التنافس بين بني هاشم وبني أمية
السلام عليكم ورحمة الله الاخ الفاضل والمحترم والشيخ فيصل نور ولو انى اعرف انكم لاتحبون هذه الكلمة لكنكم تستحقونا من عدة جهات اولها بأن موقعكم هو بيت المشايخ ومنبع الفوائد ولطالما اعيتنا الحيل فلجأنا الى موقعكم فشكرا لكم. سؤالين من فضلكم الاول: ماقصة التنافس والحسد وربما البغض بين البيت المروانى الاموى وبين الهاشميين حيث ان الاخبار كثيرة ان بينهم شى الثانى: ما الاجدى اثناء محاورة طالب علم شيعى متمكن هل بالعقائد او فى التاريخ ؟ لانى اسمع ان النقاش مع الشيعى فى العقائد بمثابة قطع المسافة واختصارها ليموت بالضربة القاضية ((بدون دوخة اسانيد الروايات التاريخية ومراوغتهم)) لانهم للاسف مع بعضهم البعض حشوية وأخبارية يقبلون كل شى واثناء مناقشتهم لاهل السنة ينقلبون الى اصولية وتفتيش عن الاسانيد! شاكر لكم افضالكم
الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا شك أن كتب التاريخ تطرقت إلى هذا العداء الموهوم بين بني أمية وبني هاشم حتى صنف البعض في ذلك كتب مستقله ككتاب "النزاع والتخاصم بين بني أمية وبني هاشم"، للمقريزي، وجُل بنيان هذه الكتب والقصص روايات مكذوية لا تصمد أمام التحقيق، وجعل البعض أصل هذا العداء قصة ذكرت أن هاشماً وعبد شمس ولدا ملتصقين ففصل بينهما بالسيف، فكان بين أبنائهما الدماء لأجل ذلك. وأسانيد هذه الروايات لا تصح، وتفصيل ذلك يطول ولا يتسع المقام لبيانه. وشواهد التاريخ في نقض هذا الإفتراء كثيرة، ولعل أجلها المصاهرات بينهما، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أم حبيبة بنت أبي سفيان، وتزوج عثمان بن عفان من رقية وام كلثوم، وزينب بنت النبي تزوجها أبو العاص بن الربيع، وعلي بن أبي طالب تزوج أمامة بنت أبوالعاص، ورملة بنت علي تزوجها معاوية بن مروان بن الحكم، وخديجة بنت علي تزوجها عبدالله بن عامر بن كريز، وام أبيها بنت عبدالله بن جعفر تزوجها عبدالملك بن مروان، وزينب بنت الحسن بن الحسن تزوجها الوليد بن عبدالملك، وكذلك تزوج الوليد نفيسة بنت زيد بن الحسن، وأم محمد بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب تزوجها يزيد بن معاوية، وسكينة بنت الحسين تزوجها الأصبغ بن عبدالعزيز بن مروان، ونفيسة بنت عبدالله بن العباس تزوجها عبدالله بن خالد بن يزيد، ولبابة بنت عبدالله بن العباس تزوجها الوليد بن عتبه بن أبي سفيان، ورملة بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب تزوحها سليمان بن هشام بن عبدالملك. فسرد هذه التفاصيل يطول، فهل يستقم كل هذا مع مزاعم الصراع الموهوم. أما السؤال الآخر، فالأمر فيه يختلف حسب الحال، والمؤسف أن كل واحد منا كما قيل يعمد إلى حبس الآخر في ذاته، والى تقييده بما يحاول التحرر منه، فلا نحن نسمح لهم حتى بالبراءة مما حمّلهم أسلافهم من مواقف قد لا يتفقون معها، لأننا نريد ابقاءهم دائماً مدانين ومتهّمين، ولا نقبل منهم حتى مجرد الدفاع عن أنفسهم.. فالشيعي عندنا حتى لو كان معتدلاً قي الظاهر يظل أسير(تقيته) التي تبرر تكذيبنا له، وكذلك نحن نظل في ادارك الآخر أسرى (مصالحنا)، وبهذا يحرم كل واحد منا الآخر من فرصة المراجعة..وهذا يؤدي في نهاية المطاف الى اعطاب الاحساس بالحاجة الى فحص الذات. لذا أرى وبغض النظر عن الموضوع (محور النقاش) الإتفاق على قواعد وأصول يرجع إليها عند الإختلاف حتى لو إستغرق الإتفاق على هذه المسألة سنة كاملة، فهذا أجدى وأنفع من الشروع في الحوار دونها. وأخيراً نشر رأيك بين الناس في مقال واحد، أنفع لك من مجادلة خصومك المعاندين شهراً كاملا. والسلام.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video