سؤال في مشاهدة علماء الشيعة لمهديهم المنتظر وآخر في رد الطوسي لروايات صحيحة
أحسن الله إليكم ونفع بكم هل يزعم علماء الشيعة أنهم يلتقون بالمهدي أو يتلقون عنه شيئا ؟ حتى يكون السؤال أكثر تخصيصا فأخصص علماءهم المعاصرين على وجه الخصوص كما أضيف سؤالاً وهو هل نفى الطوسي العمل بأحاديث صحيحة - بزعمهم - أو قال إنها لا توجب علما ولا عملا ؟ آمين
الجواب الحمد لله رب العالمين. نعم هذا مشهور عندهم في القديم والحديث ولهم فيه مصنفات، أنظر مثلاً : (جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة عليه السلام أو معجزته في الغيبة الكبرى) للنوري الطبرسي، وتجده في الجزء 53 من بحار الأنوار للمجلسي. نعم رد شيخ الطائفة الطوسي روايات عدة رغم صحتها وحمَلها على وجوه منها التقية. يقول الخوئي في بعض مسائله: وقد حمل الشيخ رحمه الله الروايات الدالة على اعتبار الخمس على التقية ، ولا نعرف لهذا الحمل وجها ، فإنه لم ينقل من العامة قول باعتبار الخمس. وقال آخر: وأجاب عنه الشيخ قدس سره بحمله على التقية ، وأورد عليه في المسالك : بأن العامة مختلفون في ذلك كالخاصة فلا وجه للحمل على التقية. ويقول البحراني: إن الشيخ رحمه الله في كتابي الأخبار جمع بين الأخبار لقصد رفع التنافي بينها بوجوه عديدة ، وإن كانت بعيدة بل جملة منها غير سديدة. ويقول زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني: والشيخ حمل هذه – أي أحد مسائل الفقه - على التقية. وهو بعيد، لأن العامة مختلفون في ذلك، فلا وجه لتقية قوم دون قوم. وغيرها. أقول : لقد أضاع شيخ طائفتهم الطوسي بنهجه هذا المنهج الخير الكثير على الشيعة مما يقربهم إلى سائر طوائف المسلمين، فبدلاً من أن ينتصر لهذه الروايات الصادرة عن أئمة أهل البيت رحمهم الله والتي توافق ما عليه أهل السُنة، عمد إلى صرفها بشتى الوسائل بحجة التقية، رغم أن مبعثه على تصنيفه للتهذيب والإستبصار رفع الإختلاف. فكان ان أثار عليه علماء مذهبه بنهجه وتناقضاته بين راد عليه وآخر ملتمساً له العذر. فقد نقل يوسف البحراني عن بعض معاصريه في بعض إجازاته أنه قال : وأما الشيخ الطوسي ، فهو شيخ الطائفة ورئيس المذهب وامام في الفقه والحديث ، الا أنه كثير الاختلاف في الأقوال ، وقد وقع له خبط عظيم في كتابي الاخبار في تمحله الاحتمالات البعيدة والتوجيهات الغير السديدة . وكانت له خيالات مختلفة في الأصول ، ففي المبسوط والخلاف مجتهد صرف وأصولي بحت ، بل ربما يسلك مسلك العمل بالقياس والاستحسان في كثير من مسائلها ، كما لا يخفى على من ارخى عنان النظر في مجالهما ، وفي كتاب النهاية سلك مسلك الاخباري الصرف بحيث أنه لم يتجاوز فيها مضامين الاخبار ولم يتعد مناطيق الآثار ، وهذه هي الطريقة المحمودة والغاية المقصودة. والكلام في هذا يطول، وقد بسطنا القول في هذا في كتابنا التقية الوجه الآخر فراجعه.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video