاق في آخرين، حدثنا أبو الحسن محمد بن أبي عبد الله الأسلمي، حدثنا محمد إسماعيل الرملي، حدثنا موسى بن عبد الله النجفي، قال قلت لعلي بن محمد الهادي النقي. ومراده من الفقيه الرازي هو الشيخ الصدوق. ونسخة في مكتبة سيد الشهداء العامة بكربلاء[27].
 
وقال صاحب فهرس التراث: أبو إسحاق، إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد أبي بكر محمد بن حمويه الحموي الحموي. ومما قال شيخنا العلامة: « شيخ الإسلام أبو إسحاق... له فرائد السمطين، الذي أكثر النقل فيه عن مشايخه من الشيعة كالخواجه نصير الدين الطوسي إجازة في ذي الحجة 672هـ وهي سنة وفاته... وقد أسلم السلطان غازان بن أرغون المغولي على يد أبيه سعد الدين محمد الحموي في سنة 694هـ ». من آثاره: فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين عليهم السّلام طبع بتحقيق محمد مهدي الآصفي في النجف سنة 1382هـ، وبتحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي في جزئين في مؤسسة المحمودي للطباعة - بيروت سنة 1398هـ 1978م[28].


[1] تذكرة الحفاظ، للذهبي، 4 /1505

[2] الوافي بالوفيات، للصفدي، 6 /91

[3] الدرر الكامنة، لإبن حجر العسقلاني، 1 /69

[4] الأعلام، لخير الدين الزركلي، 1 /63

[5] فرائد السمطين، 1 /119

[6] المصدر السابق، 1 /166

[7] المصدر السابق، 1 /265

[8] المصدر السابق، 1 /266

[9] فرائد السمطين، 2 /140

[10] أنظر: عيون أخبار الرضا، للصدوق، 1 /47، كمال الدين وتمام النعمة، للصدوق، 305، بحار الأنوار، للمجلسي، 47 / 12

 [11] فرائد السمطين، 2 /137

[12] أنظر: الإمامة والتبصرة، لعلي ابن بابويه القمي، 103، عيون أخبار الرضا، للصدوق، 1 /48، كمال الدين وتمام النعمة، للصدوق، 308، الاختصاص، للمفيد، 210، الإستنصار، لأبي الفتح الكراجكي، 18، الغيبة، للطوسي، 143، بحار الأنوار، للمجلسي، 36 /195

[13] فرائد السمطين، 2 /139

[14] أنظر: كمال الدين وتمام النعمة، للصدوق، 311، بحار الأنوار، للمجلسي، 36 /201، إعلام الورى بأعلام الهدى، للطبرسي، 2 /178

[15] فرائد السمطين، 2 /133

[16] كمال الدين وتمام النعمة ، للصدوق، 280، كفاية الأثر، للخزاز القمي، 19، مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 1 /254، الصراط المستقيم، لعلي بن يونس العاملي النباطي البياضي، 2 /121، بحار الأنوار، للمجلسي، 25 /201، 36 /243، 286، 108 /353، إعلام الورى بأعلام الهدى، للطبرسي، 2 /181، كشف الغمة في معرفة الأئمة، لعلي بن أبي الفتح الإربلي، 3 /314

[17] فرائد السمطين، 2 /142

[18] المصدر السابق، 2 /151

[19] المصدر السابق، 2 /227

[20] المصدر السابق، 2 /329

[21] المصدر السابق، 2 /73

[22] موسوعة مؤلفي الإمامية، لمجمع الفكر الإسلامي، 1 /379

[23] أعيان الشيعة، لمحسن الأمين، 6 /14

[24] المصدر السابق، 2/218

[25] الذريعة، لآقا بزرگ الطهراني، 2 /442

[26] المصدر السابق، 8 /126

[27] المصدر السابق، 16 /135

[28] فهرس التراث، لمحمد حسين الحسيني الجلالي، 1/ 699


عدد مرات القراءة:
10140
إرسال لصديق طباعة
السبت 18 ذو القعدة 1443هـ الموافق:18 يونيو 2022م 08:06:29 بتوقيت مكة
محمد جعفر 
اخی المسلم
انظر الی ما قال هذا الکاتب و تامل فیه و ابحث عن صدقه و کذبه
و لا الی من قال و انه هل کان شیعیا او لا.
الی متی هذا العناد و اللجاجه
الجمعة 21 رمضان 1438هـ الموافق:16 يونيو 2017م 08:06:29 بتوقيت مكة
محمد عليّ 
شكراً على هذه الفائدة العظيمة !

لقد ثبت لدي الآن أن من هزم التتار فكرياً وأبعد أذاهم عن الأمة هم الشيعة الإمامية أعلى الله منارهم حيث كافح الإمام العلامة الطوسي هولاكو ونفذ إلى عقله وأكمل تلميذه الحمويني الشيعي الإمامي رضي الله عنه مواصلة الجهود حتى أسلم غازان ملك التتار ثم تواصلت الجهود حتى تشيع المغول .. وكل هذا ببركة علمائنا الأجلاء ...

شكرا مرة أخرى لهذه المعلومة الهامة إذ أنا مثلك كنت أعتقد بسنية الحمويني الذي نفذ لقلب غازان وعقله وجعله يسلم وحول اتجاه البوصلة لدى التتار من معاداة الإسلام إلى نصرته والدخول فيه ..

لكن الآن .. ثبت لدي أن الشيعة سبب إسلام التتار وسبب تشيعهم أيضا ولله الحمد .. وكذلك تسقط كافة أكاذيب ابن تيمية وأتباعه في دعواهم الخائبة بأن الشيعة تحالفوا مع التتار للقضاء على الدولة الإسلامية ، والحال أن الشيعة هم من أنقذ الأمة حقيقةً باختراقهم لملوك التتار وحرف البوصلة باتجاه اعتناق الإسلام وليس القضاء عليه ..

وأقول لإخواننا الأعزاء..

لا تدفعوا كلام الرجل فأدلته ناهضة ونحن لا نحتاج للاستدلال بالحويني على أهل السنة .. لأن كتابه ورواياته ليس فيها جديد وكلها مأخوذه من مصادر مشهورة ..

فتدبروا أهمية وفائدة ثبوت تشيع الحويني الذي قام بإنجاز تاريخي عظيم على فائدة الاستدلال به على السنة .


أدعوا جميع السلفية أن لا يتراجعوا على هذا القرار بحق الحمويني وليكونوا رجالا ويثبتوا على موقفهم الحالي ولا يغيروه !

نعم نقبل بكون الحمويني شيعي - وهو كذلك فعلاً عند بعض علمائنا - فرحمه الله ورضي الله عنه وأرضاه
الجمعة 21 رمضان 1438هـ الموافق:16 يونيو 2017م 08:06:01 بتوقيت مكة
محمد عليّ 
الذهبي فيه
شيخ الاسلام أبو المجامع صدرالدين ابراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد الحموئي الخراساني
(644-732هـ)
من أعلام السنّة و حفاّظ الحديث.
أطراه الذهبي في تذكرته(4/1506) فوصفه بالامام المحدث الأوحد الأكمل فخر الاسلام... ثم قال: و كان شديد الاعتناء بالرواية و تحصيل الأجزاء و على يده اسلم غازان الملك.
و ترجمه ابن حجر في(الدرر الكامنة 1/67- 69) فعد شيوخه و البلاد التي سمع بها، و ذكر اكثاره في نقل الحديث عن جماعة بالعراق و الشام و الحجاز وأطراه بأنه كان دينا و قورا، مليح الشكل جيد القراءة و على يده اسلم غازان الملك.
ثم ذكرأسماء من له اجازة عنهم و بعض من له اجازة عنه.
 
اسمك :  
نص التعليق :