يسأل الشيعة دائما مجموعة اسئلة حول الاسماء والصفات وهى ما فائدة نزول الله سبحانه وتعالى فى الثلث الاخير من الليل مع انه قريب مجيب دعوة الداعى اذا دعاه
بالنسبة لصفة اليد هل لله يد واحدة
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
ام يدان
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ
ام اكثر
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ
وهل معنى ذلك ان للقران الكريم يدان حقيقيتان
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد
وكنت اسأل الشيخ هل هناك مناظرات صوتية او مرئية للشيخ فيصل نورٍ
الحمد لله رب العالمين.
الكلام في الباب يطول وقد يخرجنا عما إلتزمنا به من الإيجاز في الردود، وقضية التوحيد ومنها مسألة توحيد الأسماء والصفات من مسائل الخلاف الكبيرة مع الشيعة. وقد تكلم أهل العلم في ذلك حيث ذكروا أنه إفرادالله تعالى بأسمائه وصفاته وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غيرتحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولاتمثيل. أما الشيعة فهم نفاة، حيث نفوا عن الله تعالى صفاته كالسمع والبصروالوجه واليد..ألخ ، تماماً كالمعتزلة بل وجعلوها لأئمتهم كما ورد في الكافي وغيره عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) قال : نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا.
وفي مثال اليد الوارد في السؤال نقول: نعم لله يد تليق بجلاله وكماله نثبتها من غير تحريف ولا تعطيل ولاتمثيل واليد إذا أفردت في القرآن الكريم ولم تضف فإنها تدل على القوة وهذا موافق لكلام العرب كما في قوله تعالى: وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [الذاريات : 47]
وإذا أضيفت لله فإنها تدل على صفته الذاتية جل وعلا وإذا أضيفت وثنيت كانت الحجة أقوى وأدمغ على المخالفين كما في قوله تعالى لإبليس: قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ [صـ : 75] فإذا كان المقصود باليد القوة فأي تفضيل لآدم حينئذ؟، بل إن ابليس يكون داخلاً في ذلك أيضاً لأن الله خلقه بقوته حسب تفسير الشيعة.
فمن قال أن يد الله مجازا فليأتوا بمثنى مقرون بالباء شاهدا على المجاز. فإن عجزوا فهذا دليل أن لله يدان حقيقيتان لا تشبهان يد المخلوقين. والكلام في الباب طويل ليس هذا مكانه. لذافإننا نقول أن لله يد تليق به عزوجل، فكما أن له تعالى ذاتاً لا تشبه ذات المخلوقين وهذا بالإتفاق، فلا يمنع أن يكون له صفاتاً لا تشبه صفات المخلوقين, فتأمل.
أما مقاصد الشيعة من سؤال نزول الرب عزوجل فليست خافية. وحيث أن مزاعمهم في المسألة هو القول بإقتصار ورودوها من طرق أهل السنة. فإننا نقول أن مرويات الشيعة في الباب أضعاف مرويات أهل السنة وإليك بعضها، وفيها دلالة على إخفاء علمائهم لهكذا روايات لغايات مكشوفة:
- عن محمد بن عيسى قال : كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمد ( عليه السلام ) : جعلني الله فداك يا سيدي قد روي لنا : أن الله في موضع دون موضع على العرش استوى وإنه ينزل كل ليلة في النصف الأخير من الليل إلى السماء الدنيا وروي : انه ينزل عشية عرفة ثم يرجع إلى موضعه ، فقال بعض مواليك في ذلك : إذا كان في موضع دون موضع ، فقد يلاقيه الهواء ويتكنف عليه والهواء جسم رقيم يتكنف على كل شيء بقدره فكيف يتكنف عليه جل ثناؤه على هذا المثال ؟ فوقع ( عليه السلام ) : علم ذلك عنده وهو المقدر له بما هو أحسن تقديرا واعلم انه إذا كان في السماء الدنيا فهو كما هو على العرش ، والأشياء كلها له سواء علما وقدرة وملكا وإحاطة.
- ان الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ، وينزل عشية عرفة إلى أهل عرفة ، وينزل ليلة النصف من شعبان.
- عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : إن أعمال العباد تعرض كل خميس على رسول الله صلى الله عليه وآله ، فإذا كان يوم عرفة هبط الرب تبارك وتعالى وهو قول الله تبارك وتعالى : ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا ) فقلت : جعلت فداك أعمال من هذه ؟ فقال : أعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا.
- ان الجبار تبارك وتعالى قد هبط إلى الأرض فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا وحجر من المروة وحجر من طور سينا وحجر من جبل السلام ، وهو ظهر الكوفة فأوحى الله إلى جبرئيل ان ابنه وأتمه.
- عن صفوان الجمال قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) لما أتى الحيرة : هل لك في قبر الحسين ( عليه السلام ) ؟ قلت : تزوره جعلت فداك ؟ قال : وكيف لا أزوره والله يزوره في كل ليلة جمعة يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء ومحمد أفضل الأنبياء ونحن أفضل الأوصياء . فقال صفوان : جعلت فداك فتزوره في كل جمعة حتى تدرك زيارة الرب ؟ قال : نعم يا صفوان الزم ذلك يكتب لك زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) وذلك تفضيل وذلك تفضيل.
- قال السائل : فتقول : إنه ينزل إلى السماء الدنيا ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام : نقول ذلك ، لان الروايات قد صحت به والاخبار . قال السائل : وإذا نزل أليس قد حال عن العرش وحوله عن العرش انتقال ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام : ليس ذلك على ما يوجد من المخلوق الذي ينتقل باختلاف الحال عليه والملالة والسأمة وناقل ينقله ويحوله من حال إلى حال ، بل هو تبارك وتعالى لا يحدث عليه الحال ، ولا يجري عليه الحدوث ، فلا يكون نزوله كنزول المخلوق الذي متى تنحى عن مكان خلا منه المكان الأول ولكنه ينزل إلى سماء الدنيا بغير معاناة ولا حركة فيكون هو كما في السماء السابعة على العرش كذلك هو في سماء الدنيا إنما يكشف عن عظمته ، ويري أولياءه نفسه حيث شاء ، ويكشف ما شاء من قدرته ، ومنظره في القرب والبعد سواء .
والروايات في الباب كثيرة.
ليست لنا مناظرات صوتية أو مرئية.
والسلام.