الكاتب : فيصل نور ..
ضوابط و شروط المباهلة
شيخنا الفاضل فيصل نور حفظكم الله
بارك الله فيكم و في جهودكم
شيخنا الكريم، أود أن أستفسر منكم عن ضوابط و شروط المباهلة
و جزاكم الله كل الخير
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،
الجواب
الحمد لله رب العالمين.
لا شك أن المباهلة أمر مشروع ولا يختص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا هي خاصة بالنصارى بل تشرع مع كل مخالف بعد إقامة الحجة عليه وإصراره على باطله، كما ثبت عن إبن عباس وإبن مسعود رضي الله عنهما، وعن بعض السلف كما فعل الأوزاعي مع الثوري في مسألة رفع اليدين، وعلماء المسلمين كإبن القيم و صدِّيق حسن خان رحمهما الله مع من خالفهما في مسائل صفات الله، وكذا محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الذي دعا من خالفه إلى أحد أربع: إما إلى كتاب الله، وإما إلى سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإما إلى إجماع أهل العلم، فإن عاند دعوته إلى المباهلة.
أهم شروط المباهلة كما هو مذكور في مظانه:
- إخلاص النية لله تعالى.
- العلم، وهذا يعني أن يسبق المباهلة حوار ونقاش، وما سوى ذلك فهو مذموم لقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ. وقوله تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإنجِيلُ إلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ. هَا أَنتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ. وقد إستدل على ذلك بعض المفسرين أن في في الآية دليل على المنع عن الجدال لمن لا علم له ولا تحقيق عنده.
- أن يكون طالب المباهلة من أهل الصلاح والتقى.
- أن تكون بعد إقامة الحجة على المخالف، كما قال بعض أهل العلم : إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا بل أصروا على العناد أن يدعوهم إلى المباهلة. لذا قيل بخطأ من يلجأ إلى المباهلة بسبب ضعف أدلته وانقطاع حجته، وعدم قدرته على إقناع خصمه وتفنيد أدلته والرد على شبهته، وأن هذا المنهج خلاف ما جاء في الكتاب والسنة.
- أن تكون المباهلة في أمر مهم من أمور الدين، وقد قال بعض أهل العلم: إن المباهلة لا تجوز إلا في أمر مهم شرعاً وقع فيه اشتباه وعناد لا يفسر دفعه إلا بالمباهلة، فيشترط كونها بعد إقامة لحجة، والسعي في إزالة الشبهة وتقديم النصح والإنذار، وعدم نفع ذلك، ومساس الضرورة إليها. وهذا كما قيل لا ينبغي أن يدعو الإنسان إليها في كل مسألة يقع فيها الخلاف، ويسوغ فيها الاجتهاد كما يفعل البعض. وإن وقع ذلك من ابن عباس وابن مسعود والأوزاعي من دعوتهم للمباهلة في مسائل الفروع كما مر حيث حمل بعض أهل العلم ذلك منهم على أنه إنه اجتهاد منهم.
والسلام
جزاكم الله كل الخير شيخنا المفضال يحفظكم الله
تحدث الشيخ عثمان الخميس حفظه الله عن المفاصلة
و هذا يعني أن على أحد الفريقين المتباهلين أن يترك المنتدى، لئلا يجتمع مع خصمه بعد المباهلة
فما قولكم في هذا بارك الله فيكم؟
نعم المباهلة هي مفاصلة وهي أشبه بالبيان الختامي، أي لا إجتماع مع المخالف من جديد، وكما قال الشيخ عثمان الخميس حفظه الله:إن المباهلة هي المفاصلة، فإذا باهلناكم فاصلناكم، لا يمكن أن نباهلكم ثم نجلس نتناقش مرة ثانية.لذا فإن رأيتم المباهلة فلا تجتمعان في مناقشة الموضوع من جديد، وإن لم تطمئنوا لهذا فليكن خروج الرافضي من المنتدى، وليس خروجكم أنتم أصحاب الدار.
والسلام