سؤال في الخلاف بين الصحابة وآخر في إيمان إبي طالب
السلام عليكم :
ارجو الرد على هذه الشبه حول تكفير الصحابة رضي الله عنهم :
أخرج البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وأحمد وغيرهم عن عمر أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق ـ يعني حاطب بن أبي بلتعة الذي هو واحد من أهل بدر. ومن ذلك ما ورد في حديث الإفك المروي عن عائشة، أن أسيد بن الحضير قال لسعد بن عبادة: إنك منافق تجادل عن المنافقين. ومنه ما أخرجه مسلم والنسائي وابن ماجة وغيرهم عن جابر، أنه قال: صلى معاذ بن جبل الأنصاري بأصحابه العشاء، فطوَّل عليهم، فانصرف رجل منا فصلى، فأُخبر معاذ عنه، فقال: إنه منافق. فلما بلغ ذلك الرجل، دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره ما قال معاذ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أتريد أن تكون فتَّاناً يا معاذ ؟ إذا أممت الناس فاقرأ بالشمس وضحاها، وسبح اسم ربك الأعلى، واقرأ باسم ربك، والليل إذا يغشى الطبري: لما رأى عثمان ما قد نزل به، وما قد انبعث عليه من الناس، كتب إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بالشام: \بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فإن أهل المدينة قد كفروا، واخلفوا الطاعة، ونكثوا البيعة، فابعث إليَّ من قِبَلك من مقاتلة أهل الشام على كل صعب وذلول. أهل السنة قد ذهبوا إلى كفر أبي طالب عليه السلام، مع أنه من أجِلاء صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإسلامه ودفاعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذبّه عن الإسلام أوضح من أن يحتاج إلى بيان. وحسبك دليلاً على إيمانه أقواله المأثورة وأشعاره المشهورة . ومنها قوله:
واللهِ لن يصلـوا إليـكَ بجمعِهــم
حتـى أُوسَّدَ في التـرابِ دفينــا
فاصدعْ بأمرِك ما عليكَ غضاضةٌ
وابشرْ بـذاك وقـرَّ منكَ عيونــا
ولقد علمتُ بــأن دينَ محمــدٍ
مِن خيرِ أديانِ البريَّـةِ دينــا
وها انا ادعوكم بالرد على الرافضي وان يتبنى موقعكم كتاب كشف الحقائق في الرد على كتاب اخفاق الحقائق , وهذا هو موقع الكتاب وجزاكم الله خيرا http://www.aqaed.com/shialib/books/04/kashef/k10.html
الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين. بإيجاز وتبسيط شديدين أقول أن أمر المقاصد والمصطلحات فيها سعة ولا ينبغي حملها على وجه دون آخر إلا بتوافر أسبابه، ففي القرآن مثلاً قوله عزوجل: (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وقوله: أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ). ثم نرى أن يونس عليه السلام قال: .. (..لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). فهل تشمله هذه الآيات؟ المقصود أنه ليس في اللعن أو إتهام أحد الصحابه لآخر جهلاً أنه منافق وغيره من ألفاظ، ما يستوجب الطعن في العدالة في الرواية، فقد يكون ذلك منهم عن جهل ويرجعون عنه إذا تبين لهم خلافه. فالعصمة شيء والعدالة شيء آخر، فالصحابة كما ذكرنا كان فيهم من زنى كماعز والغامدية، ومنهم من شرب الخمر، ومنهم من سرق كالمخزومية ورفض فيها شفاعة أسامة بن زيدا، وقال: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، وأقام حد القذف على حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش، وعفا عن حاطب بن أبي بلتعة كما في القصة التي وردت في السؤال ولم يوافق صلى الله عليه وآله وسلم عمر رضي الله عنه على نعته لحاطب بالنفاق. وكذا في قصص أخرى كثيرة لا يتسع المقام لسردها، كقصة مالك بن الدخشن الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن قال فيه البعض: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقل ذلك ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله. قال:الله ورسوله أعلم، قال فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله.. وغيرها. أما إيمان أبوطالب فليس لأهل السنة مصلحة في تكفيره وكذا أبو لهب لو لا ورود نصوص في تكفيرهما في الكتاب والسنة، وعلى هذا قول الشيعة أيضاً. فراجع تفاسير الشيعة في قول الله عزوجل: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ). فالقمي مثلاً يقول: نزلت في أبي طالب فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: يا عم قل لا إله إلا الله أنفعك بها يوم القيامة ، فيقول يابن أخي أنا أعلم بنفسي فلما مات شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه تكلم بها عند الموت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما أنا فلم أسمعها منه وأرجوا انفعه يوم القيامة. وقال فضل الله الراوندي في كتابه " نوادر الراوندي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهون أهل النار عذاباً عمي أخرجه من أصل الجحيم حتى أبلغ به الضحضاح عليه نعلان من نار يغلى منهما دماغه. والسلام.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video