عائشة رضي الله عنها وموقعة الجمل
شيخنا الفاضل المجاهد لدي بحث حول وقعة الجمل وأود تجليت بعض المسائل التي أشكل عليّ لاخلاف أن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها - لم يكن خروجها للفتنة والافساد وهذا لاشك فيه وهو ما أؤمن به إيمانأ يقيني لاشك فيه ولكن هي اشكالات أود الإجابة عليها لتكون الاجابات نبراس لرد الشبهة عن أمنا رضي الله عنها وعن صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام الإشكال الأول : لماذا توجهت رضي الله عنها ومن معها من الصحابة إلى البصرة بالذات؟؟ الثاني :ألم يكن معاوية -رضي الله عنه هو ولي الدم فلماذا لم يتوجهوا إلى الشام للمطالبة بدم عثمان كما تذكر الروايات التاريخية أنها خرجت للمطالبة بدم عثمان رضي الله عنه لكونه قتل مظلموما شهيد فولي الدم معاوية ..وهو المطالب بالدم؟؟ الاشكال الثالث : عندما نقرأ الروايات التاريخية تذكر لنا أنها رضي الله عنها وارضاها خرجت للاصلاح للمطالبة بدم عثمان رضي الله عنه ؟ فما وجه الاصلاح في المطالبة بدم عثما رضي الله عنه ويطلبونه من من ؟؟ أليس ولي امر المسلمين - علي رضي الله عنه من بيده تنفيذ الحد إذ الحدود ينفذها ولي الأمر فلماذا كان خروج عائشة -رضي الله عنها ومن معها رضوان الله عليهم أجمعين إلى البصرة لماذا لم يتوجهوا إلى علي رضي الله عنه في المدينة ويطالبونه بأخذ القصاص من قتلت الخليفة؟؟؟
الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين. قبل كل شيء لا بد من معرفة حقيقة ان معتقد أهل السنة والجماعة الإمساك عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. ثم أعلم ان خروج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان إجتهاداً خاطئاً، وقد ظهر لها ذلك بعد خروجها في تفاصيل لا يتسع المجال للكلام فيها. فإذا علمت هذا، فإن تفسير بقية الشبهات الواردة في السؤال سيكون يسيرا. وإن كان لا بد في ذكر شيء في هذا، فأعلم أن الأمور كانت مضطربة حين قتل عثمان رضي الله عنه، ولم يكن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الذي إضطربت عليه الحكومة، قادراً على تنفيذ القصاص في قتلة عثمان رضي الله عنه، حيث كان أكثر الصحابة رضي الله عنهم إما في الفتوحات، أو إستوطنوا الأمصار، وإما في مكة لأداء فريضة الحج (حيث كان مقتله رضي الله عنه في ذي الحجة) ومنهم ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها. أما المدينة حيث علي رضي الله عنه، فقد كانت تموج بالغوغاء والخارجين حيث بلغوا أكثر من ألفي مقاتل إختلط جلهم برجاله ولم يكن يعلم رضي الله عنه بأعيان قتله عثمان. ومضت أشهر والأمور مازالت مضطربة على أمبر المؤمنين علي رضي الله عنه، وقد ذكرنا شيء من النصوص في هذا في إجابة سؤال سابق. فخرج طلحة والزبير رضي الله عنهما إلى مكة وإتفقا مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على الذهاب للبصرة لأنها -أي البصرة- كانت عثمانية كما أن الكوفة علوية، وإن كان البعض يرى أنها صارت عثمانية من يوم الجمل، فكان سبب ذهابهم هو جمع الناس والتهيئة للقصاص من قتلة عثمان أملاً في الإصلاح وعودة الأمور إلى نصابها، وهو الأمر الذي لم يوافقهم عليه أمير المؤمنين علي ، وكان محقاً في رأية ، ثم إجتمع رأي الجميع على العودة كما هو معلوم، ولكن الأمور جرت كما هي مذكورة في كتب التواريخ من حرب الجمل وصفين وإصرار معاوية ولي الدم بعدها على القصاص من قتلة عثمان أمام عجز علي رضي الله عنهم أجمعين.
والسلام.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video