كلام شيخ الإسلام مبتور ؛ وليس المعنى ما ذهبت إليه بارك الله فيك .
اقرأ من البداية : فصل
قال الرافضي: "البرهان الثاني عشر: قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا } [مريم: 96] روى الحافظ أبو نُعيم الأصبهاني بإسناده إلى ابن عباس، قال: نزلت في عليّ. والوُدُّ محبة في القلوب المؤمنة. وفي تفسير الثعلبي عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لعليّ: يا عليّ قل: اللهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة. فأنزل الله: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا } [مريم: 96] ولم يثبت لغيره ذلك، فيكون هو الإمام".
والجواب من وجوه:
أحدها: أنه لابد من إقامة الدليل على صحة المنقول، وإلا فالاستدلال بما لا تثبت مقدماته باطل بالاتفاق، وهو من القول بلا علم، ومن قفو الإنسان ما ليس له به علم، ومن المحاجّة بغير علم والعزو المذكور لا يفيد الثبوت باتفاق أهل السنة والشيعة.
الوجه الثاني: أن هذين الحديثين من الكذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث.
الثالث: أن قوله: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } [مريم: 96] عامّ في جميع المؤمنين، فلا يجوز تخصيصها بعليّ، بل هي متناولة لعليّ وغيره(173). والدليل عليه أن الحسن والحسين وغيرهما من المؤمنين الذين تعظّمهم الشيعة داخلون في الآية، فعُلم بذلك الإجماع على عدم اختصاصها بعليّ.
وأما قوله: "ولم يثبت مثل ذلك لغيره من الصحابة" فممنوع كما تقدم، فإنهم خير القرون، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات فيهم أفضل منهم في سائر القرون، وهم بالنسبة إليهم أكثر منهم في كل قرن بالنسبة إليه.
الرابع: أن الله قد أخبر أنه سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات ودّاً، وهذا وعد منه صادق. ومعلوم أن الله قد جعل للصحابة مودّة في قلب كل مسلم، لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم، لا سيما أبو بكر وعمر، فإن عامّة الصحابة والتابعين كانوا يودُّونهما، وكانوا خير القرون.
ولم يكن كذلك عليّ، فإن كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه. وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما قد أبغضهما وسبّهما الرافضة والنصيرية والغالية والإسماعيلية. لكن معلوم أن الذين أحبوا ذينك أفضل وأكثر، وأن الذين أبغضوهما أبعد عن الإسلام وأقل، بخلاف عليّ، فإن الذين أبغضوه وقاتلوه هم خير من الذين أبغضوا أبا بكر وعمر، بل شيعة عثمان الذين يحبونه ويبغضون عليّاً، وإن كانوا مبتدعين ظالمين، فشيعة عليّ الذين يحبونه ويبغضون عثمان أنقص منهم علماً وديناً، وأكثر جهلاً وظلماً.
فعُلم أن المودة التي جُعلت للثلاثة أعظم.
وإذا قيل: عليّ قد ادّعِيت فيه الإلهية والنبوة.
قيل: قد كفّرته الخوارج كلها، وأبغضته المروانية. وهؤلاء خير من الرافضة الذين يسبّون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فضلاً عن الغالية."
وشيخ الإسلام من المستحيل أن تجد منه تنقيصا أو سبا لواحد من الصحابة فضلا عن أهل البيت فقد كان رحمه الله تعالى من أكثر أهل العلم محبة لهم ودفاعا عنهم .
منهج شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السُنة على وجه الخصوص يختلف عنه في أي كتاب آخر ، ومن لم يعرف منهجه وأسلوبه في تصنيف الكتاب قد يفهم منه-إن كان في قلبه مرض- فهماً آخر غير ما أراده الامام عليه رحمة الله تعالى.
فمن منهجه أنه يذكر وجوه الرد جميعها ويخصص وجهاً مستقلاً يحاجج فيه الخصم بما يعتقده ويدين به هو ، ففي المثال الذي أوردته ، ذهب الرافضي الحلي أن علياً أحق بالخلافة لأنه نزلت فيه الآية "إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا "
فبين ابن تيمية وجوه الرد المتوافرة ثم ذكر بعد ذلك الوجه المختص بما يتعقده الشيعة وبما يدينون به حيث يعتقدون أن بعض الصحابة كانوا يبغضون علياً ويقاتلونه على العكس من أبي بكر وعمر الذي اجتمعت عليهم الأمة ، فكيف يختص سيدنا علي بهذه الآية وحده دونهما عقلاً ؟؟
ثم ذكر وجهاً آخر بما يعتقدونه وهو أن الحسن والحسين داخلين أيضاً في الآية ،ولا يستطيع الشيعة أن ينكروا ذلك ، وإلا كانوا نواصب!! ، فهذا أيضاً ينقض قول الحلي أن الآية تخص علياً دون غيره
يقول إبن تيمية إن عليا لم يكن له مودة في قلب كل مسلم لأن كثير من الصحابة يقاتلونه ويبغضونه
يقتبس خصوم شيخ الإسلام كلامه هذا:
اقتباس:
معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر و عمر فان عامة الصحابة و التابعين كانوا يودونهما و كانوا خير القرون
و لم يكن كذلك علي فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه و يسبونه و يقاتلونه |
بيان زور وبهتان الشبهة:
لو لم يبتروا كلام إبن تيمية لعلموا أنه يتكلم من منطلق عقيدة الرافضي وليس من عقيدته هو
وسوف أنقل لك أيها القارئ الكلام كله بدون بتر
ولكن قبل أن أنقله لك يجب أن تعلم أيها القارئ الكريم
أن الرافضي الذي يرد عليه إبن تيمية يريد اثبات إمامة الامام علي واسقاط إمامة الشيخين وعثمان رضي الله عنهم أجمعين
ومستنده هنا هو هذه الاية الكريمة (إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)
و التي مفادها أن الله عز وجل سيجعل للمؤمنين مودة
ثم زعم اختصاص هذه الاية بالامام علي وحده وبناءاً على ذلك استنتج إمامة الامام علي وأسقط خلافة من قبله
فرد عليه شيخ الاسلام ابن تيمية
وبين أن عقيدة أهل السنة في أن الآية هي متناولة لعلي وغيره مثل الحسن والحسين والصحابة وغيرهم......وهذا إعتقاد أهل السنة
ثم بعد ذلك بين بن تيمية أن هذا المنطق السقيم يمكن أن يستخدم ضد علي رضي الله عنه
...حيث أن أبو بكر وعمر إتفقت عليهم الأمة ... على العكس من علي فقد قاتله كثيرون _من الصحابة وغيرهم_
وعلى منطق الرافضي السقيم... كيف قد جعل لعلي ودا بين المسلمين وقد قاتله من قاتله!!
بل إن عقيدة الرافضة هو أن الصحابة قد سبوا عليا وقاتلوه وأبغضوه!!
على العكس من أبو بكر وعمر التي بايعتهم جمهور الصحابة ولم يخرج عليهم أحد
فكيف يخرج من الآية أبو بكر وعمر ويدخل فيها علي....
فتلاحظ أن إبن تيمية قد ضحض حجة هذا الرافضي بنفس الحجة وبنفس منطقه وعقيدته
وكما يقال رمتني بدائها وانسلت
أرجوا بأن تكون الفكرة قد وصلت
وإليكم كلام شيخ الإسلام دون بتر :
وبيان التزييف
اقتباس:
قال الرافضي البرهان الثاني عشر قوله تعالى
روى الحافظ أبو نعيم الاصبهاني بإسناده إلى ابن عباس قال نزلت في علي و الود محبة في القلوب المؤمنة و في تفسير الثعلبي عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا لعلي قل اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة فانزل الله إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا و لم يثبت لغيره ذلك فيكون هو الإمام
الجواب من وجوه أحدها انه لا بد من إقأمةالدليل على صحة المنقول إلا فالاستدلال بما لا تثبت مقدماته باطل بالاتفاق و هو من القول بلا علم و من قفو الإنسان بما ليس له به علم و من المحاجة بغير علم و العزو المذكور لا يفيد الثبوت باتفاق أهل السنة و الشيعة
الوجه الثاني أن هذين الحديثين من الكذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث |
وهنا شيخ الإسلام إبن تيمية يتكلم من منطلق عقيدة أهل السنة.. فيقول رحمه الله:
اقتباس:
الوجه الثالث أن قوله إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات عام في جميع المؤمنين فلا يجوز تخصيصها بعلي بل هي متناولة لعلي و غيره و الدليل عليه أن الحسن و الحسين و غيرهما من المؤمنين الذين تعظمهم الشيعة داخلون في الآية فعلم بذلك الإجماع على عدم اختصاصها بعلي
و أما قوله و لم يثبت مثل ذلك لغيره من الصحابة فممنوع كما تقدم فانهم خير القرون فالذين آمنوا و عملوا الصالحات فيهم أفضل منهم في سائر القرون و هم بالنسبة إليهم أكثر منهم في كل قرن بالنسبة إليه |
ثم قام إبن تيمية بضحض حجة الرافضي بنفس منقه السقيم...فيقول رحمه الله:
اقتباس:
الرابع أن الله قد اخبر انه سيجعل للذين آمنوا و عملوا الصالحات ودا و هذا وعد منه صادق و معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر و عمر فان عامة الصحابة و التابعين كانوا يودونهما و كانوا خير القرون
و لم يكن كذلك علي فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه و يسبونه و يقاتلونه و أبو بكر و عمر رضي الله عنهما قد ابغضهما و سبهما الرافضة و النصيرية و الغالية و الإسماعيلية لكن معلوم أن الذين احبوا دينك أفضل و أكثر و أن الذين ابغضوهما ابعد عن الإسلام و اقل بخلاف علي فان الذين ابغضوه و قاتلوه هم خير من الذين ابغضوا أبا بكر و عمر بل شيعة عثمان الذين يحبونه و يبغضون عليا وان كانوا مبتدعين ظالمين فشيعة علي الذين يحبونه و يبغضون عثمان انقص منهم علما و دينا و أكثر جهلا و ظلما
فعلم أن المودة التي جعلت للثلاثة أعظم
و إذا قيل علي قد ادعيت فيه الاهية و النبوة
قيل قد كفرته الخوارج كلها و أبغضته المر وانية و هؤلاء خير من الرافضة الذين يسبون أبا بكر و عمر رضي الله عنهما فضلا عن الغالية |
فإن قلتم بإخراج أبو بكر وعمر الذان لم يخرج عليهم أحد من سياق
الآية...للزمكم أن تخرجوا عليا من الآية الذي قاتله وسبه الصحابة_من منطلق مذهبكم_
فكلامه السابق على سبيل المناظرة والمحاججة كما لا يخفى
ومن هنا يتبين زور وبهتان الشبهة
واعلم_رحمك الله_ أن هذه هي أعظم شبهة يمكن أن يأتي بها خصوم ابن تيمية...,ما سواها من الشبهات فهي مجرد بتر واضح لكلام ابن تيمية.